وطنية - 1/9/2008
التقى رئيس "هيئة علماء جبل عامل" الشيخ عفيف النابلسي مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان، وتم البحث في الشؤون الإسلامية العامة، وما يتعلق بأوضاع المسلمين في لبنان لا سيما لجهة تعزيز روابط الأخوة، والتعاون بين السنة والشيعة في مختلف المناطق اللبنانية، كما تم التأكيد على إزالة كل الرواسب التي تزيد من حدة الإنفعالات الغرائزية والعصبيات المذهبية التي يترجمها البعض بقلاقل أمنية تهدد الأمن والسلم في الوطن.
وقال العلامة النابلسي: "كان الحديث حول الأوضاع في لبنان لا سيما ما يتعلق بالأسباب التي تعمق وحدة المسلمين ووحدة اللبنانيين. وأكدت في هذه المناسبة أن كل تفاهم بين طرفين مهما كان صغيرا في حجمه وتأثيره, فهو مدخل مطلوب لتفاهمات أوسع وحوارات أشمل".
وتابع: "نحن في لبنان نحتاج إلى تفاهمات إيجابية تصب في صالح الوطن وسلم أهله ووحدتهم, لا إلى تحالفات مصلحية آنية لا تلبث أن تتفكك مع كل تضارب في هذه المصالح. فإذا كان التفاهم يرتكز على الثوابت الوطنية فإن ذلك سيدوم وسيكون نفعه كبيرا. وما أحرانا في هذا الشهر المبارك كمسلمين أن نستعيد صورة الاسلام النقي الذي يتعاون فيه المؤمنون به, ويتكاتفون ويتضامنون خصوصا في هذه الأوضاع الهائجة في العالم وفي ظل تهديدات إسرائيلية يومية بضرب لبنان".
اضاف: "نحن نحتاج إلى أن نؤكد تلاحم الشعب في ما بينه وتلاحم الجيش والمقاومة، فهما قدما الدماء رخيصة من أجل وحدة لبنان وسيادته واستقلاله. هذا اللقاء مع بدء شهر رمضان المبارك له دلالة ورسالة على الوحدة الإسلامية، ونحن في صيدا وجبل عامل متفقون ومتوافقون على الوحدة الإسلامية والوطنية التي نسعى بكل جهدنا وبما نملك من قوة وتأثير أخلاقي وروحي لتطبيقها في لبنان".
وردا على سؤال، قال: "لقد تحدث سماحة المفتي سوسان عن الدعم المطلق للمقاومة وأن العدو الوحيد هو "إسرائيل" وإن الصراع يتحمله اللبنانيون والعرب جميعا ونفخر باننا في طليعة البلاد العربية والإسلامية في هذه المواجهة. نسعى دائما إلى أن يتفاهم اللبنانيون في ما بينهم من الناقورة جنوبا إلى الشمال, من صيدا إلى بيروت إلى طرابلس وكل مناطقه, وندعو إلى اتفاقات وتفاهمات وتوحيد الصف خصوصا في هذا الشهر المبارك الذي يتطلب منا المزيد من التكاتف والوحدة والتعاون لمواجهة التهديدات الإسرائيلية اليومية".
وختم العلامة النابلسي: "على دور العلماء والمراجع الروحية وأد الفتنة ودعم الوحدة والمقاومة, ونحن من طليعة هؤلاء الذين يسعون إلى ذلك ويتطلعون إلى تفاهمات لبنانية ـ لبنانية وإسلامية ـ مسيحية وإسلامية ـ إسلامية لمعالجة كل المشاكل العالقة في لبنان".
المفتي سوسان
بدوره، رأى المفتي سوسان "أن هذا اللقاء يأتي في سياقه الطبيعي مع بدء شهر رمضان المبارك لنؤكد وحدة الصف والكلمة بين المسلمين في لبنان والعالم، وبين المسيحيين والمسلمين لنبذ كل فتنة طائفية أو مذهبية لنتمسك بمشروع الدولة اللبنانية القوية العادلة القادرة على إعطاء الناس حقوقهم".
وقال: "إننا نؤكد على موقعنا الثابت المناهض، ومن الجنوب على صمودنا ووقوفنا في وجه العدو الإسرائيلي وتحرير كل شبر من أرضنا، وأن هذا السلاح سيكون في وجه العدو فقط وهذا السلاح لا يخيف أحدا وإنما أعداء لبنان والعدو الإسرائيلي ومن هم وراء "إسرائيل".
وختم: "يدنا بيد سماحة العلامة النابلسي بما يمثل من قيم إسلامية ووطنية في هذه المنطقة والبلد من أجل تحقيق الاهداف الإسلامية والوطنية وحرية لبنان والإنسان فيه ومن أجل فلسطين وقضيتها والقدس والأقصى وكل ما يمثل هذا العالم الإنساني من كرامة وعزة وحرية".