المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

الشيخ قبلان: عدونا الوحيد إسرائيل التي تهددنا وتتربص بنا الشر والمطلوب الكف عن لغة الشتم وتوفير العيش الكريم للمواطن

وطنية - 28/11/2008
ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة اليوم، واستهلها بالقول "نجتمع في أيام الجمعة لنذكر الله ونمجده ونسبحه وان كنا نذكر الله ونسبحه كل يوم لنمد الجسور بيننا وبين الحق، فالمؤمن يبقى على تواصل مع ربه فمن اعتز بغير الله ذل، لذلك علينا ان نمتن العلاقة مع الله من خلال التقوى والورع والزهد فخير الناس من أقام الفرائض وازهد الناس من اجتنب الحرام واعدل الناس من قال الحق فيما له وعليه، فالدنيا دار ممر ومن الناس من يعمل للدنيا وآخرون يعملون للآخرة، ومن الناس من يعمل للدنيا وللآخرة، فالدنيا بحاجة الى الطلب اما الآخرة فهي بحاجة الى تحصين الإنسان بالتقوى والعمل الصالح".


اضاف: "في هذا اليوم يجتمع المسلمون لأداء فريضة الجمعة وفي شهر ذي الحجة يجتمع المسلمون لأداء فريضة الحج وكلاهما عملة واحدة تصب في خانة الإيمان، فالإسلام دين عظيم نظم الناس ورسم حدودا بين النفس الزكية والنفس الأمارة بالسوء وجعل بينهما شعرة هي أدق من حد السيف لذلك علينا ان نكون حذرين ومستقيمين لان قيمة الإنسان بأخلاقه ولقد أصر الإسلام على الأخلاق كما أمر الأنبياء الناس بالتزام الأخلاق الحسنة لانها حصانة تجعل عند الإنسان مناعة وتقوى والمطلوب منا ان نقوم بمحاسبة النفس ونضعها في طريق الاستقامة حتى نعمل لما يرضي الله وما يرضي الله هو العمل الصالح".


وتابع: "علينا ان نبتعد عن العداوات والبغضاء والكراهية والحقد فمن يملك هذه الصفات المسيئة هم أصحاب النفوس المريضة والمضطربة، ومن أراد عزا وكرامة وسلامة فان عليه ان يتحصن بالممانعة التي تتمثل بالتحلي بما أوجبه الله علينا ورفض ما نهانا الله عنه حتى نبقى على خط الاستقامة نبتعد عن الهوس والشطط والنفس الأمارة بالسوء التي تمثل العداء للانسان فهي عدو ملازم لصاحبها، وقد يتخلص الانسان من عداوة اليهود واما التخلص من النفس الأمارة بالسوء فهو يحتاج الى نية صادقة وعزيمة وإرادة صلبتين، فالإسلام جاء ليحصن الإسلام من العيوب والهفوات وهي كثيرة، فالكذب والنفاق من الكبائر وعلينا ان نصوب المسار بتحصين أنفسنا من المساوئ والمنكرات والعيوب فحفظ النفس ليس بالمظاهر انما بتحصينها بطاعة الله ليضفي الله رحمته ورضاه علينا".


وقال: "نحن نعيش هذه الأيام ذكرى وفاة الإمام محمد الجواد (ع) فإننا نعزي المسلمين بذكرى وفاة إمام معصوم من ألائمة المعصومين الذين يتحتم علينا ان نقتدي بهم لأنهم انوار ساطعة يجب ان نقتدي بهم ونعمل عملهم وخاصة ان الله خصنا وميزنا بالولاء لأهل البيت وهذا لا يعني أن نعادي الآخرين، وعلينا ان نكون نموذجا صالحا يقتدى بنا كما امرنا أهل البيت فنكون قريبين من الناس نتعامل معهم بالحسنى والمودة فنتواضع لبعضنا ونترفع عن الأحقاد والضغائن، والمطلوب منا جميعا ان نعمل لما يرضي الله ونبتعد عن كل ما يغضبه وعلينا ان نصبر ونتأنى ونتعاطى بالحسنى مع الآخرين. نحن في موسم الحج الذي خصه الله تعالى لأمة محمد والتي جعلها مرحومة بمحمد لذلك علينا ان نبني جيلا مستقيما سويا متحليا بالأخلاق بعيدا عن الشهوات والمحرمات وحينها يسمو الإنسان ليشارك في بناء مجتمع متكامل فاضل كما أراد الأنبياء وبخاصة النبي محمد الذي أراد من خلال رسالته ان يكون الإنسان خلوقا كريما محبا محبوبا أليفا لا يسيء لأحد، فالإسلام دين رحمة بالعباد والله يرحم عباده ويمدهم برحمته إذا كانوا رحومين ببعضهم، من هنا يجب ان يكون توجهنا للحج صادقا ومخلصا فنتوب عن كل عمل سيء ونندم عن كل ما قدمته يدانا فالتوبة هي الاستقامة والا نعمل بما يضر بحالنا وبالآخرين".


واشار الى "ان على الحجاج الذين حجوا اكثر من مرة ان يفسحوا المجال لغيرهم حتى يتمكن من اداء فريضة الحج"، ونشكر الشيخ سعد الحريري على المساعدة في موضوع الحج ونشكر كل شخص ساهم في زيادة عدد الحجاج، وعلينا ان نشكر كل من قدم الدعم، ولا يجوز ان نشتم الآخرين فعدونا الوحيد هو إسرائيل التي تهددنا وتتربص بنا الشر".


ورأى "ان الدولة تبنى بالعناصر الصحيحة والمستقيمة، والبناء يصمد أمام الهزائز إذا كان على ارض صلبة ودعائم متينة. ان بلادنا تحتاج الى محاربة الفساد وأسبابه، فإذا كان هناك من لصوص في بعض المناطق بدافع الحاجة فيجب معالجة الأسباب، وهنا أطالب الدولة بإحياء الأرياف والقرى و إعادة الناس الى قراها من خلال توفير مقومات العيش الكريم وإقامة مصانع ومعامل وشركات إنتاجية وجمعيات زراعية في الأرياف، فعلى الدولة ان توفر العيش الكريم للمواطن في قريته فيشعر المواطن باحتضان الدولة له فنحن لا نريد ان نزج بالناس في السجون بل نريد إصلاح الناس وتأهيل السجون".


وطالب الدولة اللبنانية والوزراء "العمل لإنعاش قطاع الصناعة والزراعة والتجارة، وذلك بدراسة إنشاء مراكز للعمل في القرى والأرياف فتخفف من حجم الازدحام في المدن، فالشعب اللبناني يعيش حالات يأس مما يجري، فالجميع مطالبون من رجال دين وسياسيين بالعمل لمصلحة الناس وعلينا ان نبتعد عن السجالات ونقلع عن الخطابات المسيئة فنعمل كل ما ينفع الشعب اللبناني ويعزز استقراره في الوطن فلا يجوز إلقاء المسؤوليات على بعضنا البعض لاننا جميعا مسؤولون، واطالب الجميع ان يكفوا عن لغة الشتم والسب فلا يكونوا سبابين، وعلينا ان نعالج الاوضاع فنعطي المعلمين حقوقهم كما السائقين وكل الموظفين فندعم المسيرة الشعبية ولا نتطفل على بعضنا البعض ونتقي الله في خدمة عياله ولا سيما أننا نعيش أيام الحج المبارك. وعلينا ان نخلص في العمل لنعطي الإنسان دوراً رائداً وكبيراً، ولذلك نطالب اللبنانيين ان يختاروا الصالح الذي يعمل لمصلحة الناس، فالناس أحرار فيما يختارون في الانتخابات النيابية، ويجب ان يتم الاختيار نحو الأفضل والأحسن وعلينا ان نساوي بين الناس ونعمل الأفضل للناس ويجب ان نعمل لإشباع البطون الجائعة ونتخلص من البطالة والجهل والمرض في بلادنا فنعمل ليكون البناء على ارض صلبة وعلى أساس متين بما يرضي الله تعالى".

28-تشرين الثاني-2008

تعليقات الزوار

استبيان