المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

عون محاضرا في جامعة دمشق: معجزة المقاومين فرضت معادلة عسكرية جديدة ولاسلام دون حق الفلسطينين بالعودة إلى أرضهم المحتلة


وطنية - 4/12/2008
واصل رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون زيارته لسوريا، واليوم حاضر في جامعة دمشق عن الاوضاع في لبنان والمنطقة، فقال: "لا شك أنكم تتساءلون وأنا أتوجه إليكم في هذا اللقاء الكبير والمميز، ما عساي أقول في هذه المناسبة، وهي الأولى بعد عقود من الزمن طغت عليها ظروف صعبة ومعقدة، رافقتها أحداث أليمة خيمت على العلاقات في ما بيننا. فالكلام المشدود إلى مثل هكذا ماض يصبح مربكا، لا سيما وأن قوى كبرى ساهمت في تكوين تلك الحالة أو كانت من مسبباتها ما زالت ضاغطة وتعمل جاهدة لإبقائها وإيقاف مسيرة العودة إلى الحالة الطبيعية الواجب أن تسود واقعنا. فهل نستطيع فصل الماضي عن الحاضر والمستقبل كي يصبح الكلام مريحا والإصغاء ممكنا".


اضاف: "انا أقول نعم، ولكن ليس بمحوه طبعا ولا بالخوف منه ولا بالهروب إلى الأمام، بل من خلال مواجهته وإعادة النظر فيه من قبل الجميع بذهنية الناقد الذاتي المصمم على التغيير. قدرتنا على القيام بهذه العملية هي مقياس لإرادتنا وتصميمنا على التطور ومواكبة المتغيرات والمساهمة في صنعها، فنجعلها أكثر ملاءمة وفائدة لمجتمعاتنا وأوطاننا. من هذا المنطلق يصبح التفاهم سهلا والتقارب طبيعيا، فلا يعود الماضي مرهقا ولا الحاضر مربكا ولا المستقبل مقلقا".


المقاومة اللبنانية
وتابع: "لقد قمنا في لبنان، نحن والمقاومة، بهذه التجربة التقييمية منذ العام 2006، ونجحنا معا بعد أن وضعنا كل الأمور على الطاولة وناقشناها بعمق وصراحة أوصلانا إلى تفاهم، هذا التفاهم الذي انعكس على مجتمعنا طمأنينة مكنتنا من المحافظة على وحدتنا الوطنية وساعدت المقاومة على تحقيق الانتصار في أشرس حرب خاضتها إسرائيل ضد لبنان، وفق موازين قوى غير متكافئة بفوارق كبيرة. وإذا كانت الطمأنينة ساعدت المقاومة، فالغطاء الذي أمنه خيارنا الوطني بدعمها في مواجهة إسرائيل، حصنها ضد الخارج الذي حاول استقطاب الداخل اللبناني لمناهضة المقاومة بإثارة مخاوف أمنية من سلاحها ومخاوف سياسية من غاياتها، ليس أقلها اتهامها بالسعي إلى إقامة نظام ديني يتناقض مع عاداتنا وتقاليدنا والتزامنا بحرية المعتقد".


واكد انه "بالرغم من كل العراقيل، حققنا تناغما وطنيا حول المقاومة ومفاهيمها وأهدافها، ووحدنا النظرة الى وطن سيد حر مستقل، يبني علاقاته مع الدول الأخرى على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، كما النظرة الى مجتمع مستقبلي نسعى الى قيامه في ظل دولة قوية وعادلة، وبدأنا انطلاقة جديدة على طريق المواطنة، آملين استكمالها بتحولات بنيوية".


واعتبر انه "خلافا لكل التوقعات التي أكدت يومذاك انتصار إسرائيل على المقاومة، أتت النتائج لتعكس هزيمة لم تشف إسرائيل من تداعياتها بعد، كما لم تستطع تهديدات المسؤولين الإسرائيليين المستمرة بضرب لبنان ومقاومته وبنيته التحتية، أن ترفع من معنويات قواتهم المسلحة أو أن ترهبنا. فهم لم يتعلموا شيئا من تجاربهم السابقة فيه ولا زالوا يقومون خطأ أسباب هزائمهم المتكررة؛ فبيننا وبينهم فوارق كبيرة في تقدير موازين القوى، قيمتهم الآلة وقيمتنا الإنسان، وإذا كانوا قد حولوا الآلة أداة لاغتصاب الحقوق، فإن الإنسان المؤمن بحقه استطاع تدمير تلك الآلة، وهذه المعجزة قد تمت على أيدي المقاومين، وفرضت معادلة عسكرية جديدة ستبقى قائمة طالما بقي مجتمعنا يواصل دعمه للمقاومة".


قيام اسرائيل
واشار الى انه "منذ قيام إسرائيل، أي منذ ستين عاما، وهي تواجه مشاكلها مع العرب على قاعدة القوة بواسطة الصراع المسلح معتمدة المدفع والدبابة والطائرة، وإذا كانت إسرائيل قد حققت انتصارات آنية مستفيدة من تعثر إنساننا في تلك المرحلة، فإنها لم تستطع إسقاط إرادة النواة الصلبة في المقاومة التي كانت تتزايد مع تزايد العنف الإسرائيلي. وهكذا تمكن شعبنا أن يحرر نفسه من التعثر والارتباك وبالرغم من تخاذل بعضنا أحيانا، حققت المقاومة الانتصار".

ولفت الى "ان إسرائيل التي وصلت قواها المسلحة إلى حجمها الأقصى ومستواها الأعلى في الجهوزية التقنية والقتالية والعسكرية، أصيبت بالهزيمة ولن تكون لها غلبة بعد الآن، ولن ينقذها التدريب الجديد لوحداتها العسكرية. فالموضوع يتخطى تقنيات استعمال السلاح والقتال ليصيب الثقة بالنفس والقدرة على الاستمرار في معركة مع لبنان. إن القادة الإسرائيليين غطوا هزيمتهم بادعائهم عدم الإعداد اللازم للمعركة، والصحيح أن حجم القوى ومستوى التدريب ووسائله كانت أكثر من كافية، ولكن الشعب الإسرائيلي الذي يولد ويموت في الحروب دون أن يأمل يوما بالوصول إلى السلام المنشود فقد معنوياته وخسر إرادة القتال، وهنا يكمن السبب الحقيقي للهزيمة".


اضاف: "في نهاية العام 2004 نشرت رسالة كتبها عالم النفس اليهودي سيغموند فرويد إلى الدكتور حاييم كوفلر في العام 1930، أي بعد 75 عاما من كتابتها، وهي تناهض الفكر الصهيوني الذي يدعو إلى إقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطين، وقد رفض فرويد طلب كوفلر المساهمة في الدعاية لهذه الدولة لعدة أسباب وجيهة فندها في رسالته، وهذه الأسباب هي نفسها المشاكل التي تعاني منها إسرائيل اليوم. ويأتي أيضا كتاب المؤرخ اليهودي إيلان بابيي "التطهير الإتني لفلسطين" في العام 2006، ليشكل إقرارا موثقا بالمجازر التي ارتكبتها الصهيونية بحق الفلسطينيين منذ العام 1948، وبالتهجير الذي طاول مدنهم وقراهم. لقد كان من المفترض أن تبقى رسالة فرويد سرية، ولكن نشرها ونشرِ كتاب "التطهير الإتني لفلسطين" في وقت متزامن تقريبا، وحيث لا يزال هذا التطهير متواصلا، وكذلك المجازر الإسرائيلية خصوصا في غزة، يشكلان بالحد الأدنى دعوة من عقلاء اليهود إلى إعادة نظر في السلوك والتفكير الإسرائيليين اللذين لا يتآلفان مع مسيرة السلام التي انخرطت فيها إسرائيل والدول العربية".


وقال: "في الواقع انا متيقن أن إعادة النظر هذه إذا حصلت، ستجعل إسرائيل تغير مقاربتها في معالجة القضية الفلسطينية وتفهم بصورة أكيدة ونهائية أنها إذا أرادت السلام فإنه يبدأ بحل مشكلة اللاجئ الذي طرد من أرضه ومن ثم إعادة الحقوق في الأرض إلى أصحابها؛ فلا سلام بدون عدالة ولا عدالة إلا باحترام الحقوق وخلاف ذلك فالحلول سراب. لا يمكن لإسرائيل اليوم أن تتصرف عكس مسار التاريخ وتتحدى التطور الإنساني بعصبية لم تعد مقبولة؛ فمع سقوط الفكر ألآحادي في أشكاله كافة، السياسية والعرقية والدينية وسير المجتمعات باتجاه التعددية التي بدأت تعم العالم، تعلن إسرائيل نفسها دولة يهودية، وتؤكد على ذلك برفض حق العودة للفلسطينيين إلى أرضهم".


واشار الى انه "بعد أن كان المضطهد يطالب بأرض يعيش فيها تحول إلى مضطهد يرتكب المجازر ويهجر ويستولي على الأرض ويقضي على هويتها. ان عوامل الخيبة والإحباط واليأس التي ضربت الشعب الإسرائيلي، تفرض على إسرائيل الإسراع في تغيير مقاربتها للحلول وإلا وجدت نفسها على مسار انحداري، نترك لها أن تقدر أين ينتهي".


فلسطين
وتابع: "ان الذاكرة تبقى دائما مشدودة إلى آخر الأحداث، وذاكرتنا اليوم مشدودة إلى حرب لبنان وحصار غزة، وكأننا نسينا جذور المشكلة ونسينا مسببيها، مما يتيح لهم التلطي والهروب من مسؤولية أعمالهم. فقلما نشير إلى أن مأساة فلسطين، وما جرته من ويلات على الشعوب العربية كافة، وجدت نتيجة قرار من الأمم المتحدة قضى بتقسيم فلسطين جاهلا أو متجاهلا ما تزخر به تلك المنطقة من مقدسات تتقاسمها الديانات السماوية الثلاث، ما يجعل السيطرة عليها من قبل فريق ما، إعلانا لحرب الآلهة على الأرض، تشتعل نارها تارة وتخبو طورا وفقا للظروف ولكنها لا تنطفئ أبدا".


الامم المتحدة
ولفت الى "ان الأمم المتحدة التي قسمت فلسطين وما نتج عن هذا التقسيم من مساس مادي ومعنوي بحقوق الشعب الفلسطيني، تعتبر المسؤولة الأولى عن تغطية جميع أعمال الأذى التي قامت بها إسرائيل في ما بعد ضد الشعب الفلسطيني، وقد رأيناها تعالج هذه المشاكل وفق إرادة الدول الكبرى بصرف النظر عن توافق هذه الإرادة مع القوانين الدولية او عدمه، فهي لم تنجح يوما في إدانة إسرائيل بسبب حق الفيتو، كما أنها لم تحاول إرسال قوى لتنفيذ قرارات دولية في فلسطين لتساعد على حماية شعب بأكمله، بينما نراها في حقول النفط بقرار دولي أو بدون قرار، ونجد أهم أعضائها اليوم يعملون على إلغاء مفاعيل القرار 194 الذي ينص على حق العودة للاجئين الفلسطينيين من خلال الضغط لقبول تسوية تلغي واقعيا هذا الحق".


وقال: "ان هذه المشكلة التي بدأت في العام 1917 مع وعد بلفور وشغلت القرن العشرين، ستبلغ بعد تسع سنوات عامها المئة، وأكبر ضحاياها الشعب الفلسطيني ثم الشعب اللبناني، وباعتقادي، إذا لم تصل هذه القضية إلى حل عادل وسريع تتحمل فيه الأمم المتحدة مسؤوليتها، فإن النهاية ستكون أقرب مما نتصور وأكثر مأساوية من البداية، تنعكس فيها الأدوار... تلك هي حتمية التاريخ".


وتابع: "بعد أن طرحنا أمامكم هذه المقاربة التي حققناها في لبنان والتي اكدت نجاحها، نتوجه عبركم الى مختلف المجتمعات العربية، عاقدين العزم على الوصول معا الى مجتمع عربي حضاري وحديث اكثر فعالية وتضامنا واكثر استعدادا لمواجهة تحديات العصر، فنتحول عندئذ من مجتمع تبعي ملحق الى مجتمع طليعي قائد".


ثم رد العماد عون على اسئلة طلاب جامعة دمشق.

سئل: مشروعية السلام تتم من خلال الملفين: الأرض، التوطين أو عودة اللاجئين الفلسطينيين. أين مشروعية السلام إذا ليس فحسب على المستوى اللبناني انما على المستوى العربي أيضا؟
اجاب: قلتها بوضوح أن لا سلام من دون إعادة حقوق ولا سلام من دون عدالة. الشيئان الأساسيان هما الحق الفلسطيني في العودة وحق العرب في الأرض التي ما زالت محتلة. ومن دون هذه العودة الى هذه الحقوق الأساسية، لأننا اليوم نتناسى الكثير من المواضيع، يجب ألا ننسى أننا اليوم في الذكرى الـ 61 للاعلان العالمي لحقوق الانسان وذلك بعد أسبوع في 11 ديسمبر. بعد ستة أشهر على هذا الإعلان، صدر قرار تقسيم فلسطين وما عاناه الشعب الفلسطيني، فتمزقت الشرعة واحترقت الشرعة ولا أحد يتكلم عليها.
واليوم هناك الكثيرون ممن يعطوننا الدروس في حقوق الانسان ويعلموننا، ولكن ماذا فعلوا بشرعة حقوق الانسان بعد ستة أشهر من اعلانها ؟ طارت كل الشرعة، يعني هذا المؤرخ اليهودي الذي تحدثت عنه كتب كتابا فيه الكثير من الشجاعة عندما تكلم على التطهير الأتني في فلسطين وهذا اليوم ما يحسب جرائم ضد الإنسانية.
لا ادري لماذا تأخروا في تصنيف الجرائم ضد الإنسانية ولكن أن تأتي متأخرة لا يمنع توصيف تلك المرحلة بأنها كانت جريمة ضد الإنسانية ولو معنويا.

سئل: سؤالي عن مزارع شبعا، سوريا أعلنت مرارا وتكرارا لبنانية هذه المزارع، حتى في لبنان أعلن الرئيس اللبناني ميشال سليمان البارحة وعلى الملأ في ألمانيا لبنانية هذه المزارع. في رأيكم ما سبب اثارة هذا الموضوع في كل فترة؟ لماذا جعله عقبة في تكوين علاقات طبيعية بين سوريا ولبنان على رغم وجود هذه المزارع تحت نير الاحتلال الاسرائيلي؟
اجاب: أعتقد أنها عملية تشويش لا أكثر ولا أقل.
يعني هناك بعض الناس في خط سياسي عاجزون أن يعبروا عنه برفض صريح، يختلقون الأعذار كي يخلقوا دائما جوا من القلق، وهذا اعتدنا عليه ويجب ألا يؤثر فينا.
المسار الصحيح مستمر ولن نتوقف وهم كلما ازدادوا عجزا كلما زاد تضليلهم الإعلامي وزاد التشويش. حتى البارحة وعلى رغم أن كل التلفزيونات كانت تبث مباشرة، سألوني عن الاعتذار السوري لي عن أحداث لبنان، قلت لهم: اذا كانت هذه الأحداث تتطلب اعتذار فليبدأ اللبنانيون الذين أذونا بالاعتذار منا، وهذا يكون اعترافا صريحا منهم بأنهم أذونا أيضا، عندها نطلب من السوريين اعتذارا آخر.
اذا، يصلون الى حد التضليل وبعضهم ممن يفتحون تلفزيونات من دون تسميتها الآن لا نريد فتح سجال معهم انطلاقا من دمشق، من الجامعة بخاصة، ولكن كلكم تتابعون وتسمعون شيئا ثم تحاولون التأكد من معلوماته، ويشك هل ما سمعه صحيح. اذا تصل الى هذه الدرجة. وهناك الكثيرون من الصحافيين اللبنانيين الموجودين هنا نواجه معهم هذه المشكلة يوميا ليس مع الصحافيين هنا ولكن مع الإعلام الموجه.

سئل: رفضت استخدام كلمة عداء وتصر حتى الآن على استخدام كلمة خصومة، ألا ترى معنى أن بعض الأفرقاء اللبنانيين ذهبوا الى حد بعيد في عدم استخدام كلمة خصومة واستخدموا ما تجاوز حد العداء. هذا أولا.
سؤال آخر: التيار الوطني الحر في الجامعة له دور. ما هو دور التيار الوطني الحر في الجامعات ضمن تحالفاته، ضمن الجامعات وبين الطلبة؟
اجاب: أكيد، التوعية الأساسية تتم باللقاءات بيني وبين طلاب الجامعات وأحيانا بواسطة لجان مسؤولة عن كل كلية في كل جامعة. هناك توعية وطنية وسياسية وتقريبا اليوم هناك كثير من التماهي مع بقية الأفرقاء المتعاونين معهم مثل طلاب المقاومة. نحن واياهم جبهة واحدة لسنا منقسمين. وضعنا طبعا أولويات العمل نحن والمقاومة ولكن لدينا الكثير من المواضيع التي يجب أن نقوم بها معا. ويجب ألا يفكر أحد بأن هذه أمور تنتهي، بل هي عمل متواصل وتراكمات مع الوقت.
بالنسبة إلى السؤال الثاني، هناك نقص في الثقافة السياسية وعصبية زائدة. حتى اليوم وفي المدارس العسكرية العليا يتحاشون استعمال كلمة "عدو" ويستعملون كلمة "خصم" او يستعملون كلمة أخرى مفترضة. حتى في المدارس العسكرية، إذ مبدئيا يجب أن نسحب من فكرنا وهذا ما له أثر تربوي مهم. فكرة العداء تجاه الانسان الآخر أيا تكن الظروف والا اذا لم نسحبها نقوم بحروب فناء. حتى الحرب يجب أن تنتهي.
فإذا هذه كلمة "عدو" تحذف تدريجا حتى في العلوم العسكرية ولكن ماذا نفعل بهم؟ انهم ناس لديهم ثقافة محدودة. هذا مؤسف ولكنه واقع.

سئل: الحملة التي تشن اليوم عليك في لبنان من المعسكر الثاني الذي يدعي السيادة والحرية والاستقلال، وأخيرا حددوا مهاجمتك بسبب زيارة سوريا، ونحن نعرف كيف كانت علاقتهم بسوريا من قبل وعلى أي مستوى وكيف استقبلت انت في سوريا. جنرال ما هي الاهداف وراء هذا الاستهداف والى اي مدى هم قادرون على تحقيق شيء من أهدافهم؟
اجاب: في النتيجة عندهم ضياع، فخياراتهم التي قاموا بها وانا لا اسميها خيارات. فنحن من قمنا بالخيارات. في الخيار يربح الانسان او يخسر و يتحمل مسؤولية خياره، انما في الرهان يراهن حتى يربح وهناك تأتي الخسارة صعبة عليه لانه راهن ليربح.
نحن قمنا بالخيار وكنا مستعدين لتحمل الخسارة كما كنا مستعدين للمشاركة في الربح.
رهاناتهم مثل المقامرة، مثل لعب الميسر، هم يلاحقون خساراتهم اكثر من املهم في الربح لأن العالم كله تغير الآن وهم لم يفهموا بعد انهم يجب ان يعدلوا سياساتهم وان رهاناتهم كانت خطأ. وهذه عادة عند المقامرين يخسرون آخر "قرش" في جيبهم وبعضهم ينتحر.

سئل: كان لبنان ولا يزال موئلا للأدباء والمفكرين والمبدعين الوطنيين المتمسكين بقوميتهم. فيا ترى ما هو موقف الجنرال ممن يعول على الخارج ويستقوي به ضد ابناء وطنه وبخاصة عندما يكون هذا الخارج هو الولايات المتحدة الاميركية التي كانت وما زالت تزود العدو الاول للعرب وللبنان الاسلحة الفتاكة التي يستخدمها لقتل الاطفال اللبنانيين وللتشريد والتدمير.
اجاب: بالتأكيد في سلوكي الشخصي وهذا شيء شفاف بالنسبة إلى الكل، لم يكن لدي تعاون مع احد حتى مع اقرب المقربين في الخارج ضد أي فئة لبنانية. دائما كنت احاول ان اساعد قدر المستطاع لإيقاف الأذى، هذا في المرحلة الاولى.
في المرحلة الثانية حين اصبحنا في موقع المسؤولية السياسية والوطنية، اكيد موقفنا هو ضد المواقف التي تهدد وجودنا وتهدد وجود مثيلنا في المنطقة يعني الفلسطينيين. وقفنا هذه المواقف وكنا ضد، ولم نستعمل كلمة عدائية وكنا ضد المواقف الاميركية بوضوح وتحملنا الضغوط والتهديدات وهي اكثر مما تتصورون لأنها كانت تصوب بالوسائل الدبلوماسية ونحن نحتفظ بها لنشرها لاحقا للتاريخ، في المذكرات.
فاذا المواقف واضحة وكلامي اليوم واضح، انا اثق بأن مجتمعا متضامنا ومقاوما يكفينا، من دون حروب كبيرة، فقط مجتمع مقاوم ومدعوم عربيا. الارهاق الذي تحدث عنه الشعب الاسرائيلي حقيقي ولذلك عليه ان يختار. ولا تظنوا ان هذا يحصل بأعجوبة فهم من المؤكد يسمعون هذا الكلام ويقيمونه وغدا سينكرونه، ولكن إذا أخذناه بعمقه يبدو كأنه نصيحة لهم ونحن لا نقول لهم سنفنيكم ونقتلكم ولكن انتبهوا واعطوا حقوق الناس حتى تعيشوا معهم. هذا هو الموضوع المهم. وبعد هذا كل واحد مسؤول عن اعماله.

سئل: جنرال المحكمة الدولية في آذار، فهل هناك مخاوف في المعارضة أن تطلب المحكمة الدولية من بعض النواب أثناء الانتخابات ولو حتى كشهود، لتغييبهم عن الانتخابات؟
اجاب: اعتقد ان هذا الشيء مستحيل، حتى الوضع الدولي كله تغير، وهو ليس في اجواء مسايرات عاطفية للبعض او غير مستندة الى وقائع حقيقية، بخاصة اننا نحمل المسؤولية للقضاء اللبناني في توقيف بعض اللبنانيين خلافا للقانون، وهذا شي مؤسف.

سئل: في عام 2007 رفض بوش منح اي معونات لحزب التيار الوطني الحر بسبب مساندتكم لحزب الله. باعتباركم زعيم هذا الحزب هل تتوقع وضعكم على اللائحة السوداء ووصفكم بالارهاب كما هي الحال بالنسبة إلى حزب الله؟
اجاب: كلا، وإلا سيأتي الارهاب من الذي وصفني به. صحيح أن لبنان بلد صغير وفي حجم القوة التي نواجهها، اكيد ليس هناك مقاربة بالوزن، ولكن هناك اشياء معنوية تربطنا بالعالم كله. الحمد لله اسمنا اصبح معروفا وهو اقوى من التوصيف. والصراع هو دائما بين حقين: حق القوة وقوة الحق. نحن نملك قوة الحق وهم لديهم حق القوة.

سئل: ذكرت في إحدى المقابلات ان خيارك هو ان تكون مع الشعب وان تخوض حربه. فإما ان يهزم وتتحمل انت معه الهزيمة وإما ان ينتصر فيكون لك شرف المشاركة في هذا النصر. ونحن في سوريا نكبر فيك هذا الموقف وهذا الخيار. جنرال انت ممن اثبتت التجربة انه صاحب موقف مبدئي وثابت وواضح ونحن في المرحلة القادمة مقبلون على عصف سياسي ناتج عن الأزمة المالية. فكثير من الدول ستبدل سياساتها واهتماماتها الخارجية وهناك دول في المنطقة سترفع سقف مطالبها الاقليمية كتعويض عن مساهمتها في معالجة الازمة المالية وهذا يعني مزيدا من الضغط علينا وعليكم. نحن مستعدون. انتم كيف تهيأتم انتم وحلفاؤكم لمواجهة سيل الاستحقاقات القادمة الناتجة عن هذه الازمة ؟
اجاب: لغاية الان، نحن ننتظر التقويم الرسمي للحكومات القائمة الآن في المنطقة، ولكن نحن نستطيع ان نعيش في الحد الادنى ولن يكون هناك انهيار، لأن منذ مدة تعودنا على الحد الأدنى، لذلك المصائب الكبرى تصيب الكبار. طبعا ستزيد الضائقة عندنا ولكن نقدر ان نتحملها، على رغم كل شيء. الأزمة الاقتصادية عندما بدأت صار الانهيار المالي والنتائج الاقتصادية ستأتي، ومداخيلنا قد تنزل للنصف 40% لا أدري ولكن من هنا وعينا وتحملنا وقدرتنا على التحمل اكبر. واعتبر من كان يمشي على رجليه ليذهب الى عمله لن يتغير عليه الوضع كثيرا وهذا هو الشعب المناضل. اما من كان يملك 3 - 4 cadillac ومرسيدس، ستصعب عليه تعبئتها محروقات وسيجبر على العمل أكثر. إذا الإثراء هو الذي يصاب على مستوى المجتمع، والفقراء يحافظون على مستواهم على الاقل.

سئل: في المرحلة الأخيرة شهدنا تناميا للأنظمة الإرهابية في شمال لبنان والتي تربطها علاقات ببعض التيارات السياسية ربما في الفريق الحاكم. كيف تحللون هذه الظاهرة ومن وضع الأجندة لها لكي تستمر في شمال لبنان؟
اجاب: اسمح لي الا اكون صريحا، وذلك لأني لا اقوم بتحقيق قضائي ولكن سأعطيك مؤشرات أنت تحددها.
هذه المجموعات الارهابية لها ايديولوجية معينة لا احد من الموجودين هنا يجهل مصدرها، من دون أن نسمي، ولها أيضا موازنات مالية تدعمها وأعتقد ان لا أحد جاهلا مصدرها "وفهمكم كفاية".

سئل: صرحت في أكثر من مؤتمر صحافي أنك كنت خصما لسوريا وقد انتهت هذه الخصومة، في حين أن أكثر الموالين لسوريا في مرحلة من المراحل ذهبوا أبعد من الخصومة الى العداء وهم يدعون أنهم يمثلون مصلحة لبنان وهم في الحقيقة لا يريدون الا مصلحتهم الشخصية ومصلحة أعداء لبنان؟ كيف تقومون هذه الحالة بانعكاساتها أولا على المواطن اللبناني وثانيا على الحالة الوطنية اللبنانية المقاومة للمشاريع التي تستهدف أمن لبنان؟
اجاب: أعتقد أن العلاقة كانت أولا خطأ، لم تقم على علاقة صداقة، كانت العلاقة مصلحية، وبعد التغييرات التي صارت وانسحاب سوريا من لبنان تحولت المصلحة في اتجاهات أخرى، فنقلوا الى الجهات التالية. لأن أصحاب المصلحة هويتهم دفتر الشيكات ووطنهم البنك، حيث وضعوا أموالهم. والتزامهم ليس في الأرض الحقيقية التي يلتزمها الانسان - المواطن. من هنا نعرف ان هذه علاقات مصلحية ضيقة كثيرا تتخطى حتى ليس مصلحة مجتمع، فتصبح مصلحة المجتمع اذا كانت واسعة وتضم القسم الأكبر من المواطنين تصبح مشروعة اذا كان هناك تحول ولكن مشاريع أفراد ومصالح محدودة جدا بالعكس تأتي بالخراب. التصادم في قلب البلد وتقوض الاستقرار، وهذا الخطأ فيها، وهي من الأساس مبنية خطأ وما يبنى على الخطأ يولد خطأ أكبر.

سئل: اضم صوتي إلى صوت زملائي وارحب بك مرة اخرى في بلدك الثاني سوريا، سيادة العماد ميشال عون، تحدثت مرات عدة عن مطلب الغاء الطائفية السياسية المقر في اتفاق الطائف، لكن هذا المطلب خفت عندكم، هل هو يأس ام تأجيل وما هي تحفظاتكم عن اتفاق الطائف؟

اجاب: التحفظات كثيرة اولها عدم التوازن بين مؤسسات الدولة اللبنانية، مؤسسة لها اسم كبير ولكن من دون صلاحيات، رئاسة الجمهورية، مؤسسة ثانية تسمى رئاسة الحكومة وليس مجلس الوزراء، تمسك بجميع المؤسسات التنفيذية في المجتمع وتمسك كذلك بمؤسسات المراقبة، وفي ذلك خطأ علمي وقانوني واداري، لا يجوز الجمع بين المراقبة والتنفيذ، اي ان يكون التنفيذ باليد اليمنى والمراقبة باليد اليسرى، مما يفقد المراقبة فعاليتها، انني اعطي نماذج سريعة، فقد لاحظنا في بعض الأماكن ايضا غياب المراقبة على صرف اموال الدولة التي تخضع أساسا لقواعد المحاسبة العامة، كما رأينا أن مجلس الانماء والاعمار هو الحكومة الحقيقية للبنان، ولدينا حكومة وهمية يطلق عليها النار أمثالنا من السياسيين والصحافيين، لكن الحكومة الواقعية تسمى مجلس الانماء والاعمار وهي خاضعة لرئيس الوزراء، ما يعني وجود خروقات كبيرة في تنظيم الدولة اللبنانية كرسها الطائف أو اُلحقت بالطائف، فبعضها أُلحق بالطائف، اذ طرأت عليه بعض التعديلات الجزئية، من هنا وجوب اعادة النظر، والآن، المدافعون عنه أو بعض المستفيدين منه، جعلوه بمثابة الكتب المقدسة، ممنوع المساس به، ونحن نعرف أن أي تشريع مهما كان راقيا، اذا لم يُطور عندما تنشأ حاجة معينة، ويتم تعديله أو ضبطه، والقانونيون يعرفون ذلك، لا يمكن أن يلبي حاجات المجتمع المنبثق منه، لذلك يتطلعون إليها في لبنان على أنها كتب مقدسة يجب عدم المساس بها، وستأتي الظروف وهي ليست ببعيدة، فجميع الناس سيشعرون أن هناك ضرورة، فقد وقعنا في أزمة سياسية مثلا، فتصادمت الحكومة مع المجلس، وبهذا الصدام، من يحل مجلس النواب؟ هل هناك نظام برلماني في العالم لا يمكن فيه حل مجلس النواب والعودة الى استفتاء الشعب؟ لا يوجد، الا عندنا وقد ربطوه بالذين يتخاصمون، يعني أنه يرتبط بتوافق المؤسسات المتخاصمة على حل المجلس، وعندما يكون هناك احتكام للشعب، لا يمكن أن يكون هناك توافقات في القمة، ما يعني ان التوافقات التي ظهرت على هامش اتفاق الطائف، شلت مؤسسات الدولة، ونأمل ان يخرج منها. طبعا هناك انتخابات نأمل تأمين الأكثرية خلالها، لنقوم بتصحيحات كثيرة في شكل نحافظ فيه دائما على وحدتنا الوطنية اي بإدراك الجميع أن ما سنقوم به هو شيء ضروري لاستقامة الأوضاع وممارسة الحكم في شكل سليم.

سئل: دكتور غسان اسماعيل من طلاب حركة أمل في سوريا. دولة الرئيس، بدورنا، نرحب بك هنا في الجامعة. دولة الرئيس، نحن نعرف اهمية الدور الذي تقوم به من أحل المحافظة على دور لبنان - الرسالة، ومن خلال تثبيت دورك الذي تقوم به، اي من خلال تثبيت الوجود المسيحي في الشرق، وكما يقول الرئيس بري أن لبنان لا يقوم الا بجناحيه المسلم والمسيحي، ففي رأيك ما هو التأثير الكبير للانتخابات النيابية المقبلة في دعم هذا الدور أو تقويضه؟

اجاب: اعتقد ان الدور الذي نقوم به ليس بدور ضيق مرتبط فقط بلبنان، مع احتمال النجاح بلبنان وعدم السقوط وعدم التحجيم، حتى لو تم، وهذا على سبيل المناقشة الفكرية فقط، هذا موضوع أساس، فما نقوم به اليوم، هو انطلاقة لفكر جديد، يجب أن يعم جميع المسيحيين في الشرق، ويجب أن يقود المجتمع اللبناني الى مجتمع المواطنة التي تكلمت بها، وهذا يحصل بتحولات بنيوية جديدة. هناك أشياء نشبهها بأرزتنا، مثل الأرزة، تزرعها أنت، وأزرعها أنا بعمري هذا وأنا أعلم أنني لن اراها كبيرة، لكن أولادي يرونها أكبر وأولاد أولادي يرونها أصبحت كبيرة جدا، فلا نستطيع أن نحصد كل شيء عندما نزرعه، فهذه الانسانية وهذا المسار الطبيعي للأفكار والتغييرات الكبرى في المجتمعات.

المهم أن نبدأ، والمهم أن ننتصر بسياستنا، لأننا نشعر كأننا متأخرون 20 سنة. فالانطلاقة كان يجب أن تكون تغييرية جيدة ولكن نستطيع أن نقوم بأشياء كثيرة ولكن لا يمكننا لا أن نقصر الوقت ولا أن نطيله.
مرحلة النضج يلزمها الوقت، حتى تزهر الشجرة وتعقد وتكبر الثمرة ومن ثم تنضج وتقطف. هناك دورة طبيعية، وهكذا أعتقد نضج الشعوب والمجتعات، يلزمه وقته. تريد القسم الأكبر منه أن يعيش التجربة ويقتنع بها حتى يأتي التغيير بناء لطلبه، لا يأتي مفروضا عليه من فوق.

سئل: كنت تذكر دائما أنك رجل خيارات لا رجل رهانات، ما هي خياراتك اليوم؟
اجاب: عبرت عنها الآن على مستوى القضية. إذا أخذت القسم الأول، مواجهة الماضي والخروج منه وتحضير المستقبل حتى يكون لنا. لا تعود ذاكرتنا الا نقية، أي تنقية الذاكرة والعمل للمستقبل. ومستقبلنا هو ما نقوم به اليوم في حاضرنا.
المواقف بالنسبة إلينا هي إعادة نظر وتقويم. بالنسبة إلى القضية الفلسطينية التي هي قضيتنا وتحمل جروحات الشعب الفلسطيني وجروحاتنا منذ ستين عاما. أيضا عندنا دعم المقاومة لإكمال مسيرة الحل في شكل طبيعي.
بالنسبة إلى المجتمع العربي الأكبر، خياراتنا أن يقوم المجتمع بإعادة نظر ذاتية حتى يغير أساليبه ويعتمد أفكار جديدة ويتعاون مع باقي المجتمعات المثيلة له والصديقة. حتى نكون بالفعل شيئا مستقبليا، ونحقق نوعا من الاستقلال والمجتمع الفعال.

سئل: أشرتم في مؤتمركم الصحافي الى أن مسيحيي الشرق هم جزء من بنية المنطقة، فما هو تصوركم لهذا الدور في التوجه العربي في هذه المرحلة؟
اجاب: دائما الموضوع يثار وهذه قصة قديمة، من القرن التاسع عشر أو ما قبل، وهي قضية أقليات وأكثريات في الشرق الأوسط. اليوم النظرة الجديدة هي أن المجتمع إذا كان يحترم حقوق الانسان، وهذا ما نعمل من أجله بجهد كبير حتى نحققه، هذا يعني أنه يحترم حرية المعتقد للجميع، لأن العلاقة الدينية التي تتعلق بمعتقدنا هي علاقة عمودية بيننا وبين الله. وهي ليست علاقة أفقية في المجتمع في ما بيننا.
في هذه العلاقة العمودية نحفظ شخصيتنا ومعتقداتنا الدينية، ولكن يجب أن نعيش مع الآخرين بعقد اجتماعي. وهذا ما يجمعنا وهو قوانين البلد الذي نعيش فيه والذي نأخذ قضاياه على عاتقنا.
لا أريد أن يؤثر المعتقد الديني في أحد سلبا، لا انطلاقا من ذاته حيث يشعر أنه مهمش، أو أيضا يخاطب الآخرين حتى لا يهمشوه، لأن له دورا أساسيا. عليه أن يكون مواطنا بالحقوق نفسها والواجبات ضمن وضع حرية المعتقد لجميع الناس.
نحن نحارب الفكر الأحادي، العرقي والديني والسياسي، وكلهم يسقطون، والمجتمع يتطور في اتجاه التعددية. لا يظن أحد أبدا أن الفكر الأحادي سينجح، فهو في تقلص دائم عبر التاريخ.
أولا بدأت بين سيطرة البيض على السود، وطارت العبودية. ومن ثم أتت العرقية الألمانية الهتلرية، فسقطت. وسقط الفكر الأحادي السوفياتي الشيوعي... وتسقط أشياء كثيرة أخرى.
كل دول العالم تصبح مزيجا متعددا من الأديان والأحزاب السياسية التعددية. في النتيجة عندما نتحدث عن التعددية، نتحدث عن حق الاختلاف في الرأي.
حق الاختلاف ينظر اليه الناس كأنهم يسمونه حق الخلاف. لا ليس حق الخلاف، بل أن يكون للانسان تفكيره الخاص به أو تفكير حزبي. أن يوضعوا باحتكاك مع فكر آخر، منه تنبثق الأفكار الجديدة أو حلول جديدة أو إبداع جديد فيه كل النشاطات التي نقوم بها.
يمكن أن نمارس حق الاختلاف في السياسة، ويمكن أن نمارسه في الفن، أو في البناء والهندسة...
وحق الاختلاف أشبه دائما بحالنا. الآن أنظر اليكم وجميعنا لدينا مكونات الانسان، ولكن لكل واحد وجه مختلف وصورة مختلفة. يعني أن الانسان عنده فرادة. وانطلاقا من هذه الفرادة تطور، والا لما كنا نلبس اليوم هكذا. لكنا مستنسخين عن الانسان الأول. من الذي جعلنا مثلما نحن اليوم؟ هو حق الاختلاف. كل واحد عنده بصمته، بصمة صوته، بصمة عينه، لكل واحد شكله وصورته، مكوناته تأتي بصورة فريدة. وهناك مليارات من الناس. حتى التوأمان ليسا متشابهين، يبقى هناك نقطة فارقة بينهما.
فإذا من هنا نقول إن في هذه الفوارق والاختلاف لا يجوز أن نميز بعضنا ضمن المجتمع كمسيحيين وكمسلمين، ولكن يجب أن يكون لنا حق الاختلاف مصدر غنى لثقافتنا وحياتنا وتقدمنا. أن نجمع هذه الفوارق فنغتني، وإذا طرحناها بعضها من بعض "فالعوض بسلامتكم" نصبح مديونين. فلنجمع فوارقنا ونغتني بها.

سئل: وسام المقداد - طالبة في كلية العلوم. ذكرتم أننا يجب أن نخجل من أنفسنا لما يحدث في غزة. هل تعولون على الموقف الدولي في حل المشكلات التي يعانيها لبنان والمنطقة؟
اجاب: لا أحد موجودا اذا لم نكن موجودين. يجب أن نكون موجودين أولا ثم نطالب الأمم المتحدة لكن الهرب والتنازل عن الحق انتهيا. الأرض الفارغة من السكان يسكنها أي كان. القضية المهملة تسمح بالتطاول عليها أكثر وأكثر. اليوم، الحالة ليست مرضية وهذا شيء مؤسف: هناك ناس يعيدون وناس محاصرون لا يأكلون. هذه لغة الحصار دائمة. الحصار اللبناني، حصار غزة، حصار سوريا، حصار، حصار. كل واحد يرفع رأسه قليلا يهددونه بالحصار والتجويع. المبدأ هنا أساسا مرفوض.

سئل: نرحب بالقائد ميشال سليمان في سوريا
العماد عون: "معليش، أنا ما بزعل، هذا شيء لا يستوجب الاعتذار، ومعليش أن نتشبه ببعضنا"
سئل: رأى الكثيرون في زيارتك لدمشق التسوية التاريخية اللبنانية الثالثة التي يقوم بها العماد ميشال سليمان.
الجنرال: أكمل، سأجيب بالنيابة.
سئل: ميشال عون هذه ثالث محاولة لانقاذ لبنان خلال ثلاث سنوات: الأولى: داخل كل جماعة أو طائفة لبنانية - الثانية بين الجماعات في ما بينها كالتفاهم مع حزب الله - والثالثة بين سوريا ولبنان. هل تعتبر نفسك رجل التسوية التاريخية؟
اجاب: كل انسان عندما يقوم بعمل يعتبره ايجابيا، انما اعطاء صفة، لست أنا من يعطيها الصفة، انما تلقي الناس لها وتقبلها هو الذي يعطيها الصفة اذا كانت تاريخية أم لا. أنا سعيت في لبنان أولا إلى اقامة تفاهم عرض على كل مكونات المجتمع اللبناني، لم يكن فقط مع المقاومة، وعند عودتي من فرنسا واجهت حالة صدامية في لبنان وكانت تتطور سلبا وقد حاولنا من خلال التفاهم أن نجد حلا كي لا نصطدم بعضنا ببعض ولا مع الأمم المتحدة بسبب القرار 1559، وهذا ما كنت أنادي بتنفيذه ولكن مع احتفاظ الجميع بحقوقهم، إذ لا يمكن قرارا اتخذ أن يكون مشروع حرب في لبنان ولا بأي شكل. إذا، هذه المواضيع التي نقوم بها، اذا صمدت "وان شاالله ستصمد" سيقول الجيل من بعدنا أنها كانت تسوية تاريخية. ولكن اذا قمت أنا بتسوية لم "تضاين" شهرا أو شهرين وسقطت، لا تكون تاريخية. لذلك نواجهها بمزيد من الأمل ومن التفاؤل المرتكز على أسس وعلى التجربة وعلى مصالح مشتركة وستنجح بإذن الله ولكن نحتفظ بقدر قليل من التحفظ عن التسميات وإذا لا سمح الله فشلت المحاولة يبقى لنا شرف المحاولة، وهذا شيء لا نتنازل عنه.

سئل: ما هو تقويمكم للدور السعودي - المصري على الساحة اللبنانية في تحقيق التوافق اللبناني في هذه المرحلة؟
اجاب: لا أريد ان أحكم بالمطلق على هذا الموضوع وماذا يجري، اذا كان حكمي متوافقا مع رأيك سيكون محرجا للحضور واذا كان سلبيا فسيكون أيضا محرجا للآخرين. أود ألا أعلق.

الكاتبة كوليت خوري، كريمة رئيس الوزراء السوري الراحل فارس خوري:
أنا لن أطرح سؤالا، أنا باسم زملائي الأدباء والأديبات وقد لا يسمح لنا الوقت بترتيب لقاء معكم. أود أن أرحب بك.
أود أن أعطي شرحا لغويا ليس فقط سياسيا أو عسكريا بين الخصومة والعداء. العداء نفسي وهو لا يؤدي الا الى الدمار وهو لا يجتمع مع المحبة. الخصومة هي في الرأي والمواقف وقد يكون الانسان محبا ويختصم مع غيره، وبعد الحوار والمفاوضة يؤدي الى مصالحة والدليل أمامنا واضح، المحبة واردة. أما الموضوع الذي يثير الأشجان والأحزان: الطوائف، فنحن فعلا في سوريا لا نعرف الطائفية، وكما قال المفتي الشيخ أحمد كفاتارو في الكتاب رحمة الله عليه وهو زعيم كبير: "كلنا مسيحيون وكلنا مسلمون اذا اقتضت حاجة الوطن الى ذلك"، ولكن يجب أن أعترف أننا كمسيحيين ونحن نعتبر أن المسيحية الحقيقية هي في ميلادنا وليست في الخارج وكل ما هو خارج هذا الوطن الكبير مشوه، المسيحية الحقيقية هي نحن ونحن كمسيحيين نعتز بك زعيما وطنيا حرا واهلا وسهلا بك وبجميع من أتى معك وبكل من يأتي من لبنان الى دمشق.


04-كانون الأول-2008

تعليقات الزوار

استبيان