المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

الوثيقة السياسية التي اعلنها سماحة السيد حسن نصر الله امس .. وردود الافعال عليها


شكلت الوثيقة السياسية الثانية لحزب الله التي أعلنها سماحة السيد حسن نصر الله أمس من قاعة الجنان في الضاحية الجنوبية اهتماما وترقبا لما ستضفيه هذه الوثيقة الى تاريخ الحزب وما ستطرحه من تحديد لخط الحزب القادم وطريقة تعامله مع الملفات المختلفة سواء في الشأن الداخلي او الاقليمي او الدولي .

وفي أولى ردود الفعل المختلفة على هذه الوثيقة التي اشارت بمعظمها الى عمق هذه الوثيقة والحاجة الى التروي في قراءتها، اعتبر رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، ان الميثاق السياسي الجديد للحزب يمثل تطورا نوعيا للاندماج في حركة التوافق الداخلي.

واشار الخازن الى ان ما طرحه حزب الله هو فعل استيعاب وتفهم للجدال القائم حول المقاومة في السياسة الدفاعية وتطور نوعي للاندماج في حركة التوافق الداخلي، لافتا انه عندما يدعو السيد نصرالله الى المزاوجة بين الجيش الوطني ومقاومته والانخراط تحت سقف سياسة الدولة انما يؤكد للمشككين والواجسين ان قرار الحرب والسلم هو بيد الدولة وخطوة متقدمة في النظرة والرؤية الى معنى الشراكة الحقيقية في الحكم .

وعن الغاء الطائفية السياسية أكد الخازن ان ما جاء في خطاب سماحة السيد حسن نصر الله، يؤكد مسلمات التراضي بالعيش وفق صيغة لبنان المتنوعة والتي تبقى نقيضا لعنصرية الدولة الإسرائيلية التي تستهدف وحدة لبنان من خلال السعي إلى تفجير صيغته بالصراعات الطائفية والمذهبية.

من جهته، اشار امين سر تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ابراهيم كنعان الى وجود اجماع على بدء ظهور الخصوصية اللبنانية عند حزب الله .

بدوره، اعرب عضو " اللقاء الوطني المسيحي " رشاد سلامة عن ان وثيقة حزب الله السياسية شكلت صدمة ايجابية بالنسبة اليه كما لشريحة واسعة من اللبنانيين، لافتا الى انها تحمل صفة " الحدث " لجهة الموقف المتخذ.

واشار سلامة الى ان الوثيقة جاءت تعبيرا عن رغبة واضحة للحزب في لعب دور سياسي على الساحة اللبنانية، اضافة الى الدور المقاوم والذي يشكل خيارا واضحا للحزب .

سلامة رأى ان البعض قد استعجل التعليق على هذه الوثيقة، لافتا الى ان المطلوب هو وجود فكر سياسي راقي للتعاطي معها وليس فكر جماعة غير مرنة وغير قابلة للتعاطي الفكري السياسي، ومؤكدا ان هذه الوثيقة تستأهل قراءة متأنية.

وفي السياق نفسه أعلن رئيس حزب الحوار الوطني المهندس فؤاد مخزومي ترحيبه بـ"الوثيقة السياسية لحزب الله التي أعلنها الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله"، معتبرا أنها "تشكل قيمة إضافية للعمل الحزبي في لبنان، عدا عن تظهيرها صورة واضحة عن انتظام الحزب في المستوى السياسي الداخلي والخارجي، فضلا عن وضع العمل المقاوم في إطاره الوطني العام وفي سياق تأمين الحد المطلوب لمواجهة العدوانية الإسرائيلية".

وفي الاطار نفسه، شدد الامين العام للحزب "الديمقراطي اللبناني" وليد بركات على ان حزب الله لا يهوى ان يبقى الجنوب ساحة مشتركة للعدو الاسرائيلي وبأنه يدفع الكثير من أجل الدفاع عن لبنان"، معتبراً أن "حزب الله ليس متمسكاً ببقاء المقاومة الى ما شاء الله، لكن طالما هناك عدو اسمه "اسرائيل" فالمقاومة ستبقى موجودة".

ورأى بركات أن "طبيعة المرحلة السياسية حتمت على "حزب الله" أن يكون لديه وثيقة"، لافتاً الى أن اهميتها بأنها صارت كتاب موجود لدى جميع اللبنانيين .

واعتبر ان هذه الوثيقة اتت لتقول ان الحزب يريد دولة وجيش ومؤسسات وتطوير نظام، مؤكدا ان الحزب هو حزب اصلاحي له تمثيل واسع في الواقع اللبناني .

من جانبه، علق النائب ايلي ماروني على وثيقة حزب الله، فقال: "الوثيقة مهمة لدرجة أنها تحتاج لكثير من التشريح لنستطيع أن نعلّق عليها فهناك أمور إيجابية وكأن هناك اتجاها للبننة الحزب، وهناك أمورا تتعلق بسلاح المقاومة وكأن السيد حسن نصرالله يؤكد نهائية هذا السلاح ويربطه بأزمات الشرق الأوسط لذلك أفضّل التريث لأن لدينا كنواب حزب "الكتائب" اجتماعا اليوم وسيكون هناك موقف وتعليق رسمي على الوثيقة .

وفي سياق متصل، أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض في حديث اذاعي أن "ورقة التفاهم بين "حزب الله" والتيار "الوطني الحر" شكلت أحد المصادر التي استندت اليها الوثيقة السياسية للحزب"، لافتاً الى أن "هناك فقرة في وثيقة "حزب الله"، أخذت بشكل حرفي من ورقة التفاهم، وتحديداً ما يتصل بطبيعة النظام السياسي لناحية كونه نظام توافقي والاستمرار في اعتماد التوافقية ما لم نصل الى ديمقراطية حقيقية".

ورداً على سؤال عما اذا قصد في الوثيقة تأكيد لبنانية حزب الله، شدد فياض على ان "هذا الكلام فيه شيء من الاساءة الى الحزب لان الحزب لا يحتاج لتأكيدات على لبنانيته، ولكن فيما يتعلق بالمقاربة السياسية للقضايا اللبنانية، اصبح حزب الله في الوثيقة اكثر وضوحا في الشؤون اللبنانية التفصيلية الداخلية".

واكد فياض أن "الوثيقة الراهنة هي وثيقة سياسية بإمتياز محكومة تماما بقرار نهائي لدى "حزب الله" بالتعاطي مع الشأن السياسي اللبناني من موقع احترام الخصوصية اللبنانية واحترام التعددية اللبنانية، واعتبار ركيزة أي موقف سياسي شرعي يجب ان ينتمي الى التمسك بالعيش المشترك"، لافتاً الى ان "هذه الوثيقة تقوم على التطور وعلى التحديث وعلى الاخذ بعين الاعتبار كل ما يحيط بالبلد من تعقيدات".

من جهة اخرى رأت بعض الجهات ان الوثيقة لم تشير الى اي تغيّر في سياسة الحزب المرتبطة بالحليف الايراني والولاء له حسب تعبيرهم، حيث شدد النائب السابق مصطفى علوش على ضرورة اعتراف "حزب الله" بأنه "تحت كيان الدولة"، معتبرا ان الوثيقة السياسية للحزب مجرد تغيير في المنطق الكلامي واللفظي ما بين انشاء جمهورية اسلامية مرتبطة بايران وبين الطرح الحالي، لافتا الى اننا نريد ان يعلن "حزب الله" انه لا يريد ان يتحرك الا بمعطيات لبنانية وان ما يحصل في ايران لا يخصه بشيء.

علوش، وفي مداخلة عبر تلفزيون "الجديد"، رأى ان هناك استباقا لمقررات الحوار من خلال حسم دور المقاومة ووجودها في وثيقة "حزب الله"، مشددا على ان المطلوب ان تكون المقاومة منظمة تحت سلطة الدولة.

وعن كلام "حزب الله" عن الغاء الطائفية السياسية، لفت علوش الى ان حزبا دينيا يتحدث عن الغاء الطائفية، معتبرا ان هذا الأمر يضمر طغيان الأكثرية الطائفية على السلطة بحال استمر وجود السلاح بيد فئة واحدة من اللبنانيين، مشيرا الى اننا لا نرفض انشاء الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية لأنها تبحث في وسائل هذا الالغاء.

وفي الاطار الهجومي نفسه اعتبر النائب احمد فتفت ان جديد "حزب الله" في وثيقته السياسية لا يحمل جديدا بل تأكيد على مواقف الحزب السابقة، لافتا في حديث تلفزيوني الى ان "البيان الوزاري" أقر، ومعتبرا ان حصرية الدولة في البيان الجديد موضوع مهم، مشيرا الى ان تحفظات الوزراء المسيحيين موجودة عند الجميع لكن التوافق يوجبنا غض النظر.

من جانبه اعتبر عضو كتلة الكتائب فادي الهبر أن "حزب الله" هو حزب سلطة أكثر مما هو برنامج مقاومة، ورأى أن "حزب الله" يسابق الدولة على قضايا أساسية منها الأمن والدفاع عن الأرض، آسفا لأن البلد أصبح يعيش حالة إنفصالية، ما يؤدي الى عدم استقرار على جميع المستويات.

واضاف أن حالة اللاإستقرار هذه تتضرّر منها المقاومة، لأن المقاومة القوية تكون عبر الدولة اللبنانية والجيش والشعب الواحد، داعياً المقاومة الإسلامية الى الإنخراط في الجيش الوطني.


الانتقاد.نت

01-كانون الأول-2009
استبيان