المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


إعتداءات لبنان

جيش الاحتلال يعدل تموضعه بين الجولان و"المزارع"

جريدة السفير اللبنانية - الجمعة 23/6/2006
باشر جيش الاحتلال الإسرائيلي تعديل أمكنة بعض مواقعه، جنوبي خط الفصل بين الجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية المحتلين، في خطوة لافتة بدت كأنها تمهد الطريق لعمل ما، يمكن أن تقوم به قيادة الاحتلال في هذه المنطقة، لتغيير الواقع القائم إما تحت الضغوط العسكرية للمقاومة، أو تلبية لرغبات دولية ساعية لإيجاد حل على جبهة المزارع، ينهي احتلالها ويحشر المقاومة بنزع ذريعة عملها وصولاً الى تجريدها من سلاحها، حسب ما ينص القرار الدولي رقم 1559.
وتشير المعلومات المتوفرة من هذه المنطقة، إلى أن ورشا فنية عسكرية عدة تابعة لجيش الإحتلال الإسرائيلي، تقوم منذ فترة بإعادة تركيز بعض المواقع العسكرية، على طول الخط الممتد من محور الغجر غربا حتى مرتفعات جبل الشيخ شرقا، بعدما تبين أن العديد منها يخرق الخط الفاصل المعترف به دولياً، بين الجولان السوري المحتل والمزارع المحتلة ببضعة أمتار، منها على سبيل المثال مواقع: الغجر، الضهرة وتل العصافير.
وتشاهد بالعين المجردة ورشة عسكرية إسرائيلية كبيرة، مزوّدة بجرافات وحفارات ورافعات، تعمل على نقل موقع الغجر الواقع شرقي البوابة الوحيدة التي تربط هذه البلدة بالجولان، لمسافة تتراوح بين 20 إلى 30 متراً جنوباً. وقد تمّ حتى الآن إنجاز حفرة كبيرة جهّزت بالبنى التحتية الضرورية، إضافة إلى تركيب قساطل كبيرة للتهوئة. وطمرت الورشة ملاجئ كبيرة وغرفاً جاهزة من الباطون المسلح تحت الأرض. وتعمل الآن على رفع سواتر ترابية حول الموقع، إضافة الى نقاط للاستكشاف والمراقبة، على أن تنجز الأعمال، كما يبدو، خلال فترة شهر، ليحل هذا الموقع المستحدث مكان الموقع الحالي، الذي كان قد أُنجز في العام الثاني للتحرير.
أما بالنسبة لموقع الضهرة، فإن العمل على نقله جنوباً لم يبدأ بعد. علماً أنه يخرق الأراضي اللبنانية، العائدة لأهالي بلدة العباسية، بحوالي 40 متراً. ويشير أهالي العباسية، الى أن حوالى ثلثي مساحة بلدتهم ومنها مبنى المدرسة الرسمية، لا تزال محتلة، على الرغم من سلسلة الاحتجاجات المطالبة بتسليمها لأصحابها بعيد التحرير في العام 2000 .
ويخرق موقع "تل العصافير" الخط المتوقع بحوالى 25 متراً. وهو عبارة عن سواتر ترابية تتمركز في وسطها، بين الحين والآخر لفترات متفاوتة، آليات مدرعة أو راجمة صواريخ أرض ومتنقلة. والتخلّي عنه يلزمه بضع دقائق فقط.
وتشير المعلومات إلى موقعين آخرين مخالفين لخط الانسحاب المتوقع، واحد شرقي وادي العسل وآخر في محاذاة بركة مرج المن، لم يباشر بعد بإرجاعهما إلى خلف الخط المعتمد. كذلك هو الوضع عند بلدة الغجر، الذي يحظى باهتمام غير عادي من الأجهزة الأمنية والقيادة العسكرية الإسرائيلية، اذ إن الاتجاه يقضي بإقامة سياج شائك يشطر البلدة الى قسمين. وإنجازه يتطلب فترة أسبوع، خاصة بعدما تمّ تحديد الخط ميدانياً وبشكل دقيق. وهذا الخط يعطي ثلثي البلدة للبنان والثلث المتبقي للجولان السوري. ولولا اعتراض الأهالي لكان جيش الاحتلال قد أنجز هذا الخط منذ أعوام عدة، وشطر البلدة الى قسمين. وهذه الخطة التي لا تزال سارية في قيادة المنطقة الشمالية الإسرائيلية، تنتظر الظروف المؤاتية لتنفيذها.
ويبلغ طول الخط الفاصل عند الحدود الغربية لمزارع شبعا، الذي يمكن أن يتراجع اليه جيش الاحتلال، عندما يفرض عليه الانسحاب من هذه المنطقة، حوالى 24 كلم. وهو يبدأ غرباً من الطرف الغربي لبلدة الغجر وصولاً الى موقع الفوارة، عند أعالي مرتفعات جبل الشيخ شرقاً. ومن أهم المعالم التي يمر بها والمعروفة جيداً من أصحاب الأملاك في مزارع شبعا: وادي المغر، جرن القواديم، مراح فراشة، العيزقاني، خلة شحيل، درجة الحمرا، وادي العسل، وادي المنجرة، بركة مرج المن (يفصلها الخط مناصفة: القسم الشمالي لبناني والغربي سوري) اضافة الى شعاب ابو قداح، شحل اليسر، نعصة نمر، جواوير فتالة وشحلة الزرقا.
وتلفت مصادر هذه المعلومات، الى أن جيش الاحتلال حدّد الخط الحدودي الجديد بمفرده وحسب خرائط بحوزته. وإن مثل هذا التحديد المنفرد لا يمكن الاعتراف به من الطرف الآخر (لبنان)، بل سيبقى موضع شك لتعود عندها قصة إبريق الزيت، فلبنان خلال عملية ترسيم الحدود بعيد التحرير في العام ,2000 أوقف الترسيم عند جسر الغجر (فوق مجرى الوزاني)، ولم يعترف إطلاقاً بأي ترسيم حصل أو يحصل الى الشرق من هذا الجسر. والسؤال المطروح في هذه الفترة هل سيقدم جيش الاحتلال على خطوة الانسحاب من المزارع، أم سيبقي ذلك في إطار الضغط والتهويل على لبنان ومقاومته؟
25-شباط-2008
استبيان