المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

الشيخ قبلان في صلاة العيد: المصالحات تبقى ناقصة ما لم تعمّم ويجب أن تكون العلاقات بين لبنان وسوريا أكثر من أخوية


وطنية- 9/12/2008
أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان صلاة عيد الأضحى المبارك في قاعة الوحدة الوطنية في المجلس الإسلامي وألقى خطبة العيد التي استهلها بالقول: "عيد الأضحى عيد كريم ومبارك، عيد فيه كل معاني الخير والبركة، انه فرصة لتآلف القلوب وتقاربها فلننتهزها لكي ندخل في طاعة الله ورضوانه محبين للخير داعين للسلام متسامحين متصالحين تائبين عن كل ما يضر بالإنسان وبكرامته. عيد الأضحى أيها الأخوة عيد فيه معان كبيرة نتنشق من خلالها الرحمة للعباد والإنصاف لهم والتواصل في ما بينهم، عيد فيه إدخال السرور على قلوب المؤمنين لينعم المؤمن مع أخيه بالمودة والمحبة".


أضاف: "عيد الأضحى عيد السلام بين الأنام وهو مناسبة لفتح صفحة جديدة يظللها التعاون والتآخي من اجل بناء مجتمع صالح وفاضل، مجتمع يصمد أمام الاختراقات التي تتقاطر علينا من كل حدب وصوب وتفتك بمجتمعاتنا، ولكن ثقة الناس في بعضهم وتعاونهم على وضع مدماك حقيقي لعمل الخير سيفوت الفرصة حتما على اللاعبين بالنار والمصطادين بالماء العكر، ونحن كمؤمنين بالله وبشرائعه وأنبيائه نطالب الجميع بوقفة ضمير وبالعمل معا على بناء الجسور في ما بيننا وعلى اعتماد تعاليم الحق والسماء كي نكون جميعا يدا واحدة وقلبا واحدا في مسيرة الإصلاح والمصالحة، فالاصطلاح هو مطلب حقيقي لكل الناس، فأصلحوا في ما بينكم، أصلحوا القوانين لخدمة الناس ومنفعتهم ولا تكونوا سريعي الغضب متأثرين بالأهواء المغرضة، عليكم بالابتعاد عن الأنانيات والأحقاد، عليكم ان تكونوا جميعا في ورشة بناء جسور التواصل في الوطن وخارجه، عليكم ان تكونوا عينا ساهرة من اجل لبنان وبقائه، إياكم والرجوع إلى الوراء، انظروا إلى المستقبل نظرة ثاقبة وواعية، كونوا دائما محافظين على المصلحة العامة، فلبنان بحاجة إلى مجتمع متكامل متعاون لا فرق بين مواطن وآخر الا بما يقدمه من عطاء للناس وخدمة لبلده، اخرجوا الى رحاب الوطن، فالوطن يتسع للجميع، نطالبكم ايها اللبنانيون في يوم عيد الأضحى المبارك إن تسيروا سير الحجاج الواقفين في منى ترجمون شياطين الهوى وتضحون عن أنفسكم بقرابين مقبولة إن شاء الله".


وتابع: "أيها اللبنانيون نريدكم ان تتجاوزوا واقع الفتنة والحساسيات والمواقف العشوائية الى واقع التضامن والتعاون والتصالح التام، الى واقع نكون فيه جميعا في خدمة أنفسنا وخدمة بلدنا فلبنان لا يقوم الا بوحدة أبنائه ولا يستمر الا بتعاونهم وتصالحهم مع بعضهم البعض. تعلموا من التجارب واتعظوا من الأحداث الأليمة التي عصفت بالمنطقة وتركت أسوأ التداعيات على الساحة اللبنانية وأعيدوا تصويب تحالفاتكم ومواقعكم كي تتمكنوا من تحديد الصديق من العدو، فالعرب كل العرب أشقاء للبنان وعلى لبنان ان يحظى بأطيب العلاقات معهم وفي طليعتهم الشقيقة سوريا التي لم تبخل يوما في الوقوف مع لبنان في أزماته، وعليه يجب ان تكون العلاقات على المستوى الرسمي والشعبي اكثر من أخوية بين البلدين الشقيقين بما يجعلهما قلعة عصية وحصينة في مواجهة المشروع الصهيوني. نعم أيها اللبنانيون. اتعظوا من التجارب وافتحوا صفحة جديدة تعزز عيشكم المشترك وتكرس وفاقكم وتجعل من المصالحات عنوانا للمرحلة المقبلة، فاللبنانيون إخوة وأهل ولا ينبغي ان تصل بهم الخلافات إلى مستوى العداوات فالعدو الوحيد للبنان هو إسرائيل ومن دعمها في عدوانها ضد لبنان".


وقال الشيخ قبلان: "ايها اللبنانيون. ان الهم المعيشي في لبنان بلغ مرحلة عصيبة تحتم على المسؤولين إقرار القوانين التي تحفظ للمواطنين حقوقهم وتؤمن لهم عيشا كريما لائقا وعلى الدولة ان تكون حاضنة للجميع من خلال معالجاتها للازمة الاقتصادية والمعيشية وحل المعضلة الاجتماعية التي تدفع بالكثير من اللبنانيين الى خيارات صعبة اقلها الهجرة من لبنان بحثا عن لقمة العيش، أما وقد أنجز اللبنانيون خطوات مهمة في سبيل إجراء المصالحات التي نراها ناقصة ما لم تعمم على كل المناطق اللبنانية لنشهد معها تفاهمات سياسية بين الجميع تحقق الوفاق الوطني، ينطلق بعده اللبنانيون على اختلاف انتماءاتهم السياسية لتحصين وحدتهم الوطنية بالتعاون والتشاور لتحقيق الاستقرار الامني والسياسي والاجتماعي وإرساء قواعد وأسس جديدة للتعامل بين السياسيين تضع في اولوياتها مصلحة الوطن والمواطن".


أضاف: "نريد ان يكون العمل السياسي في لبنان وسيلة لتحقيق الازدهار والاستقرار وليس بابا للسجالات والمناكفات، فالانتخابات النيابية فرصة أمام السياسيين لوضع برامج سياسية تخدم الوطن والمواطن على السواء، من هنا ندعو اللبنانيين الى اختيار الأفضل والأصلح من أصحاب الأيادي النظيفة الذين يشهد لهم تاريخهم وسيرتهم على حسن سلوكهم واستقامتهم وأمانتهم في العمل السياسي والتعاطي في الشأن العام. أيها المسلمون ان وحدتكم خشبة خلاصكم وهي حصن الأمة الحصين الذي يقيها المؤامرات ويجنبها الفتن والمكائد وهذه الوحدة تقوى وتترسخ حينما ننبذ العصبية ونطهر أنفسنا من الغل والحقد متمثلين برسول الله (ص) حين اخذ بيد سلمان الفارسي وقال: سلمان منا اهل البيت" فالإسلام أراد منا ان ننفتح على الآخرين وننبذ كل دعوة تثير العصبية وتبث الأحقاد في النفوس، فإسلامنا دين التسامح والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والقرآن امرنا بالانفتاح والتعارف. من هنا فان الإسلام يؤكد نبذ الإرهاب ويدين التطرف والتعصب باعتباره سلوكا عدوانيا لا يمت الى الدين وقيمه بصلة، والله سبحانه يأمر بالإحسان والتسامح والعفو".


وتابع: "أيها المسلمون ان أداء الحج يدعونا جميعا إلى رص صفوفنا وتكثيف تشاورنا وتعزيز تعاوننا وتحصين وحدتنا والى التعاطي مع قضايانا بروح الحكمة والى ان نكون على حذر دائم مما يتهدد امتنا وشعوبنا والى العمل على فتح صفحة جديدة فيما بيننا عربا ومسلمين نعبر فيها عن تعاوننا ورفضنا للظلم والفتن وهذا ما يحتم على العرب ان يتركوا خلافاتهم جانبا ويضعوا نصب أعينهم ان عدوهم الوحيد هو إسرائيل. ان إسرائيل تحولت من كونها أداة استعمارية لتصبح قاعدة شر لا تهدد فلسطين ولبنان وسوريا فحسب بل تهدد كل المنطقة العربية والإسلامية، ومواجهتها لا تكون الا باحتضان العرب والمسلمين لقضية فلسطين ودعم شعبها في نضاله حتى يقيم دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ان المشاكل التي نرى فصولها في أكثر من منطقة عربية بدءا بقضية اللاجئين وتفشي ظاهرة التعصب والإرهاب هي نتيجة حتمية لتخلي دول العالم عن دورها في احقاق الحق في فلسطين والتغاضي عن مضي إسرائيل في عدوانها".


وتابع: "ان أي حل لقضية الشعب الفلسطيني ينبغي ان يضع في اولوياته عودة اللاجئين الفلسطينيين الى أرضهم في فلسطين، وعلى العرب ان يعيدوا برمجة أولياتهم لتكون فلسطين هي الأساس بالنصرة والدعم، كما عليهم ان ينظروا الى الدول الإسلامية وفي مقدمها الجمهورية الإسلامية الإيرانية كشقيق داعم لحقوقهم ولتعزيز دورهم ومكانتهم في العالم، فالجمهورية الإسلامية الإيرانية عبرت في مواقفها عن صدق الرؤية وصوابية التوجه في دعمها للشعبين الفلسطيني واللبناني في مقاومتهم المشروعة ضد الاحتلال وهي اليوم خير نصير للبنان ولسوريا ولفلسطين في لجم محور الشر الذي تتزعمه إسرائيل ومن يتحالف معها ويدعمها في عدوانها".


وقال: "من رحاب هذا اليوم المبارك نتوجه الى الإخوة الفلسطينيين فندعوهم الى لم الشمل ونبذ الخلافات وتعاون كل الفصائل الفلسطينية والتيارات السياسية في مواجهة العدو الإسرائيلي، كما ندعوا الإخوة العراقيين إلى وقف حال التشرذم والانقسام والوقوف معا في وجه من ينهب خيراتكم وثرواتكم. من رحاب هذا اليوم المبارك نتوجه بالتحية إلى المسلمين في كل أصقاع الأرض وبالتهنئة في هذا العيد وندعوهم الى التزام الحق والتعاون والتكافل في ما بينهم في إنماء مجتمعاتهم والى تطوير سبل مشاركتهم في حياة الأمم والدول ونصرة مظلوميهم وإغاثة منكوبيهم والى الطواف بالحق ورفع رايته".


وختم الشيخ قبلان: "نتوجه بالتهنئة والتبريك إلى جميع اللبنانيين والعرب والمسلمين سائلين الله عز وجل ان يعيد هذا اليوم المبارك على لبنان وشعبه بالعزة والكرامة والسيادة وعلى الأمة الإسلامية بالوحدة والعزة".

09-كانون الأول-2008

تعليقات الزوار

استبيان