المحرر المحلي
أحيت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الذكرى العشرين لرحيل الإمام الراحل آية الله الخميني في قصر الاونسكو. حضره الوزير فوزي صلوخ ممثلاً رئيس الجمهورية، والنائب علي حسن خليل ممثلاً رئيس المجلس النيابي، الوزير ابراهيم شمس الدين ممثلاً رئيس الحكومة، النائب محمد قباني ممثلا النائب سعد الحريري وعدد من الوزراء والنواب والشخصيات ورجال الدين. وألقيت كلمات استحضرت ثورته وفكره وإسلامه ودعمه للشعوب المستضعفة.
بداية النشيدان الوطني اللبناني والإيراني، ثم قدم الحفل مدير العلاقات العامة في السفارة يوسف باجوق. فألقى سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان محمد رضا شيباني كلمة قال فيها: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية، تقف بكل عزم وصلابة وايمان معلنة انحيازها الواضح الذي لا لبس فيه، الى جبهة المستضعفين في هذا العالم. تقف الى جانب الشعوب الحرة، الى جانب الشعب العراقي المجاهد والى جانب الشعب الفلسطيني الصامد، وحقهما في الحياة الحرة الكريمة بعيداً عن الاحتلال والقمع والقتل، ليعيشا حرين كريمين في أرضهما. وتقف إلى جانب لبنان بحكومته ومقاومته وشعبه، بكل طوائفه ومكوناته الوطنية داعمين حقه في استكمال سيادته واستقلاله، وفي مواجهة كل المخاطر المحدقة به، مقدرين عالياً شعبه الشقيق ومقاومته الشريفة التي ازدهى لبنان بها قوة وانتصاراً ودفاعاً عن سيادته واستقلاله بوجه العدو الصهيوني.
اضاف: إننا على استعداد لكل ما فيه الخير والازدهار والمنعة للبنان وشعبه الشقيق، والتعاون لتعزيز العلاقات الطيبة والتعاون الثنائي البناء في مختلف المجالات وفي الاتجاه الذي يؤدي إلى قوة لبنان ووحدته واستقلاله وسيادته، مباركين كل عملية ديموقراطية تعكس ارادة الشعب اللبناني من خلال انتخابات نزيهة شفافة تعبر عن حيوية هذا الشعب العزيز.
ثم ألقى النائب علي حسن خليل كلمة الرئيس بري فنوّه بوقوف ايران الى جانب قضايا العرب والمسلمين، محذراً من محاولة إيجاد عدو جديد للعرب تحت عناوين فوقية ومذهبية، من اجل نسيان اسرائيل.
وأكد التمسك بخيار المقاومة ضد العدو الإسرائيلي والالتفاف حول هذه المقاومة، وقال: ويجب ان يقتنع كل لبناني بان اسرائيل لن تترك لبنان يرتاح. والمطلوب اليوم منا كلبنانيين وبعد التجربة، ان نُخرج مشروعية المقاومة وضرورتها من بازار التنافس السياسي، والتأكيد على تكاملها مع الجيش الوطني القوي، والذي يجب أن تتأمن له لكل معنويات الدعم من اجل القيام بدوره.
وقال: اننا من موقعنا الوطني والمقاوم ندخل الانتخابات النيابية بالشعار نفسه الذي حملناه خلال المرحلة الماضية، وهو الحرص على تثبيت خيارات لبنان لجهة دعم المقاومة وبناء العلاقات مع الأشقاء والأصدقاء على قاعدة دعم صموده واستقراره وتطوره، وإعادة تشكيل خطاب وطني موحد ركيزته قيام الدولة القوية القادرة والعادلة، وتفعيل مؤسساته السياسية، وحكومة وحدة وطنية تطوي فكرة الاستئثار والإلغاء والسيطرة والارتهان.
وألقى رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر كلمة استهلها بنقل تحيات الكاردينال البطريرك نصر الله بطرس صفير، وتناول فكر الثورة الإسلامية في ايران، ودعا الغرب «إلى ان يتبنى بحق مسيحيته فلا يبتعد عنها بل يعتمد عليها لينال بفعل استلهامها رضى إلهياً أكيداً».
وقال: اذا طرح اليوم عندنا موضوع الشراكة وترتيب أمورها، فإن لدى اللبنانيين ما يكفي من التبصر ليدركوا أن وطنهم والشراكة صنوان، فهما ابتدآ معاً، ويظلان معاً من دون ان يحدث لهما أبداً أي افتراق، وليعرفوا ثانياً أن تنظيم الشراكة في ما بينهم كان محكوماً وسيبقى بروح هذه الشراكة ولن تكون للصيغ المعتمدة لها اولوية على الروح. فلنجنب الوهن رسالة لبنان.
وألقى كلمة القاضي الشيخ درويش الكردي كلمة مفتي الجمهورية، فركّز على دعوة الخميني للوحدة الإسلامية، «التي يجب أن تتجدّد في المؤمنين جميعاً من دون النظر الى الجنس او المذهب او اللون».
كما دعا الى «أن نجعل قضية فلسطين قضية محورية نتكاتف عليها، ونتعاون حتى يعود الحق الى اصحابه»، منوهاً بدور المقاومة «لمواجهة هذا العدو الغاشم فطرد من هذه الأرض».
والقى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الشيخ عبد الأمير الشيخ قبلان، فعرض انجازات الثورة الخمينية ودعمها للعرب. وقال: علينا أن ننظر الى الجمهورية الاسلامية باحترام، فليس لها أي طمع في لبنان ولا في حاجة إلى لبنان، لبنان في حاجة إليها، لبنان والمنطقة في حاجة إلى إيران.
وشدد على الوحدة بين المسلمين، داعياً العرب الى عدم الخوف من الايراني، بل الخوف من العدو الاسرائيلي ومن كل من تعامل وتعاون مع اسرائيل.
وتابع: نطالب في هذه الأيام الانتخابية الجميع بالهدوء والتروي والاعتدال والاستقامة، ابتعدوا عن التشنجات والحساسيات، كونوا يدا واحدة لنحمي لبنان من شر العدو الاسرائيلي.
والقى نائب الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم كلمة، نوه فيها بدعم ايران للبنان وقضايا العرب والمسلمين، مشيراً الى الحرب التي تشنها عليها الولايات المتحدة الاميركية، مستغرباً الحملة الداخلية عليها، مستشهداً بترك اسرائيل واميركا لعملائهما في لبنان.
اضاف: نحن أصبحنا في مرحلة الرشد، لن يكون لبنان ساحة لا لأميركا ولا لإسرائيل ولا لغيرهما.
وتحدث عن قضية الوحدة الإسلامية في فكر الخميني، محذراً من محاولات إسرائيل وأميركا لإحداث الفتنة بين المسلمين. كما تحدث عن قضية فلسطين عند الخميني، ودعمه لها ولمقاومتها. مؤكدا التمسك بالسلاح لتحرير الارض، لا عبر مجلس الامن الدولي، وقال: يريدون القضاء علينا فكيف نحاربهم؟ أنحاربهم بأولئك الذين يصعدون المنابر ويقولون بأن السيادة اللبنانية موجودة في الدستور؟ أتدافع عن لبنان بثلاث أو أربع ورقات اسمها الاستراتيجية الدفاعية، التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع على الورق؟ والله لا يُدافع عن لبنان إلا الصاروخ والمدفع والقلب القوي.
وتابع: ستكون أمامنا انتخابات نيابية قادمة، نتائج الانتخابات في اعتقادنا ستكون لمصلحة لبنان المقاومة المرفوع الرأس، وعندما يأتي العالم إلينا بعد ذلك، وسيأتي من دون استثناء حتى أميركا، فسنقول لهم ماذا نريد ولن نسمع منهم ماذا يريدون، عليهم أن يسلِّموا بأننا نمثِّل الشعب، وهذه هي الإرادة، وأنتم لاحظوا، كلما حاولوا أن يتَّهموا حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني والمعارضة تزداد شعبيتنا أكثر فأكثر. زمن الوصاية انتهى، وسنرفع راية الاستقلال بشموخ، إن شاء الله، وسيكون لبنان سيداً حراًّ مستقلاً ببندقية مقاومته وجيشه وشعبه.