المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

السفير تنشر وقائع من ثلاث ساعات من لقاء السيد نصر الله والنائب جنبلاط

صحيفة السفير

استمر اللقاء بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، نحو ثلاث ساعات، وحرصا على أن يكون ثنائيا، وتميز في بدايته بمجاملات، جاءت استكمالا للعناق والقبلات، وخاصة ما يتعلق بصحة «السيد»، ودخلا مباشرة في جولة مراجعة شاملة ومعمقة، لكل المرحلة الممتدة من العام 2005، وصولا الى يومنا هذا، على الصعد الداخلية والاقليمية والدولية، وتخللها عتاب من هنا وهناك.


وعلم ان هذه الجولة انطلقت من سؤال كبير حول أسباب تدهور العلاقة بين «السيد» وجنبلاط وبالتالي بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي، علما أنها كانت علاقة مميزة بإيجابيتها لسنوات طويلة، وعلى المستويات كافة، خصوصا في الفترة السابقة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في شباط ألفين وخمسة.


شملت المراجعة، ظروف التمديد للرئيس إميل لحود، محاولة اغتيال مروان حمادة، اغتيال رفيق الحريري، خطاب 8 آذار 2005 في ساحة رياض الصلح، خطاب 14 آذار في ساحة الشهداء، انسحاب الجيش السوري من لبنان، «مرحلة التحالف الرباعي»، الانتخابات النيابية ألفين وخمسة، تشكيل الحكومة الجديدة، الاغتيالات والحوادث الأمنية، المحكمة الدولية وظروف ولادتها، التوصيفات السلبية من جانب جنبلاط ولا سيما منها «سلاح الغدر»، اعتكاف الوزراء الشيعة في نهاية 2005، سقوط اتفاق الرياض، إغلاق مجلس النواب، انطلاق مؤتمر الحوار، اندلاع «حرب تموز» وما رافقها من مواقف، لقاء البريستول غداة الحرب مباشرة والدعوة إلى تسليم سلاح حزب الله.


شملت المراجعة، الحدة التي وسمت الخطاب السياسي، بعد اعتصام ساحة الشهداء، والتي ارتفعت بشكل عنيف جدا في 14 شباط 2008 (يوم تشييع الشهيد عماد مغنية)، مرورا بالقرارين الشهيرين حول إقالة قائد جهاز امن المطار العميد وفيق شقير وقرار الحكومة السابقة بإزالة شبكة اتصالات حزب الله، ومحطة السابع من أيار وحوادث الجبل وصولا الى كل ما أعقب اتفاق الدوحة... انتهاء بما صدر في مجلة «ديرشبيغل» الألمانية والموقف الذي صدر عن جنبلاط حوله، والذي كرر «السيد» تقديره له خلال اللقاء نفسه.


وبدا واضحا على مدار الساعات الثلاث، أن جنبلاط، اعتبر أن الاغتيالات التي طالت رموزا في 14 آذار «قد أعمت بصيرتنا»، فقد كنا نقتل يوميا وصرنا نختبئ في بيوتنا مثل الفئران، ولم يكن بيدنا أي سلاح للمواجهة سوى سلاح الاتهام السياسي. وعندما توقفت الاغتيالات، تغيرت الأمور.

في المقابل، كانت «حرب تموز» بمثابة الركيزة الاساسية والمفصلية التي استندت اليها مراجعة «السيد»، وهو قال أكثر من مرة إن هذه الحرب كانت تستهدف استئصال المقاومة من جذورها، وإنه كان مأمولا، بعدها، أن تحصل انعطافة في خطاب فريق الأكثرية، بعدما أهديت مع غيرها من اللبنانيين والعرب، النصر الذي حققته المقاومة، لكن حصل العكس.


وركز الطرفان على المحطات المفصلية، في محاولة لتبيان أين أخطأ هذا الطرف وأين أخطأ ذاك، و«كيف جرى تكبير بعض الأمور في الكثير من الأوقات»، والاهم أن هذا التقييم المشترك انتهى إلى شبه خلاصات مشتركة حول «الآفاق المحلية والاقليمية»، مع تأكيد الطرفين على ضرورة استمرار التواصل بينهما وعلى مستويات مختلفة، مع ترك الباب مفتوحا أمام تفعيل قنوات الاتصال السابقة بينهما، المتمثلة بالنائب أكرم شهيب ومسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا، إلى جانب فتح الباب أيضا، وهنا الأساس، على لقاءات «منتظمة» تعقد بين السيد نصر الله والنائب جنبلاط.


ولمس الجانبان، خلال النقاش، توجها حقيقيا لدى كليهما واقتناعا بضرورة إزالة أسباب التأزيم، وإنهاء ذيول ما سبق، على طريق «تعزيز التعاون والتنسيق للوصول إلى مصالحة وطنية كبرى، في مواجهة العواصف التي يمكن أن تهب على المنطقة بأسرها».


وتناول النقاش المستجدات الدولية: الإدارة الأميركية الجديدة، مخاطر وصول اليمين الإسرائيلي المتطرف إلى السلطة على القضية الفلسطينية والمنطقة، خطاب نتنياهو، ومنه مباشرة انتقل جنبلاط إلى الاستفسار عن الوضع في إيران، فقدم «السيد» شرحا مستفيضا حيال الواقع السياسي والانتخابي في الجمهورية الإسلامية.

وناقش السيد نصر الله وجنبلاط محطة الانتخابات النيابية بمجرياتها كافة، وخاصة على صعيد الخطاب السياسي والاعلامي، إلا أنهما لم يقاربا موضوع الحكومة المقبلة في انتظار ما يمكن أن يصدر عن رئيس الحكومة المكلف، وتحديدا النائب سعد الحريري، كونه المفوض من 14 آذار بملف الحكومة.


وجدد جنبلاط دعمه غير المشروط لانتخاب الرئيس نبيه بري لولاية جديدة على رأس المجلس النيابي، على أن يصدر حزب الله بيانا رسميا الاثنين على الأرجح، يعلن فيه ترشيحه رسميا للرئيس بري.


20-حزيران-2009
استبيان