ففي مؤتمر صحافي في وزارة السياحة عن الغاء حفلات جاد المالح ادلى كل من وزراء السياحة ايلي ماروني والاعلام طارق متري والثقافة تمام سلام في حضور رئيسة لجنة مهرجانات بيت الدين نورا جنبلاط بدلوهم حول موقفهم من هذا الفنان مكيلين الانتقادات لقناة المنار في قالب من الحرص على الوطن للمسار الاعلامي الذي اثارته قناة المنار وادى كنتيجة لعدول المالح عن المشاركة في مهرجانات بيت الدين.
رئيسة لجنة مهرجانات بيت الدين اكدت ان اللجنة ليست لجنة او اداة سياسية. معربة عن تفاجؤها بما وصفتها الحملة الاعلامية المركزة التي صورت لجنة مهرجانات بيت الدين وكأنها مركز لتهريب وتسريب الذين ينالون من سيادة البلد او انتمائه العربي مؤكدة ان هذا امر غير صحيح على الاطلاق. فلا اللجنة تقوم بمثل هذا الدور ولا الجهات الرسمية تمنح تأشيرات دخول الى لبنان لمثل هؤلاء.
وفي لهجة الاسف على البطاقات التي الغيت قالت جنبلاط "لقد ادت هذه الحملة الى دفع الفنان جاد المالح الى الغاء حفلاته الثلاث بعد ان نفدت كل البطاقات وبلغ عددها 12.000 واضافت ان الذين كانوا سيحضرون هذه الحفلات هم لبنانيون اقحاح ينتمون الى كل الطوائف والمناطق. واذا كنا لا نلوم الفنان المالح على موقفه بعد مسلسل التشهير الذي تعرض له وحاول النيل من لجنة مهرجانات بيت الدين فإننا نؤكد اننا لن نتراجع عن القيام بدورنا في اطار تأكيد التزامنا وتمسكنا بالحريات والتنوع في لبنان ولن ينال منا تشكيك او تهويل او اتهام من هنا او هناك.
الوزير ماروني اعتبر الحملة ضد المالح ضربا للسياحة في لبنان مضيفا إن عدو السياحة الاول هو اسرائيل. وبالتالي كل مرة نضرب السياحة في لبنان نكون كمن يعطي هدية لاسرائيل. وعندما نضرب حرية الابداع والفن والعطاء وثقافة الحياة نكون كمن يقدم هدايا الى إسرائيل. وقال باسمي كوزير للسياحة اي كدولة لبنانية نقول للفنان جاد المالح اهلا وسهلا به في لبنان وإذا تعذر عليه المجيء الى لبنان لأسباب عديدة فنتمنى عليه إجراء عملية نقل وبث مباشر من حيث هو الى ساحة بيت الدين. ليبقى الفن اللبناني بعيدا عن التسييس والصراعات الحزبية الضيقة. مع التأكيد انه يجب عدم إعطاء هوية لاسرائيل التي همها الاول ضرب السياحة في لبنان. ومن هاجم هذا العمل الابداعي أعطى هدية لاسرائيل.
واعتبر ماروني انه لا يمكن منع اي شخص زار اسرائيل من المجيء الى لبنان وذلك رغم ان المنار لم تتحدث عن موضوع زيارته لاسرائيل من عدمها، مع ان موضوع الزيارة ايضا له موانع قانونية.
وألقى الوزير سلام كلمة دافع فيها عن حضور المالح واعتبر فيها ان "من غير الممكن أن تتسامح وتتساهل مع خبر او معلومة وردت على صفحة او موقع الكتروني من اي جهة لا نعرف. وكيف تم تركيبها كما قال. واضاف :نعم دينه يهودي مثل كل الاديان الاخرى. وهويته مغربية ثم فرنسية. وكل اداء هذا الفنان لم يشر إلى انه حاول ان يستثمر طاقته وابداعه الفني في اتجاه سياسي. وان يكون في بلد أو آخر من وقت إلى آخر. فهو يأتي الى لبنان ويمتدح هذا البلد. ويدعو الجميع الى المجيء الى لبنان.
وانتقد الوزير سلام المنار وقال "كان الحري بقناة المنار التي تعتبر أنها على علاقة جيدة مع ادارة مهرجانات بيت الدين منذ سنوات أن تتصل وتستكشف الموضوع وتتواصل مع اللجنة كي تتفادى كل ما حصل".
الوزير متري الذي ابدى تفهما جزئيا للحملة معتبرا ان لها على الأرجح دوافع وطنية مشروعة اعتبر ان لها في الوقت نفسه نتائج مؤذية للبنان. مضيفا في اعتراف ضمني بمواقف المالح رغم محاولة التخفيف من معانيها، اننا في لبنان نقاطع الاسرائيليين وبصفة أولى من يخدم في الجيش الاسرائيلي أو في أي مؤسسة رسمية اسرائيلية لكننا لا نقاطع أيا كان مثقفا ام فنانا ام سياسيا ام رجل دين ايا كان انتماؤه الديني وايا كانت مواقفه السياسية حتى ان اختلفنا معه في مواقفه السياسية، ولقد قرأت بعض تصريحات جاد المالح وهي بالطبع لا تعجبني وأختلف معه اختلافا جذريا.