المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


عدوان تموز 2006

وثائق عدوان تموز 2006 : تآمر لا يحدّه شيء



لم يكن مطلب نزع سلاح حزب الله آنيا في لبنان أو مرحليا ، فهو منذ انطلاق المقاومة عام 1982 ، شكّل عبءا على معارضي خطّ الممانعة في المنطقة ، والمواجهة الازلية للعدو الاسرائيلي ومخططاته المكشوفة .

وفي هذا الاطار ، تأتي وثائق "ويكيلكس" التي تتولى صحيفة "الاخبار" نشرها تباعا ، لتظهر حجم التآمر على المقاومة خلال العدوان الصهيوني على لبنان.
ضيوف حلقة اليوم من الوثائق التموزية ، هم رئيس الهيئة التنفيذية في القوات الللبنانية سمير جعجع ووزير الخارجية السعودي سعود الفيصل والسفير الامريكي السابق في بيروت جيفري فيلتمان .
جعجع : يجب نزع سلاح حزب الله فوراً

وفي التفاصيل ، تكشف برقية تحمل الرقم 06BEIRUT2613 مدوّنة بتاريخ الرابع عشر من آب 2006، حضّ جعجع خلال لقاء مع فيلتمان على عدم تأجيل النقاش في النزع الكامل لسلاح حزب الله، وعلى ممارسة ضغوط داخلية وخارجية على الحزب في هذا الشأن، وقال جعجع إن "إعادة إعمار الجنوب والوعد بحل لمسألة مزارع شبعا سيساعدان على الدفع باتجاه النزع الكامل للسلاح".

وإذ عبّر عن قلقه من أن "إصدار القرار 1701 قد يطلق موجة جديدة من الاغتيالات في لبنان، تحديداً ضد 14 آذار"، حث جعجع على إنشاء المحكمة الخاصة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين بإغتيال الرئيس رفيق الحريري في أقرب وقت ممكن لإبقاء السوريين في حالة فقدان التوازن".

يلفت فيلتمان في الوثيقة الى أن جعجع وافق على اقامة آلية فعالة للرقابة من أجل منع تهريب السلاح عبر النقاط الحدودية.
وتروي الوثيقة أنه وبعد نزوله من حصنه الجبلي في بشري الى بيروت في رحلة تستغرق ساعتين للقاء الحلفاء في 14 آذار، بمن فيهم رئيس الوزراء آنذاك فؤاد السنيورة وسعد الحريري، عرج جعجع على السفارة مساء 12 آب 2006، حاملاً كأس حليب، مشروبه المفضل، حثّ جعجع على عدم تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 بالتقسيط، بل تطبيقاً شاملاً".

ويضيف جعجع "بعيداً عن كونه مهتزاً ومنكسراً، حزب الله في "مزاج جيد" ولن يوافق على النزع الكامل للسلاح من دون بعض الضغط، محذّرا من أنه لا أحد يجب أن يراهن على إنقلاب الشيعة على حزب الله بعد إنتهاء النزاع، بما أن ولاءهم له يقوم على "عمق تاريخي، أيديولجي، وفلسفي".

ويعتقد جعجع أن حزب الله، حتى لو إنتقل الى شمال الليطاني، بحسب "ويكيليكس"، سيستعمل مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار لـ"يرتاح ويتمون، ويعيد تعزيز ترسانته وصواريخه".

تظهر الوثائق التموزية أن جعجع حاجج بأن النزع الكامل لسلاح حزب الله في كل لبنان يجب أن يوضع على طاولة البحث الآن، لكن رئيس الوزراء السنيورة ينوي التركيز حصراً على نزع سلاح الميليشيات جنوب الليطاني، وتابع "السنيورة خائف، إنه يريد أن يسير خطوة خطوة. إنه يعتقد أنه ما إن يخلي حزب الله الجنوب، حتى يخسر سبب وجوده"،ويعتقد قائد القوات اللبنانية أن "حزب الله مسلحاً في سهل البقاع وشمال لبنان سيشكل الخطر ذاته كما لو كان في الجنوب، وحذر جعجع من أن وضعية كهذه ستقود ببساطة الى حرب جديدة "خلال عام أو عامين".

وقال جعجع إنه "يجب الضغط على الموقف السياسي لوزيري حزب الله في الحكومة (آنذاك)، طراد حمادة ومحمد فنيش لتسليم كل أسلحة المنظمة"، وإذ إعترف بضآلة إمكان حصول ذلك، أشار جعجع، إن عدداً من أعضاء 14 آذار - بمن فهيم مروان حمادة، نايلة معوض، جوزف سركيس، ميشال فرعون، بيار الجميل، وغازي العريضي - ينوون، رغم ذلك، طرح موضوع النزاع الكامل للسلاح في مناقشات الحكومة لقرار مجلس الأمن 1701".

وقال جعجع أيضاًَ إن "للمجتمع الدولي دورا يجب أن يؤديه"، مستعرضا ما جاء في "الفقرة العاشرة من قرار مجلس الأمن 1701، التي تدعو الأمين العام للأمم المتحدة (آنذاك كوفي) أنان لتقديم إقتراحات خلال ثلاثين يوماً الى مجلس الأمن من أجل تطبيق إتفاق الطائف والقرارين 1559 و1680، معتبرا أن "هذه الاقتراحات يجب أن تركز أساساً على النزع الكامل لسلاح الميليشيات".
وطالب جعجع أيضاً دعم الحكومة الأميركية لـ"شد عصب كوفي" في هذه المسألة، مشدّدا على ألا يميع أنان شرط نزع السلاح، داعيا إياه الى ان أن يجبر الحكومة اللبنانية على تقديم "خطة أسبوعية" لنزع سلاح حزب الله.
وفق جعجع ، على أنان ايضاًَ أن يبلغ السنيورة بأن قرار مجلس الأمن 1701 هو قرار "يؤخذ بكامله أو يرفض بكامله" وأن يشد عليه بأنه من دون خطة للحكومة اللبنانية من أجل نزع الكامل لسلاح حزب الله، لن يكون مستعداً لنشر قوى يونيفيل معززة في الجنوب.

وأضاف جعجع إنه "يجب ان تكون هناك ترضيات للشيعة، أولا، على مسألة مزارع شبعا ان تربط بالنزع الكامل لسلاح حزب الله،وعلى انان ان يخبر السنيورة ان شبعا لن توضع تحت وصاية الامم المتحدة حتى ينزع سلاح حزب الله تماماً، كذلك "على المجتمع الدولي دعم الحكومة اللبنانية في رعاية المهجرين الذين يبلغ عددهم مليوناً، واكثرهم من الشيعة، وفي اعادة اعمار الجنوب اعماراً شاملاً".

قدّم جعجع خلال لقائه بفيلتمان رؤيته التي توسعت حتى باتت توجيهات ، فقال له إن "النزع الكامل لسلاح حزب الله هو أيضاً المفتاح من الرئيس اميل لحود، وإذ أشار الى ان حزب الله "تقريباً" قد إخترق الجيش، أضاف جعجع، إن السيطرة على الجيش تمر عبر خلع لحود. لكن نبيه بري لا يزال خاضعاً لحزب الله، على الأقل ما دام حزب الله مسلحاً، وهو لن يتمكن من تقديم دعمه الضروري لإخراج لحود حتى يشعر بالقوة الكافية للتصرف باستقلالية عن حزب الله وسوريا.

وهنا سأل السفير الامريكي، لماذا لا يقوم بري ببساطة بالعكس، أي أن يدعم خلع لحود كوسيلة لإضعاف حزب الله وسوريا، أجاب جعجع بأن بري لا يفكر الى هذا المدى في المستقبل. "إنه يفكر فقط بكل يوم بيومه. لا يخطر له التفكير بأن اخراج لحود سيضعف حزب الله ويقويه" .
ومجدددا حض جعجع على ان يكون نزع سلاح حزب الله وإضعافه هما البند الاول، وعندها فقط سيختار بري ان يدعم لحود.
ولفت جعجع الى ان نائب البترون الماروني بطرس حرب، وهو صديق لبري وعضو في حركة 14 آذار، قد يصلح مرشحاً توافقياً لاستبدال لحود.

إقامة آلية رقابة فعالة للحد من تهريب السلاح عبر نقاط العبور الحدودية الى لبنان، كان همّ جعجع الذي إقترح أن تقيم اليونيفيل نقاط سيطرة على طول الحدود مع سوريان شاكيا من أن حظر التسلح لا يقع بوضوح تحت الفصل السابع في القرار، وقال إنه سيدفع رئيس الوزراء السنيورة إما الى السماح برقابة دولية، خاصة في المرافئ والمطارات، وإما "طرد ادارة المطار والمرفأ أناس نثق بهم".

خطر الاغتيالات

في الوثيقة أيضا توقعات لجعجع ، تتضمن إمكان حصول "موجة جديدة" من الاغتيالات الانتقامية، خاصة ضد قادة من حركة 14 آذار.
وفي هذا الاطار ، حث جعجع على التحذير حتى لا تبدأ سوريا وايران باصطياد خصومها في لبنان، خاصة عبر التحرك السريع لانشاء محكمة تقاضي المتهمين في إغتيال رفيق الحريري. إقترح جعجع ايضاً أن تخبر الحكومة الأميركية وآخرون الحكومة السورية "عبر قناة خلفية" بأن يبقوا بعيداً عن اللبنانيين".

هنا سجّل فيلتمان ملاحظة يشير فيها الى أن "صدور افتتاحية في صحيفة موالية لحزب الله في 14 آب تصف وزراء 14 آذار نايلة معوض ومروان حمادة وبيار الجميل بالخونة وبأنهم كأفراد لواء غولاني الاسرائيلي، يديرهم سفير الولايات المتحدة، هو أمر مثير للقلق بشكل خاص".

فليتمان عن تصريحات جعجع : سلاح حزب الله هو أساس كل مشاكل لبنان

وفي تعليقه على تصريحات جعجع ، يوضح فيلتمان أن "المسألة المحورية لجعجع واضحة: سلاح حزب الله هو أساس كل مشاكل لبنان"، وأضاف "فيما نوافق على ان علينا ان نشرك الأمم المتحدة، وخاصة الأمين العام للأمم المتحدة أنان في الضغط على الحكومة اللبنانية للخروج بخطة للنزع الكامل لسلاح حزب الله، ليس على هذا الامر أن يسبقه بالضرورة توافق لبناني على اخراج لحود او توسيع رقابة الحكومة اللبنانية الفعالة لتشمل نقاط العبور الحدودية، بالنظر الى الخلافات التي تشق الحكومة حول مجرد نقل سلاح حزب الله الى شمالي الليطاني، ويخلص الى أنه سيكون من الصعب اقناع اللبنانيين الآخرين بإجبار حزب الله في هذا الوقت على القبول بالنزع الكامل لسلاحه، كما يقترح جعجع.

سعود الفيصل : سعود الفيصل: حزب الله خارج على القانون

وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل حضر أيضا في وثائق "ويكيليكس"، التي تكشف أن الاخير طلب من الولايات المتحدة الدعوة لوقف إطلاق النار .

وبحسب ما يروي مدوّن الوثيقة رقم 06JEDDAH11 السفير الاميركي في السعودية جايمس أوبرويتر،فقد استدعي الاخير من قبل الفيصل من الرياض الى جدة لإجتماع ثنائي في وقت متأخر من مساء 30 تموز2006 بهدف حض وزيرة الخارجية الامريكية حينها كوندوليزا رايس على المناداة بوقف لإطلاق النار في لبنان وترك حزب الله يرفضه، وعندها سيكتشف الجميع حقيقة الحزب الله، وبأنه خارج القانون بدلا من ذلك أنتم تحولون حزب الله الى أبطال.

الفيصل : تقديراتنا ان ما يحصل يقوي حزب الله ولا يضعفه

واعتبر الفيصل أن ما يحصل الآن (خلال حرب تموز )يقوي حزب الله ولا يضعفه، مستندا في ذلك الى تقديرات الخسائر التي يحصل عليها من مصادر متعددة إستخبارية وغير إستخبارية .

عن مجرزة قانا ، يقول الفيصل "مجزرة اليوم حصلت في قرية إسمها قانا- وفي قرية باسم مشابه في الجليل قام المسيح بشفاء المكفوفين،الآن يرى الجميع لا فقط من هم في الدول العربية والاسلامية، نتائج رد الفعل الاسرائيلي المبالغ فيه".

وأشار الى أنه لا يرى أي فائدة للمصالح الأميركية من السياسة المتبعة حاليا، وهي بالتأكيد لا تدعم هدفنا المشترك في مواجهة التهديد الإيراني في العراق، معربا عن خشيته من أن تكونوا(متوجها للامريكيين) تعتمدون على مستشارين لهم مصالحهم الخاصة، بدلا من أصدقائكم الأوفياء الذين لا مصلحة لهم في هذا النزاع، ما خلا قلقنا على البلد لبنان".

ومما جاء على لسان الفيصل كما تكشف الوثيقة :

-تأتي البلاد العربية الأخرى إلينا لترى إن كنا نفهم السياسة الأميركية، لا يزال ملك الأردن عبد الله هنا. لا أحد منا يدرك الهدف من الموقف الأميركي الحالي. لا يمكننا أن نشرح لجمهورنا ما لا نفهمه.
-"تكلمت مع الرئيس مرتين أخيرا وطالبت باسم الملك بإعادة تفعيل الجهود في الموضوع الفلسطيني، وهو لب مشاكل المنطقة".

وعليه ، رد السفير الامريكي بأن الولايات المتحدة قد صدمها أيضا قصف قانا اليوم، وشدد على أن وزيرة الخارجية قد عادت الى المنطقة وهي في "اسرائيل" اليوم، وأن الولايات المتحدة تبحث عن وقف مستدام لاطلاق النار مدعما باتفاق حكومي- اسرائيلي، وقال السفير انه سينقل آراء وزير الخارجية حالا، وسأل إن كانت ثمة خطوات محددة يوصي بها وزير الخارجية. رد الأمير سعود بأن وضع مزارع شبعا تحت وصاية الأمم المتحدة سيقود الى نزع سلاح حزب الله، لأنها آخر بقعة لبنانية محتلة".

لحظ السفير أن قافلة المساعدات الانسانية السعودية قد وصلت لبيروت، واعتبر أنه "وبغض النظر عمّا إذا كانت هناك يد ايرانية مباشرة في خطف حزب الله للاسرائيليين ما أشعل هذه الازمة، فان الايراننين يحاولون إستغلال الأزمة لتحويل الاهتمام عن برنامجهم النووي".

يثني الفيصل على هذا الكلام ، ويرى أنه من المشجع سماع ذلك، وأضاف أنه خلال إجتماع مع رئيس المجلس الشورى الاسلامي الايراني علي لاريجاني بدا واثقا من أن المسائل اللبنانية والفلسطينية ستكون القضايا الوحيدة على الأجندة، وقال أيضا إن إيران سترسل مبعوثا الى المملكة في الأول من أب.

بالانتقال الى القضية العراقية، قال السفير الامريكي إنه يجب أن لا نسمح للأزمة في لبنان بأن تمنعنا من دعم الحكومة العراقية الجديدة التي تحتاج الى دعم إقليمي المشترك، والى تصريحات الولايات المتحدة والمملكة العظمى، قال الأمير سعود "سنفعل كل ما بوسعنا". خلال زيارة المالكي لجدة، قال المالكي إنه سيرسل أحدا ليتابع مسائل التمويل، ولكن هذه الزيارة لم تحصل، ولم يحصل تواصل هاتفي بين الأمير ونظيره العراقي.


ارباك في الموقف السعودي حيال سياسية امريكا

وفي ملاحظته ، لفت السفير الامريكي الى أن وزير الخارجية السعودي أظهر أسى صادقاً لقلة الحركة باتجاه وقف لإطلاق النار، تعابيره أبرزت عدم فهم لماذا تعتمد أميركا سياسة يعتقد هو انها تعطي حزب الله شعبية متزايدة لدى الجمهور العربي.

فيلتمان سفير "اسرائيل" في لبنان

في وثائق ويكيليكس ،يتّضح الدور الاستثنائي الذي لعبه جيفري فيلتمان أثناء الحرب على لبنان ، فهو معروف بعدائه لحزب الله، ولا سيّما انه سفير الدولة التي تضع الحزب على رأس لائحتها الخاصة بالمنظمات الارهابية.

يتجّلى أكثر هو الاداء من خلال حواراته مع المسؤولين اللبنانيين التي تهدف دوماً لطمأنة اسرائيل كما يقول فيلتمان نفسه بلا مواربة أو خجل، وتفيد الوثلئق التموزية أن معظم من كان يقابلهم في لبنان يشاطرونه آراءه، إن لم يكونوا أكثر منه تشدداً. لكنهم رغم ذلك لا يرضونه. فهم ينتقدون، في بعض الاحيان، شدة الضربات الاسرائيلية. وفي الوقت عينه، يريدون من "اسرائيل" ان تتخلص من حزب الله، أو ان تضعفه على الاقل. وعندما يطلب منهم ارشاده الى السبيل التي يمكن سلوكها للإضرار ببنية الحزب، يعجزون عن تقديم الاقتراحات، وفق البرقية رقم (06BEIRUT2513).

يوم 29/07/2006 (06BEIRUT2492) كان الرئيس فؤاد السنيورة غاضباً. اشتكى لفيلتمان من عدم التزام "اسرائيل" بالهدنة التي أعلنتها (48 ساعة)، مؤكداً ان "الطائرات الاسرائيلية قصفت سيارات اسعاف واضحة المعالم". مباشرة يبرز فيلتمان للسنيورة الرأي الاسرائيلي المبرر للقصف. يتحدث عن احتمال ان يستخدم حزب الله قوافل المساعدات الانسانية لامداد مقاتليه بما يحتاجون اليه. العبرة ليست في قبول السنيورة لهذا الاحتمال، بل في التعليق الذي أدرجه فيلتمان على البرقية. فرغم إقراره بأن بعض المنظمات غير الحكومية لم توفق في ايصال المساعدات الى الجنوب، وأن الصحف اللبنانية تنشر صور سيارات الاسعاف المدمرة، يجزم بأن وضع الممرات الانسانية ليس بالسوء الذي تحدث عنه السنيورة. ولإثبات وجهة نظره، ينقل عن الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسون، قوله ان القوافل التابعة للأمم المتحدة لا تواجه اي صعوبة في الوصول الى الجنوب.

وفي برقية اخرى، يظهر القدر الذي يحاول فيه فيلتمان تخفيف المسؤولية عن "اسرائيل".


يوم 26 تموز 2006 (06BEIRUT2475)، يبلغ المستشار السياسي لليونيفل، ميلوش شتروغر، السفارة الاميركية بأن الغارة الجوية الاسرائيلية لمقر مراقبي الهدنة في الخيام، أدت الى مقتل أربعة مراقبين أمميين، كانت على الارجح متعمدة. الا ان فيلتمان يأبى أن تقتصر برقيته على ذلك. فهون ينقل عن موظف في الامم المتحدة قوله ان الجنوبيين يحملون القوات الدولية مسؤولية بعض العمليات الحربية الاسرائيلية التي تستهدف النازحين.

وبناء على ذلك، يتساوى عند فيلتمان العمل الحربي الاسرائيلي ومشاعر السكان، فوضع لبرقيته عنوانا مفاده ان الامم المتحدة في لبنان تشعر بالضغط من "طرفي النزاع".

صحيح انه ينقل في احدى البرقيات ما يقال له عن موقف الولايات المتحدة "غير الاخلاقي" من استمرار الحرب في لبنان (وثيقة 06BEIRUT2487). أما في مفاوضاته، فيلزم الموقف الاسرائيلي كاملاً. وعندما يواجه من يعارضه، يستخدم اسلوب "النق".

يدفعه دفعا الى الموافقة على رأيه. بالتأكيد تسري هذه الحالة على من له عليهم دالة، وهم كثر في لبنان. جرى ذلك، على سبيل المثال، يوم 25 تموز 2006. ففي لقاء مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، عرض فيلتمان فكرة نشر قوات متعددة الجنسيات، تعمل وفقا للفصل السابع من الأمم المتحدة، حاثا السنيورة على اصدار موقف علني يطلب من المجتمع الدولي نشر هذه القوات. في البداية، رفض السنيورة (06BEIRUT2469) لكن سعادة السفير أصر. وبقي مصر الى ان انتزع موافقة رئيس الحكومة في اليوم التالي الى تنفيذ ما طلبه فيلتمان، لأن هذه الخطوة كانت خطا احمر تمنع المقاومة تخطيه).

وعندما يجد أن أمله بتنفيذ مراده قد انعدم، يلجأ الى تلقين محاوريه اصول غش الرأي العام، فيوم 6 آب 2006 (البرقية رقم 06BEIRUT2542)، كان الحديث الدبلوماسي يدور حول مشروعين لقرارين عن مجلس الأمن، يمنح الاول "اسرائيل" حق البقاء في جنوب لبنان، الى ان تضمن انتشار الجيش اللبناني والقوات المعتددة الجنسيات, السنيورة ابلغ فيلتمان بالرفض اللبناني لحل مبني على قرارين امميين. كان فيلتمان يدرك أن الرأي العام اللبناني يرفض هذه الفكرة التي يصعب تسويقها. لكنه كان يريد انتزاعها بأي طريقة. لجأ جيف الى حيلة ذكرها في تعليقه على البرقية. يقول انه سيرى امكان ان يوجه السنيورة انتقاداته لمشروع القرار في العلن، على ان يتوجه الى مجلس الوزراء قائلا انه لا خيار آخر أمام لبنان سوى قبول حل القرارين "لما فيه من منافع للمدنيين اللبنانيين". الحيلة لم تمر لكن السفير أدى قسطه للعلى.

فيلتمان يراهن على ابتعاد بري عن حزب الله

راهن مراراً على ابتعاد الرئيس نبيه بري عن حزب الله، وكذلك بالنسبة للنائب ميشال عون. رفض ادخال الأخير في اي مفاوضات تهدف الى وقف اطلاق النار (06BEIRUT2470). فهدفه الرئيسي كان عزل حزب الله، ولتحقيق ذلك، كان مستعداً لأن يقضي "90 دقيقة" على الطريق بين عوكر والديمان، لقياس مدى رغبة البطريرك نصر الله صفير في تحقيق ذلك الهدف: حشر حزب الله بهدف تسليم سلاحه (06BEIRUT2572).

جهد لفيلتمان لاخراج الرئيس لحود من بعبدا

ورغم انشغاله بالحرب ومسارها، لم ينسَ جيف اي تفصيل متصل بالسياسة اللبنانية. استمر في البحث عن سبل لاخراج الرئيس اميل لحود من بعبدا، أو لحشر سوريا. وبين الحرب والرئاسة، يطمئن الى المحكمة الدولية. وقبل نهاية الحرب، لا ينسى ضمان عدم محاسبة اسرائيل على ما فعلته. يطلب من وزير العدل شارل رزق، ضمان الا تطلب الحكومة اللبنانية المسؤولين السياسيين والعسركيين والاسرائيليين. فبرأيه، إن خياراً مماثلاً سيكون "غير حكيم"(06BEIRUT2609). وزير العدل اللبناني، الطامح حينذاك الى رئاسة الجمهورية، أطاع جيفري فيلتمان، من دون أي نقاش.

22-آذار-2011
استبيان