المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

الشيخ قاسم رعى إطلاق ماكينة حزب الله الانتخابية: تحالفاتنا سياسية وليست طائفية وعابرة للطوائف والمناطق والتراخي ممنوع


18/2/2009
أقام حزب الله حفلاً لإطلاق ماكينته الانتخابية في دوائر بيروت وبعبدا- عاليه، مساء اليوم الاربعاء في مجمع سيد الشهداء (ع) - الرويس بحضور الآلاف من العاملين في الماكينة، ورعى المنسق العام للانتخابات النيابية نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم الذي ألقى كلمة جاء فيها:

"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. . في بداية اللقاء لا بد من توجيه التحية الخالصة لقادتنا الكبار الذين قدموا لهذه المسيرة التحية لسيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي، والتحية لشيخ الشهداء الشيخ راغب حرب، والتحية للقائد الكبير الحاج عماد مغنية رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، ونحن في هذا المقام إنما نكمل المسيرة فكما نقاوم لمواجهة العدو الإسرائيلي نشد أيدينا بعضها ببعض من اجل ان نبني بلدنا ووطننا لتتكامل مقاومة الاحتلال مع بناء الوطن، ونحن لا نفرق في أي موقع من المواقع لأننا إنما نعمل من اجل مصلحة الناس في الحديث الشريف : الخلق كلهم عيال الله، وأحبهم الى الله انفعهم لعياله . عندما نخدم او نقاوم او نتعلم او نربي او نتخذ الموقف السياسي او نصوت إنما نقوم بهذا العمل في سبيل الله تعالى وفي خدمة الإنسان، واحيي الإخوة والأخوات الحاضرين أعضاء الماكينات الانتخابية في بيروت وبعبدا عليه والأخوة من منطقة الشوف من الجية والوردانية وجون وارغب ان أُبيِّن لكم ان الأخ العزيز مسئول المنطقة السيد احمد والأخوة الكرام انما اقتصروا في الدعوة اليوم على أعضاء الماكينة الانتخابية فقط ،يعني ليس بين الحضور لا مؤيدين ولا أنصار ولا حضور شعبي عام وإنما الموجودون اليوم هم فقط بعض الماكينة الانتخابية في بيروت بعبدا عاليه وبطبيعة الحال في المناطق والدوائر الأخرى توجد ماكينات انتخابية أخرى وإنشاء
الله ستكون لها لقاءاتها .


هذا اول لقاء جامع للماكينة الانتخابية في بيروت بعبدا عاليه، ولكن حركة الماكينات الانتخابية كما تعلمون كانت حركة موجودة منذ حوالي ثلاثة أشهر تقريبا واللقاءات على المستويات المختلفة في الأحياء مع العائلات في الدوائر كانت تجري في شكل طبيعي وهنا أريد ان أحييكم جميعا لان مستوى الانضباط والمتابعة الحيوية على مستوى عالٍ اذ عندما يكون هذا العدد الكبير الذي يهتم بإدارة العملية الانتخابية من الذين يقومون بأدوار لوجستية وعملية فهذا يعني ان من يخدمونهم هم عدد كبير بحمد الله تعالى وهذا ما تعودنا عليه من شعبنا وأحبتنا .


هذا اللقاء خصصناه للحديث حول الانتخابات النيابية لكنني سأقسمه الى ثلاثة محاور.

ــ المحور الأول :

حديث عن نظرتنا الى هذه الانتخابات: نحن نعتبر ان الانتخابات هي تنافس ضروري في إطار الخيارات السياسية المختلفة، ونحن نتمسك بالنجاح غي الانتخابات وفي الدعوة لخيارنا السياسي المتكامل لان وجهة البلد تتأثر بأي خيار، وأننا نعتقد ان خيارنا هو الأصوب وليس المجال الآن الحديث عن تفاصيل صوابيته في مقابل الخيار الآخر لا بد ان نعمل بكل حيوية لينجح خيارنا الذي يحمي بلدنا وشعبنا ومستقبل أجيالنا لكن هذه الانتخابات هي انتخابات تنافس على الخيارات السياسية، والتنافس امر مشروع وطبيعي، البعض يتوتر كثيرا ويخاف من الانتخابات ويشتم الطرف الاخر ظنا منه انه يكسب المزيد من الأصوات، بالشتائم تبرز شخصيته ولن يكسب معها شيئاً، اما من يريد ان يدافع عن خياره السياسي فليعرضه للناس وعلى الناس ان تختار .


• المسألة الثانية في هذا الإطار في قناعتنا كحزب الله لا عداء لنا مع احد في الداخل ولا نعمل على أساس أننا نواجه أعداء . لنا عدو واحد هو اسرائيل، من اختار ان يكون ملحقا تنفيذياً بإسرائيل كما حصل في بعض المحطات عند العملاء الذين انسحقوا وراء الخيار الإسرائيلي سيكون عداؤنا لما انتسبوا اليه، لكن في الداخل كل الخلاف السياسي يبقى في دائرة التنافس ويبقى في دائرة الاختلاف، لا عداء ولا أعداء في الداخل ونحن عندما نتحمس او نهتم لمواجهة معينة مع الخيار السياسي الآخر على المستوى السياسي انما نريد ان نقطع يد الأعداء الذين يحاولون السيطرة على البلد .


• الأمر الثالث : نحن ندعو إلى التهدئة . التهدئة لأنها الوضع الطبيعي لأي بلد، أصبح اليوم من يدعو إلى التهدئة متهما بأنه يخاف من التوتير ! ليس من الطبيعي ان يكون هناك توتير لا سياسي ولا مذهبي ولا مناطقي ولا طائفي، لان هذا النوع من التوتير يؤدي الى نتائج أمنية سيئة والى أضرار بكل المجتمع والى تعقيدات لا يكسب منها احد ! من هنا نحن ندعو الى التهدئة مقابل التوتر المذهبي والأمني وتحريك الغرائز، التهدئة لتصويب الاختلاف حتى يكون في دائرته السياسية، والتهدئة لإزالة الحواجز المفتعلة والمصطنعة والمضرة بالوطن والمواطنين، والتهدئة ليكون العقل هو الحكم وليسمع الناس الآراء المختلفة وعندها يمكن النقاش بين الأطراف السياسية المختلفة ويمكن عرض وجهات النظر، أما في أجواء التوتير فلا احد يسمع لأحد وهذه مصيبة كبرى ومشكلة كبرى . نحن نعتبر ان الفائز هو الذي يضبط نفسه وجماعته لمواجهة الخيارات السياسية بالسياسة، والفاشل مهما كان موقعه هو الذي يلجأ الى العصبية المذهبية او يلجأ إلى التوتير السياسي او التوتير الأمني لتحقيق مكتسبات في الساحة. أثبتت التجارب ان المكسب السياسي المستقر هو المبني على خيار عملي مقنع للناس وان كل التحريض ينقلب في النهاية ضررا على الجميع بمن فيهم المحرضون لذا نحن ندعو الى التهدئة السياسية ولتكن هناك منافسة انتخابية وليعرض كل طرف برنامجه وليحاجج الآخر بهذا البرنامج وليثبت عيوبه وإيجابياته وسلبياته عندها يمكن ان تكون المعركة الانتخابية معركة شريفة بحق. هذا في المقطع الأول.


المقطع الثاني يرتبط ببرنامجنا الانتخابي . لاحظتم اننا لم نوزع صوراً لمرشحين ولن نوزع صوراً لمرشحين وهذا الخيار اتخذناه منذ دورتين، الدورة الأولى سنة 1992 كنا عندها لا نزال مبتدئين بالانتخابات قلدنا الآخرين وعممنا بعض الصور، لكن بعد ذلك ساهمنا في إيجاد ثقافة الخيار السياسي ولذلك لا يعود الأفراد هم الذين يعول عليهم بشكلهم او مالهم او عائلاتهم او مناطقهم وإنما يعول على قناعاتهم والتزاماتهم مع الناس وفق الخيار السياسي الذي يؤمنون به، لذلك لن تروا صورا انتخابية . برنامجنا الانتخابي هو نفسه رؤيتنا السياسية . البعض في زمن الانتخابات يقومون بهندسة الأفكار وبعد ذلك تصبح في الأدراج، نحن كحزب الله برنامجنا الانتخابي هو رؤيتنا السياسية لا ينفكان عن بعضهما ،لا توجد عندنا طروحات تستبدل خارج الانتخابات، رؤيتنا السياسية تتمحور حول أمور سبعة وهي نفسها برنامجنا السياسي وبرنامجنا الانتخابي . نريد ان نتكلم عن قناعتنا، وقناعتنا لم نتعود ان نقولها الا ونلتزم بها وننفذها وقد رآنا الناس حتى شهد العدو أننا اذا قلنا صدقنا وهذا دليل على اننا لا نحاول ان نقدم شيئاً براقاً لنخدع الناس وإنما نقدم قناعتنا بكل جرأة وبكل صراحة.


ــ اولاً : نؤمن بقيام الدولة القوية العادلة المستقلة، التي تحكمها القوانين وتكون لجميع المواطنين ولا تكون مزرعة لأحد، أكان هذا الاحد طائفة او حزب او منطقة او جماعة او فرد، وبالتالي هذا الوطن ليس حِكراً لأي فئة وليس مزرعة لاي احد وعندما نطالب بالدولة القوية العادلة المستقلة يعني اننا نريد الدولة التي تحمي نفسها وتعدل بين الناس ولا تكون تحت أي وصاية أجنبية .


ــ ثانياً : نؤمن بالتساوي بين المواطنين في الحقوق والواجبات وضرورة تحقيق التنمية الشاملة في كل الحقول الزراعية والصناعية والتجارية والسياحية وان يكون هناك توازنٌ بين المناطق وان نصل الى القرية النموذج او البلدة النموذج التي يكون فيها الحد الأدنى الموجود في كل لبنان وبعد ذلك تزداد القرى والمدن بحسب مواقعها وبحسب خدماتها، لكن هناك حد ادنى يجب ان يتوفر للجميع . ما نراه اليوم هو الفروقات الضخمة بين قرية وأخرى بين بلد وآخر وبالتالي التنمية غير متوازنة وغير متكافئة وغير منصفة، وهنا عندما يستلزم الأمر إصدار القوانين والتشريعات اللازمة في إطار المؤسسات الدستورية لتحقيق هذه الأهداف سنعمل على ذلك .


ــ ثالثاً : إشراك أوسع شرائح ممكنة من المجتمع اللبناني لإدارة هذا البلد في إطار ما سمي بالديمقراطية التوافقية، ونقصد تعاون الافرقاء تارةً بعنوان حكومة وحدة وطنية وأخرى بعنوان حوار وطني وثالثة بعنوان مناقشة القضايا الكبرى بصرف النظر عن الأطر المعتمدة لكن نحن نعتقد ان إدارة هذا البلد يحتاج الى اكبر قدر ممكن من التوافق، الديمقراطية التوافقية لا تعني الإجماع يعني ما يتفق عليه الناس بالإجمال بحيث انه يمكن الوصول الى قاسم مشترك ولعل فكرة الدستور التي تتحدث عن الثلثين في القضايا الكبرى من الأفكار الناجحة التي تؤدي الى تطبيق الديمقراطية التوافقية . طبعاً منطق الأكثرية والأقلية لا يصلح في لبنان ،و اذا أرادت الأكثرية ان ترغم الأقلية لن تستطيع ان تفعل شيئاً ولن تستطيع ان تحكم وبالتالي بدل ان نخرب على بعضنا من الأفضل ان نرى جسور التعاون بالقدر المناسب حتى اذا لم يرغب البعض في ان يكون في حكومة وطنية او لم يرغب التعاون لكن في القضايا الكبرى في القضايا الأساسية مثل مواجهة إسرائيل مثل الاتجاه الاقتصادي العام في البلد مثل التعيينات الكبرى مثل اختيار المؤسسات الدستورية وقانون الانتخابات هذا الأمور تحتاج إلى قدر من التوافق حتى لو لم يكن هناك حكومة وحدة وطنية او ما شابه .


ـ رابعاً : ضرورة الاهتمام بجميع شرائح المجتمع ،يعني بالأطفال والشباب والنساء والشيوخ ويجب ان نفكر في معالجة قضاياهم، لا يجوز ان نهتم بفئة رؤوس الأموال ولا يجوز أن نهتم بالمثقفين فقط ولا يجوز ان نهتم بالمسيطرين على الدولة من بعض المواقع، يجبان نهتم بالفئات الاجتماعية المختلفة ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وان تكون في محل اهتمام .


ـ خامساً : مواجهة الفساد الرسمي والاجتماعي والفساد المقنن وغير المقنن، لأنه يوجد عندنا في لبنان فساد شرعي بحسب مصطلحات الدولة اللبنانية وفساد غير شرعي، الشرعي عندما يكون يلعب بالقوانين ويخالف القوانين ولا يطاله احد ويرتب القضاء ويقوم بأعمال مختلفة بغطاء سياسي وفي ضغط شعبي ومذهبي وما شابه هذا كله فساد، لكن من يحاسب؟ المحاسبة للمسكين الذي يرتكب مخالفة عقوبتها مثلا شهر ويبدأ النقاش شهر أو سنة وليتربى أكثر !! والله هناك رؤوس كثيرة هي التي يجب تربيتها بدل الثلاثة أشهر يجب معاقبتها بعشرين سنة !!نحن نريد مواجهة الفساد بكل أبعاده الرسمية والاجتماعية وفي الميادين المختلفة على مستوى الدولة والاقتصاد والإدارة والفساد في البنية التربوية والأخلاقية والمجتمعية في الشارع والمدرسة وفي الحي ووسائل الإعلام، لماذا نستحي من مواجهة الفساد ؟ هذا كله شبكة مترابطة كله يولد نتيجة واحدة سلبية، نحن مع مواجهة الفساد طبعا هذا يتطلب برامج وبدائل وهذا ما يجب أن نعمل له .


ــ سادساً: الأولوية في نظريتنا في إدارة الدولة للاهتمام بالخدمات الضرورية للناس من التربية والصحة والتعليم والمسكن وليس الأساس الاهتمام بالمال ورأس المال وكيفية تنميته، يجب أن نفتش عن الضمان الاجتماعي والتربوي والصحي وكيفية مراعاة وضع الناس خاصة موضع الحاجة .


ـ سابعاً : المقاومة ضرورة وطنية الى جانب الجيش القوي الوطني وهذه المقاومة ليست منفصلة عن كل هذا البرنامج السياسي، صحيح انكم تسمعوننا نتكلم كثيرا عن المقاومة وقليلا ما نتكلم عن المسائل الإنمائية لان الهجمة على المقاومة هجمة على المبدأ، على المنطلق وعلى الخط، بينما في المسائل الإنمائية الأمور يمكن ان تعالج بطريقة مختلفة، نحن نعتبر ان المقاومة ضرورة وطنية أثبتت جدواها بانتصارات متكررة تحققت في مواجهة العدو أبرزها الانتصارين الكبيرين سنة 2000 وسنة 2006. نعم ما حصل هو انتصار للبنان بمقاومته ومن لا يريد ان يرى الانتصار فهذا شأنه وان شاء الله نساعده ونخضعه للمعالجة النفسية التي تساعده ليرى الانتصار كما رأته إسرائيل وكما رآه العالم. هذه المقاومة لولاها لما رأينا الإعمار في لبنان ولما استطعنا ان نحيّد بلدنا عن ان تستخدمه إسرائيل سلعة سياسية لمشروعها، المقاومة حررت لبنان سياسيا وثقافيا واقتصاديا وأخلاقيا فضلا عن التحرير للأرض. هذا هو الواقع والعالم كله يشهد بذلك، لن نتخلى عن هذه المقاومة لبعض الملاحظات ونحن حاضرون للنقاش، من اراد ان يستبدل المقاومة بقوة أخرى وطنية تخدم البلد فليعرضها علينا لعلّنا نضيفها الى قوة المقاومة فتصبح المقاومة والقوة المفترضة والجيش، هذا أحسن للبنان عوضا عن ان نستغني عن بعض القوة. من لا يؤمن بالمقاومة سبيلا للتحرير والدفاع لا يستطيع فرض قناعته على احد، نحن لم نفرض قناعتنا بالمقاومة، وجدنا أنفسنا نقاوم محتلا دخل إلى أرضنا، اما المنظّرون الذين لم يذوقوا طعم الألم ولم يشعروا بالاحتلال فهؤلاء لا يحق لهم ان يحاربوا بالنظارات، وجدنا المحتل في أرضنا فطردناه، هذه هي المقاومة، من لا يقبل بها لا يستطيع ان يفرض قناعته علينا وليقل رأيه وليحكم الناس بما يريدون. ومن يعتبر ان المقاومة تجرّه إلى حيث لا يريد وان المقاومة تعرّض البلد للأخطار نقول له هل تحاسب المعتدي؟ او المعتدى عليه؟، من أين أتت الأخطار، الأخطار أتت من الاحتلال وليس من المقاومة والمقاومة رفعت قسما من هذه الأخطار، كيف نقول للمقاومة أنت السبب وأنت المشكلة. لولا المقاومة بكل صراحة لكان لبنان مسرحا للسياسة الإسرائيلية من دون استئذان من احد، رأينا كيف ان إسرائيل عندما مرّت ودخلت إلى لبنان واجتاحت كيف تحكّمت برئاسة الجمهورية على الدبابات الإسرائيلية فكيف لو كانت إسرائيل في بلدنا تصنع ما تشاء لوجدنا الرئاسة ومجلس النواب ومجلس الوزراء وكل البلد بالإدارة الإسرائيلية، بمقاومتنا منعنا هذا الأمر ولن نسمح لإسرائيل ان تقرر سياستنا، أبناؤنا، مجاهدونا، نساؤنا هم الذين يقررون سياسة هذا البلد بكل عزة واباء. حتى لا تختبئ وراء الكواليس، انا أقول لكم إنكم ستسمعون من المنافسين ( فلنستخدم هذا المصطلح، فهو لائق وجميل) سنسمع من المنافسين إشكالين علينا هما مثل السيمفونية سوف يتكررون من الآن الى 7 حزيران. الإشكال الأول التهويل على الناس بالسلاح، وهو ان هناك فئة لديها سلاح وإمكانيات، هذا التهويل لم يعد له قيمة ولم يعد له فعالية ولم يعد يزعج أحدا، اذا كان يزعج البعض فهو يزعجهم بسبب اختلافهم في الخيار السياسي اما الأغلبية الساحقة من الناس والحمد لله هي ليست فقط مع سلاح المقاومة، هي مع تعزيز سلاح المقاومة ليثبت لبنان امام التحديات، فاذا كنتم تعتقدون أنكم اذا أثرتم مشكلة السلاح ستكون هناك فئات تمتنع عن التصويت للمعارضة انتم مخطئون لان المعارضة تؤمن بنهج، وجمهور المعارضة سيختار هذا وانا اعلم ان قسما من جمهور الموالاة ايضا هو مع المقاومة لاسرائيل ومع المواجهة لكنّه لا يجرؤ ان يتكلم بسبب بعض الاعتبارات السياسية. اذا اخرجوا من قصة ان السلاح سيؤثّر في المعركة الانتخابية.


الأمر الثاني الذي سوف يهوّلون علينا به ان غدا اذا حكمت المعارضة لن تستطيع الحكم. احد سفراء الدول الأوروبية زار مسؤولا في حزب الله وكان يناقشه في نتائج الانتخابات، فسأل: هل تعتقدون أنكم ستفوزون في الانتخابات فأجابه المسئول نعم وسنصبح ان شاء الله أكثرية نيابية، قال يعني أنكم ستشكلون الحكومة عندها؟، أجاب حسب القواعد ونعرض التعاون مع الآخرين، عندها قال المسئول في حزب الله للسفير الأوروبي: ما رأيكم كيف ستتعامل الدول الغربية الرافضة للمقاومة والمواجهة للمعارضة خلال هذه الفترة كلها؟، قال أقول لك بيني وبينك ان المسئولين عندنا سيتعاملون مع الامر الواقع، لا غنى لنا عن التعامل مع لبنان، فاذا حكمت المعارضة سنتعامل مع المعارضة. ظلّوا يقولون لنا ان المقاومة تنفّر الناس، ونراهم اليوم يخطبون ودّ المقاومة، فجدول مواعيد لقاءاتنا حافل. هناك دولة أوروبية ( على قاعدة الهر الذي يقولون له نياو ولكن لا يقولون اسمه) هذه الدولة حائرة للقاء مع حزب الله لكن اشترطنا شرطا واحدا، لم يقبلوا به فقلنا عندما تقبلون بالشرط فأهلا وسهلا ونحن حاضرون، لا تظنوا اننا نركض اليهم، هم راكضون الينا ويريدون ان يلتقوا معنا ويطلبون رضانا، لأنهم وجدوا اننا نمثّل شعبا وشعبنا يريد الحياة العزيزة وهم يحترمون هؤلاء بينما يتعاملون مع الكثيرين بطريقة مختلفة.


ــ الفقرة الثالثة في الانتخابات:

ـ تحالفاتنا في المعارضة تحالفات سياسية وليست طائفية، وتحالفاتنا عابرة للطوائف والمناطق وعندنا من كل الأطياف بحمد الله تعالى وبالتالي المعارضة ليست طائفة وليست مذهبا وإنما من هذه الأطياف الموجودة في المذاهب والطوائف والمناطق اللبنانية المختلفة ونحن متحالفون على أساس سياسي.


ـ ثانيا: نحن نعتمد على الله تعالى أولا (يمكن أن يعترض البعض نحن نعتمد على الله ومن لا يريد أن يعتمد على الله لا يعتمد) وعلى خيارات الناس ثانيا، ولا نعتمد لا على المعادلة الإقليمية ولا على المعادلة الدولية، إن نجحنا ننجح باختيار الناس وليس بتأييد إقليمي ولا تأييد دولي.


ـ ثالثا: سنضع إن شاء الله اللمسات الأخيرة للوائح الانتخابية قريبا، وإلى الآن على مستوى حزب الله لم نختر اسم أي مرشح للانتخابات النيابية وعلى المستوى المعارضة لم ننته من إعداد اللوائح المختلفة وإن شاء الله ابتداء من أول شهر آذار إلى نهاية شهر آذار تبرز اللوائح والأسماء تباعا ونعلمكم بها ونخبركم بتفاصيلها لأننا نعتبر أن الوقت لا زال يسمح وفترة شهر آذار هي الفترة المنطقية المعقولة لأننا نعمل من ضمن برامج ولوائح.


ـ رابعا: أملنا كبير أن ننجح ونفوز كمعارضة مع علمنا أن الفارق قد لا يكون كبيرا يمكن أن يكون نائبين أو ثلاثة أو أربعة، المعارضة ستكون لها لوائح على كل الأراضي اللبنانية وهي في إحدى حالات ثلاث: إما أن تكون الانتخابات محسومة لمصلحتها، وإما أن يكون التنافس شديدا بين لائحة المعارضة واللوائح الأخرى، وإما أن ننزل في لوائح كمعارضة لإثبات الوجود فقط. ولذلك لا يحسب أحد أننا إذا نزلنا كمعارضة في موقع معين بأننا كنا نأمل في النجاح ولم ننجح، لا، مطلوب في بعض الأماكن إثبات الوجود أنه يوجد تأييد معين بعدد معين للمعارضة، هي موجودة في هذا المحل.
وطبعا نحن كمعارضة نعتبر أنفسنا في حالة منافسة مع كل اللوائح المقابلة ومع كل الأفراد المقابلين سواء كان اسم اللوائح موالاة أو وسطية أو أي اسم آخر، في النهاية من كان معنا في لوائح المعارضة فهو من المعارضة ومن كان في لائحة أخرى فهو في لائحة المنافسة. لماذا هناك من يخجل ولا يعترف أنه ينافس المعارضة؟ ينافس المعارضة أو غير المعارضة هذا شأنه، ولكن كل اللوائح المقابلة هي منافسة ليس لنا لوائح مخفية أو خلف الكواليس.


ـ خامسا: حزب الله شكل ماكيناته الانتخابية منذ حوالي ثلاثة أشهر تقريبا وقلت أن هذا الاجتماع هو لماكينة حزب الله فقط، أي نحن اليوم لم نجتمع مع الماكينات الأخرى نحن جمعنا فقط ماكينة حزب الله في بيروت - بعبدا - عالية - وبعض الشوف، وبالتالي هذه الصورة التي ترونه هي شكل من أشكال التنظيم والدقيق بحمد الله تعالى الذي يقوم به المعنيون في الماكينة الانتخابية وهذا بشير خير إن شاء الله تعالى. ستعقد الماكينات الانتخابية لحزب الله اجتماعات من هذا النوع في الدوائر المختلفة، قد يكون بعضها إعلامي وبعضها غير إعلامي لإعطاء التوجيهات المناسبة وعقدنا ونعقد لقاءات عدة على مستوى التنسيق مع الماكينات الحليفة. ونحن كحزب الله سنساعد ونتعاون مع الماكينات الحليفة حتى في المناطق التي ليس لنا فيها تواجد، أي شيء يطلب منا كخدمة لوجستية أو كتدريب عملي أو اكتساب خبرة أو ما شابه نحن حاضرون لكن في النهاية كل جماعة من جماعات المعرضة لا بد أن تعمل في دائرتها ولا بد أن تكون هي مسئولة عن دائرتها لكن نحن نتعاون إن شاء الله ونتبادل الخبرة.


أريد أن أقول لكم أن التراخي ممنوع حتى في الدوائر المحسومة سلفا لا يقول أحد أن صوته لن يؤثر ولا يتصرف أحد على قاعدة ان العدد كبير وأن المسألة محسومة. في النهاية صوتك مسؤولية يجب أن نعلم كل مواطن بأنه ينتخب المقاومة التي تبني الدولة وأنه يؤيد فكرة الوطن لا المزرعة وأنه بهذا الصوت ينتخب البرنامج السياسي. إذن هو يجب أن يقول كلمته، كل مواطن من المواطنين علينا أن نفهمه وأن نعرفه أن انتخابه ضروري. إذا كان هناك لوائح في مناطق محسومة يزداد العدد وإذا كان في مناطق فيها تنافس لا نندم لاحقا على فارق في النتيجة على خمسين صوتا أو على مئة صوت، لماذا؟ لأنه صار هناك تراخ أو صار هناك عدم اهتمام. مطلوب أن نحث الناس على الإدلاء بآرائهم وبأصواتهم وأن نساعدهم لتهيئة البطاقات الانتخابية وأن نعرفهم على حقوقهم وواجباتهم.


أطلعناكم من خلال الاتصالات المباشرة ومن خلال الأخوة على طريقة المتابعة المنظمة والتقنية والمكننة الموجودة في ماكينة حزب الله، بطبيعة الحال نحن نستفيد من الوسائل الحديثة لأداء أفضل. لكل منكم وكما قال لكم الأخوة دوره وإن شاء الله لا يصطدم أحد بدور الآخر لأن كل شخص له دائرة عمل له اهتمام ولسنا بحاجة إلى أن يعمل الشخص في أماكن متعددة وبالتالي هذا التنظيم وهذا التنسيق أمر مهم، أي ملاحظة لديكم يمكن أن ترفع للمسئولين من أجل المعالجة.


ستواجهون كما حدثني البعض ستواجهون مالا انتخابيا يرش من فوق ومن تحت، من فوق يصل إلى الجيوب ومن تحت تزفّت به الطرقات والمجار ير وتوابعه، أحد النواب كنموذج كل صباح عند الساعة الثامنة يذهب إلى مكتب إكس ويأخذ خمسين ألف دولار وينفذ كل المشاريع التي تكون أمامه خلال النهار ثم يقفل الخزنة عند الساعة الثانية عشر والنصف لأن المبلغ يكون أن أنفق بسرعة خاصة مع السخاء الموجود وفي اليوم التالي وعند الساعة الثامنة صباحا يحضر خمسين ألف دولار جديدة، وبحساب بسيط يلزمه ثلاثة ملايين دولار كمصروف.


هناك مال انتخابي كثير في البلد وهناك زفت انتخابي كثير في البلد، هناك زفت يبلع وزفت لا يبلع، بمعنى أن في بعض الأمكنة ليست بحاجة إلى تزفيت ولكن الجواب يكون أتدفعون من جيوبكم؟ حتى أنكم إذا دخلتم إلى بعض القرى أو إلى بعض المدن سترون أن المعالم تغيرت بسبب المال الانتخابي.


من ألآن أقول لكم وكما قلت في السابق ليس لدينا ما لانتخابي يعني نحن لا نشتري الضمائر من أجل الصوت، نخدم بأشفار عيوننا كما نستطيع وبإمكاناتنا ونكون معكم وأمامكم ومع الناس لكننا لا نشتري صوتا ومن يريد أو يشترى فليبحث عن مكان آخر نحن نريد من يعطينا لبرنامجنا لا لأموالنا. يمكن ان يقول البعض أن المال الانتخابي يؤثر خاصة أنه يرش كثيرا، المعلومات تقول أن الحد الأدنى هو مليار دولار والمبلغ مفتوح للإضافة إذا احتاج الأمر. الناس بحاجة الآن هذا صحيح ولكن نحن لم نتعود أن نخدم الناس وقت الانتخابات ونتركه خارج الانتخابات، كلكم تعلمون ما نستطيع فعله نفعله بانتخابات وبلا انتخابات بقدر ما يسمح لنا الله ونعرف كم الناس طيبون وطاهرون ويستحقون كل خير.

أنا أقول لكم هذا المال الانتخابي يؤثر على النفوس المريضة ولكنه لا يؤثر عليكم ولا على جمهور المقاومة ولا جمهور المعارضة ولا على الجمهور الشريف الذي يعطي من جيبه ومن نفسه من أجل أن يبني البلد، هؤلاء لن يتأثروا بأي شيء ونحن نرضى بأن نأخذ أصوات الذين يؤمنون ببرنامجنا، فضلا عن أننا لا نؤمن بهذه الطريقة وهذا ليس صحيحا، هناك إفساد للناس هناك تعويد للناس أن يكونوا جماعة زيد أو عمر من أجل قرشين. نحن نحافظ على الكرامات وطبعا نسمع حوادث أشخاص يرفضون بكل موقف نبيل وشريف.


نحن مرتاحون أن من سيصوت معنا سيصوت لرؤيتنا ولبرنامجنا ونعتقد أن النجاح من الأشرف أن يكون بأصوات الناس لا بأموال مستوردة من الخارج، نحن هذه قناعتنا وسنعمل بها. لا أدري إن كان سيطبق القانون على المال الانتخابي على أساس أن القانون يقول أنه لكل نائب يحق له أن يصرف مئة وخمسين مليون ليرة في حين أن البعض كل يوم صباحا ينفق مئة وخمسين مليون ليرة، وذاك صاحب الخمسين ألف دولار يصرف في يومين مئة وخمسين مليون ليرة، ومثله كثر ولكن المقام لا يسمح بذكر الأسماء واستعراض اللوائح على كل حال الأمر غير مخفي على أحد، سيماهم في وجوههم من اثر الزفت.


نعتقد أن الانتخابات ستجري في وقتها وفي موعدها لأن مصلحة الجميع أن تجري الانتخابات، قد يهول البعض أن هذا يدعي أنه يفتح المندل والبخت ويعرف أنه ستقع أحداث ولن تجرى الانتخابات، دعوني أتكلم معكم بصراحة جماعة الموالاة عندهم أمل أنهم سينجحون، ونحن عندنا أمل أكثر أننا سننجح، طالما الفريقين يتأملان أنهما سينجحان فكلاهما متحمس ليرى نتيجة الانتخابات وما ستفرزه، كما أن دوائر الاستكبار تنتظر، الأميركيون لديهم بعض المشاريع أجلوها إلى ما بعد الانتخابات والأوروبيون يدرسون هناك مشاريع ماطلوا فيها ليروا الوضع بعد الانتخابات، فإذن عندما تتأمل كل الأطراف أن تنجح والعالم كله ينتظر نتائج الانتخابات ليس هناك أي مبرر لعدم إجراء الانتخابات في موعدها، نحن نعتقد ذلك بحسب المؤشرات الموجودة أمامنا وإن شاء الله تكون نهاية للعبة الأوزان والأحجام ونستطيع ان نصل إلى التمثيل الذي يقرره الناس.


أكرر شكري للأخوة والأخوات على الجهود التي يبذلونها وأريد أن أؤكد أن استمرار الحركة والحيوية في المناطق التي أنتم فيها حتى مع النجاح المؤكد في بعض الدوائر يجب أن تكون بهمة عالية عن شاء الله تعالى وننسق مع حلفائنا ومع المعارضة وإن شاء الله يكون النصر والفوز على قاعدة خدمة الناس لنا ولكل العاملين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

19-شباط-2009

تعليقات الزوار

استبيان