المحرر المحلي
أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أنّ المعارضة ليست "محشورة" ولا "لاهثة" وراء مشاركة لا تعبر عن شراكة حقيقية مشدداً على ضرورة أن "لا تكون الشراكة الحقيقية فولكلوراً في مجلس الوزراء" معتبراً أنّ حجم هذه الشراكة "قد يتخطى حجم الثلث الضامن".
النائب رعد، وفي حديث إلى صحيفة "الأنباء" الكويتية، لفت إلى أنه "اذا كان التوجه هو حصول شراكة حقيقية في البلد عندها نقف عند النسب وعند روحية وطريقة العمل التي تطمئن الفريق الآخر، اي انه شريك حقيقي في اتخاذ القرار، كيف يجري تفصيل هذه الشراكة وبأي معادلة بالثلث الضامن او بثلاثة أرباع الضامن او بالنصف الضامن" مضيفاً "نحن نريد شراكة حقيقية تطمئننا فعلا".
وأكد رعد ان حزب الله لا يحتاج لطمأنة أحد حول سلاحه قائلاً "لا احد يبيعنا من كيسنا في هذا الموضوع، المقاومة ضمانتها منها وفيها". ورداً على سؤال حول الاتصال الذي تلقاه من رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري على خلفية هذا الموضوع، أوضح رعد أنّ "ما جرى ان النائب سعد الحريري قد اتصل مهنئا، وقال لي: رفعت الدوز علينا في الموضوع، وقلت له لا، انما لفت النظر بالقول انكم فزتم في الانتخابات واذا اردتم العمل فعليكم ان تحسبوا حسابات للآخرين، فقال النائب الحريري ان توجهنا هو هكذا، وأجبته نريد ان نرى أفعالا، هذا ما حصل".
من جهة أخرى، استبعد رعد حصول لقاء قريب بين الحريري والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله مؤكداً أن "ليست هناك خطوط مفتوحة بين المعارضة والموالاة حتى الآن"، معلقاً على الأحاديث الاعلامية حول هذا الموضوع بالقول "نسمع كلاما في الهواء واللقاء له تحضيراته".
ورداً على سؤال عن وضع البعض لشروط وضمانات للموافقة على التجديد لرئيس المجلس النيابي نبيه بريب، قال رعد "اذا كان هذا الأمر صحيحا يتبين منه ان وراء الأكمة ما وراءها، على اي حال بري هو مرشح طبيعي لرئاسة المجلس، واعتقد ان بامكانهم ان يجربوا خيارات أخرى".
وأكد رعد أنّ مواقف رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط ايجابية ومنفتحة على ايجاد طريقة تعالج نقاط التباين الموجودة بين الموالاة والمعارضة في اداء السلطة، لافتاً إلى أنّ المعارضة تتلقى هذه الايجابية بايجابية مقابلة "وقطعنا شوطا في التحضير لخطوات اخرى تعزز ذلك من هذا الانفتاح وهذه الايجابية، وقد فتح الكثير من الطرقات امام لقاء السيد حسن نصرالله مع جنبلاط قبل الانتخابات ولاتزال هذه الأمور مفتوحة".
وأعرب رعد عن شعوره بان "ليست هناك لغة واحدة داخل الموالاة، نشعر بوجود لغة ايجابية عند جنبلاط من جهة، ولغة تهشيمية من جهة أخرى"، مستغرباً كيف يلتقي منطق معراب مع منطق قريطم في هذه اللحظة.
وخلال حفل استقبال المهنئين بإعادة انتخابه نائبا ، تمنى رعدأن تكون المرحلة المقبلة مرحلة تعاون وعودة الى معادلة التناغم بين المقاومة ومشروع بناء الدولة، وهي معادلة أرسيت على مدى 15 عاما، وأمل أن تكون الغيمة العابرة التي مرت قد انتهت «ونعود جميعاً الى تحمل مسؤولياتنا في حفظ وحماية مصالح اللبنانيين وحقوقهم والانتباه الى المتطلبات والأعباء التي تستلزمها مسيرة النهوض والإعمار وتعويض ما رتبته الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان».
النائب رعد قال ما دام السقف الوطني محسوماً، وأن أحدا تأكد له أنه لا يستطيع أن يلغي الآخرين وان ما ما حصل في الجنوب أو في بعبدا والبقاع هو تعبير عن إجماع وطني واستفتاء عارم هو أعلى من مستوى الانتخابات التنافسية، أصبح واضحا أن المطلوب أن نستكمل الحوار بجدية ومسؤولية لنحفظ كل اللبنانيين على اختلاف طوائفهم ومناطقهم ولنحمي خيارهم الممانع الذي يريد العدو أن يسقطه من أجل أن يفرض هيمنته وسيطرته.
وتابع: بوجود المقاومة وإرادة اللبنانيين الحاضنة لخيار المقاومة سوف تذهب أوهام العدو هباء منثوراً إن شاء الله، وسنعتز كلبنانيين جميعاً بما أنجزته إرادتنا الممانعة والمقاومة الرافضة للهيمنة وللسيطرة على مقدرات البلد.
وختم: نحن اللبنانيين نستطيع أن نبني بلدنا إذا ما فتحنا قلوبنا على بعضنا البعض واذا ما تشابكت أيدينا بعضنا مع بعض، وعرف كل منا حده فوقف عنده ولن يبالغ في أحلامه وأوهامه ولا حتى في هواجسه وكوابيسه.
واعتبر النائب المنتخب علي فياض، في الطيبة، أن «معادلة الأكثرية والأقلية مهما تكن طبيعتها إنما تنتج تغييرات محدودة في الواقع السياسي اللبناني لأن التوازنات السياسية والشعبية والطائفية في لبنان هي أكثر تأثيرا من التوازنات النيابية»، ودعا الجميع الى أخذ هذه الحقيقة في حساباتهم السياسية وعدم تجاوزها «ولهذا فإنه لا أحد يستطيع أن يأخذ الدولة الى حيث يريد لأن الدولة هي دولة الجميع وان كل محاولة الى أخذ البلد الى مشروع فئوي لا يلحظ الخصوصية اللبنانية انما يمثل الوضعية الأسرع لتوليد الانقسام وتهديد الاستقرار. ولدينا في السنوات الأربع الماضية تجربة يجب أن يستفيد منها اللبنانيون جيدا ويستخلصوا نتائجها».
ودعا الى التعاطي بروحية ايجابية تسعى الى تجاوز الانقسام ومعالجة الأزمة وإعادة ضبط الخلافات وحصرها داخل المؤسسات وإطلاق عجلة مؤسسات الدولة وتحصين الساحة «في وجه المخاطر المتصاعدة التي تمثلها حكومة نتنياهو ـ ليبرمان وفي وجه الآثار السلبية المحتملة التي قد تلحق بلبنان من جراء إعادة تحريك التسوية في المنطقة على قاعدة إسقاط مبدأ حق العودة للشعب الفلسطيني».
وختم: ان كل بادرة حسن نوايا سيقابلها «حزب الله» باستعداد إيجابي للحوارعلى الموقعين