المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


عدوان تموز 2006

فصول جديدة من مسلسل فضائح "ويكليكس حول تآمر قوى 14 أذار في حرب تموز 2006


تواصل صحيفة "الأخبار" كشف فصول جديدة من وثائق موقع "ويكيليكس" والتي تظهر المدى الذي بلغه تآمر فريق 14 أذار على المقاومة أثناء العدوان الصهيوني على لبنان في تموز 2006 . وفيما شكلت مواقف النائب مروان حمادة عناوين ثابتة على مدى الأيام السابقة حتى اليوم، فإن أبطال حلقة اليوم من هذا المسلسل الأميركي الطويل هم وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال الياس المر، والنائب السابق نسيب لحود، وكذلك النائب السابق غطاس خوري.

حيث بدا واضحا من مواقف هؤلاء مدى خشتيهم من إنتصار حزب الله على "اسرائيل" الى درجة دفعت البعض منهم الى التبجح بالاعلان عن أمانيه بأن "تذل اسرائيل حزب الله".


لحود: على اسرائيل ان تذل القوة العسكرية لحزب الله
ومن الوثائق المنشورة على صفحات "الأخبار" اليوم برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت خلال حرب تموز 2006 تحت الرقم 06BEIRUT2529، جاء فيها "أن السفير الأميركي في لبنان (آنذاك) إلتقى في الثاني من آب 2006 النائب السابق نسيب لحود الذي تمنى أن "تذل" اسرائيل القوة العسكرية لحزب الله.
وقال لحود إن البنية التحتية المدنية لحزب الله دمرت في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت، لكن القيادة وغالبية المقاتلين تمكّنوا من البقاء على قيد الحياة.
وأضاف لحود ورغم ذلك "كان تدمير تلك البنية إنجازاً بارزاً، ويمنح فرصة متقدمة في فترة إعادة الإعمار بعد الحرب".
وبحسب الوثيقة، إقترح لحود ألا تلوم الولايات المتحدة الأميركية حزب الله على الخسائر التي تعرض لها لبنان، وأن تترك اللبنانيين التوصل الى تلك النتيجة بأنفسهم.
وعن المشاعر المعادية للسياسة الأميركية في لبنان، رأى لحود أنها أمر متوقع، ناصحاً بالتركيز على الفترة اللاحقة للحرب من أجل التخلص من هذه المشاعر.
وقال لحود إن الولايات المتحدة إذا قادت عملية إعادة إعمار بالشراكة مع الحكومة اللبنانية، فإنها ستتمكن من خطف الأضواء من حزب الله، وأكد لحود بأن شعبية النائب ميشال عون تتراجع بشدة، وأن أيامه في القمة قد انتهت.

خوري: ينبغي اقناع حزب الله بنزع اسلحته في منطقة جنوبي الليطاني
من جهة أخرى، تحدثت برقية أخرى حملت رقم 06BEIRUT2625 عن لقاء جمع النائب السابق غطاس خوري والسفير الأميركي في لبنان (آنذاك) جيفري فيلتمان على مأدبة غداء، يوم الرابع عشر من آب، تحضيراً للقاء مسائي يجمع الاثنين مع النائب وليد جنبلاط والوزير مروان حمادة في منزل الأخير.
ووفقاً للوثيقة، فإن خوري لم يجد وقتاً مناسباً، في اليوم الأول بعد إنتهاء حرب تموز/آب 2006، لحشر حزب الله والمطالبة بنزع كامل سلاحه، بل ينبغي التركيز، بحسب الوثيقة، على إقناعه بنزع أسلحته في منطقة جنوبي الليطاني.
ورغم أن غبار المعارك لم يكن قد سقط أرضاً بعد، فإن خوري كان مهتماً بالحديث عن إنتخابات رئاسة الجمهورية وإخراج الرئيس اميل لحود من قصر بعبدا. فخوري، بحسب ما يصفه فيلتمان، "يسوق طموحاته الرئاسية، كباقي السياسيين الموارنة".
ولفتت الوثيقة الى أن نائب بيروت السابق يريد إقناع فيلتمان بأن يطلب من الرئيس نبيه بري تقديم لائحة تضم أسماء خمسة مرشحين يدعم وصولهم الى رئاسة الجمهورية، لتختار قوى 14 آذار مع البطريرك الماروني (آنذاك) نصر الله صفير مرشحها المفضل. وطالب خوري فيلتمان بإقناع جنبلاط بالتحدث مع بري عن نزع سلاح حزب الله ورئاسة الجمهورية، لافتاً الى امكان ان يضمن جنبلاط لبري أن دوره كرئيس لمجلس النواب سيكون محمياً.

السنيورة: هناك حاجة لنزع سلاح حزب الله

الى ذلك، فقد أشارت الوثيقة التي تحمل الرقم 06PARIS5014 وتاريخ 27 تموز 2006، الى أنه إثر عودة وزير الخارجية الفرنسي (آنذاك) فيليب دوست بلازي من جولة شرق أوسطية، أوجز مستشاره، كريستوف غيلو، لأحد الدبلوماسيين في باريس نتائج تلك الجولة التي شملت لبنان وقبرص والأردن ومصر و"تل أبيب".
وعلى حد قول غيلو، فإن الرئيس فؤاد السنيورة أكد دعمه التطبيق التام للقرار 1559، مكررا الحديث عن الحاجة الى نزع سلاح حزب الله، وتغيير الوضع السابق، مع الإلتفات الى حل لقضية مزارع شبعا.
ومما ورد في الوثيقة، أن السنيورة عبر للوزير الفرنسي عن قلقه من تصعيد الهجمات الاسرائيلية، مشيراً الى الحاجات اللبنانية على الصعيد الانساني.
ووفقا للوثيقة، فإن غيلو قال إن لقاءات دوست بلازي مع المسؤولين المصريين والأردنيين أظهرت وجود خشية لدى الأطراف الثلاثة من كون العمليات الاسرائيلية التي تستهدف المدنيين لن تساعد على تحقيق الهدف الذي يتفق عليه الجميع، وهو نزع سلاح حزب الله، لافتة الى أن الطرف الفرنسي شدد في لقاءاته الشرق أوسطية الى وقف لإطلاق النار، رافضاً أن تتولى القوات الدولية التي ستنشر بعد الحرب في جنوب لبنان إستكمال ما بدأته "اسرائيل".

ريفي: لا اثق بولاء ضباط الاجهزة الامنية المكلفين بمراقبة رحلات الشحن وهناك ضرورة لاستبدال عشرة ضباط شيعة

أما البرقية رقم 06BEIRUT2680 فتناولت لقاء بين السفير الأميركي (آنذاك) جيفري فيلتمان والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، يوم السادس عشر من آب 2006، عقب إجتماعين مع كل من الرئيس فؤاد السنيورة ووزير الداخلية بالوكالة (آنذاك) أحمد فتفت، للبحث في شأن التغييرات الأمنية في مطار بيروت الدولي.
وبحسب البرقية، فإن فيلتمان ناقش ريفي في تفاصيل التعيينات الأمنية الجديدة في المطار، الهادفة الى منع تهريب الأسلحة. وقال ريفي إن رئيس جهاز أمن المطار، العميد وفيق شقير، لم يعترض على تهميش دوره في المطار "لأن قوى الامن الداخلي تعرف كل شيء عنه: إدمانه الكحول ونشاطاته السابقة في مجال التهريب، الخ...".
وعلى ذمة فيلتمان، فإن ريفي لا يثق بولاء ضباط الأجهزة الأمنية (الجيش والجمارك) المكلفين بمراقبة رحلات الشحن. وتحدث ريفي بالتحديد عن ضرورة "إستبدال عشرة ضباط شيعة".
كذلك دعا المدير العام لقوى الأمن الداخلي الى تزويد مؤسسته بعشرة آلاف بندقية من نوع كلاشينكوف أو ما يوازيها، لتلبية حاجات الأفراد الجدد الذين تضمهم المديرية الى صفوفها. ولفت ريفي الى أن المشكلة الوحيدة التي يعاني منها في عملية تجنيد شبان لبنانيين في مديريته تكمن في العدد غير الكافي من المتقدمين المسيحيين.

الأسد: صورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر دمرت في لبنان

وفي سياق متصل، أشارت وثيقة تحمل الرقم 06DAMASCUS3701 الى أن الرئيس السوري بشار الأسد إلتقى، يوم 25 تموز 2006 كاتب سيرته الذاتيه، الصحافي الأميركي دايفيد ليش.
ولفتت الوثيقة، الى أنه بعد اللقاء، إجتمع ليش بالقائم العام بأعمال السفارة الأميركية في دمشق ليخبره بتفاصيل الحديث الذي دار بينه وبين الرئيس السوري.
ووفقاً للوثيقة، فإن الصحافي الأميركي قال إن الأسد مطمئن الى نتيجة الحرب الدائرة في لبنان، قائلاً إن صورة "الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر" دمرت في لبنان، مؤكداً أن سوريا ستدخل الحرب ضد "اسرائيل" إذا إجتاح الجيش الاسرائيلي لبنان.
ونقل ليش عن الأسد قوله إنه إذا تمكن من تحرير مرتفعات الجولان، فإنه سيكون بطلاً بنظر الشعب السوري.
وأشارت الصحيفة الى أنه عندما سأل ليش الرئيس السوري عن الإنتقادات التي وجهها الرئيس الأميركي جورج بوش لسوريا خلال لقائه رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، ضحك الأسد وقال إنه مسرور لأن الولايات تفكر في سوريا.
كذلك نقل ليش عن مسؤولين سوريين قولهم إن بلادهم مستعدة لفك تحالفها مع ايران إذا دخلت الولايات المتحدة في شراكة مع سوريا، وتوقفت عن السعي الى عزلها.


ليلة مرهقة لفيلتمان وإحباط فريق 14 أذار بعد خطاب النصر

وفي وثيقة أخرى وردت تحت الرقم 06BEIRUT2643 بتاريخ 15 آب 2006 ومصنّفة من السفير الأميركي في لبنان (آنذاك)، اعترف رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط بانتصار حزب الله خشية من إنقلاب وتهديدات.
ووفقاً للوثيقة، فقد أمضى السفير ليلة مرهقة سوداوية مع وليد جنبلاط، مروان حمادة، غطاس خوري، وبرنار إيمييه (الذي إنضم متأخراً).
ولفتت الوثيقة الى أن "خطاب النصر" الذي أذاعه (الأمين العام لحزب الله سماحة السيد) حسن نصر الله على التلفاز أضفى جوا محبطاً على الجلسة، مع سماع أبواق السيارات المبتهجة والشيعة المحتفلين الذين كانوا يثيرون ضجة على كورنيش بيروت القريب، مشيرة الى أن جنبلاط تنبأ بأنه، مهما كانت الخسائر المادية والبشرية على لبنان، سيكون من المستحيل عكس الصورة المخيفة لحزب الله منتصراً، خاصة مع قدرات الحشد الشعبي للحزب التي تبين أنها أكبر مما كان متوقعاً. وإنتقد جنبلاط بحدة أفعال "اسرائيل"، مدّعيا بأن "اسرائيل" لم تنجح إلا في إضعاف الدولة و"تحويل السنيورة الى أبي مازن"، وعززت في الوقت نفسه جاذبية حزب الله في لبنان وخارجه.
واذ إعترف المجتمعون بأنهم لا يملكون أفكاراً جيدة، إشتكوا من صعوبة التغلب على رفض حزب الله - الذي صار شفافاً ومتجبراً - نزع سلاحه.
وبحسب الوثيقة، فإن حمادة كان قلقاً خصوصاً من مقالات صحافية فسرها بأنها تهديدات بالقتل لسياسيي 14 آذار والسفير فيلتمان. تنبأ اللبنانيون بأن خطاب بشار الأسد المقرر في الخامس عشر من آب سيصعد التوترات اللبنانية الداخلية.
وأشارت الوثيقة الى أن جنبلاط قال إن خطاب سوريا - ايران - حزب الله الحالي ينص على أن سياسيي 14 آذار حرضوا "اسرائيل" قصداً على الحرب ليقووا أنفسهم على حساب خصومهم، وأنه يجب الآن معاقبة سياسيي 14 آذار، لافتة الى أن هذا المنطق سيصعب على الحكومة والأكثرية النيابية مواجهة حزب الله مباشرة من دون أن يبدوا في صف واحد مع "اسرائيل".
وتابعت الوثيقة، حاجج جنبلاط بأنه إذا وقف المسيحيون والدروز والسنة صفا واحداً ضد سلاح حزب الله، فقد يضطر نصر الله عندها لإعادة النظر في الأمر. مع الأسف، فإن ميشال عون لا يزال يؤمن غطاء مسيحياً لحزب الله، والسنة - بمن فيهم سعد الحريري - يخافون كثيراً من صدامات سنية - شيعية، وهذا يمنعهم من إتخاذ مواقف حازمة، لافتة الى أن مسيحيي 14 آذار المرعوبون سيقومون بإعادة بناء الصلات مع سوريا قريباً. تعهد جنبلاط بأن يستمر في قول الحقيقة في ما يخص حزب الله، ولكنه بالغ في التشاؤم حيال ما إذا كان قادراً على التأثير الحقيقي أو حتى على البقاء على قيد الحياة.

24-آذار-2011

تعليقات الزوار

استبيان