المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

ثلاث سنوات وزلزال هزيمة العدو في حرب تموز 2006 يلقي بظلاله على الكيان الصهيوني

علي عوباني

ثلاث سنوات مرت على حرب تموز 2006 ، ولا تزال تداعيات وارتدادات زلزال الهزيمة التي حاقت بالعدو في تلك الحرب تلقي بظلالها على الكيان الصهيوني بأكمله، فانتصار المقاومة الالهي والتاريخي في تموز فرض على العدو الصهيوني تشكيل لجنة كلفت بالتحقيق في اسباب فشل وهزيمة الجيش الاقوى في منطقة الشرق الاوسط على ايدي آلاف المقاتلين من حزب الله وفقا لما جاء في تقرير فينوغراد.


تلك اللجنة وصلت بعد فترة زمنية قصيرة من التحقيق فيما اسمته اسرائيل حرب لبنان الثانية الى سلة توصيات ضمنتها في تقريرها النهائي وحددت فيها مكامن الضعف والخلل في كيان العدو، ومنذ ذاك الحين والكيان الصهيوني يسعى جاهدا لتحسين قدراته للثأر والانتقام من المقاومة بعد هزيمتين متتاليتين على ايديها، الاولى في ايار عام 2000 والثانية في تموز - آب 2006 .


وفي هذا الاطار وبعد سلسلة المناورات التي شهدها الكيان الصهيوني في السنوات الثلاث الماضية، اعلن متحدث عسكري ان الكيان الاسرائيلي بدأ صباح امس الاحد على كافة اراضي فلسطين المحتلة تدريبا غير مسبوق على انذار ودفاع مدني يتم خلاله محاكاة هجمات بالصواريخ وقصف جوي مكثف وسلسلة هجمات .

واعلن مسؤولون في وزارة الحرب الصهيونية ان التمرين سيدوم خمسة ايام ويهدف الى اختبار قدرات البلاد على الرد على سقوط قذائف قد تطلق من لبنان وقطاع غزة وصواريخ من ايران او سوريا. وبحسب سيناريوهات المناورة تقوم فرق الاغاثة والجيش والشرطة والبلديات والوزارات باختبار قدرة المدنيين الدفاعية في حال وقوع هجمات بالاسلحة التقليدية والكيميائية او الجرثومية الى جانب قمع شرطة العدو لانتفاضة فلسطينين 48 داخل ما يسمة بالخط الاخضر في خضم الحرب المفترضة.

بدوره ، قال نائب وزير الحرب متاي فلنائي لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان المناورة اعدت بناء على العبر التي تم استخلاصها من حرب لبنان الثانية والعملية العسكرية في قطاع غزة مشيرا الى ان المعارك الجديدة تحوّل الجبهة الداخلية للكيان الصهيوني الى جبهة امامية قائلا: "اعداؤنا يعتبرون ان الجبهة الداخلية نقطة ضعفنا وعلينا تعزيزها والاستعداد لمواجهة اي احتمال". وتحدث فلنائي عن ان التمرين اعد وفقا لاسوأ الاحتمالات وبناء على التقييمات الاستخباراتية .
وكانت الجلسة الاسبوعية للحكومة الاسرائيلية اعلنت يوم امس انطلاق اضخم مناورات في الكيان الصهيوني تجريها "اسرائيل" في تاريخها. الجلسة حاكت التئام الحكومة في اليوم العاشر من مواجهات مفترضة في قطاع غزة تتطور لتصبح حربا اقيليمة شاملة تتعرض فيها اسرائيل لاطلاق صواريخ من جهات مختلفة كسوريا ولبنان.

رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الذي حاول طمأنة الدول المحيطة من ان هذه المناورات لا تغطي على هجوم او عملية عسكرية اسرائيلية واسعة محتملة استهل الجلسة التي تتفحص مدى جاهزية الحكومة ووزارتها في التعامل مع هذه الحالة بالتخفيف من اصداء هذه المناورات فقال: "مجرد قيام اسرائيل بمثل هذه التدريبات يحسن قدراتها للدفاع عن مواطنيها بشكل افضل.." واضاف :"على اية حال التدريب غير مرتبط باي حدث خاص ولا باي انذارات استخباراتية لكنه مرتبط بمشهد حياتنا الذي يحتم علينا الدفاع عن مواطنينا" حسب تعبيره .

الى ذلك ، يذكر ان اهداف المناورة تتلخص حسبما هو معلن بالنقاط التالية:


- تحقيق الجهوزية الحربية الكاملة لسلطة حالات الطوارئ في ظل سيناريو الحرب الفجائية .
- اختبار أداء الجهات القيادية في الحكومة وقيادة الاركان في وضعية مواجهة حرب شاملة على عدة جبهات.
- الوقوف على مستوى التعاون والتنسيق بين الاجهزة المختلفة بدءا من القيادة السياسية ووصلا الى القوات الميدانية .
- تدريب المستوطنين على مواجهة التهديد الصاروخي والوصول الى الملاجئ والغرف المحصنة في فترات زمنية قياسية
- اختبار منظومات الانذار الجديدة والدفاع ضد الصواريخ التي يعكف العدو على تطويرها .


وفي تفاصيل المناورة ، فهي كانت قد بدأت امس وستتواصل اليوم الاثنين خاصة في الوزارات والمؤسسات الحكومية والعسكرية والمؤسسات العامة، على ان تبدأ يوم غد الثلاثاء المرحلة المركزية في التمرين حيث تطلق صفارات الانذار في كافة ارجاء الكيان الصهيوني ويتوجب على جميع المستوطنين التصرف وفقا للتعليمات والارشادات التي نقلتها اليهم قيادة ما يسمى بالجبهة الداخلية خلال الاسبيع الاخيرة .


اما يوما الاربعاء والخميس فستكون هناك سيناريوهات في اكثر من عشرين منطقة حيث سيتم محاكاة سقوط صواريخ في حيفا وفي نتانيا فيما ستعزل مدينة ايلات ايضا، وفيما ستكون هناك سيناريوهات طوارئ في "الحوفوت" جراء اصابة معمل كيماوي ستكون هنالك ايضا حركة نشطة لاجهزة الاسعاف والانقاذ والطوارئ .


في المقابل ، ترافقت المناورات الاسرائيلية مع حالة استنفار لقوات الطوارئ الدولية المعززة في الجنوب فيما رفع الجيش اللبناني من وتيرة جهوزيته وحضوره تحسبا لاي طارىء على طول الخط الازرق من الحدود الدولية ابتداء من رأس الناقورة غربا وحتى منطقة شبعا شرقا .


وفي الختام نشير الى ان هذه المناورات التي تأتي في خضم التصريحات الصهيونية الخطيرة تجاه ايران ولبنان وفلسطين وفي ظل التطرف الذي يطبع صورة حكومة العدو ، تطرح علامات استفهام على كل ما يجري وما تقوم به "اسرائيل" في هذه المرحلة خاصة انه قبل نحو اسبوعين انهى سلاح الجو الصهيوني مناوارت واسعة النطاق وبشكل شبه خفي في منطقة النقب على شن هجوم واسع ضد عدة اهداف في ايران وغيرها .

01-حزيران-2009
استبيان