المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


إعتداءات لبنان

الانسحاب من الغجر رهن بإقرار الترتيبات اللبنانية للمدنيين.. "اليونيفيل" تتسلم من الإسرائيليين خرائط الألغام القديمة

حسين سعد
جريدة السفير اللبنانية - 10/10/2006
تميز الاجتماع الذي عقد، امس، في احد مقرات قيادة القوات الدولية في رأس الناقورة بين ممثلين عن الجيش اللبناني وجيش الاحتلال الاسرائيلي برعاية "اليونيفيل" بتناوله تفصيلياً موضوع الانسحاب الاسرائيلي من الجزء اللبناني من بلدة الغجر في القطاع الشرقي وبتسلم الجانب الدولي خرائط حقول الألغام الاسرائيلية قبل العام ألفين والتي سيصار الى تسليمها للجانب اللبناني في غضون الساعات المقبلة.
وحسب مصادر متابعة للاجتماعات، فإن قيادة "اليونيفيل" سلمت مقترحات جديدة للجانب اللبناني برئاسة نائب مدير مخابرات الجيش اللبناني العميد عبد الرحمن شحيتلي حول الترتيبات المقترحة لبلدة الغجر في ضوء القرار اللبناني الحاسم بدخول البلدة ورفع العلم اللبناني فيها ورفض رفع العلم الاسرائيلي وحصر السيادة عليها بالجيش اللبناني بالتنسيق مع القوات الدولية.
وفهم أن نقاشاً تفصيلياً حصل في الاجتماعات الأخيرة بشأن الترتبيات الخاصة التي ستقر خطياً بين الجانبين اللبناني والدولي بشأن الغجر ويتم اطلاع الجانب الإسرائيلي عليها من قبيل العلم والخبر فقط.
وتشمل الاجراءات اولاً دخول الجيش اللبناني بعد ان تتسلم "اليونيفيل" الغجر اللبنانية من الاسرائيليين مع خرائط الالغام التي تم زرعها حديثا وقديما. بعد ذلك يتولى جنود "اليونيفيل" عملية تفتيش المدنيين من ابناء الغجر فقط ممن يحملون هويات اسرائيلية وذلك خلال تنقلهم بين الشطرين اللبناني والاسرائيلي.
وتشمل الإجراءت فقط ابناء الغجر ولا يجوز لأي حامل لهوية اسرائيلية من خارج الغجر الدخول الى الشطر اللبناني حيث ستكون اليونيفيل مسؤولة عن عملية التدقيق. كما تشمل الاجراءات وضع حدود للتواصل الاجتماعي، حيث سيكون محظرا على اي اسرائيلي من خارج الغجر بدخول الشطر اللبناني تحت عنوان الزواج او العزاء او اي سبب إنساني، فيما تم الاتفاق على قواعد تتصل بمسؤولية "اليونيفيل" في التصدي لبعض الحالات الانسانية الصحية القاهرة.
وحسب ما تبلغه الجانب اللبناني، فإنه سيكون ايضا من غير المسموح لأبناء الشطر اللبناني من الغجر التنقل باتجاه باقي المناطق اللبنانية المحررة حيث ستمنعهم حواجز الجيش اللبناني لأنهم يحملون الهويات الاسرائيلية.
وجاء مخرج استلام "اليونيفيل" لأمر تفتيش المدنيين من ابناء الغجر (الشطر اللبناني) من اجل تفادي ان يبادر عناصر الجيش اللبناني الى تسلم اية هوية اسرائيلية على حواجزهم وبالتالي تكريس حالة مرفوضة من قيادة الجيش اللبناني رفضاً قاطعاً، والامر نفسه يسري على من يريدون الانتقال من الغجر الى الاراضي اللبنانية.
وقالت مصادر عسكرية مشاركة في الاجتماعات إن الجانب اللبناني تبلغ اوامر واضحة بأن لا يساوم في موضوع السيادة اللبنانية حاليا او مستقبلاً، وبالتالي فإن الغجر ستعود وعلى الاسرائيليين ان يقرروا الانسحاب منها والكرة في ملعبهم وليس في الملعب اللبناني، ولو اردنا استعادتها بأي ثمن كنا قبلنا ببعض الاقتراحات التي قدمها الاسرائيليون او "اليونيفيل" لكننا تعاطينا مع القضية بنفس طويل، ولذلك فإنه من المتوقع ان تحل قضية الغجر في مهلة قد لا تتعدى نهاية الاسبوع الحالي اذا وافق الاسرائيليون على كل الملاحظات اللبنانية على ورقة الترتيبات الامنية الخاصة المقدمة من "اليونيفيل" للجانب اللبناني.
وتابعت المصادر انه اذا لم يوافق الاسرائيليون فإن الامور تحتاج الى وقت اطول لأننا لن نقبل بأن تكون سيادتنا منتقصة في الغجر او غيرها من الاراضي اللبنانية. وأشارت الى ان قيادة "اليونيفيل" ابلغت الجانب الاسرائيلي في الاجتماعات بتبنيها المطالب اللبنانية في الغجر "لأن اللبنانيين هم اصحاب الحق والارض وأنهم (اي الاسرائيليين) ليسوا اصحاب ارض او سيادة او حق، وبالتالي فإن الترتيبات تتخذ بين اللبنانيين والقوات الدولية".
وأعلن نائب قائد القوات الدولية في الجنوب الجنرال نهرو انه تم خلال الاجتماع بحث موضوع بلدة الغجر من اجل تأمين انسحاب سريع للجيش الاسرائيلي. وقال ان الاجتماع كان مثمرا.
وأكد بيان باسم "اليونيفيل" ان الجانب الاسرائيلي سلم خلال الاجتماع قوات اليونيفيل خرائط حقول الألغام في الجنوب اعتبارا من حزيران عام 2000 التي بدورها سلمت هذه الخرائط الى الجيش اللبناني وشركة "ماغ" لنزع الالغام.
وعلمت "السفير" ان الخرائط تتعلق فقط بحقول الألغام ما قبل عام ألفين وأن "اليونيفيل" وعدت الجانب اللبناني بإرسال نسخة منها الى قيادة الجيش اللبناني اليوم.
وبالنسبة لحقول الالغام والقنابل العنقودية التي زرعها الاسرائيليون خلال العدوان الاخير، عُلم ان الجانب اللبناني اشترط ان لا يتسلم اية منطقة او موقع ينسحب منه الإسرائيليون إلا مرفقاً بخرائط الالغام والقنابل العنقودية، وهذا ما حصل في كل النقاط بحيث اكتملت لدى قيادة الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" خرائط الالغام والقنابل العنقودية الجديدة، باستثناء بلدة الغجر التي ستسلم بعد الانسحاب الاسرائيلي منها.
وعلم ان الجانب العسكري اللبناني يواصل عملية مسح شاملة ل"الخط الازرق" من القطاع الشرقي حتى الناقورة للتأكد من حدوث خروقات اسرائيلية داخل الاراضي اللبنانية، على ان ينجز عمله خلال الاسبوع الحالي.
19-شباط-2008
استبيان