المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

بري اتفق والحريري على مواصلة الحوار: لا أزال آمل بنجاح مبادرتي: أي ثنائية تؤدي للخراب والرئيس الاقوى هو التوافقي


وطنية - 8/10/2007
قال رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري في حوار مع عدد من وسائل الاعلام اللبنانية والعربية والاجنبية في جنيف انه "لا يزال يأمل خيرا بأن مبادرته ستأخذ طريقها الى النجاح، وانه متيقن، رغم كل ما يحكى ويشاع، ورغم الاجواء السلبية في اليومين الأخيرين، أن اللبنانيين في الوقت الصعب يعودون الى لبنانيتهم الصافية مئة في المئة".

وأعلن أنه اتفق بعد الاتصال الذي تلقاه من النائب سعد الحريري على أن يواصلا ما كانا قد باشراه بعد عودتهما الى بيروت، وان رئيس "تيار المستقبل" أبلغه "أن ما كنا قد تكلمنا معا حوله لا يزال هو هو، وأنا سائر في الطريق نفسه، أي طريق التوافق، وان الرئيس التوافقي هو الاقوى".

وسئل خلال حديث الى تلفزيون ال NBN: أين وصلت الاتصالات بينكم وبين النائب سعد الحريري؟ أجاب: "بعد زيارة الاخ الشيخ سعد الحريري للولايات المتحدة، وابان اتصالاته هناك، كنت وصلت لحضور مؤتمر البرلمانيين الدوليين في جنيف، وبالفعل تلقيت اتصالا منه وأطلعني على أجواء زيارته لهناك، وأعتقد أن بعض التصريحات تعطي معاني أكثر مما حصل بحسب ما عبر لي، وكان الكلام صريحا ان ما نحن في صده في لبنان سنواصله عند عودته وعند عودتي الى بيروت ان شاء الله".

سئل: هل ستبدأون بطرح الاسماء بعد عودتكم الى بيروت في المرحلة المقبلة؟ اجاب: "بالنتيجة طبعا".

سئل: هل تبلغتم أي موقف جديد بالنسبة الى الاميركيين حول الاستحقاق الرئاسي؟ أجاب: "لم نبحث في هذا الامر خلال الاتصال بيني وبين الشيخ سعد، لكن الامر المطمئن انه قال إن ما نحن في صدده وما كنا قد تكلمنا معا حوله لا يزال هو هو، وأنا سائر في الطريق نفسه، اي طريق التوافق".

سئل: هل ما زلتم على تفاؤلكم بانتخاب رئيس في جلسة 23 الجاري؟ اجاب: "دائما تفاءلوا بالخير تجدوه. ان شاء الله. هذا لا يتوقف علي وحدي، بل على اطراف عديدين، لا بل لا يتوقف علي وعلى سعد الحريري فقط، بل على اطراف عديدين في لبنان. على كل القيادات اللبنانية ان تجتمع او ان تجمع على امر ما. بالنتيجة المبادرة هي التوافق على شخص رئيس، إذا لا بد من ان يحصل توافق من اكثر من طرف او طرفين او ثلاثة".

سئل: احياء الحديث عن القرار 1559، كيف تنظرون اليه في ظل الاستحقاق الرئاسي؟ اجاب: "هذه أصبحت فزاعة سخيفة. عندما يحصل انتخاب رئيس جمهورية، بقية المواضيع تكون ضمن القرار 1701. هؤلاء يتفلسفون علينا في موضوع القرار 1559. يكفي ان نقرأ بتمعن القرار 1701، لنرى أن مقدمة هذا القرار تشير الى القرار 1559، وبالتالي اصبح مضمون هذا الموضوع المتعلق باستراتيجية المقاومة وبسلاح المقاومة في لبنان يأتي ضمن اطار القرار 1701. لا احد في لبنان، وانا اعلنت ذلك في بعلبك واعلنه الان مرة اخرى، لا احد ضد القرار 1701. فلماذا يجب ان نخلق مشكلة من الارقام؟ لماذا نحاول ان نجمع ارقاما الان؟ في رأيي أنه بعد التوافق على انتخاب رئيس الجمهورية يكون القرار 1559 قد استنفد غاياته".

وردا على اسئلة عدد من وسائل الاعلام اللبنانية والعربية والاجنبية عن كيفية جمع رئيس الجمهورية المقبل لكل المواصفات المطلوبة: "يكفي أن يكون لبنانيا حقيقيا كي تتوافر فيه كل الصفات".

سئل: هناك من يقول ان الرئيس بري يريد القيام بصفقة شيعية - سنية مع "تيار المستقبل"؟ اجاب: "لست في هذا الوارد ولا يمكنني ان اكون في هذا الوارد. في لبنان لا يمكن إلا ان ينجح التوافق بين جميع الاطراف. ان اي ثنائية، وهذا ما جرى منذ عام 1860، حتى ما قبل الاستقلال اللبناني، اي ثنائية لا يمكن ان تؤدي الا الى الخراب في لبنان. الامر الوحيد الذي ينجح هو التوافق، والرئيس الاقوى هو الرئيس التوافقي، ولبنان لا يمكن ان يحظى بازدهار على مر العصور الا عندما يكون هناك توافق بين جميع الفئات، وهذا لا يعني انه يجب الا يكون هناك دائما وحدة بين المسلمين المسيحيين. لنبان هو هذه الفسيفساء وهذه التعددية وهذه الموضوعية ضمن التنوع اللبناني الواحد، وبغير ذلك يكون لبنان كطبيعة ولكن لا يكون لبنان كانسان".

سئل: لكن هناك اغتيالات وانقساما سياسيا وثقافيا واخلاقيا على الطريق، وتتغذى هذه الانقسامات من اطماع خارجية ومن صراعات داخلية. هل يمكن لمبادرة نبيه بري ان تقف امام كل هذا؟ اجاب: "الحقيقة انني تقدمت بمبادرات عدة مع اطراف لبنانيين وعرب ودوليين عدة، وعندما لم يحالفنا الحظ أردت أن تكون هناك مبادرة لبنانية مئة في المئة. هذه المبادرة الاخيرة التي تقدمت بها خلال مهرجان بعلبك في ذكرى تغييب الامام الصدر هي مبادرة لبنانية مئة في المئة، ولقد حظيت حتى الآن برضى كل الناس من دون استثناء. وآخر احصاء في لبنان، حتى وفقا للطوائف، أثبت أنه لا يوجد طائفة واحدة أعطت هذه المبادرة اقل من خمسين او 55 في المئة، والبعض اعطاها تسعين في المئة و97 و99، ولكن ليس هناك من طائفة صغيرة ام كبيرة اعطتها تحت الخمسين. كذلك اوروبا كلها ايدت المبادرة وكذلك الفاتيكان. اما بالنسبة للولايات المتحدة الاميركية فانني اشعر بأنها مع المبادرة وضد المبادرة وعلى الحياد".

سئل: ماذا يعني ذلك؟ اجاب: "يعني انني ما زلت قلقا من تشجيع أي طرف في لبنان ليحاول ان يستفيد من هذا الامر ومن التدخلات الدولية، فيخرج عن هذا الاطار التوافقي، لان لبنان عندئذ يحترق ويكون في خطر شديد. ما زالت آمل خيرا بان المبادرة ستأخذ طريقها الى النجاح ان شاء الله، وانا متيقن بالرغم من كل ما يحكى وما يشاع، وبالرغم من الاجواء السلبية التي وردتني خلال هذين اليومين عن بعض الاطراف الذين قالوا كلمة من هنا وكلمة من هناك، أن اللبنانيين في الوقت الصعب يعودون الى لبنانيتهم الصافية مئة في المئة".

وحول الكلام عن القرار 1559 قال: "لا أدري لماذا يتكلمون. كأن هذا القرار يجب ان يكون سيفا مصلتا على لبنان، وكأن القرار 1559 اصبح كتابا مقدسا لا سمح الله عند العض ضد اللبنانيين. الامر بمنتهى البساطة. هذا القرار الظالم بحق لبنان هو بالاساس تدخل في الشؤون الداخلية للبنان، ومع ذلك نص على ثلاثة امور:

الامر الاول خروج القوات السورية من لبنان، وقد حصل ذلك. الامر الثاني انتخاب رئيس جمهورية في لبنان لانهم ضد التمديد كما قالوا، ولم يكونوا ضده قبلا، ولكن هكذا قالوا. والامر الثالث هو الذي يتعلق باستراتيجية المقاومة وبسلاحها. وإذا لم يحصل انتخاب بالتوافق بالنسبة الى رئاسة الجمهورية يبقى موضوع واحد لم يناقش هو موضوع استراتيجية المقاومة وسلاحها، وهذا الموضوع كان اللبنانيون يحاورون حوله في آذار 2006 عندما دعيت الى مؤتمر حوار، وكان هذا آخر البنود الذي نحاور بشأنه، وكنا في خطوات متقدمة. أتت بعد ذلك الحرب الاسرائيلية على لبنان في تموز 2006، ما الذي حصل؟ صدر قرار عن مجلس الامن الدولي هو القرار 1701 وفي متن هذا القرار تحديد اشارات الى القرارات السابقة ومنها القرار 1559 والقرار 1701 الذي يعالج موضوع المقاومة من منطلق تحرير باقي الاراضي اللبنانية. اذا عندما ننتخب رئيس جمهورية يصبح القرار 1559 غير ذي موضوع، لأن موضوعه الاخير يصبح ضمن إطار القرار 1701. ما هي المشكلة إذا؟ ولماذا الآن يقولون بالويل والثبور وعظائم الامور؟ هذا كلام يستغل الامور الداخلية للتفرقة بين اللبنانيين، ونحن غير متفرقين. نحن مع القرار 1701 ومع تطبيقه بحرفيته، وبالتالي ليس من حاجة الى تهديد. ولبنان تعود ان يتحمل التهديدات ولن يمر عليه ذلك".

سئل: يقولون ان نبيه بري هو الشخصية الاولى في العالم العربي؟ اجاب: "هل هذا مديح ام ماذا؟

قيل له: "طبعا مديح". أجاب: "لا أعتقد هذا الامر. انا مواطن لبناني ادعي، لا بل ازعم انني انتمي الى لبنانيتي اولا وثانيا وثالثا، والى عروبتي احد عشر كوكبا وهذا شرف لي ان اكون مواطنا عربيا لا اكثر ولا اقل".

اجتماعات الاتحاد البرلماني
وكان الرئيس بري والوفد النيابي الذي يضم النائبين عبد اللطيف الزين وآغوب بقرادونيان قد شاركوا في افتتاح اعمال الدورة 117 للاتحاد البرلماني الدولي في مبنى الامم المتحدة في جنيف ظهر اليوم، برئاسة رئيس الاتحاد فرناندو كاسيني. وحضر الى جانب الوفد اللبناني سفيرا لبنان في سويسرا حسن رمال والامم المتحدة في جنيف نجلاء عساكر.
وقد صوت الاتحاد على اقتراحين، الاول من ايران والبحرين عن العراق والثاني من اندونيسيا عن الوضع في مينامار. وفاز الاقتراح الثاني كبند طارىء على اعمال الدورة.
وعلى هامش اعمال المؤتمر البرلماني الدولي، اجتمع الرئيس بري بكاسيني وعرض معه الشؤون التي تهم الاتحاد والتطورات.
واجمعت برلمانات الدول الاسلامية في اجتماع المجموعة البرلمانية الاسلامية الذي عقد قبل ظهر اليوم في مبنى الامم المتحدة في جنيف قبل افتتاح اعمال الدورة 117 للاتحاد البرلماني الدولي، على ان يترأس الرئيس بري الاجتماع الذي ناقش الاقتراح الايراني البحريني الموحد عن العراق في ضوء موقف الكونغرس الاميركي الاخير الذي دعا الى تقسيم العراق، وقد تبنت المجموعة العربية الاقتراح في اجتماعها امس.

وقال الرئيس بري: "ان الموضوع الديموقراطي والانساني الطارىء والملح هو ما يتعلق بالاقتراح المطروح. وانني اطرح السؤال التالي: كيف يجوز لسلطة تشريعية، أية سلطة تشريعية، ان تتدخل في شؤون السلطة التنفيذية؟ وفي هذا الاطار اريد ان اقول لماذا يتدخل الكونغرس الاميركي في حق من حقوق السلطة التنفيذية، مع العلم ان ليس هناك من حق لاية سلطة تنفيذية او تشريعية في اي بلد ان تتكلم حول حق من حقوق بلد آخر؟ كيف يمكن لاي برلمان في العالم ان يقول انني اريد تقسيم هذا البلد او ذاك البلد، هذا الامر يخيفني الان ويخيف اي بلد عربي او اي بلد مسلم. اية ديموقراطية هذه التي ترفعها علما من الاعلام الان كي نصل الى أمر آخر".

اضاف: "هذا الامر في منتهى الخطورة تماما، ان يأتي الكونغرس الاميركي، مع الاحترام للسيدة رئيسته التي قامت بزيارتنا في لبنان وكانت لنا احاديث مهمة في بداية توليها للسلطة التشريعية، ان تأتي وتتخذ قرارا في الكونغرس الاميركي بتقسيم اي بلد، فكيف الحال اذا كان يتعلق بتقسيم العراق. تقسيم العراق ايها السادة ممثلو الشعوب الاسلامية، هو تقسيم للعالم الاسلامي وخلق اسرائيليات في كل العالم الاسلامي، هذا الموضوع اكثر من خطير ويمس جوهر لا بل اسس النظم الديموقراطية في العالم. النظام الديموقراطي كلنا نعرفه منذ زمن مونتسكيو اذا لم يكن قبل ذلك، هو فصل بين السلطات، السلطة التشريعية شيء والسلطة التنفيذية شيء آخر، التعاون بين السلطات. انا لا ادري كيف يمكن ان يتقبل أي برلمان في العالم او اية دولة في العالم من برلمان آخر، ان يطالب بتقسيم هذه الدولة؟ هل يستطيع ان يتخذ برلمان في دولة قرارا بتقسيم بلاده فكيف الحال ان يأتي هذا التقسيم من الخارج؟".

وفي ضوء النقاش، تقرر الاجتماع مع رئيس البرلمان الاندونيسي لاخذ موقف موحد من البرلمانات الاسلامية حول الاقتراح المقدم في شأن العراق، مع العلم ان اندونيسيا كانت تقدمت باقتراح كبند طارىء عن الديموقراطية في مانيمار. وكذلك تقدمت بريطانيا باقتراح حول التغيرات المناخية. واقترح عدد من الوفود سحب الاقتراح الاندونيسي لتقوية حظوظ تبني الاقتراح الايراني - البحريني حول العراق في اجتماع الاتحاد البرلماني الدولي كبند طارىء.

وبعد اجتماع المجموعة البرلمانية الاسلامية، عقد اجتماع بين الرئيس بري ورئيس مجلس الشورى الايراني غلام حداد عادل انضم اليه لاحقا رئيس البرلمان الاندونيسي اغونغ لاكسونو والوفد البرلماني البحريني والامين العام للاتحاد البرلماني العربي نور الدين بوشكوج. وكانت المجموعة العربية عقدت امس اجتماعا حضره الوفد البرلماني اللبناني المرافق للرئيس بري ويضم النائبين الزين وبقرادونيان، وناقش المجتمعون الاقتراحين المقدمين من البحرين وايران حول العراق ووحدته لا سيما في ضوء ماصدر مؤخرا عن الكونغرس الاميركي. وبعد مداخلات الوفود المشاركة، تقرر دمج الاقتراحين في اقتراح واحد تبنته المجموعة العربية ليكون البند الطارىء في اعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي.

08-تشرين الأول-2007
استبيان