المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


الوعد الصادق

لماذا فشلت نظم "الدفاع" الإسرائيلي أمام صواريخ حزب الله؟

سامح راشد
مجلة السياسة الدولية (*) - 26/12/2006
رغم سيل الصواريخ التي أطلقها حزب الله على "إسرائيل"، إلا أن نظم الدفاع الصاروخي الإسرائيلية لم تنجح في وقفها أو التعامل معها. وذلك برغم أن لدى "إسرائيل" منظومتين للدفاع ضد الصواريخ: الأولى هي نظام الدفاع بالصاروخ آرو (السهم) والثانية هي منظومة باتريوت.
وسبب إخفاق كلا النظامين في التعامل مع صواريخ حزب الله، أن كلاً منهما غير مصمم للتعامل مع هذه النوعية من الصواريخ، سواء باعتراضها أو بتدميرها. فهي مصممة للعمل ضد الصواريخ الباليستية متوسطة وبعيدة المدى (أي التي يتراوح مداها من 200 إلى 1000 ميل) في حين أن الصواريخ التي يطلقها حزب الله على "إسرائيل" قصيرة المدى، فلا تدخل ضمن نطاق عمل الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية.
تعتمد المنظومة الصاروخية (آرو) على ضرب الصاروخ المهاجم في المرحلة الأخيرة من مساره قبل الوصول إلى هدفه، وذلك بتفجير الصاروخ آرو في الصاروخ المهاجم أو في أقرب نقطة على مساره، ما يؤدي إلى تدمير الصاروخ المهاجم.
وتملك إسرائيل بطاريتين من هذا النظام، إحداهما تغطي وسط "إسرائيل"، والأخرى تغطي المنطقة الشمالية، وفي حالة تعرض جنوب "إسرائيل" لأي هجوم فهناك شكوك كبيرة في قدرة نظام آرو على الدفاع عن الجنوب، نظراً لصعوبة إحداث تعديل سريع في وضع بطاريات هذا النظام لتغيير نطاق توجيهها.
أما نظام الدفاع الصاروخي (باتريوت) فهو مصمم للدفاع ضد الصواريخ الباليستية، وذلك بالتعامل معها في المرحلة الوسطى من مسارها إلى أهدافها، باعتراض الصاروخ المهاجم بواسطة رأس متفجر يحملها الباتريوت.
ويختلف نظام (باتريوت) عن نظام (آرو) في قدرة الباتريوت على التعامل مع الصواريخ المهاجمة على ارتفاعات منخفضة.
والمشكلة الأساسية التي منعت الدفاعات الإسرائيلية من وقف صواريخ حزب الله، هي أن تلك الصواريخ قصيرة المدى، وتنطلق من مواقع متغيرة، وتتميز بالقابلية للإطلاق السريع ثم نقل منصة الإطلاق إلى موقع آخر.
كذلك فإن الرحلة التي تقطعها صواريخ حزب الله ـ خصوصاً صواريخ الكاتيوشا ـ قصيرة للغاية ولا تستغرق أكثر من بضع ثوان لكونها قصيرة المدى (أقل من 10 أميال) ما يجعل المدى الزمني المتاح قبل وصول الصواريخ إلى أهدافها أقصر كثيراً مما تحتاجه شبكات الرادار الإسرائيلية، فضلاً عن صعوبة تتبع مساراتها.
ورغم وجود تقارير عن تلقي حزب الله دعماً عسكرياً إيرانياً يتمثل في نوعيات أخرى من الصواريخ قادرة على حمل رؤوس متفجرة ثقيلة لمسافات تصل إلى 45 ميلا، إلا أن المفاجأة الحقيقية في قدرات حزب الله العسكرية جاءت في عملية قصف البارجة الإسرائيلية أمام سواحل بيروت. فقد تمت العملية بمهارة وباستخدام طرازين من صواريخ كروز هما (سيلكورم801) و (سيلكورم 701) حيث أطلق حزب الله الصاروخ الأول على ارتفاع عال كنوع من التمويه ولتوجيه انتباه دفاعات البحرية الإسرائيلية عليه، بينما تم توجيه الصاروخ الثاني إلى البارجة الإسرائيلية بشكل صحيح وعلى ارتفاع منخفض فنجح بالفعل في ضرب البارجة.
ويضيف استخدام صواريخ كروز مشكلة جديدة أمام الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية، فهي أكثر قدرة من الصواريخ الباليستية على المناورة وتغيير مساراتها فضلاً عن طيرانها على ارتفاعات منخفضة، ما يمنحها فعالية كبيرة في تضليل الرادارات ووسائل الدفاع الجوي.
لذلك أثبتت الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية فشلها في مواجهة صواريخ حزب الله، وذلك باعتراف عوز روبين مصمم الصاروخ (آرو) حيث أكد أنه لا يصلح للتعامل مع أية تهديدات صاروخية في مدى أقل من 125 ميلا.
وتحاول "إسرائيل" التغلب على هذه المشكلة، حيث منحت في شهر ايار/مايو الماضي لمجموعة "رايثون/ رافائيل" عقداً لإنشاء نظام جديد للدفاع الصاروخي ضد الصواريخ قصيرة المدى (25- 155 ميلا).
لكن المشروع لا يزال في مراحله الأولى، ويفترض الانتهاء منه ودخوله الخدمة عام 2010، وحتى ذلك الحين على "إسرائيل" الدفاع عن نفسها بالوسائل التقليدية القديمة سواء بشن هجمات على الأهداف أو مصادر التهديد في مواقعها على الأرض.
(*) المصدر: فيكتوريا سامسون، نظم الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، مركز معلومات الدفاع، واشنطن، 19 أيلول / يوليو 2006.
13-آذار-2008
استبيان