هي ليست المرة الاولى التي يثبت فيها ابناء بعلبك الهرمل حضورهم وانحيازهم، لخط المقاومة اذ ان هذه المنطقة التي خسرت كل شيء ولم تحصل على شيء، وادركت الحصار الذي يمارسه اهل السلطة عليه من اجل خيارها فشعروا بالتحدي لذا نزلوا بكل قوة الى صناديق الاقتراع ليؤدوا ما يعتبرونه واجبا دون حاجة الى محفزات، ولكنهم ارادوا بموقفهم هذا ان يثبتوا أن للمقاومة وخطها جمهورا عريضا يمكنه أن يعبر عن تأييدها والوقوف الى جانبها بالوسائل الديمقراطية وبحرية مطلقة.
دائرة بعلبك الهرمل المخصص لها عشرة مقاعد نيابية، عدد الناخبين فيها للعام 2009 مئتان وخمسة وخمسون الفا وستمئة وسبعة وثلاثون ناخبا تمكن من الاقتراع مئة وستة وعشرون الفا وثمانية وثلاثون مقترعا، أي ما نسبته 49% حيث اسقطت اسماء اثني عشر الف ناخب من لوائح الشطب كانوا قد اقترعوا في الدورات السابقة، كما حجزت او منعت اكثر من ثلاثة الاف بطاقة هوية في حين دفعت اموال طائلة لرشو الناخبين من ابناء المنطقة الذين جهلوا انهم لا يباعون ولا يشرون، وكل ذلك ليس املا بالفوز في الانتخابات للائحة السلطة لان خيار الناس كان واضحاً ومحسوما. بل بهدف واحد هو محاولة اختراق هذا الجمهور العريض الذي أكد في يوم الانتخاب أن ولاءه لا يباع ولا يشترى.
بالتاكيد فازت لائحة بعلبك الهرمل التي شكلها حزب الله بالمقاعد العشرة وبفوارق خيالية وجاءت النتائج على الشكل التالي:
الفائزون الشيعة الستة:
علي المقداد 108455 صوتا
نوار الساحلي 108266 صوتا
حسين الحاج حسن 108062 صوتا
غازي زعيتر 107212 صوتا
حسين الموسوي 104707 اصوات
عاصم قانصوه 102425 صوتا
الخاسر الاول : فادي يونس 14755 صوتا
الفائزان عن المقاعد السنية :
كامل الرفاعي 108678 صوتا
الوليد سكرية 108222 صوتا
الخاسر الاول : فضل الله صلح 13427 صوتا
الفائز عن الروم الكاثوليك : مروان فارس 107974 صوتا
الخاسر الاول : خليل روفايل 13812 صوتا
الفائز عن الموارنة : اميل رحمة 109060 صوتا
الخاسر الاول : شوقي الفخري : 13768 صوتا
الماكينة الانتخابية
مسؤول الماكينة الانتخابية لحزب الله في البقاع حسين النمر اعتبر في حديث لـ"الانتقاد" ان "النتائج كانت بالنسبة لنا محسومة لمصلحة لائحة بعلبك الهرمل وما النسبة العالية للاصوات الا دليل على استجابة جمهور المقاومة لدعوة الامين العام لحزب الله في الاستفتاء على المقاومة فقالوا كلمتهم دون وجل، ولم نكن نعتبر ان هناك لوائح منافسة اذ ان وجود لائحة انماء بعلبك الهرمل كان محاولة لتحجيم الاقتراع للمقاومة فجاءت النتيجة صارخة لمصلحة المقاومة، وقد اقترع من الشيعة 57% ومن السنة 25% ومن المسيحيين 16،5%".
وقال: "هناك اكثر من عشرة الاف لم ينتخبوا وكنا قد ادرجنا 13500 اسم ووافقت عليهم دوائر النفوس ولم ينزل على لوائح الشطب سوى 3500 ناخب ولم يدرج عشرة الاف"، لافتاً الى انه "كان هناك مشكلة حقيقية في لوائح الشطب وقد فعل التجييش المذهبي فعله حيث ان الثقل السني في عرسال لم ينتخب منه سوى 5200 مقترع حصلت منها لائحة بعلبك الهرمل على 300 صوت، علماً انه في الانتخابات السابقة انتخب من عرسال اكثر من عشرة الاف مقترع وهذا يؤكد ما قاله الوزير ايلي سكاف ومراقبون عن عملية نقل نفوس من هذه المنطقة الى زحلة".
وأكد النمر أنه "امام هذا الوفاء من اهلنا فان كتلة الوفاء للمقاومة لن تتخلى عن مسؤولياتها، وهذا ما وعدت به الناس قبل النيابة وخلالها، فضلا عن ان حزب المقاومة هو حزب هؤلاء الشرفاء ولن يتخلى عن واجباته في خدمتهم".
النائب المقداد
عضو كتلة الوفاء للمقاومة الفائز في انتخابات 2009 في بعلبك الهرمل النائب الدكتور علي المقداد بارك لقيادة حزب الله وللمعارضة بالنصر الكبير الذي حققته لائحة بعلبك الهرمل، وقال المقداد في حديث لـ"الانتقاد" في منزله في بلدة مقنة: "نحن نعتبر هذا نصرا كبيرا لاننا خضنا معركة تنافسية مع العدو الصهيوني والادارة الامريكية في بعلبك الهرمل، وهي لم تكن معركة انتخابية على صعيد المنطقة كون اللائحة المنافسة معروف ماذا تمثل ونتيجة للفوارق وكنا نعرف حتى بالارقام ومسبقا مدى الثقل لكل لائحة من هاتين اللائحتين، وبالنتيجة كانت المعركة مع الصهاينة لانه كان الرهان قبل الانتخابات وخصوصا بعد حرب تموز ان الذي هدم بيته والذي جرح والذي فقد عزيزا والذي خسر في أي مجال من المجالات الاقتصادية والاجتماعية ان يحجب صوته عن المقاومة، وكان الرهان ان يضعف جمهور المقاومة امام هذه الحملة وامام هذه الحرب وامام هذه الجريمة الكبرى، وان يتخلى البعض عن ثقافة المقاومة او عن دعم المقاومة، ولكن ومن خلال احتكاكنا بهذا الجمهور ولقاءاتنا معه كنا متأكدين من ان النتيجة ستكون على ما كانت عليه لمعرفتنا بجمهور المقاومة وبناسنا وبأهلنا الذين كنا نسمع منهم قبل الانتخابات ان الذي دفع من دمه وماله وارزاقه فداء للمقاومة لن يبخل باعطائها صوته، لانه يعرف ان مشروع المقاومة مشروع وطني وهو المشروع الذي سيحفظه في المستقبل، وحفظ المقاومة كان هم الناس الاساسي".
وعن مغزى الرسالة التي ارادها الناس من التصويت؟ قال المقداد: "حرب تموز وكل الذي جرى وهذه الانتخابات والحرب النفسية والاقتصادية كان هدفها القضاء على جمهور المقاومة كما القضاء على سلاحها، وبالتالي كان همّ هؤلاء الشرفاء حفظ المقاومة اليوم وفي المستقبل، لذا لم تستطع ملايين الدولارات التي دفعت من السفارات الاميركية والغربية ولا مئات الناشطين ان ينقصوا ولو العدد اليسير من جمهور المقاومة، بل كانت رسالة هذا الجمهور ومن خلال صناديق الاقتراع اننا نحفظ المقاومة بعيوننا واصواتنا، وان هذا الجمهور هو اليوم اكثر واقوى من أي يوم مضى". اضاف: "طبعا هذا ليس حبا فقط بالمقاومة بل هذه هي استراتيجية هذا الشعب الذي وعى الحملة على المقاومة واهدافها لذا اراد ان يحبط المؤامرة".
بناء على ذلك كيف سيكون الوفاء لهذا الجمهور الوفي؟
يجيب الدكتور المقداد: "نحن في السنوات الاربع الماضية وفي ظل هذه الحكومة التي ظلمت لبنان وليس البقاع فقط وامعنت ظلما واجحافا خصوصا في بعلبك الهرمل ولو رجعنا الى 1992 وحتى اليوم وفي ظل كل الحكومات المتعاقبة كان النصيب الاكبر من الحرمان لهذه المنطقة، وهذا طبعا له اهداف والمقصود منه عدم اعطاء اهلنا في بعلبك الهرمل حقوقهم، واذا استعرضنا الاسباب نفهم لماذا تعاقب هذه المنطقة، ففي الدرجة الاولى ان تكون مقاوماً يعني ان تحرم من كل حقوقك وثانيا ان تكون مقاوماً فيجب ان لا تنال أي شيء من الاستثمارات الاجنبية والعربية في بعلبك الهرمل يعني اعطاء صورة عن المنطقة انها منطقة طفار ومطلوبين، لكي لا ياتي أي مستثمر حتى من بيروت ويخيفون الناس من هذه المنطقة ليحجم المستثمرون عن اقامة اية مشاريع، وهي سياسة اتبعت لان هذه المنطقة هي منطقة مقاومة وهي تعاقب ليس فقط لانها خزان المقاومة بل لانها مولد لاجيال جديدة مقاومة، وهذا يخوف الامريكي والاسرائيلي من هذه المنطقة ولذلك يطلب حرمان ومعاقبة المنطقة عبر ادواته في البلد، وللاسف هي السلطة التي حكمت طيلة هذه الفترة لذا فالفريق الحاكم هو من يتحمل مسؤولية هذا الحرمان، ولكن اليوم ستشكل حكومة نحن نقول من الان وقبل تشكيلها ان كنا فيها او لم نكن وان كان لدينا الثلث الضامن او لم يكن نقول ان الايام الماضية قد ولت واي حكومة ستكون في السلطة يجب ان تعطي اهلنا حقهم، ولو سناخذه بالقوة، ان ناسنا الاوفياء الذين دافعوا والذين وقفوا والذين جاعوا وعطشوا وما يزالون والذين قصفوا في تموز لحد الان لم تعط حقوقهم هناك كلام اخر مع الحكومة الجديدة بغض النظر ان كنا فيها او لم نكن، وسنعتبر أي حكومة ولو كنا فيها اذا لم تعطنا مطالبنا هي حكومة عدوة لنا، وكل حكومة تعادي شعبنا ولا تعطيه حقوقه هي عدوة لنا ومن يعادي شعبنا نعاديه وسنكون شرسين في المطالبة بحقوق اهلنا ونسأل الله ان نكون على قدر الثقة التي اعطونا اياها، ونحن لن نفي اهلنا ولو جزءا بسيطا من وفائهم مهما عملنا".
وعد سماحة السيد حل مشكلة مذكرات التوقيف اذا فازت المعارضة بالاكثرية ولم يحصل ان حصلتم على الاكثرية، ما هو مصير هذا الملف؟
يقول المقداد: "نحن وبتوجيهات سماحته وفي أي موقع كنا سنعمل على تشكيل لجنة من قضاة ومحامين ونواب وكل من يعمل في هذا الحقل لتحديد انواع الملفات والمذكرات الموجودة وكثير من هذه المذكرات هي جنح قد تحل بضبط مخالفة، وسنعمل على التفريق بين الجنح والجرائم والجنايات"، ويضيف: "يجب ان تشكل هذه اللجنة مباشرة بعد تشكيل الحكومة ونعمل مع كل انسان شريف ومخلص لهذا البلد لانه اذا خدمت منطقة بعلبك الهرمل فانت تخدم لبنان كله، وهذا الامر تتحمل مسؤوليته الدولة التي لم تعالج اصل المشكلة، وحين ستحدد اللجنة انواع المذكرات التي بالغالب هي جنح ستكون النتيجة مغايرة وليس لدينا مجرمون بالمطلق، وما هو موجود في منطقتنا موجود في كل المناطق وبنفس النسب، ولعلها اقل ولكن هناك اسباب وراء الجريمة لنعالج تلك الاسباب التي دفعت لحصولها فالدولة مسؤولة ونحن مسؤولون للوصول الى حل جذري لمشكلة هؤلاء الناس".