المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

وفد حزب الله واصل زياراته للمرجعيات الدينية الدرزية..الشيخ يزبك: لتأليف حكومة وحدة وطنية يشارك فيها لبنان كله


تابع الوفد العلمائي لحزب الله زيارته للمرجعيات الروحية الدرزية في إطار تكريس الانفتاح بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله، وزار اليوم برئاسة الوكيل الشرعي العام عضو شورى الحزب سماحة الشيخ محمد يزبك، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في دار الطائفة الدرزية في فردان، في حضور عدد من قضاة المذهب واعضاء المجلس المذهبي والمشايخ.
ورحب الشيخ حسن بالوفد سائلا "المولى سبحانه وتعالى أن تسهم الجهود في رأب الصدع وتضييق الهوة بين الأخوة ابتغاء لوجه الله في إطار نبل الغاية وسلامة القصد واستهداف الخير، واستجلاب النفع ونشدان السلام والسعي إلى العزة والأمان".
واضاف بعد اللقاء: "إن الوحدة الوطنية تبقى فوق كل اعتبار"، آملا أن تكون "صفحة الخلافات السابقة قد طويت إلى غير رجعة"، وداعيا إلى "فتح صفحة جديدة على قاعدة بناء الثقة والاحترام المتبادل بين الأطراف بما يضمن التنوع ويحميه".

وأكد شيخ العقل "أهمية رص الصفوف على المستوى الداخلي من أجل الوحدة الوطنية ولمواجهة التحديات الإقليمية والدولية الكبرى، وفي طليعتها التهديدات الإسرائيلية المتطرفة التي تسد كل منافذ التسوية في الشرق الأوسط وتقطع الطريق على المبادرات السلمية".
وأثنى على اللقاء الذي جمع الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله والنائب وليد جنبلاط معتبرا أنه "يأتي لتمهيد الطريق أمام مرحلة جديدة قوامها التعاون والصدقية والشفافية، مع ما سيتركه ذلك من آثار إيجابية على المستوى الوطني ككل".

وأضاف "ان المقاومة تولد في أفئدة الموحدين، وفي أي مجال كان في التصدي للاحتلال والغزاة والحفاظ على المقدسات. ونتمنى على المقاومة الإسلامية بما حققته من نصر وإنجاز عجزت أمم عن فعله، أن تكون مثالا يقتدى لنسج العلاقات المترابطة بين كل الدول الإسلامية".

وأمل الشيخ حسن "أن يدرك جميع الأطراف السياسيين دقة هذه المرحلة ويتعالى فوق الصراعات والتجاذبات الضيقة التي أدت إلى التوتر والتشنج في المرحلة الماضية"، داعيا الى تسهيل تأليف الحكومة الجديدة "بما يتيح استكمال المسار المؤسساتي الطبيعي بعد انتهاء الانتخابات النيابية". وتوقف عند الاجتماعات التي تعقد بين العديد من الأطراف الوطنيين المختلفين، فرأى "أنها تصب جميعا في إطار تكريس الوحدة الوطنية والاستقرار الداخلي"، مبديا أمله في "أن يغلب كل الأطراف المصلحة الوطنية العليا على حساب المصالح الفئوية والفردية لما في ذلك من خير للبنان".

الشيخ يزبك
من جهته قال الشيخ يزبك: "نحمد الله سبحانه الذي وفقنا بزيارة هذا البيت العامر بأهله الموحدين وأنعم علينا بلقاء سماحة شيخ العقل لنتبارك ولنتداول الاحاديث التي تهمنا جميعا، وفي الحديث الخاص كانت الرؤى موحدة وكان الهم هو هذا الوطن ووحدة أهله وشعبه، وكان تشديد على أن نعمل معا لتوحيد كلمتنا جميعا والانطلاق الى جميع أهلنا في لبنان على مختلف الطوائف والمذاهب للقاءات روحية وسياسية واجتماعية، إيمانا منا بأن هذا الوطن لا يكون عزيزا الا بالوحدة ولا تقوم الحرية الا بالتعاطف والتلاقي والمحبة، ولا يكون الامن والاستقرار الا عبر الدولة والمؤسسات، ولا تكون الحماية للوطن وسياجه إلا بشعبه ومقاومته وجيشه. نعمل من أجل هذه الوحدة ونتطلع اليوم مع كل لبناني الى الغد، الى تأليف حكومة وحدة وطنية يشارك فيها لبنان كله عبر أهله ومواطنيه، فالكل يكون في هذه الحكومة ولا استئثار ولا عزل لأحد، لأن الوطن لا يقوم إلا بالجميع".

اضاف: "لذلك جئنا الى هذه الدار المباركة بعد الزيارة المباركة لمشايخنا في الجبل الذين استقينا منهم الحديث الواحد، عليكم بالوحدة وعليكم ان تكونوا دعاة ومبادرين للوحدة، وكلنا متفقون على أن عدو لبنان هو عدو كل لبناني، والعدو هو اسرائيل، وعلينا أن نعمل من أجل تحصين هذا الوطن من هذا العدو، وأنتم تعلمون ان رئيس وزراء العدو يتدخل في شأننا اللبناني وفي تأليف هذه الحكومة، وكان الرد عليه من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، وقد عبر عن تطلعات اللبنانيين لجهة أنه تدخل في الشأن اللبناني، ولا يمكن للحكومة إلا أن تكون بكل مقومات هذا ومكوناته، ونحن جميعا نمثل المكون الحقيقي لهذا الوطن، لا اسرائيل، ولا غيرها من الذين يريدون العبث بهذا الوطن. نقول لكل العالم إننا في لبنان اليوم نتوجه الى وحدة وتماسك ليكون الوطن قويا ومتجذرا بأهله وعقائده وأرزه وسنديانه، بكل مقوماته، في مواجهة الألاعيب، ليبقى عاصيا على الآخرين، وقد أثبتنا أن لبنان بأهله وشعبه وجيشه ومقاومته، وان مقولة ان لبنان قوي بضعفه ولت الى غير رجعة".

وتابع: "نحن أقوياء بمحبتنا لبعضنا البعض وبتعاوننا. من هذه الدار ننطلق بهذه الروحية، ونعاهد أهلنا وشعبنا في لبنان على أن نبقى الحماة والمدافعين عن هذا الوطن لمواجهة اسرائيل وكل من تحدثه نفسه بأن يعبث بأمن هذا الوطن، ونسعى مع كل اللبنانيين الى مؤسسات ودولة قوية قادرة على حماية الوطن، ونأمل في القريب العاجل تأليف حكومة وحدة وطنية".

وردا على سؤال عن أداء الرئيس المكلف الحريري، قال الشيخ يزبك: "هذا الاداء فيه إيجابيات عالية، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقه في تأليف حكومة وحدة وطنية".

وسئل: هل تترجم الزيارة بلقاءات مع طوائف أخرى؟ أجاب: "إن شاء الله".

وعن مواقف النائب وليد جنبلاط، قال: "نرى أن هذه المواقف طيبة وجديرة بالاهتمام، ونلمس حرصه على وحدة لبنان ومكونات الوطن، ولذلك هذا اللقاء هو ترجمة للقاء الاستاذ وليد جنبلاط مع سماحة السيد حسن نصرالله، وان شاء الله يكون هذا الانفتاح على كل اللبنانيين".

وحول زيارة النائب جنبلاط لدمشق، قال: "الاستاذ وليد جنبلاط حدد أنه يزورها عندما تزال كل العقبات من الطريق، ونحن مع دمشق نتطلع جميعا الى مصلحة لبنان وسوريا، وبالاحترام المتبادل الآن تأخذ الامور مجراها وتعبد الطريق إن شاء الله لما يعود بالنفع على اللبنانيين وعلى العرب بشكل عام، ونحن نعرف أن الاستاذ وليد جنبلاط يتطلع من خلال رؤيته القومية والعربية، ولن يتخلى عن هذه الرؤية، وسوف يلتقي مع كل أصحاب هذه الرؤية في دمشق وغيرها".

وسئل عن تهديد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لحزب الله والحكومة اللبنانية، فأجاب: "نتنياهو يريد العبث بالساحة لأن حزب الله مكون من مكونات هذا الوطن، ولا يمكن ألا يكون مشاركا في حكومة وحدة وطنية، والعدو الاسرائيلي لا يريد تحقيق حكومة وحدة، ولو كان في مقدور العدو أن يفعل اي شيء فلن يستأذن أحدا، ولكن القوة التي يملكها لبنان من خلال احتضان المقاومة وأهلنا لها هي التي تجعل العدو يتوقف ويحسب حسابات ويحاول أن يتلاعب من هنا وهناك".
وسئل: ما الذي يعوق اليوم زيارة مفتي الجمهورية اللبنانية؟ فقال: "ليس ثمة أي إعاقة لزيارة مفتي الجمهورية، عزيزنا وحبيبنا، وان شاء الله تكون الزيارة قريبا".

الشيخ الغريب
ثم زار الوفد الشيخ ناصر الدين الغريب في دارته في كفرمتى، وكان استقبال حاشد شارك فيه ممثل الوزير طلال ارسلان مدير الداخلية في الحزب الديموقراطي اللبناني لواء جابر والشيخ ابو مصطفى حسين الصايغ وحشد من المشايخ الدروز.

بعد اللقاء قال الشيخ يزبك: "لقد أثبتم الرؤية الصائبة والموحدة، من خلال الخندق الواحد للزعيم طلال إرسلان وللزعيم وليد جنبلاط، وإن هذه الوحدة تبعث على الأمل والتطلع الى المستقبل، ونحن نكبر هذا التكاتف وهذه الوحدة وهذه الرؤية الصائبة لأجل توحيد الجبل، فيكون منطلقا للوحدة اللبنانية ولوحدة اللبنانيين جميعا. ولذلك جئنا نؤكد هذه الوحدة وننطلق معكم من خلالها لنتوحد جميعا. نحن في حاجة الى الاعتصام بالحبل الممدود من السماء الى الأرض، من أجل ان نعرج من عالم الدنيا وعالم الأنانية والتباعد على عالم الوحدة والألفة والمحبة".

اضاف :"نحن وإياكم جسد واحد ومنطلق ورؤية واحدة، وشاء الله أن يعزنا بهذا الوطن لبنان، وان يعز لبنان بوجودنا المتنوع، باشتهاداتنا المتعددة التي تصب في نهاية المطاف في خدمة الوطن ووحدته وخدمة الإنسان، والأخذ بيده الى ما فيه خيرنا وصلاحنا، وان شاء الله من خلال العقل والعقلاء والحكمة والحكماء، نستطيع أن ندفع عن هذا الوطن كل ما يكون سببا لتمزيقه وإزعاجه، ولذلك نحن اليوم معكم من أجل الحفاظ على الوطن وتحصينه، ولا يحصن الوطن إلا بوحدة أهله وشعبه وقدرته وإمكاناته وقواه الأمنية وجيشه المدافع عنها ومقاومته التي أخذت على عاتقها أن تحفظ هذا الوطن وتحميه، ونحن ندرك جيدا أن انطلاقة المقاومة هي في هذا الجبل الأشم الذي يرفض الذل والهوان. ولا سيادة ولا كرامة إلا بسيادة المواطن وحريته وعزته، فعندما نملك هذه السيادة يكون الوطن عزيزا، لذلك لا يمكن أن يكون عزيزا عندما لا يكون أهله جميعا في صف واحد وفي وحدة متماسكة، فنحن نعمل من أجل هذه الوحدة. وأمامنا اليوم الأمور الصعبة والعدو الإسرائيلي الذي يتوعد ويهدد، وأنتم سمعتم أن نتنياهو كان يحذر من مشاركة بعض اللبنانيين في الحكومة، كأن يد العدو هي التي تتحكم في تأليف الحكومة".

وأكد "أننا مع كل تقارب خصوصا في العالم العربي، ونشكر كل غيور علينا في هذا الوطن وعلى وحدتنا، ولكن لا نقبل بأن يتدخل أحد في قضايانا ومكوناتنا الاجتماعية، ولا يمكن أحدا أن يستغني عن الآخر في ها الوطن، ومن هنا كان الطلب أن تكون حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع من أجل رفع مستوى هذا الوطن ولا يكون هناك تمييز بين منطقة وأخرى وبين طائفة أو مذهب وآخر، فكل منا يعتز بهويته اللبنانية التي هي انتماؤه الوطني والاجتماعي، مع احترام كل ما يؤمن به الإنسان من خلال عباداته".

واردف: "جئنا نؤكد هويتنا التي تجمعنا، هويتنا هذا الوطن وسقفه الذي يظللنا جميعا، ونحن مع الدولة القوية القادرة التي تحفظ أمننا واستقلالنا وعزتنا، لأن هذه الدولة هي منا ونحن منها، وهي تسهر علينا، ونحن الذين نجعلها قوية وقادرة بتعاوننا وتكاتفنا. نحن اللبنانيين اليوم أمام فرصة، فهل نستطيع أن نقرر مستقبلنا ومستقبل أجيالنا بحكومة وحدة وطنية لا عزلة فيها ولا انعزال لأحد، ولا استئثار بأمر على حساب الآخرين؟ فالكل شركاء في كل الأمور، ونحن نعمل من أجل هذه المسائل ونبعد الذين يحاولون بكل ما أوتوا من قوة أن يمزقوا هذا الصف تحت عناوين متعددة ليبتلى لبنان بما أرادوا أن يقع فيه، فيكون فريسة في أيديهم".

الشيخ الغريب
ورحب الشيخ الغريب بالوفد، وقال: "إن ما يجمعنا معكم كثير، وأما ما يباعد بيننا فليس له وجود. أول ما يجمعنا في هذا الوطن هو لبنان، الوطن الحبيب الذي نتفيأ ظلال أرزه الخالد جميعا، مسلمين ومسيحيين، وما يجمعنا أيضا هو الدفاع المشترك عن الوطن، والمقاومة أساس فيه الى جانب الجيش الوطني اللبناني. وبما أننا ذكرنا لبنان وأرزه الخالد، فقد صار حريا بنا أن نذكر ثورة الأرز. إن ثورة الأرز هي التي كانت لحماية الثغور اللبنانية منذ ألف سنة، ولإسقاط 17 أيار في وجه الدول الغازية وعلى رأسها العدو الإسرائيلي. ثورة الأرز هي المقاومة التي حررت جنوبنا الحبيب والتي دفعت الثمن الغالي بالدم وغير الدم من اجل لبنان كله. ان ما قيل في الماضي وهنا وهناك ربما كان افتراء. إننا نقدر لهذه المقاومة ولهذا الشعب النضال المستمر والتضحيات من أجل لبنان وشعبه وعروبته. ولقد ثبت أن المقاومة أينما كانت في لبنان أو في فلسطين أو العراق، هي العنصر الأساسي في تحرير الأوطان الى جانب جيوشها، وان هذا العدو الرابض على حدودنا لا يفهم بلغة التفاوض بل بلغة السلاح".

اضاف: "ونقول لنتنياهو كلنا مقاومة في سبيل لبنان، وليس فقط المقاومة الوطنية والإسلامية، كل شعب لبنان يتمنى ويرغب في أن يكون مدافعا عن كل حبة تراب في هذا الوطن. وأما ما حدث في الماضي القريب فهو سحابة صيف كنا نتمنى ألا تكون، ولكن المخابرات الدولية والإقليمية التي تتحكم في أمن هذا الوطن الى حد ما، كان لها الذراع الأساسية في تغذية هذه النعرات وهذه الفتن".

وسأل الشيخ الغريب: "أيصح ان تحضر سفيرة دولة أجنبية لتخريج ثلة من الأمن الداخلي في لبنان؟ هذا لم يحدث حتى في وقت الانتداب، فكيف بنا اليوم؟".

وتوجه الى المسؤولين الروحيين والسياسيين بأن يكونوا على المستوى المطلوب من المسؤولية. يقولون أحدهم ضمير لبنان، إن ضمير لبنان هو في قلوب المؤمنين والوطنيين المخلصين وليس حكرا على أحد. يقولون عقل لبنان، عقل لبنان هو في الصبر وسعة الصدر والتسامح بين الجميع والمواقف الوطنية الصادقة التي وقفها عطوفة الأمير طلال ارسلان في 7 أيار و11 منه. نريد أن ينسحب هذا الموقف على الروحيين أيضا في الطائفة الكريمة وفي غيرها".

وختم: "أقول لإخواننا الذين شرفونا إن زيارتهم أكثر من احترام وصداقة وتضحيات، لأنكم أنتم أهل التضحيات، وعلى كل الطوائف والمذاهب الباقية أن تقدر عملكم وتقديماتكم وتضحياتكم في سبيل هذا الوطن".
وكالات  07/07/2009

07-تموز-2009
استبيان