المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

الشيخ قاسم: رسالة أوباما تعبر عن فشل السياسات التي اتبعها بوش واختيار لأسلوب جديد بعدما سدت الطرق أمامه


وكالة الأنباء الإيرانية - 25/3/2009
رأى نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أن الرسالة المصورة التي وجهها الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادةً وشعباً تعبر عن فشل السياسات التي اتبعها الرئيس السابق جورج بوش في طريقة تعاطيه مع إيران وشعوب المنطقة.


وقال الشيخ قاسم: "إن إعلان أوباما عن إجراء حوار مع جهات مختلفة في العالم وخاصة مع إيران الإسلام له علاقة بفشل سياسات بوش وطريقة أدائه، وهو بالتالي يريد أن يختار أسلوباً جديداً من أجل العمل في العالم بعدما سُدت الطرق أمامه، وبعدما كبرت مقاومة الشعوب وممانعتها للمشروع الأميركي كثيراً في المنطقة".


أضاف: "وقد استطاعت إيران بصمودها لأكثر من ثلاثين عاماً وكذلك خلال ثماني سنوات من حكم بوش الذي اتّسم بقسوة استثنائية، أن تعطي صورة للعالم بأن إيران لا يمكن التعاطي معها وكأنها ملحقة بأميركا أو أنها تنفّذ سياساتها، إضافة إلى ذلك فإن الشعب الإيراني يريد أن يحافظ على استقلاله وسيادته، وعنده حضارته وخصوصيته ونظامه الإسلامي وبالتالي من يريد أن يتعامل مع إيران عليه أن يتعامل معها كند ولن يستطيع أن يتعامل معها كملحق".


ورداً على سؤال قال الشيخ قاسم: "أنا أفسر طلب أوباما الحوار مع إيران على أنه محاولة لاختيار أسلوب جديد بعدما فشلت الأساليب الأخرى، لكن لا أحد يمكنه أن يحسم الآن ما إذا كان هذا الطريق طريقاً جديداً أو أنه مجرد مناورة لفترة من الزمن إلى أن تكتمل صيغة الإدارة الأميركية وتغير أسلوبها العملي لذا فإن ما قاله سماحة القائد (الإمام الخامنئي) حفظه الله من أننا ننتظر الأعمال وليس الأقوال فقط وهو الموقف الذي لا بد أن تسمعه أميركا، وعلينا أن ننتظر المرحلة القادمة لنرى إذا كان هذا الحوار تقطيعاً للوقت أم أنه سيكون مشروعاً للعمل".


ورداً على سؤال آخر أكد الشيخ قاسم "أن الولايات المتحدة لو كانت قادرة على أن تستمر في سياساتها السابقة فهي كانت ستستمر ولن تغيّرها، ولكنها وصلت إلى الطريق المسدود وفشل بوش في العراق وأفغانستان وفلسطين وفي الضغط على إيران وسوريا ولبنان، لذا نحن أمام أساليب جديدة".


أضاف:"هذا من جهة، ومن جهة ثانية لا يمكن إغفال قوة إيران ودور إيران شعبياً وأيضاً بحكم الجغرافيا التي تحيط بالمناطق الحساسة مثل العراق وأفغانستان، على هذا الأساس يمكن تفسير كلام أوباما على أنه رغبة في استدراج إيران لمساعدته في قضاياه، لكن من المعلوم أن إيران التي صمدت لثلاثين عاماً وإيران التي يقودها الإمام القائد الخامنئي حفظه الله ورعاه ولها سياستها التي رسمتها لنفسها، لا يمكن أن تقدم على عمل ما إلا بناءً لمصالحها".


وأردف قائلاً: "وبالتالي حتى ولو كانت التغييرات التي حصلت في أميركا لها علاقة بالفشل والرغبة في استدراج إيران فإن إيران لن تقدم على عمل إلاّ بناءً على مصلحتها وما تراه مناسباً لها".


ورداً على سؤال آخر أكد الشيخ قاسم "أن إيران التي وصلت إلى مرحلة تستطيع معها أن تستثمر مواقفها بشكل جيد لا خوف عليها من أي حوار ولا خوف عليها من أي اتفاق لأنه في النهاية سيكون هناك تكافؤ مع ما تريده إيران".


تكريم العالمين مغنية والعلايلي
وفي كلمة ألقاها في المؤتمر الدولي في فكر العالمين الكبيرين الشيخين عبد الله العلايلي و محمد جواد مغنية، اعتبر الشيخ قاسم ان بعض الدول الغربية تطلق تجاهنا نداءات الحوار نتيجة ثباتنا وتضحياتنا وانتصاراتنا معتبرا ان ذلك إعلان للتراجع عن خطوات الماضي، واكد اننا نتقبّل إعلان التراجع عن الأخطاء ولكننا ننتظر الأعمال فلا نريد أن يكون الطرح تكتيكا لمرحلة من الزمن، لافتا الى اننا على كل حال على أهبة الاستعداد لأي طارئ يمكن أن يطرأ.

ومتطرقاً الى الانتخابات النيابية، اعتبر سماحته انه إذا كان البعض يعتقد أن الانتخابات القادمة ستغيّر المسار وأنها ستقلب الميمنة على الميسرة فهو مخطئ، وقال ان الانتخابات القادمة خطوة على طريق مسار طويل، ستساهم في تثبيت لمراكز قوى وتعديل لأخرى لكنها لن تقلب الموازين ولن تغيّر المعادلات ولن تعدّل المسار السياسي الذي وصلنا إليه في رفض الوصاية الأجنبية وتحرير لبنان وحماية استقلاله.
 
واكد سماحته انه لا يكفي أن نتحدّث عن الوحدة والحماية بعيدا عن العمل، وان علينا أن نعمل للمصلحة الوطنية لا للطائفية أو المذهبية.

واذ شدد الشيخ قاسم على ان سوريا شقيق مجاور، نشترك معه بالآمال والمخاطر، وإيران بلد فاعل ومؤثّر يقف إلى جانب قضايانا ضد الاستكبار والصهيونية، والبلاد العربية هي الحضن الطبيعي لقضايانا والبلاد الإسلامية هي الأفق الرحب الذي نحتاج أن نكون معه ويكون معنا، دعا الى عدم لعب لعبة الاصطفاف والمحاور، بل أن نكون عاملا مساعدا للتعاون العربي العربي والعربي الإسلامي، فهذا من مصلحة لبنان ومصلحة المسلمين والمسيحيين، معتبرا اننا اليوم في فرصة ذهبية يجب أن نستفيد منها لننتقل بلبنان من حالته إلى الحال الأفضل. 

25-آذار-2009
استبيان