نتيجة الضغوط الأميركية ...الأمم المتحدة تتخوف من أن تؤدي انسحابات القوات الدولية إلى إنهاء عمل الطوارئ
تتناقل بعض الأوساط الدبلوماسية معلومات ومخاوف حيال تطورات من شأنها أن تؤدي إلى انسحاب القوات المتعددة الجنسية العاملة في جنوب لبنان مستندة في ذلك إلى معلومات شاعت لدى بعض المراجع الدولية وتحديداً في عواصم الدول المعنية بوجود هذه القوات وانتشارها في القرى اللبنانية المتاخمة للحدود مع إسرائيل وفي غير نقطة ومكان ساخن ومضطرب في العالم.
وفي تقرير ورد إلى الخارجية أن الأمم المتحدة تخشى من أن يؤدي انسحاب 500 جندي بولندي منتشرين في جنوب لبنان ضمن القوات الدولية إلى بداية تفكك هذه القوى ويعزز هذه المخاوف إعلان وزير الدفاع البولندي بوغدان كليش أخيراً عن مغادرة قوات بلاده لبنان مع نهاية العام الجاري.
ويلفت التقرير إلى الضغوط التي تمارسها الإدارة الأميركية على حلفائها الأوروبيين من أجل إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان لتعزيز قوات الحلف الأطلسي، والذي سوف يؤدي إلى خفض هذه الدول لعديد قواتها العاملة في جنوب لبنان.
وينتشر 1600 جندي بولندي في أفغانستان راهناً وتخطط وارسو لنشر 2000 جندي إضافي قبل نهاية العام الجاري والخوف هنا من أن تتبع دول أوروبية أخرى الخطوة البولندية في تقليص قواتها في جنوب لبنان.
ويقول التقرير إنه في حال حدوث ذلك فإن من شأن الأوضاع في الجنوب أن تتجه إلى ما كانت عليه قبل حرب تموز عام 2006 التي استهدفت خلالها إسرائيل تدمير القوة العسكرية لـ«حزب اللـه».
ويشير التقرير هنا إلى مخاوف مما قد تقرره كل من إسبانيا وإيطاليا وفرنسا التي أبدت أكثر من مرة عدم حماسة لاستمرار قواتها في المشاركة في القوات المتعددة الجنسية وخصوصاً العاملة في لبنان.
علماً أن إسبانيا قررت وفي هذا السياق سحب قواتها المشاركة في القوة الدولية العاملة في منطقة البلقان لأسباب تتعلق بسبب سياستها الداخلية، الأمر الذي سوف ينسحب لاحقاً على وجود قواتها العاملة في لبنان.
أما القوة الإيطالية فهي بحسب المعلومات والتقديرات غير معتادة تنفيذ مهمات طويلة الأمد خارج بلادها، على حين تتعرض فرنسا راهناً لخسائر بشرية في أفغانستان ما قد يدفعها إلى تقليص مهام قواتها المشاركة في عمليات خارجية ومن بين القوات الدولية.
علماً أن التقرير يستبعد أن تقدم باريس على سحب قوتها من جنوب لبنان نظراً للعلاقات التاريخية التي تربط بين لبنان وفرنسا وللاهتمام الذي يبديه الرئيس نيكولا ساركوزي راهناً بالملف اللبناني - السوري.