تقارب استخباراتي سوري فرنسي لمكافحة الإرهاب في لبنان
محمد بلوط
جريدة السفير - 3/12/2008
العلاقات السورية الفرنسية أبعد من الانفتاح والتقارب المعلن، بعد الاتفاق على خريطة طريق مشتركة لدعم الاستقرار في لبنان، التي بدأت باتفاق الدوحة.
ويدخل لبنان في العلاقات السورية الفرنسية وحتى الأوروبية من باب مكافحة الإرهاب الأوسع، الذي بات حجر الزاوية في التقارب مع دمشق، برعاية الأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان.
وتحدث مصدر فرنسي، امس، عن تكثيف التعاون الأمني مع دمشق، بعد أن قام الرئيس نيكولا ساركوزي بتسخين العلاقات معها بعد تقاطع تحليلات أجهزة الاستخبارات السورية والفرنسية والغربية، عن تحول بعض المخيمات الفلسطينية في لبنان، ومناطق لبنانية إلى بؤر تنكفئ إليها خلايا إرهابية تنشط في سوريا والعراق، ويقوم أعضاؤها بتجنيد ناشطين في عواصم أوروبية.
وقال مصدر فرنسي إن مدير إدارة المخابرات العامة السورية اللواء علي مملوك زار باريس في ٢٦ و٢٧ تشرين الثاني الماضي، والتقى غيان ومسؤولين أمنيين فرنسيين كبار لتبادل المعلومات بشأن ناشطين فرنسيين من أصل عربي، عبروا طريق »الجهاد إلى العراق« الذي يمتد من لبنان إلى سوريا فالعراق، وتستخدمه بعض المجموعات للوصول إلى أفغانستان عبر إيران.
ويشرف جهاز أمن الدولة الذي يترأسه اللواء مملوك على ملف »طريق الجهاد إلى العراق«. وتأتي زيارته إلى باريس في وقت تعتبر فيه الأجهزة الأمنية الفرنسية التهديد الإرهابي في أعلى مستوياته.
وأشار المصدر إلى أن المسؤول الأمني السوري أطلع الفرنسيين على الجهود التي تبذل لتفكيك بقايا شبكة »فتح الإسلام« المتحصنة في مخيم عين الحلوة، في ضوء تقارير تبعث بها شعبة المخابرات الفرنسية في بيروت، تشدد فيها على تصاعد المخاطر الأمنية ضد أهداف لبنانية وضد قوات »اليونيفيل« إذا لم تنجح الأجهزة اللبنانية بالقبض على عناصر »فتح الإسلام« في المخيم.
ويحث الفرنسيون المسؤولين الأمنيين السوريين على تبادل أفضل للمعلومات مع الأجهزة الأمنية اللبنانية، واستعادة التنسيق الذي يسمح بمواجهة التهديد الإرهابي في لبنان وسوريا، الذي يشكل محور الاتصالات السياسية والأمنية.
وتسترجع دمشق، تحت عنوان مكافحة الإرهاب، علاقات مع أوروبا توقفت بين العامين ٢٠٠٣ و،٢٠٠٥ بعد ازدياد الضغوط الأميركية على دمشق لإجبارها على تشديد الرقابة على حدودها مع العراق ومنع تسرب الجهاديين عبرها. ولا تنفرد فرنسا بتكثيف التعاون الأمني مع سوريا، حيث شكل إحياء التنسيق المخابراتي مع الأجهزة البريطانية محور الاتصالات التي أجراها وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند قبل أسبوعين في دمشق.
وكانت صحيفة »التايمز« البريطانية نقلت عن مسؤول سوري قوله إن ميليباند سأل نظيره السوري وليد المعلم، خلال لقاء في نيويورك، عما إذا كان بالإمكان تحقيق تعاون على مستوى عال بين البلدين في مجال الاستخبارات، فدعاه المعلم إلى اصطحاب مسؤولين استخباراتيين خلال زيارته إلى دمشق. وضم الوفد البريطاني مسؤولين أمنيين عقدا اتفاقا لإعادة التنسيق بين البلدين لمكافحة الإرهاب.