المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


مزارع شبعا

الحدود في ظل دولة لبنان الكبير

الملخص: بعد اعلان دولة لبنان الكبير, وضم الاقضية الاربعة: بعلبك الهرمل, البقاع الاوسط, راشيا, حاصبيا, واعتماد الحدود بين الدولتين الشقيقتين سورية ولبنان كما حددتها المادة الثانية من القرار 318, اي حدود الاقضية اصبح قضاء حاصبيا بكامله لبنانيا بما فيه بلدة شبعا ومزارعها.
وقد اعتمدت رؤوس القمم في السلسلة الشرقية نقاط حدود بين البلدين, والمقلب الشرقي للمياه, اي الجهة الشرقية لجبل الشيخ, يقع ضمن الحدود اللبنانية. كما ورد نص واضح يتعلق بالحدود اللبنانية في المادة الاولى من الدستور اللبناني الذي اعلن عام 1926, وكذلك في دستور العام 1943.‏
وبذلك اصبحت الحدود الدولية للمناطق اللبنانية الجنوبية والجنوبية الشرقية واضحة, ومعترفا بها دوليا, ومودعة لدى عصبة الامم التي حلت محلها فيما بعد الامم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية, كما صدر القرار رقم 27 تاريخ 1935 يؤكد ان خط الحدود في السلسلة الشرقية يجب ان يتبع خط القمم. وفي العام 1934, بدأت عملية الترسيم ميدانيا على الارض بوضع النقاط - المعالم - على رؤوس القمم في جبل الشيخ.‏
وكان المعلم او النقطة الحدودية, عبارة عن كتلة من الاسمنت والحجارة وعمود حديدي يحمل ورقة مدونا عليها باللغة الفرنسية الحدود اللبنانية السورية مع رقم المعلم. وكان عدد المعالم على قمم جبل الشيخ ثلاثة عشر معلما. واكبرها كان على اعلى قمة في الجبل معروفة ب قصر عنتر علوها 2814م عن سطح البحر. وكانت المعالم منتشرة على القمم التي تطل على كل من سورية ولبنان من قصر عنتر حتى شمال بلدة بانياس الجنوبية.‏
وكانت القمم التي توضع عليها النقاط - المعالم - تختار بشلك يتيح للواقف قرب اي معلم ان يرى المعلم الذي قبله, والمعلم الذي يليه بحيث تكون الحدود واضحة. وقد عملت اسرائيل فيما بعد على ازالة هذه النقاط لطمس الحقائق وتغيير معالم الحدود. واهم القمم التي كانت عليها النقاط الحدودية هي: قصر عنتر, النشبة المطلة على حذر, الفوار في اعلى مقاصر الدود, منطقة مرج ابو عبدالله, بركة مرج المن,رأس قاطع برجتا, وادي العسل. كل ذلك حصل ابان الانتداب الفرنسي. وقد شكل المفوض السامي لجنة مختلطة سورية-لبنانية بتاريخ 9/11/1937 مهمتها تثبيت الحدود وفق المادة الثانية من القرار 318.‏
ان مزارع بلدة شبعا اصبحت مقسمة, منذ ذلك الحين, الى ثلاثة اقسام: قسم يتبع حكومة فلسطين, وقسم يتبع سورية, وهذا ما ينطبق على مزرعة المغر, وقسما اخر داخل سورية, وما تبقى من مزرعة المغر اصبح مثار جدل وخلاف. اما القسم الثالث الذي يضم سائر المزارع, فهو فشكول, قفوة القرن, خلة غزالة, زبدين, بسطرا, المشهد,رمثا, حرف الغبرة, بيت البراق, برختا, مراح الملول بما فيها حربيا, وادي العسل, والقاطع, فهو لبناني الارض والممتلكات والسكان المنازل والسلطة القانونية والسيادة والهوية والحدود.‏
وقد تكرس ذلك على الارض باتفاق الدولتين السورية واللبنانية, عبر اللجان المشتركة الممثلة للدولتين, بعد استقلال كل من سورية ولبنان وقيام دولة اسرائيل على ارض فلسطين. ففي العهد الاستقلالي, تشكلت لجنة مشتركة سورية لبنانية قامت بزيارة ميدانية جرى خلالها تثبيت الحدود بشلك نهائي. وكان حاضرا وزير الدفاع اللبناني ذلك الوقت الامير مجيد ارسلان, فكان الاتفاق تاما على الحدود من مكان يدعى الدرجة الحمرا في وادي العسل شمال بلدة بانياس. ومن هناك صعودا على القمم حتى قصر عنتر. وهذا امر يرويه المسنون من اهالي بلدة شبعا ومزارعها.‏
يتبين من ذلك ان خط الحدود اصبح واضحا يمر برؤوس القمم. وكان هناك خلاف على موقعين:‏
الاول, والخلاف عليه بسيط, ويتعلق برعي المواشي في الاحراج والمراعي في رأس قاطع برختا نزولا حتى جبل الصيري؛‏
والثاني, وهو الاهم: لانه يتعلق باكبر المزارع وهي مزرعة مغر شبعا. وقد بقي موضع اخذ ورد فترة طويلة من الزمن الى ان حسم بشكل نهائي ورسمي باعتبار مزرعة المغر سورية.‏
ومنذ ذلك الوقت, تأكد ان مزارع شبعا جميعها لبنانية باستثناء مزرعة المغر المعروفة: بمغر الشباعنة, او مغر شبعا التي اصبحت سورية مع قسم من املاك هذه المزرعة والقسم الاخر من املاكها ف فلسطين في محيط نبع اللدان وسهل الحولة. وهكذا تكون مزرعة المغر فلسطينية-سورية حقولا وارضا. ومنازلها سورية, اما اصحابها فشبعاويون لبنانيون.‏
وقد قامت الدوائر العقارية السورية بمسح الاراضي في مزرعة المغر. ولدى اصحابها افادات عقارية سورية بممتلكاتهم. كما ان لديهم وثائق وايصالات من حكومة فلسطين باملاكهم داخل فلسطين.‏
واصبحت حدود المزارع على الشكل التالي:‏
شرقا: مشاعات مجدل شمس, جباتا الزيت,جبل الصيري, بانياس الجنوبية ورؤوس التلال من مرج ابو عبد الله نزولا حتى وادي العسل شمال بانياس.‏
جنوبا: مغر شبعا في سوريا.‏
غربا: المجيدية وحلتا وخراج بلدة كفرشوبا.‏
شمالا: منقطة النقار وخراج بلدة شبعا في لبنان, اي ان سوريا اصبحت تحد المزارع من الشرق والجنوب حيث توجد منطقة سورية تشبه اللسان تمتد من بانياس جنوبا حتى الغجر شمالا, ومن ضمنها: مزرعة المغر, خان الدوير,شوقا والنخلية. وهذه الاراضي يملكها اللبنانيون, ولا سيما امراء الشهابيون ال الاميوني من حاصبيا وسواهم, وكانت تابعة لقضاء حاصبيا. هذه المنطقة, او هذا اللسان الذي اصبح تابعا لسورية, فصل منطقة مزارع شبعا عن فلسطين, ويخترقه من الشمال الى الجنوب طريق السيارات الدولي بين لبنان وسوريا من مرجعيون اللبنانية باتجاه القنيطرة في سوريا.‏
بالرغم من ذلك, بقي خلاف على بعض العقارات في منطقة المغر المجاورة لمزارع شبعا, وقد حسمتها اللجنة المشتركة السورية اللبنانية بشكل دقيق بمودب قرار قضائي صادر عن الهيئة المختلطة المؤلفة من المندوب السوري القاضي عدنان الخطيب, والمندوب اللبناني القاضي رفيق غزاوي, والمهندسين الفنيين السيدين جوزف ابي راشد اللبناني, ورشان مرستاني السوري, بالاضافة الى كاتبين. واصدرت الهيئة قرارا عين الحد الفاصل بين قريتي مغر شبعا السورية وشبعا اللبنانية.‏
والطريف ان احدى اشجار الزيتون المعمرة, المزروعة على خط الحدود, لها جذعان كبيران, اي متومة حسب مفهوم المزارعين, احد جذعيها ضمن الاراضي اللبنانية, والجذع الاخر ضمن الاراضي السورية.‏
وكانت السلطات اللبنانية الرسمية تمارس كامل صلاحيتها على هذه المزارع من قضاء, ومالية, وامن داخلي, ومساحة, وزراعة, وحماية للاحراج, وسواها. والوثائق المتعددة دليل قاطع يؤكد ان مزارع شبعا تقع ضمن الاراضي اللبنانية, باستثناء مزرعة المغر التي اصبحت ضمن الاراضي السورية اعتبارا من منتصف الاربعينات من القرن العشرين.‏
خلاصة‏
اذا اتبعنا المنهج العلمي الذي يوصلنا الى الحقيقة المؤكدة التي تبرز الوضع النهائي للحدودو كان علينا ان نمر باربع مراحل هي: تعيين الحدود, تخطي الحدود, ترسيم الحدود, تثبيت الحدود, وهي المرحلة النهائية التي يمكن اعتماد الحدود فيها حدودا نهائية تشكل الحدود الدولية للدولة, المعترف بها دوليا.‏
انطلاقا من هذا المفهوم العلمي الواضح يتبين ان الحدود اللبنانية في تلك المنطقة قد مرت بهذه المراحل, ولكن على فترات متباعدة, وهي:‏
اولا: ان الحدود التي عينت للدولة اللبنانية هي الحدود التي اعلنها قرار المفوض السامي رقم 318 تاريخ 31 اب 1920. وقد تعرضت للتعديل بين لبنان وفلسطين بين عامي 1920 و1923: ففقد لبنان شريطا حدوديا يضم اكثر من عشرين بلدة وقرية ومزرعة ومنها القرى السبع: ابل القمح, النبي يوشع, هونين, صلحا, تربيخا. واصبحت ثابتة بموجب اتفاقية نيوكامب بوليه الموقعة في 3 شباط 1922.‏
ثانيا: ان تخطيط الحدود اللبنانية جرى على مراحل متفاوتة: فتخطيط الحدود البنانية الفلسطينية قد جرى في العام 1922 بموجب اتفاقية نيوكامب بوليه. والحدود اللبنانية السورية خططت بعدة قرارات خططتها لجان مشتركة سورية_ لبنانية منها لجان عقارية فنية, ومنها لجان سياسية وامنية.‏
21-شباط-2008
استبيان