المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

عون بعد لقائه الأسد: خرجت مرتاحاً من اللقاء والزيارة عملية قلب مفتوح.. الظروف تغيرت والأشخاص أيضاً

وطنية - 3/12/2008
بدأ رئيس كتلة "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون زيارته التاريخية إلى دمشق وتستمر خمسة ايام، وتوّجها في اليوم الأول بعقد لقاء مع الرئيس السوري بشار الاسد وعقد العماد عون مؤتمرا صحافيا قدّمته فيه المستشارة الرئاسية الدكتورة بثينة شعبان قائلة: يسعدنا الترحيب بضيف سوريا الكبير الزعيم الوطني ميشال عون، الذي ارتبط اسمه بالصراحة والصدق والجرأة ومواقفه الوطنية الشجاعة. أجرى سيادة العماد مباحثات بنّاءة مع الرئيس الاسد وهذه الزيارة تفتح عهدا جديدا للعلاقة بين سوريا ولبنان وتصبّ في مصلحة الشعبين.

ثمّ تحدّث العماد عون قائلا: أنا سعيد أن ألتقي معكم في دمشق. ما كان يعتقد أنّه محرّم أصبح حلالا وحلالا جدّا. بالطبع، لنا جرأة مواجهة الماضي وليس الهروب منه، ونحن لن نمحوه من ذاكرتنا كي لا نكرر الأخطاء. لذا كان حديثنا مع الرئيس الأسد واضحا جدّا، وتطرّقنا لمواضيع كثيرة بصراحة تامّة لأننا نريد بناء المستقبل وليس التوقف عند الماضي.

أضاف عون: انطلاقا من هنا، أطلقنا على اللقاء تسمية "عملية القلب المفتوح"، لأننا حكينا بقلبنا وبعقلنا وكل ذلك بهدف تنقية الوجدانين السوري واللبناني كي لا يبقى أثر لماضٍ فيه أشياء أليمة جدّا. ولقاؤنا اليوم هو وعد بمستقبل زاهر. وقال أنه لم يمكن التطرق الى مواضيع تمتد على مدى ٢٠ عاما لذا أترك لكم أنتم الصحافيين حرية سؤالي عما تشاؤون.

سئل عن الفارق بين سوريا حافظ الأسد وسوريا بشار الأسد، وعن ملف المفقودين في السجون السورية؟ فقال: الفارق كبير، إذ تغيرت الظروف والمسؤولين، ومن دون شرح اكثر كلنا نعلم بأن الدول حتى إذا تحاربت تعود في النهاية الى التفاوض، ويجب التنبه الى عدم الانزلاق مجددا الى موقع الصدام. إن الماضي انقلب صفحة بيضاء.

وعن المفقودين قال: ثمة لجان تعمل ونحن بحثنا في هذا الموضوع، وأعتقد بأن هذه اللجان ستتوصل الى نتيجة بالبحث عن الاسماء الموجودة على اللوائح لمعرفة إن دخلت سوريا ومصيرها. الموضوع يتقدم واتمنى أن ينتهي سريعا ويعلن عن النتائج.

وشدد عون على ضرورة إقامة"العلاقات الطيبة والانفتاح والتضامن بين البلدين". مشيرا الى أنه "كان في حال خصومة مع سوريا وليس عداء، لأن العداء شيء ضخم ولا يجوز".

عن ملف اللاجئين الفلسطينيين قال: دول كثيرة تركت الموضوع وتحاول التسوية على حق العودة، وأقول أن اية تسوية لن تكون على حساب الدول التي تحمّلت أعباءالـ٦٠ عاما المنصرمة.

سئل عن مغازي الاستقبال وما سيقدمه لسوريا، فقال: لا يستطيع إنسان أن يقدّم اكثر مما لديه، وليس لدي إلا الصداقة.

وحول ترسيم مزارع شبعا ولبنانيتها، قال: لقد قالت سوريا كلمتها بأن المزارع لبنانية، وثمة خلاف على توقيت الترسيم بعد إخلائها. والخرائط موجودة في فرنسا ويمكن للأمم المتحدة الترسيم من دون لبنان وسوريا.

وعن زيارته للأماكن المسيحية المقدسة والرمزية التي تحملها، قال: إن سوريا هي مهد المسيحية، فهل يجوز ألا ازور هذه الأماكن حيث يوجد مسيحيون هم جزء من الشعب السوري، ولكنني أشير الى انني سأزور مواقع إسلامية ايضا وسأجتمع مع المفتي، لأن الشعب السوري مهم بفئاته كلها، ونحن نتوجه الى المسيحيين خصوصا لثنيهم عن الهجرة وحثهم على التمسك بأرضهم وبمشرقيتهم والقول بأنه يمكنهم العيش هنا وان يكونوا طليعيين بكسر حواجز الخوف.

وسئل عمن يعارض زيارته في لبنان، فقال: يجب التغلب على الخوف من الاشرار الذين لا يريدون أن تقام علاقة صحيحة بين البلدين. مستطردا: قد تؤدي الزيارة الى خسارتنا بضعة أصوات في الانتخابات، لكننا لن نتراجع امام قضية تخص الشرق الأوسط برمته. وليسأل من يعارضون أنفسهم: في حرب تموز هل بقيت حدود مفتوحة غير حدود سوريا؟ ليفكروا بالمصلحة الصغيرة الضيقة على الأقل.

وعن العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، قال: إن العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية تشبه حالة الطقس المتقلب، فلا شمس دائمة ولا غيوم دائمة. نحن لا نقيم العداء مع الولايات المتحدة الأميركية بل نعادي بعض مواقفها. اما ذا حصل تبدل إستراتيجي في الأساليب والأهداف كما عبّر الرئيس المنتخب باراك أوباما فتعمد الى بناء علاقات جيدة معنا كدول صغرى لها خصوصياتها، فسنعمد الى تغيير التعاطي معها، أما إذا استمرت في الأهداف والأساليب عينها فلن نخسر بل سنربح للأننا على ارضنا.

وحول رؤية الرئيس الأسد لتطوير العلاقات اللبنانية السورية، قال: السيادة والاستقلال والقرار الحر هي الركائز، قبل كل شيء يجب أن يعترف الإنسان بذاته عندها يعترف به الآخرون. لقد عبّر الرئيس الأسد عن ذلك بكل صراحة ووضوح، وأنا اعرف نواياه وبرغم ذلك تبناه بالكلمة المتبادلة.

وردّا على سؤال عما اذا كانت سوريا يجب ان تعتذر من اللبنانيين قال عون: على بعض اللبنانيين تقديم الاعتذار لنا لما حصل عن مرحلة كانوا فيها شركاء في أمور ضدّنا، فلنبدأ بالاعتذار في بيروت ولننتقل بعدها الى الشام.

وقال عن شهداء ١٣ تشرين: استشهدوا لنبقى أحرارا، المهم الا تتكرر الاحداث التي وقعت، وهذه أكبر تعزية للشهداء الذين ماتوا وهي أن يتأكدوا بأن أبناءهم واحفادهم لن يموتوا.

وكان الرئيس السوري بشار الاسد، استقبل صباح الاربعاء، العماد ميشال عون فور وصوله الى دمشق في بداية زيارة لسوريا تستمر عدة ايام. وكان عون وصل الى مطار دمشق الدولي على متن "الطائرة الخاصة للرئيس بشار الاسد". وقال العماد عون لدى وصوله الى المطار: "إنني سعيد جدا بهذه الزيارة، وآمل ان تكون بداية مرحلة مشرقة في تاريخ العلاقات السورية - اللبنانية. أبعث بتحياتي وأطيب تمنياتي للشعب السوري".

من جهته، رحب نائب وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد بالعماد عون، معربا عن أمله بأن "تكون هذه الزيارة ناجحة وبادرة خير في العلاقات السورية - اللبنانية التي يجب ان تكون دائما متطورة ومتينة ووثيقة".

وكان عون اعلن في مقابلة نشرتها صحيفة الوطن السورية، اليوم الاربعاء، ان الملفات التي ستكون في مقدمة محادثاته في دمشق هي "عناوين مؤتمر الحوار الوطني المتفق عليها في عام 2006 وهي العلاقات الدبلوماسية التي اتخذ القرار بانشائها وموضوع ترسيم الحدود التي تشكلت لجنة مختصة بمتابعته ومسألة المفقودين الذين يعتقد بوجودهم في سوريا".
03-كانون الأول-2008

تعليقات الزوار

استبيان