المحرر المحلي + صحيفة "السفير"
تحدثت صحيفة "السفير" في عددها الصادر اليوم عن بعض وقائع اللقاءات الاخيرة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مع زواره اواخر الاسبوع الماضي ، ومما جاء فيها :
في إطار مراجعة مرحلة الانتخابات النيابية وقراءة نتائجها وصولا الى استشراف آفاق المرحلة المقبلة باستحقاقاتها الدستورية والسياسية، التقى الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله قيادتي الحزب القومي وحزب الطاشناق بعد لقاء مطول مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، مساء يوم الجمعة الفائت، ومن المتوقع ان تستمر لقاءاته مع قوى وشخصيات أخرى في المعارضة خلال الايام المقبلة.
وعلمت «السفير» انه تم التركيز في معرض تقييم الملف الانتخابي على دور العوامل الخارجية في التأثير على النتائج، ولا سيما لجهة الامكانات الضخمة التي وفرتها بعض الدول، كما تم التوقف عند الثغرات في الاداء الانتخابي للمعارضة من أجل استخلاص العبر، وكان هناك توافق على ان نتيجة الانتخابات «لا تعني بالضرورة ان المعارضة قد هُزمت، لانها استطاعت ان تحافظ على حجمها النيابي السابق برغم كل المعطيات التي اجتمعت ضدها».
وتوافق نصر الله مع زواره على وجوب ان تعيد المعارضة صياغة اوضاعها في اتجاه الاستفادة من ثغرات المرحلة الماضية والاستعداد للاستحقاقات الآتية، وتم التداول مع أكثر من وفد حزبي في إمكان إيجاد إطار تنظيمي جامع للمعارضة، يحتضن جسمها ويجعله أكثر فعالية، ومن بين الصيغ التي طرحت للنقاش في هذا المجال تحويل المعارضة الى جبهة سياسية عريضة على اساس رؤية سياسية واقتصادية واجتماعية واحدة.
وبعد قراءة تجربة الحكومة الحالية، اتفق نصر الله مع زواره على أهمية وضرورة المشاركة الفاعلة في الحكومة المقبلة، من دون تحديد الصيغة النهائية لهذه المشاركة في انتظار ما سيطرحه الرئيس المكلف بعد تسميته، ولكن ذلك لم يمنع الوصول الى استنتاج مفاده ان الثلث الضامن اثبت جدواه، ولولاه لكانت مشاركة المعارضة في الحكومة الراهنة مجرد إنشاء عربي، ولكانت الموالاة قد تمكنت على سبيل المثال لا الحصر، من تمرير الموازنة والمجلس الدستوري والتعيينات الادارية على هواها ووفق مصالحها. وجرى التأكيد ان المعارضة يجب ان تتمثل في الحكومة الجديدة بما يتلاءم مع حجمها.
وقال الوزير علي قانصو لـ«السفير» انه جرى خلال الاجتماع بين قيادة «القومي» والسيد نصر الله البحث في تجربة الانتخابات النيابية من كل جوانبها وفي كيفية التأسيس لدور أفعل للمعارضة في المرحلة المقبلة لمواجهة التحديات المرتقبة، وخصوصا ان الافق لا يشي بان هناك حلولا للمنطقة او للبنان، بل ان الخطاب الاخير لنتنياهو يجعل الخطر الاسرائيلي داهما وليس مؤجلا، ومن غير المستبعد ان تنفذ اسرائيل مغامرة عسكرية جديدة ضد لبنان.
وقال الامين العام لحزب الطاشناق هوفيك مختاريان لـ«السفير» ان الاجتماع مع نصر الله كان ممتازا وتم خلاله «البحث في نتائج الانتخابات والدروس المستخلصة منـــها والاستـــعداد للتعامل مع الاستحقاقات الدستورية والسياسية المقبلة، كما تـــداولنا في إمكـــان تنظيم وضع المعارضة وهذا موضوع يحتاج الى المزيد من التشاور».
وأكــد مختاريان ضـــرورة تشكيل حكومة وحــدة وطنية تضم كل الاطراف السياسية، إلا إذا طرح الفريق الآخر شروطا تعجيزية لاستبعاد المعارضة عنها، ورأى انه إذا أراد النائب سعد الحريري ان ينجح عليه ان يشكل حكومة يتمثل فيها الجميع بمعزل عن نتائج الانتخابات، وحتى لو تطلب الامر تمثيل قوى أو شخصيات لم تنجح في الانتخابات.