المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

الشيخ قبلان دعا لعقد مؤتمر شعبي في مكة لنصرة الشعب الفلسطيني: لإنقاذ شعب يقدم القرابين ولا يجوز السكوت عن ظلمه


وطنية - 19/12/2008
أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بشرح قول رسول الله (ص) "من بات ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم"، فقال: "إن المسلمين كالجسد الواحد، فالمسلم اخو المسلم، ونحن نعيش في المنطقة هموم المسلمين والعرب أجمعين، فالتفكير بالمسلم من صلاحيات المسلمين والاهتمام بهم هو تعزيز لموقع كل مسلم في العالم، ورفع الظلم عنهم يحقق راحة واستقرار وسعادة المسلمين، فالعالم الإسلامي يعيش معاناة الشعب الفلسطيني وحصار قطاع غزة فيما لا تزال هذه القضية تراوح مكانها دون أن يسمع الصوت، فالمعاناة صعبة والحصار يحيط بالعالم الإسلامي ومناطقه، وعلينا كمسلمين ان ننكر المنكر، إما بالقلب، او باللسان، أو باليد، فلا يجوز ان نسكت ونقول ان الأمر لا يعنينا لان في ذلك عجزا وتخلفا وعدم شعور بالمسؤولية، لذلك فان على العرب والمسلمين التحرك، لاسيما أننا لم نسمع مناديا لنصرة فلسطين ولم يقاتل احد مع الفلسطينين، مع العلم ان في عصر الرئيس جمال عبد الناصر كانت الدعوة للقتال والاستعداد للاقتتال، فالاستعداد يكون بتهيئة العدد والعدة والاستعداد النفسي والروحي للاقتتال، فلا يجوز ان نبقى ننظر الى الشعب الفلسطيني الذي يصرخ ولا يسمع صوته إلا الصدى، ونحن في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الذي أسسه في الأساس الإمام موسى الصدر ورفاقه لنرفع الصوت بوجه المعتدي والمحتل والظالم والباطل، فالمجلس ليس بناء إنما هو مؤسسة فاعلة تتأثر بأهلها وبمحيطها وبكل من ينتسب إليها ويجب ان يكون تحركنا لمصلحة العالم الذي يحيط بنا فنبتعد عن كل أنانية وحساسية ولا نسكت عن اليهود الذين عاشوا براحة واستقرار في بلادنا وعندما تحكموا استأثروا واستبدوا وهم الآن يرفضون إعطاء الحقوق لأصحابها فالكيان الصهيوني بني على الاستبداد والتحدي للمجتمع المسالم الذي يطالب بالأمن والآن وعلى مدار ستين عاما تعيث إسرائيل الفساد في بلاد العرب، وهي كانت تدعو الى إقامة الدولة على أساس حدودها التوراتية من النيل الى الفرات واليوم تقلصت مطامعها بعد ان وجدت من يقف بوجهها ويتصدى لجبروتها، فالمقاومة هي الشوكة في قلب إسرائيل الذي يمثل الشر المطلق، وهي تتحكم بمصير الأمة تارة بعدم سماحها للفلسطينيين بإقامة دولتهم، وهي تجرد الشعب الفلسطيني من مقدساته لتضع يدها على القدس الشريف وبيت لحم ومقامات الأنبياء دون الاعتراف بالآخرين، فيما يضرب العرب أيديهم بأيدي بعض دون التحرك، مع العلم ان الله أعطانا الإرادة والرؤية الصحيحة، فلماذا لا نجتمع ونوحد صفوفنا ونتنازل عن الخصومات سواء أكانت شخصية أو مذهبية؟ فما دمنا في تفرقة وشتات وشرذمة فلن تقوم لنا قائمة".


وتابع: "المطلوب من الأمة العربية والإسلامية أن تكون بالمرصاد، وتظهر العين الحمراء لإسرائيل ولمن يدعمها، وعلى إسرائيل ان تعطي الحقوق لأصحابها حتى تعيش بأمان، لذلك نطالب شعبنا العربي والإسلامي التداعي الى عقد مؤتمر شعبي في مكة المكرمة او في القاهرة او طهران، وعلينا ان نتحرك نزولا وصعودا لان الكبار يخافون على مراكزهم ومناصبهم، أما نحن الفقراء فإننا لا نخاف على حطام الدنيا لأنه زائل، فالاجتماع في مكة والقاهرة وطهران يعطي ثمارا والمطلوب وضع برنامج عمل لإنقاذ الشعب الفلسطيني الذي يقدم الأضاحي والقرابين، ولا يجوز السكوت عن ظلم الشعب الفلسطيني لان السهام ستصل إلى الجميع لان الأبرياء بنظر العدو إرهابيين ومقاتلين ولن يكون هناك سلامة وأمنا لنا ولا استقرار من قبل العدو الإسرائيلي".


ورأى "إن تهديدات إسرائيل تستدعي أن نعمل لصد الهجوم والاعتداء والظلم، ونخاطب الجميع بان يفكروا جديا بمصير الإنسان في عالمنا العربي، وعلى الحكومات العربية ان تتقارب في ما بينها ولا تتحول إلى حكومات للسياسيين والشماتين، فلا يوجد احد معصوم لان العصمة لله وعمل الخير هو الذي يبقى على الأرض والزبد يذهب جفاء وما ينفع الناس يمكث في الأرض، ان التوجهات والجهود يجب أن تصب في مصلحة فك الحصار عن غزة، وأطالب الشعب الفلسطيني ان يتجمع على مراكز العبور فيخرج الفلسطينيون إلى البيداء طلبا للنصرة والاستغاثة، كما نخرج لطلب الاستسقاء حين يحصل الجفاف فنخرج إلى البيداء لنستنجد بالله تعالى والله سبحانه وتعالى يستجيب دعاء المؤمنين، والله سينصر من ينصره، وليخرج الفلسطينيون الى المعابر وليطلبوا النصر من الله، وليطلقوا الصرخات للعالم اجمع، وليترك الفلسطينيون خلافاتهم التي تودي بهم الى التهلكة، فليتفقوا ويضعوا برنامجا للتحرك ضد الظلم الصهيوني، فلا يجوز ان يختلف الفلسطينيون، وعليهم ان يلتجئوا الى الله الواحد القهار ويعتمدوا عليه ويتهيؤا لمن يريد ان يقاتلنا حتى نتخلص من الظلم الصهيوني، وعلينا ان نتعاون لإنقاذ الشعب الفلسطيني من الهلاك".


ورأى الشيخ قبلان "ان مشاكلنا تأتي من الغرب، فبريطانيا انتدبت العراق وفلسطين، وما جرى من كشف لعدد من الضباط البعثيين هو محاولة لإعادة النظام السابق إلى السلطة، وعلى العراقيين ان يتنازلوا لبعضهم ويتعاونوا لانتصار كلمة الحق وعدم السماح بعودة النظام السابق، فالخلافات بين العراقيين تؤذي العراق، ويجب ان يتشاور العراقيون مع المرجعية الدينية في النجف الأشرف لما فيه مصلحة العراق وشعبه ووحدته فحرام ان نبقى في الحلقة المفرغة في العراق وفلسطين".


وتحدث عن الاوضاع الداخلية في لبنان فقال: "ان لبنان أفضل دولة في العالم العربي على الرغم من مشاكله وعلاته، وعلى السياسيين ورجال الدين ان يكونوا مع الله ويهتموا بأمور الشعب اللبناني، وعلينا ان نعمل من جديد لتهيئة الأرضية الصالحة للعمل لما فيه مصلحة اللبنانيين، فتمنع الدولة المخدرات وترويجها، وتحارب كل أشكال الفساد الذي يمثل عدوا خطرا لجسم اللبناني لأنه ينخر في جسم لبنان ليحوله الى لقمة سائغة أمام أعداء لبنان في الخارج".

19-كانون الأول-2008

تعليقات الزوار

استبيان