المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


عدوان تموز 2006

«واشنطن بوست»: حرب لبنان ما زالت تشغل الخبراء الأميركيين

واشنطن بوست 7/4/2009

ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، في تقرير على صدر صفحتها الاولى أمس، انه بالرغم من مرور حوالى ثلاث سنوات على حرب لبنان الثانية، والتي لم يشارك فيها أي جندي أميركي، فإن هذه الحرب ما زالت تثير سجالا حاميا ومتزايدا داخل وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، ومن شأن هذا الأمر أن يغير الطريقة التي تحارب بها القوات الأميركية في المستقبل.

في هذا الوقت، أعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، خلال مؤتمر صحافي في واشنطن، أن التوصيات المالية لموازنة وزارة الدفاع الأميركية للعام 2010 التي سيقدمها «ستصلح في شكل عميق» طريقة شراء البنتاغون للأسلحة و«ستبدل أولويات» الدفاع الأميركي. وتلغي توصيات غيتس العمل ببرامج أسلحة مكلفة جدا، في مقابل زيادة التمويل للطائرات من دون طيار والاستخبارات وبرامج المراقبة والاتصالات والقوات الخاصة، وجميعها مخصصة لمواجهة المقاتلين في العراق وأفغانستان ومناطق أخرى في العالم.
 
وأشارت الصحيفة، في تقريرها، إلى انه تم النظر، بشكل واسع، إلى نتيجة المعركة بين إسرائيل وحزب الله في صيف العام 2006، على أنها كارثة على الجيش الإسرائيلي. وأوضحت انه بعد فترة قصيرة من انتهاء القتال، بدأ بعض المسؤولين العسكريين الأميركيين التحذير من أن تلك المعركة القصيرة والدموية والتقليدية إلى حد ما، تشكل إنذارا حول كيفية القتال الذي سيتبعه الأعداء المقبلون للولايات المتحدة.

وتابعت الصحيفة انه منذ ذلك الحين، أرسلت وزارة الدفاع الأميركية حوالى 12 فريقا لإجراء مقابلات مع الضباط الإسرائيليين الذين قاتلوا ضد حزب الله. ورعت القوات البرية ومشاة البحرية سلسلة من المناورات، التي كلفت ملايين الدولارات، لاختبار كيف يمكن أن تقاتل القوات الأميركية عدوا مماثلا.
وقال الباحث في «مختبر الحروب البحرية» في كوانتيكو فرانك هوفمان «لقد نظمت خمس مناورات رئيسية خلال العامين الماضيين، وجميعها تركزت على حزب الله».

وأوضحت الصحيفة أن السبب الرئيسي الذي يجعل هذه الحرب، التي دامت 34 يوما، تحوز هذا الاهتمام الضخم هو أنها تسلط الضوء على وجود انشقاق في صفوف القادة العسكريين الأميركيين: البعض يريد تغيير الجيش الأميركي بحيث يكون مستعدا بشكل أفضل لحروب مثل التي يخوضها في العراق وأفغانستان، فيما يشعر آخرون بالقلق من أن مثل هذا التغيير سيجعل الولايات المتحدة غير محصنة أمام عدو تقليدي.
وقال الباحث الرفيع المستوى في مجلس العلاقات الخارجية ستيفن بايدل، الذي قدم المشورة لقائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال ديفيد بتراوس، إن «الحرب اللبنانية أصبحت مثالا بارزا». وأضاف «إذا كنت معارضا لإجراء تعديلات على الجيش لخوض حروب اقل حدة فهذا سيكون سجلك الدامي. تتم مناقشتها خلال اتصالات سرية تقريبا لمعرفة إلى أي جانب من الجدل تقف».

وأشارت الصحيفة إلى أن الخبراء العسكريين الأميركيين صعقوا ازاء التدمير الذي استطاعت قوات حزب الله، التي تستخدم صواريخ موجهة مضادة للدبابات، إلحاقه بأرتال المدرعات الإسرائيلية. وخلافا للميليشيات التي تقاتل في العراق وأفغانستان، والتي غالبا ما تستخدم أسلوب الكر والفر، صمد مقاتلو حزب الله في مكانهم أمام القوات الإسرائيلية البرية في معارك دامت حتى 12 ساعة. كما تمكنوا من التنصت على الاتصالات الإسرائيلية وحتى أنهم أصابوا سفينة إسرائيلية بصاروخ «كروز».

وخلصت دراسة أجراها «معهد الدراسات القتالية للجيش» العام الماضي إلى أن «حزب الله تبنى من عام 2000 إلى عام 2006 عقيدة جديدة، (هي) تحويل نفسه من قوة تستخدم حرب العصابات في الغالب إلى قوة قتالية شبه تقليدية». وحذر تقرير مماثل للبنتاغون من أن قوات حزب الله كانت «مدربة بشكل رائع إلى أقصى الحدود، وخاصة في استخدام الأسلحة المضادة للدبابات والصواريخ»، مضيفا «أنهم يفهمون جيدا نقاط الضعف في المدرعات الإسرائيلية».

وأشارت الصحيفة إلى أن الكثيرين من المسؤولين العسكريين الرفيعي المستوى يصفون هذه المعركة القصيرة تقريبا على أنها مباراة معنوية تصور ثمن التركيز كثيرا على حروب مضادة للتمرد على حساب معارك تقليدية. ويشيرون إلى أن القوات الإسرائيلية، قبل حرب لبنان، كانت منخرطة بشكل كبير في مهمة احتلال الأراضي الفلسطينية.

وقال محلل عسكري رفيع المستوى، درس حرب لبنان لمصلحة «معهد الدراسات القتالية للجيش»، إن «الحقيقة هي انه يجب أن تجد الوقت للتدرب على العمليات العسكرية الرئيسية، حتى ولو كنت تحارب التمرد»، مضيفا أن نشر القوات في العراق وأفغانستان منع وحدات الجيش من القيام بمثل هذه التدريبات.
وذكرت الصحيفة أن خلاصة دراسة أعدها الجيش مؤخرا، تقع في 30 صفحة، وتم تحضيرها لرئاسة الأركان والمسؤولين المدنيين الرفيعي المستوى في البنتاغون، بحثت كيف يمكن للموازنة المخصصة للمعدات الحربية المستقبلية، والبالغة 159 مليار دولار، وهي عبارة عن شبكة من العربات وأجهزة الاستشعار، أن تستخدم لمواجهة قوات حزب الله بسرعة مع التقليل من عدد الضحايا الأميركيين.
 
وذكرت الدراسة «أن حزب الله يعتمد على الرؤية المنخفضة وحضر دفاعاته»، مضيفة أن «معدات المعارك المستقبلية تعتمد على أجهزة الاستشعار والروبوت (الإنسان الآلي) من اجل إجراء المناورة من دون أي اتصال مباشر» مع المقاتلين.
 
واعتبرت الصحيفة أن هذه التغييرات تعكس بروز المعسكر المؤيد للتركيز على محاربة «التمرد» في البنتاغون، ومن بين أبرز أعضائه الجنرال بتراوس، لافتة إلى أن استراتيجية الرئيس باراك أوباما تجاه أفغانستان، التي تركز على حماية المدنيين والقضاء على الملاذات الآمنة للمتشددين، تدعم إلى حد كبير هذه المجموعة.

وأشارت إلى أن السؤال الذي يواجه المسؤولين في وزارة الدفاع هو ما إذا كانوا قادرين على بناء قوة يمكن أن تنتصر في معركة ضد التمرد، حيث يتم التركيز على حماية المدنيين وبناء قوات الجيش والشرطة، فضلا عن خوض معركة تقليدية.
 
وأضافت أن السؤال الآخر هو ما إذا كان الجيش الأميركي يأخذ الدروس الصحيحة من الحرب بين إسرائيل وحزب الله، موضحة أن الدراسات التي أجراها ركزت بشكل شبه حصري على المعركة في جنوب لبنان وتجاهلت الدور المتنامي لحزب الله في المجتمع اللبناني بصفته حزبا سياسيا ومجموعة تقدم مساعدات إنسانية، موضحة انه بعد المعركة، تحركت قوات حزب الله بسرعة حاملة المساعدات من اجل إعادة الاعمار.


غيتس

وقال غيتس، خلال مؤتمر صحافي في وزارة الدفاع في واشنطن، إن التوصيات المالية لموازنة وزارة الدفاع الأميركية للعام 2010 والبالغة 534 مليار دولار، «ستصلح في شكل عميق» طريقة شراء البنتاغون للأسلحة و«ستبدل أولويات» الدفاع الأميركي.
وأوضح غيتس أن خطته تشير إلى رغبة الإدارة الجديدة في إعادة تركيز عقود الدفاع بناء على حاجات مكافحة التمرد التي أصبحت النموذج السائد للنزاع، وليس على القدرات المستقبلية الافتراضية لأعداء محتملين.

وأوضح غيتس أن القرارات المقدمة تحتوي على ثلاثة أهداف رئيسية، وهي «تأكيد التزام اخذ حاجات العسكريين في الاعتبار» و«إعادة التوازن لبرامج هذه الوزارة من اجل تعزيز قدراتنا للقتال في الحروب التي نحن فيها اليوم والسيناريوهات التي يمكن أن نواجهها في السنوات المقبلة، وفي الوقت ذاته تأمين حاجز ضد المخاطر والاحتمالات الأخرى»، ويكمن الهدف الثالث «بإصلاح ما يمكن أن نشتريه وطريقة ذلك، وهذا يعني مقاربة عميقة جدا للطريقة التي يبرم بموجبها البنتاغون عقوده».
وأوصى غيتس بخفض كبير لبعض برامج التسلح الأميركية الضخمة، مثل شراء مروحية جديدة للرئيس ووقف برنامج صنع الطائرة الحربية «اف 22» التي تكلف الواحدة 140 مليون دولار، وفي المقابل أوصى بتسريع عملية إنتاج الطائرة «أف 35»، وشراء المزيد من السفن التي تستطيع العمل قرب الشاطئ من «اجل محاربة المتمردين».

وأشار غيتس إلى أن «حاجات الحرب العصرية تحتاج منا إلى تمويل طويل الأمد وثابت شبيه ببرامج التحديث التقليدية. أنا انوي استخدام موازنة العام 2010 من اجل البدء بهذا الأمر: أولا، سنزيد من عملية تمويل الدعم الاستخباراتي والمراقبة والاستطلاع بحوالى ملياري دولار عن الموازنة الأساسية، وهذا الأمر سيتضمن زيادة 50 طائرة استطلاع من نوع «بريدايتور» ونشرها، وإطلاق عملية تطوير وتنمية برامج الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع من اجل ساحات القتال اليوم».

وأضاف غيتس «من اجل زيادة جهود شركائنا العالميين، فإننا سنزيد من عملية التمويل بقيمة 500 مليون دولار. هذه الخطوات تتضمن تدريب وتجهيز جيوش أجنبية من اجل القيام بعمليات لمكافحة الإرهاب وتأمين الاستقرار».
ومن اجل محاربة تهديدات المتمردين، أوصى غيتس «بزيادة قدرات القوات الخاصة، عبر زيادة عديدها بأكثر من 2800 جندي، وشراء معدات تجعلها أكثر فاعلية وسرعة في الانتشار، وطائرات إعادة تزويد بالوقود».



07-نيسان-2009
استبيان