بداية كمرشح عن دائرة بعلبك الهرمل، أي تصور وضعتموه للنهوض بالمنطقة المحرومة منذ عهد الاستقلال؟
ـ سبق أن أعلنا كحزب الله برنامجنا الانتخابي في بعلبك، المرتكز على عدة نقاط أهمها: الأشغال العامة، والمياه، وموضوع الصرف الصحي، والموضوع التربوي. ولعل الأهم من كل ذلك هو موضوع التنمية، أي التنمية البشرية والاقتصادية. وهذا للأسف ليس من صلاحيات حزب الله ولا نواب المنطقة، فالأزمة الاقتصادية هي اكبر بكثير من منطقتنا. ولأجل أن تبدأ بالمشروع الاقتصادي التنموي يجب ان يكون لديك الحد الأدنى من البنى التحتية، لأنه لا يمكن ان تجذب أصحاب الرساميل ما لم يكن لديك الحد الأدنى من البنى التحتية، لأن المشكلة المستعصية في منطقتنا وربما في مناطق أخرى البطالة وهجرة الشباب، وبالتالي يجب ان تكون وجهتنا في المرحلة المقبلة ـ إذا ما وصلت المعارضة إلى الأكثرية، وكان لديها قدرة التقرير في الحكومة ـ ان نبدأ في تنفيذ الإنماء المتوازن الذي ما زال حتى اليوم شعاراً لم ينفذ طيلة الحكومات السابقة، وبالتالي عندما نتحدث عن الانماء المتوازن فلا نريد حق غيرنا في منطقتنا، بل جل ما نطالب به إعطاؤنا حقنا في بعلبك الهرمل.
.. لكن أي أوليات هي اليوم في متناولكم؟
ـ الأوليات التي وضعناها قد تكون أولها الانتهاء من الطرق الرئيسية، فللمرة الأولى في تاريخ بعلبك الهرمل سيكون هناك أوتوستراد يبدأ من زحلة وينتهي بعد سنة ونصف السنة في الهرمل وبمواصفات مقبولة. تصوّر لا يوجد في محافظة بعلبك الهرمل أوتوستراد بخلاف كل المناطق، والانتهاء من عملية مياه الشفة والري.. بالنسبة الى الموضوع التربوي نحن بحاجة إلى ما يزيد عن خمسة عشر صرحا تربوياً في المدن الكبرى، سنعمل على إنجازها. وقد استطعنا بـ"حرب" دبلوماسية ان نستحصل على خمسة ملايين دولار من الحكومة، لإنشاء ما يقرب من أربع إلى خمس مدارس في المنطقة، وقد وعدنا الرئيس السنيورة بذلك. على أي حال "وعد الحر الدين"، وأيضا تم الموافقة على تلزيم آخر وصلة لأوتوستراد بعلبك الهرمل بكلفة تصل الى ما يقرب (35) مليون دولار. وبالتالي الموضوع الإنمائي هو أولى أولياتنا في بعلبك الهرمل. ونستطيع القول ككتلة بعلبك الهرمل: ضميرنا مرتاح تجاه منطقتنا نظراً لما سعينا به جاهدين منذ مطلع التسعينيات لإنماء هذه المنطقة، ولكن كما تعلمون المنطقة بحاجة إلى كثير من الإنماء نظراً لحرمانها التاريخي.
أنتم كنواب كيف تقيّمون ما أنجز خلال فترة توليكم العمل النيابي؟
ـ مجرد الحصول على مشروع من هذه الحكومة او من الحكومات المتعاقبة هو بمثابة انتصار كبير. مثال على ذلك الأوتوستراد الذي ذكرناه آنفا الذي أقر في العام 96 فيما الشروع في تنفيذه لم يبدأ به إلا في العام 2006 وبالقوة وبالإصرار من جانبنا، كما استحدثنا محافظة بعلبك الهرمل وإنشاء الله بعد الانتخابات سيعين محافظ وتبدأ الأعمال الإدارية، بحيث تصبح بعلبك الهرمل مستقلة إدارياً، وقريبا إنشاء الله نبدأ بدرس مشروع قانون اللامركزية الإدارية. في موضوع مياه الشفة، أنجزنا بعضه، في ما البعض الآخر قيد الإنجاز أو التلزيم، وكذلك المدارس تم استحداث في معظم المدن الكبرى مدارس، منها مدرستان نموذجيتان في الهرمل، وكذا الحال بناء مستشفيين حكوميين في بعلبك والهرمل.
خلال تجوالكم على القرى والبلدات كيف وجدتم ثقة الناس، وماذا عن شكواهم؟
ـ الذي يجعلنا نفتخر ببأسنا هي ان قوة المقاومة باحتضان شعبها لها، نستطيع ان نقول ورأسنا مرفوع، إن أهلنا في بعلبك الهرمل هم خزان المقاومة، والهرمل مدينة الشهداء كما سماها سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله، وإن سمعت بعض الشكاوى من المواطنين وهذا حقهم، وهم لا يشتكون على النواب بقدر ما يشتكون على الحكومة. نحن لا ندعي العصمة، ولكن نسعى بكل ما أوتينا من قوة لرفع المطالب الحكومية والأخذ بها. لكن انا على ثقة حتى هؤلاء الناس الذين يشتكون، فإنهم في 7 حزيران سوف يعطون هذه الثقة الغالية، وسيكون يوم استفتاء لهذا النهج، ومن يراهن على ان شعبية المقاومة تراجعت او شعبية كتلة الوفاء للمقاومة تراجعت، سوف يصاب بصدمة سواء في بعلبك الهرمل أو في المناطق الأخرى التي للمعارضة مرشحين فيها.
.. ربما يأتي من يقول لك إنه ليس هناك من منافسة حقيقية؟
ـ عظيم؟ لكن السؤال هو: لماذا لا توجد منافسة في أكثرية المناطق التي للمعارضة مرشحون فيها! هل نحن نستعمل القوة لترهيب الناس؟ على كل حال هناك الآلاف من المراقبين الدوليين للانتخابات النيابية ومن بينهم ربما مؤسسات أميركية تحت عناوين أهلية. انا أتحدى ايا منهم، ان يأخذ إقرار أو اعتراف من أي مواطن بأنه مكره علىما سيقوم به في السابع من حزيران، لذلك عندما لا يكون هناك منافسة هذا يعني ان اهل المقاومة يثقون بالمقاومة، وبالتالي لا يوجد ثقل سياسي معارض لهذا التيار ولهذا النهج.
كيف ستقاربون موضوع القضاء اللبناني بعد الذي جرى مؤخراً؟
ـ نحن في حزب الله من اليوم الأول لاعتقال الضباط الأربعة طالبنا بعدم تسييس هذه القضية، بل وضعها في إطارها القضائي. ولكن فريق الرابع عشر من آذار هو من سيس القضاء وسيس اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ما أدى الى نتيجة سوداء للقضاء اللبناني، ونحن نريد ان نرفع هذه التهمة عن القضاء اللبناني، وهذا لا يعني إذا أخطا بعض القضاء أن القضاء سيء او فاسد. بل أريد ان أقول ان القضاء بألف خير، وإن هناك أكثرية من هذا الجسم نوثق به وله الخبرة والكفاية القانونية، ولكن للأسف حاول فريق السلطة ان يأخذ القضاء ليصبح أداة بيده.
هناك من اتهمكم بالانقلاب على الطائف من خلال هجومكم على القضاء، وآخرهم سمير جعجع؟
ـ بصراحة انا لا أقرأ ما يصرح به جعجع ولا استمع له، وهذا كلام باطل يريد به باطل تستطيع ان تعود الى تصريحات حزب الله، فهم منذ اليوم اختلقوا مشكلة المحكمة الدولية حتى يقول ان حزب الله والمعارضة انسحبوا من الحكومة ليتهربوا من المحكمة، بل على العكس نحن أردنا ان تكون محكمة قضائية عدلية جزائية غير مسيسة، هل القاضي ميلس تابع لحزب الله ام قاضي دولي، لمصلحة من عمل؟ ألم يتهم فريقاً قبل الظهر ثم عاد عن اتهامه بعد الظهر؟ وبالتالي من سيس القضاء والمحكمة الدولية؟ ومن اراد الهيمنة على السلطة ولم يقبل الشراكة الحقيقية؟ وبالتالي محاولة الدفاع عن القضاء هو دفاع فاشل.
في موضوع انهيار الشبكات الإسرائيلية واحدة تلوى الأخرى، كيف يمكن ان نحصن ساحتنا؟
ـ المعروف ان هذا العدو لن يخفي مطامعه في لبنان، وأكبر دليل الشبكات الإسرائيلية التي يجري توقيفها يوما بعد يوم، لذلك يجب ان نؤكد ان قوة لبنان بمقاومته، لا بل كما أكدنا على طاولة الحوار أمورا ثلاثة: قوة المقاومة، قوة الجيش، واحتضان الشعب للجيش والمقاومة، هذا المثلث الذي يقف عليه لبنان وقوة لبنان، وهو الذي يحفظ مناعة لبنان تجاه هذا العدو المتغطرس.