كلام الرئيس جورج بوش جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم النائب سعد الحريري في البيت الابيض على مدى خمسين دقيقة في حضور نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ومستشار الامن القومي في البيت الابيض ستيفن هادلي ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري وسفير لبنان في واشنطن انطوان شديد.
بعد انتهاء الاجتماع تحدث الرئيس بوش والنائب الحريري الى الصحافيين في المكتب البيضاوي، وقد استهل الكلام الرئيس بوش مخاطبا النائب الحريري بالقول: "لقد كان من دواعي سروري ان استقبل السيد سعد الحريري في المكتب البيضاوي اليوم، وهو زعيم الغالبية النيابية في البرلمان اللبناني ،وقد قلت لهذا القائد العظيم ان الولايات المتحدة تدعم بقوة نجاح الديموقراطية في لبنان، واننا نحترم بلدكم ونتفهم العراقيل التي تواجهه. لقد تأثرت كثيرا بالطريقة التي تعاملت بها الحكومة ،والرئيس فؤاد السنيورة مع المتطرفين. كما انني متأثر على التصميم بان تمسك القوى الامنية اللبنانية بزمام الامن في لبنان. وقد ترك هذا الامر اثرا عميقا لدي مما دفعني لان اطلب من الادميرال فيلون التوجه الى لبنان من اجل تقييم كيف يمكننا ان نقدم مزيدا من الدعم للحكومة وللقوى الامنية لتامين الحماية من العناصر الراديكالية التي تنوي استخدام العنف والارهاب لانجاز اهدافها. كما تحدثنا عن الانتخابات الرئاسية المقبلة، وانا بغاية القلق ازاء التدخل الخارجي في هذه الانتخابات. ان الرسائل وصلت الى دول مثل سوريا، بانه يجب ان توقف تدخلها في الانتخابات الرئاسية. لقد تحدث المجتمع الدولي، ونحن نتوقع ان تحترم سوريا هذه المطالب. لقد عانى سعد الحريري مأساة كبيرة عندما اغتيل والده في لبنان، ونتيجة لهذه الجريمة التي ارتكبت بدم بارد طالب المجتمع الدولي بالمحاسبة، والمحكمة تأخذ وقتا طويلا لتبدأ عملها. على المجتمع الدولي ان يعمل بسرعة اكبر لانشاء هذه المحكمة من اجل محاسبة مثل هؤلاء الاشخاص. وستبعث هذه المحكمة رسالة واضحة بانه سيكون هناك عدالة ليس فقط لجريمة والده بل ايضا للجرائم الاخرى التي تحدث في شوارع بيروت. انني معجب بشجاعتك، انه وقت صعب، وانني اثمن مدى الاهتمام الذي توليه للشعب اللبناني واننا مستعدون للعمل بجهد من اجل السلام والديموقراطية والحرية. وانني اكرر ما قلته لك بان الولايات المتحدة لا تنظر باعجاب فقط بل تريد المساعدة بقدر الامكان اهلا بك مجددا في المكتب البيضاوي".
كلام النائب الحريري
ثم تحدث النائب الحريري فقال: "أود ان اشكرك فخامة الرئيس للدعم، وتحديدا الدعم السياسي الذي تقدمه للبنان وللمحكمة الدولية ولمساعدة القوى الامنية على محاربة هؤلاء الارهابيين في لبنان. لدينا في لبنان انتخابات رئاسية دستورية مهمة جدا ونحن لا نريد أي تدخل اجنبي في هذه الانتخابات. لقد اغتيل عدد من النواب في البرلمان اللبناني .وقد ابلغت الرئيس بوش بان هذا العمل ينفذه ارهابيون يريدون انهاء الديموقراطية في بلدنا. نحن سنبقى مصممين ومركزين على نظامنا الديموقراطي ولن ندع هؤلاء الذين يريدون تدمير الديموقراطية من تحقيق اهدافهم. لقد دفعنا دماء غالية منذ استشهاد والدي وحتى استشهاد النائب انطوان غانم اخيرا وما زلنا عازمين على دفع الثمن من اجل الحفاظ على ديموقراطيتا وسوف نحافظ على هذه الديموقراطية في لبنان".
تشيني - الحريري
بعدها التقى النائب الحريري ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني في البيت الابيض في حضور السفير شديد ،وتم استكمال بحث المواضيع والمسائل التي اثيرت خلال اللقاء مع الرئيس بوش وكبار المسؤولين في البيت الابيض.
رايس- الحريري
وكان النائب الحريري استهل لقاءاته اليوم باجتماع عقده صباحا مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في مكتبها في وزارة الخارجية، وبحث معها على مدى ساعة تطورات الأوضاع اللبنانية. وفي مستهل اللقاء تحدثت رايس موجهة كلامها للنائب الحريري فقالت: نحن نقدر الجهود التي تبذلها لترسيخ الديمقراطية والسيادة في لبنان. وأنا أدرك أن لبنان مر بأوقات صعبة، وأن العديد من الأطراف يحاولون تخويف لبنان. لكن المجتمع الدولي والولايات المتحدة لن يسمحوا بذلك.
ورد النائب الحريري شاكرا الوزيرة رايس على "دعم بلادها للجيش والشعب اللبناني، لكن المعاناة التي حدثت من جراء اغتيال العديد من أعضاء مجلس النواب اللبناني كانت كبيرة. وأود مناقشة هذا الموضوع معك".
وردت وزيرة الخارجية الأميركية بالقول: "إنني أود أن أبحث هذا الموضوع معك والطريقة التي يمكننا من خلالها التأكد من الإسراع في انطلاق عمل المحكمة الدولية، وانتخاب رئيس الجمهورية ضمن المهلة الدستورية من دون أي تدخل أجنبي".
سئلت رايس: هل سيدعى لبنان إلى المؤتمر الدولي؟ اجابت: "من الطبيعي أن يكون هذا المؤتمر لأعضاء لجنة المتابعة في الجامعة العربية. لم نقم بتوزيع أي دعوات حتى الآن للمؤتمر الدولي، ولكنني أعتقد أن لبنان هو عضو في لجنة المتابعة".
سئلت رايس: ما مدى أهمية أن يلتزم رئيس الجمهورية الجديد بالقرارات 1559 و1701؟ اجابت رايس: "إذا كان لبنان بلد يحترم القانون، فإنني أعتقد أن أي حكومة لبنانية ستلتزم قرارات مجلس الأمن الدولي والذي لبنان هو عضو فيه".
ولدى مغادرته وزارة الخارجية، تحدث النائب الحريري إلى الصحافيين، فقال: "تركز البحث على أربع نقاط. أولاً شكر الولايات المتحدة على دعمها للبنان والدولة اللبنانية والجيش اللبناني. ثانيا، طالبت بإسراع الإجراءات بموضوع المحكمة الدولية لوقف الاغتيالات في لبنان وآخرها اغتيال الصديق الشهيد انطوان غانم".
واضاف: "لا شك أن اغتيال النائب غانم يشكِّل ضغطاً على اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية لانتخاب رئيس جمهورية في لبنان. لقد طالبنا بالضغط على أي دولة تحاول إيقاف هذه الانتخابات ومساعدة لبنان على إجراء الانتخابات في موعدها الدستوري. وطلبنا أن يكون خيارنا كلبنانيين هو الخيار الوحيد لانتخاب رئيس جمهورية ومنع دول أخرى من الضغط على لبنان بالنسبة للانتخابات الرئاسية. كما تحدثنا عن المؤتمر الدولي المقرر عقده ودور لبنان فيه، إضافة إلى الدعم المكثف للدولة اللبنانية لتكون دولة قوية بكافة قواها الأمنية".
سئل: هل بحثتم موضوع مزارع شبعا وسلاح المقاومة؟ اجاب: "بحثنا موضوع مزارع شبعا الذي هو موضوع بحث دائم. كما بحثنا في موضوع اللاجئين في مخيم نهر البارد لأنه يجب إيجاد حل للاجئين في لبنان ككل، وهذا الموضوع تم بحثه بجدية وخاصة إذا كان بالإمكان بحثه في المؤتمر الدولي".
سئل: هل تم التقدم بطلبات محددة من الحكومة الأميركية لمساعدة لبنان للخروج من هذه المرحلة الانتقالية الصعبة بالنسبة للتدخل الدولي للأمم المتحدة والولايات المتحدة لمنع الاغتيالات ولحماية العملية الدستوري من التدخلات الخارجية؟ اجاب الحريري: "بالنسبة لي، من الواضح من هو الذي يغتال ومن يحاول إيقاف الانتخابات الرئاسية. لقد طلبنا من الأميركيين الضغط على سوريا لوقف اغتيالات النواب اللبنانيين ومنعها من الضغط على لبنان في موضوع الانتخابات الرئاسية ونأمل أن يتم هذا العمل بأسرع وقت ممكن".