حذر آية الله السيد محمد حسين فضل الله، من "وجود اتجاه دولي يعمل على إنهاء المقاومة في المنطقة، وتمهيد السبيل لتسوية مذلة تسقط معها القضية الفلسطينية سقوطاً مدوياً"، داعياً إلى" تواصل وإلى تفاهم أوسع بين قوى المقاومة والممانعة في المنطقة، مشيراً إلى أن حملات التشويه التي تستهدفها تستبطن إطفاء جذوتها، وخصوصاً من خلال استخدام المذهبية كسلاح في عملية التفريق والتمزيق الهادفة لتشتيت عمل المقاومة".
كلام السيد فضل الله جاء خلال استقباله وفد كتلة الوفاء للمقاومة برئاسة النائب محمد رعد، وضم الوفد الوزير محمد فنيش، والنواب: علي فياض، علي المقداد، نوار الساحلي، علي عمار، حيث جرى عرضٌ لتطورات الأوضاع في لنبان، وخصوصاً لجهة تشكيل الحكومة، والظروف المعيشية الصعبة، ومدى قدرة البلد على مواجهة الاستحقاقات الاقتصادية، وخصوصاً ما يتصل بالمديونية وآثارها السياسية والاجتماعية، إضافة إلى المخاطر التي تتهدد لبنان، ولا سيما تلك التي تتعلق بالتهديدات والاعتداءات الإسرائيلية على لبنان والموقف غير المتوازن للأمم المتحدة حيالها.
السيد فضل الله حذر خلال اللقاء من "وجود اتجاه دولي يعمل في شكل متواصل على إنهاء مسألة المقاومة، ليس في لبنان فحسب، بل على مستوى المنطقة كلها، مشيراً إلى أن الحركة الدولية التي تنشط على أكثر من محور في هذه المرحلة تهدف إلى إطفاء جذوة المقاومة لتمهيد السبيل لتسوية مذلة تسقط معها الحقوق العربية والإسلامية وخصوصاً الفلسطينية منها سقوطاً مدوياً".
كما شدد سماحته على "تفعيل آليات التواصل بين تيارات المقاومة والممانعة في المنطقة، لأن الخطة الدولية والإقليمية التي تستخدم المسألة المذهبية كسلاح في عملية التفرقة والتمزيق، تسعى لتشتيت قوى المقاومة، وإدخال الأمة في أتون نزاعات داخلية تسلب منها خصوصيتها المقاومة، وتنزع شغفها وتطلعها لتحرير الأرض".
وحذر من أن "الخطة تهدف إلى إشراك بعض الدول والمحاور العربية في الحرب على المقاومة، حيث يُراد الالتفاف على هذه الروح المتمردة على الاحتلال في الأمة، ومواجهة المقاومة بشكل مباشر وغير مباشر، والهرولة إلى المفاوضات التي لم تنتج شيئاً في الماضي ولن تنتج شيئاً في المستقبل".
ورأى السيد فضل الله أن "على القوى والحركات الإسلامية أن تبحث في شكل مكثّف في كيفية توحيد جهودها، وأن تتلمس السبل الآيلة إلى تعزيز جهودها الوحدوية، قبل أن تنجح الخطط الساعية لحصر حركتها في نطاقها الجغرافي، وخصوصاً أن ما تتعرض له من حملات تشويه تستبطن العمل ـ لاحقاً ـ على إنهاء دورها. بعد انتزاع ما لها من تأثير وإلهام واحترام في نفوس الجماهير العربية والإسلامية".
كذلك رأى أن "التركيبة اللبنانية لا تزال على ما كانت عليه قبل عشرات السنين، لا في استيلاد الأسماء واستجرار الشخصيات ذات التوجه المعروف فحسب، بل في الذهنية التي بقيت مختنقة في النطاق الشخصي أو العائلي أو المذهبي الأمر الذي يجعل من مسألة التغيير عنواناً غائماً لا وسيلة عملية لتحقيقه، ويترك البلد فريسة للمشاكل المتفاقمة التي ستتلاحق تبعاتها وتتفاقم نتائجها وآثارها".
من جهته ، أبدى النائب رعد "حرصه الدائم على الاستماع إلى أفكار هذه المرجعية الروحية الإسلامية الوطنية ووجهة نظرها السديدة اتجاه الأوضاع المحلية والإقليمية والعالمية".
وأضاف أنه "كانت هناك جولة أفق عامة حول شؤون العالم الإسلامي وقضيته المركزية والشأن اللبناني المحلي. ولقد وضعنا سماحته في ما لدينا من معطيات واستمعنا إلى نصائحه وتوجيهاته".