المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

بشارة: هناك ثقافة قناصل عند بعض نخب السياسة في لبنان..من الصعب خروج الاميركيين من العراق قبل اضعاف ايران

وطنية 28/9/2007
اعرب المناضل والمفكر العربي عزمي بشارة، خلال لقاء حواري، نظمه نادي الشقيف - النبطية، في حضور ممثل النائب ياسين جابر المحامي جهاد جابر ورئيس دير مار انطونيوس الاب فرانسييس باسيل ورؤساء بلديات ومخاتير، عن قلقه لما هو حاصل في المنطقة "من اجهار بالطائفية كوسيلة للدخول في حرب اقليمية جديدة تضر بالوطن العربي على المستويات كافة"، لافتا الى ان "مخاطر الحرب وقعت سواء حصلت او لم تحصل من خلال الشحن الطائفي الحاصل في لبنان والعراق. ورأى بشارة انه لا يجب ان نستخف بالفكر القومي، "لانه يجمعنا ما بعد الطائفة التي هي بعيدة عن الدين، وانه لا يجب ان نتعامل مع الامور بهذا الشكل، اي انا ضد الطائفية يعني انا ضد الدين، ذلك لان الديانات السماوية ليست طوائف".
وقال: "ان من يحول الاسلام والمسيحية الى طوائف، يجرم بحق الاثنين، لان الطوائف انتماء للبشر وليس لله. لذلك النقابات تعاني من ازمة لان الطائفية ليست طبقة اجتماعية حيث الفقير والغني يتعصب لطائفته".
ولفت الى ان "اكبر جريمة في حق الاسلام والمسيحية اليوم هي التعصب، فالتعصب هو من مظاهر الجاهلية، وان الاحتكام الى الطائفية في الوظائف الاساسية، وتعميمها لا يضر فقط في المجتمع وفي السياسة وفي الوظائف وفي اقامة دولة حديثة على اساس الكفاءات بل هو يضر بالدين نفسه، لانه يحوله الى رابطة عصبوية لا علاقة لها بالايمان"، واضاف: "هذه هي الاداة الاساسية التي تستخدم الان وبشكل غير عقلاني للغاية وانه يجب ان نواجهها بقوة.
وتطرق بشارة الى موضوع الاعتدال والهمينة والاملاءات الاميركية في المنطقة، بدءا من العراق الى فلسطين وصولا الى لبنان، حيث قال "ان المعتدل هو من يقبل دون نقاش الاملاء الاميركي واذا ناقش يناقش في اطار الهيمنة الاميركية، اما المتطرف هو الذي لا يقبل الاملاء الاميركي دون نقاش، واذا النظام المتطرف نفسه قبل الاملاء الاميركي يتحول الى معتدل دون ان يغير اي شييء من ممارساته الاخرى، اي انه ينتقل غدا الى قول نعم للسياسة الاميركية في لبنان وفي فلسطين وفي العراق، دون ان يغير ان شيء في نفسه".
ولفت الى ان "مصيبتنا مع الديموقراطيين الليبراليين في الغرب، انهم يسيئوا الى الديموقراطية والتنوع في العالم العربي، متجهين الى سياسة مواجهه مع محور التطرف"، متساءلا "هل هذه السياسة تعني الحرب ام تعني الحصار الطويل المدى والضربات الجوية او العقوبات الدولية؟ وفي نظري نستطيع ان نتصور عواقب حرب تشن حاليا على ايران وهذا لا يحتاج الى تخصص كبير لندرك ما ستكون عواقب الحرب على ايران من العراق الى افغانستان، لدول الخليج، لفلسطين الى لبنان".
وتابع: "ان العواقب واضحة والامر لا يحتاج الى خيال واسع، هناك سببان يرجحا هذه المواجهة الاول قبل اي ترتيبات مقبلة في العراق الذي ارهق الاميركيون فيها بقوة، يجب ان تضعف ايران قبل ذلك، اي انه من الصعب ان تخرج اميركا من العراق قبل ان تحصن السلاح النووي وتضعف ايران والذي هو من الامور الصعبة نظرا لقوة ايران. لذا يجب تحجيمها او اضعافها او الاتفاق معها، وهذا سبب استراتيجي.
والثاني الذي تقوله اسرائيل انه اذا ما ضربت ايران خلال الثلاث سنوات المقبلة يصبح من الصعب ضربها في المستقبل، وان اهمية السلاح النووي انه رادع، للتنويه حتى نفكر اين يستخدم السلاح النووي ومتى؟". واشار الى انه "تم استخدامه مرة واحدة حين امتلكته دولة واحدة وحين تمتلكه اكثر من دولة لا يستخدم ويكون رادع فقط. اذا هو خطر عندما تملكه دولة واحدة واهميته حين تمتلكه اكثر من دولة للردع".
ورأى بشارة ان الاسباب الاستراتيجية المطروحة هي سياسات مواجهة والهم الكبير الان اقامة جبهة معادية للحرب دوليا ومحليا "جبهة سلام"، "لان هذه الحرب ستؤذي الجميع فيما لو حصلت، اذ انه لا يوجد لها مبرر شرعي ولا اخلاقي فقط مصالح امبريالية، مرتبطة بمصالح انظمة، وما يرافق هذه المواجهة هو امر خطير للغاية ان حصلت او لم تحصل وقع الخطر ويجب ان يواجه، وهو التعبئة الطائفية التي حصلت. اذا الاذى في مجتمعاتنا وقع، وخلافا لما يعتقد غالبا، ليس صادرات لبنانية اي ان لبنان عموما يتذمر احيانا من تدخل في شؤنه ومن ناحية اخرى هناك دعوة للتدخل في شؤونه حتى في الانتخابات الرئاسية، هناك دائما نقاش دائم ان القرار ليس لبنانيا".
ولفت بشارة الى ان هناك ثقافة قناصل عند بعض النخب السياسية وان لبنان هو مصدر تقليعات في السياسة الذي يعد من احد الاسباب في رغبة الغرب في السيطرة عليه، فهو يمارس همينة فكرية وثقافية في المنطقة عبر الصحافة الذي يحملها الى بقية الدول. والموضوع الطائفي الاخير الجاري حاليا ليس تأثير لبناني حيث ان الطائفية اللبنانية لم يصار من قبل الى الاجهار بها، كما يجاهر فيها الان. من هنا حصر ضرره، لان المنطقة تتعامل معه كاستثناء والجديد هو العراق وليس لبنان".
28-أيلول-2007
استبيان