المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

آية الله فضل الله حذر من تضييع القضية الفلسطينية: أية تغطية عربية على مغامرة إسرائيلية جديدة سترتد في بلدان العرب


18/12/2008
أبدى آية الله السيد محمد حسين فضل الله، خشيته من أن يكون تخطيط بعض الإدارات الغربية وصل إلى المستوى الذي قررت فيه أن تقاتل بالعرب دفاعا عن إسرائيل، "بعدما قاتلت إسرائيل بنفسها وفشلت في العام 2006"، محذرا من مغامرة عدوانية إسرائيلية جديدة ومن أية تغطية لهذه المؤامرة "لأنه سيكون لها ارتداداتها العكسية داخل البلدان العربية نفسها".

وحذر من "أن مجلس الأمن الذي مثل القمة في التخطيط تاريخيا لإسقاط القضية الفلسطينية يراد له أن يكون الموقع الجديد الذي يطلق المزيد من القرارات التي تحاصر قوى المقاومة وتستهدف الفلسطينيين وقضيتهم"، مشيرا إلى "سعي لفتح أبواب التطبيع مع العدو وإشعال فتنة فلسطينية داخلية، وإلى خريطة طريق جديدة لقيادة القضية الفلسطينية إلى المجهول".

وعلق آية الله فضل الله على القرار الجديد لمجلس الأمن حول تبني مسار "أنابوليس" في بيان أصدره، وجاء فيه: "إن تبني مجلس الأمن لمشروع القرار الأميركي الذي يؤكد مواصلة المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وكيان العدو وفقا لمبادىء "أنابوليس" يدخل في نطاق اللعبة الأميركية الجديدة ـ القديمة، والتي توحي من خلالها إدارة المحافظين الجدد بأنها وضعت الأسس للادارة الديموقراطية المقبلة، لكي تسلك سبيل التفاوض على أساس مقاربة القضايا في المنطقة انطلاقا من المسألة الفلسطينية التي تحرج الجهات الدولية الغربية وترمي بثقلها على كاهل العديد من الأنظمة العربية التي تتطلع إلى إقفال ملف القضية الفلسطينية وفتح ملف إيران بالحديث عن طموحاتها التي تقلق هذه الأنظمة، كما عبرت عن ذلك وزيرة الخارجية الأمريكية التي نطقت باسم جبهة الاعتدال العربي في الاجتماع الأخير في نيويورك".

وقال: "إننا ننظر بكثير من الخشية والقلق إلى ما يكتنف المرحلة المقبلة من أخطار، وخصوصا أن الإدارات الغربية التي تسير في الفلك الإسرائيلي، وتلك التي تخشى على إسرائيل من تطورات الأوضاع الدولية والإقليمية الراهنة، قررت أن تقاتل بالعرب أو ببعضهم دفاعا عن إسرائيل بعدما قاتلت إسرائيل بنفسها في الحرب ضد لبنان والمقاومة في العام 2006 وفشلت في تحقيق أهدافها".

وأضاف: "نحن في الوقت الذي لا نستبعد أن يقوم الكيان الصهيوني بمغامرة ما، مدفوعا إلى ذلك بغطرسته العسكرية المعهودة، نحذر من أن أية تغطية عربية لمغامرة من هذا النوع سوف تكون لها ارتداداتها العكسية داخل البلدان العربية نفسها، وخصوصا أن اللعبة المذهبية التي أُريد من خلالها تأمين الحماية الخلفية لإسرائيل بدأت تتهاوى وتنكشف في ظل هذا السقوط العربي المدوي تحت وابل الضغوط الأميركية والذي أفسح في المجال لتعاون أمني مع العدو، يراد له أن يفتح الأبواب على تطبيع كامل يمهد لسقوط القضية الفلسطينية تحت عنوان إعادة إنتاج عملية السلام".

وحذر من "أن مجلس الأمن الذي مثل تاريخيا القمة في التخطيط لإسقاط القضية الفلسطينية، يراد له أن يكون الموقع الجديد الذي يُطلق المزيد من القرارات التي تحاصر قوى المقاومة والممانعة وتمهد السبيل لمؤامرات جديدة تستهدف الفلسطينيين وقضيتهم، لأننا في الوقت الذي نلمح سعيا دوليا متزايدا لفتح أبواب التطبيع بين العرب وإسرائيل على مصاريعها، نلحظ سعيا موازيا لإشعال فتنة كبيرة في الداخل الفلسطيني بما يراكم حالات الضعف الداخلية التي يراد لها أن تؤسس لاستسلام فلسطيني لإسرائيل يحمل شعارات إتمام عملية السلام التي تم التخطيط لها في "أنابوليس".

وقال: "أمام ما نشعر به من خطورة قد تطل عليها المرحلة القادمة التي يراد فيها وضع خريطة طريق تقود القضية الفلسطينية إلى المجهول، ندعو العرب إلى العودة إلى توازنهم قليلا، ونحذرهم من الاستمرار في اللهاث وراء إدارة أميركية متداعية، ومن التنكر لقضيتهم المركزية ومن الاسترخاء وإعطاء الضوء الأخضر لمغامرة إسرائيلية جديدة، لأن عجلة المستقبل ستأخذ مساراً مناهضاً لمسارات الظالمين والطغاة، ولأن التاريخ سيحاكم المتواطئين بعد أن تحاكمهم شعوبهم وقواها الحية التي ستأخذ بزمام الأمور شيئا فشيئا.
18-كانون الأول-2008

تعليقات الزوار

استبيان