المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

الرئيس بري: الأخ السيد نصر الله قائد وطني وله كل الحق في أن يقترح ما يراه مناسبا للانتهاء من الوضع القائم في لبنان


وطنية - 10/10/2007
اكد رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري "ان المساعي جارية لعقد جلسة نيابية في 23 الجاري لانتخاب رئيس توافقي"، ورأى ان مخالفة الدستور وروحيته يوقع لبنان في المجهول"، مشيرا الى "ان المادة التي تنص على انعقاد جلسة انتخاب الرئيس لم تعد تطبق الآن لأن شرط عدم الدعوة قد انتفى".
اجرت محطة العربية الفضائية حوارا مع رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري في جنيف على هامش مشاركته في اعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي تبثه مساء غد، وهذا نص الحوار.

سئل: هل ستنعقد جلسة 23 الجاري لإنتخاب رئيس الجمهورية؟ وما الذي يضمن الا تلقى مصيرا مشابها لمصير سابقتها التي لم تنعقد؟
اجاب: الجلسة الماضية لم تنعقد بسبب فقدان النصاب، فالنصاب المفروض هو الثلثين وفقا للدستور اللبناني.اما بالنسبة للجلسة المقبلة "تفاءلوا بالخير تجدوه.. نحن نسعى بكل جهد خصوصا الاخ سعد الحريري وانا شخصيا، بالاضافة الى الاتصالات مع كل قادة الحوار الوطني الذي انعقد في 2 آذار 2006 في سبيل تأمين التوافق على شخص فخامة رئيس الجمهورية العتيد، وبذلك يتأمن اكثر من الثلثين ان شاء الله".

سئل: قلت انه لم يتوفر نصاب في الجلسة الاولى، فريق 14 آذار تحدث وقال انه حضر 93 نائبا الى مبنى المجلس، وهذا يشكل نصابا، والذين حضروا الى القاعة العامة كانوا 75 فقط منهم 68 من فريق الرابع عشر من آذار، وهم اتهموك انك تصرفت كرئيس لحركة"امل"؟
اجاب: اولا العبرة في النصاب من يحضر داخل الجلسة، ورئيس المجلس دائما لا يدخل الى القاعة الا اذا كان النصاب المطلوب متوفرا داخل القاعة،اما انني تصرفت كرئيس لحركة امل فهذا شرف لي. انا رئيس حركة "امل" ودائما رئيس حركة "امل"، ولكن انا افصل دائما بين المجلس النيابي ورئاسة التنظيم الذي اعتز برئاسته.

سئل: قصدنا رئيس حركة "امل" كونها احد فصائل المعارضة، انت تصرفت كمعارض؟
اجاب: "قسم من السادة النواب في كتلة التنمية والتحرير التي لي شرف رئاستها حضر ايضا ضمن القاعة ولم اكن ضد هذا الامر، ولكن في لبنان الوضع ليس موضوع حضور، الموضوع موضوع توافق بين اللبنانيين، وهذا اللبنان لا يمكن ان يكون الا بالتوافق، لا يمكن ان نعيش الا بالتوافق، هذا اللبنان الذي هو لمصلحة المجتمع الدولي كله حرام ثم حرام ان يحصل هذا الانقسام داخل لبنان لأن اللبنانيين لا يستطيعون ان يجمعوا او ان يجتمعوا او ان يتوافقوا على رئيس للبنان، هذا الامر معيب مع العلم والاشارة الى ان الرئيس التوافقي هو الرئيس القوي، هو الرئيس الذي يستطيع ان يحكم، هو الرئيس الذي عبر عنه غبطة البطريرك صفير بأنه الرئيس الذي يكون على مسافة واحدة من الجميع، الذي يكون حكما بين الجميع، الذي لا يكون ماضيه خجول من مستقبله او من حاضره، هذا هو الرئيس المطلوب. واذا عدت الى روحية الطائف تجد ان دستور الطائف الذي وضع في المملكة العربية السعودية برعاية اخواننا السعوديين اعطى دائما صفة رئيس الجمهورية صفة الحكم، حتى انه اذا حضر جلسة مجلس الوزراء او اي جلسة لمجلس الوزراء يترأس مجلس الوزراء ولكن لا يصوت لأنه فوق الصراعات والخلافات.. روحية الدستور تتحدث عن هذا الحكم وواقع لبنان الفسيفسائي يتحدث عن هذا الموضوع ايضا، فلماذا نخالف شكل الدستور وروحية الدستور؟ هذا الامر يوقع لبنان في المجهول.

سئل: مبادرتك حظيت بدعم عربي وسعودي خصوصا، وبدعم اوروبي فرنسي، وحدهم الاميركيون كما قلت دعموا المبادرة بداية ثم تراجعوا، فلماذا برأيك؟
اجاب: "بداية يهمني ان ابدأ بلبنان، المعلومات والاحصاءات واليوم في هذا التاريخ يوجد احصاء في لبنان صدر وقد ايد 82 في المئة من الشعب اللبناني هذه المبادرة.على صعيد الطوائف لا يوجد طائفة في لبنان لم تعط اكثرية ساحقة لهذه المبادرة، اذا الشيء الذي حصل من قبل العرب ومن قبل الاوروبيين والفاتيكان ومن قبل كل الدنيا، حصل نتيجة اجماع او شبه اجماع عند اللبنانيين. وبالنسبة للاميركيين انا لم اقل انهم عارضوا وهذا الكلام انا قلته لسعادة السفير الاميركي، ممثل الولايات المتحدة الاميركية في لبنان، قلت انا الاحظ انكم انتم مع المبادرة وعليها وعلى الحياد، اريد موقفا واضحا وصريحا يدعم التوافق اللبناني لا اكثر ولا اقل،هذا كل ما نطلبه.

سئل: بعد السجالات والاجتهادات حول المادة 73 التي يقول البعض ان احدى فقراتها تتيح عقد جلسة لمجلس النواب برئاسة نائب رئيس المجلس او رئيس السن، اذا لم يدع رئيس المجلس الى جلسة في الايام العشرة الاخيرة من ولاية الرئيس لحود. كيف تعلق على ذلك؟
اجاب: هذا نص صريح وصحيح. اذا لم يدع،اذا الشرطية لم يدع رئيس المجلس الى جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية في الايام العشرة الاخيرة، ليس لنائب الرئيس، حكما المجلس يجتمع اذا لم يكن الرئيس نائب الرئيس،اذا لم يكن نائب الرئيس رئيس السن،اذا لم يكن رئيس السن اي شخص وفقا للتسلسل في الاعمار بالامكان ان ينعقد المجلس حكما.
لماذا هذا النص؟ هذا النص لنفترض ان رئيس المجلس اراد لسبب او لآخر ان يؤخر انتخابات رئاسة الجمهورية التي هي رمز وحدة لبنان، هذا الامر خطير لذلك قال المشترع اذا لم يدع رئيس المجلس، عندئذ ينعقد المجلس حكما في الايام العشرة الاخيرة، ولكن انا شخصيا وكل اللبنانيين يعلمون انني منذ اكثر من اربعة اشهر دعوت في اليوم الاول الذي تبدأ فيه المهلة الدستورية وهو 25 ايلول الى جلسة، والآن دعوت الى جلسة ثانية، وبالتالي هذه المادة لم تعد تطبق الآن لأن شرط عدم الدعوة قد انتفى.

سئل: نص الدستور على انه اذا لم ينتخب خلفا للرئيس اميل لحود عندئذ تنتقل صلاحياته بالوكالة الى مجلس الوزراء، ونعلم ان المعارضة تعتبر ان الحكومة غير شرعية، فماذا سيحصل برأيك؟.
اجاب: في المبدأ مجلس الوزراء يستلم مهما رئاسة الجمهورية بالوكالة كما تفضلت، هذا عندما يكون هناك مجلس للوزراء وفقا للاصول، ووفقا للدستور.

سئل: المشاورات مع النائب سعد الحريري والتي توقفت بعد سفر كما هو الى الولايات المتحدة وانت الى سويسرا، متى ستستأنف وكيف تقرأ اتصاله بك من الولايات المتحدة في ذروة التراشق الكلامي بين المعارضة و 14 آذار على خلفية خطاب السيد حسن نصرالله الاخير؟
اجاب: اتمنى دائما ان يكون المشكل في لبنان هو مشكلا كلاميا. المهم الناحية العملية، وبفارغ الصبر، وفقا لما سمعته من الأخ سعد الحريري وما أسمعه الآن عبرك أيضا بفارغ الصبر للعودة لهذه المحادثات توصلا الى رئيس توافقي. إذا لم نتوصل الى رئيس توافقي أعتقد أن هذا بمثابة خيانة من كل اللبنانيين ومن كل السياسيين اللبنانيين الى كل لبنان.

سئل: ما رأيك بدعوة السيد نصر الله الى انتخاب رئيس للجمهورية عبر استفتاء لمرة واحدة إذا تعذر التوافق؟
أجاب: هذا رأي ليس كفرا، واستغرب أن يكون هناك ردود فعل ضد مثل هذا الكلام. الأخ السيد حسن نصر الله هو قائد وطني وله كل الحق في أن يقترح ما يراه مناسبا للانتهاء من الوضع القائم في لبنان. نقوم بهذا الاقتراح إذا كان هناك توافق عليه شيء وإذا لم يكن هناك توافق عليه شيء آخر. أليس له حق التقدم باقتراح؟

سئل: انقسام المسيحيين ألا ينعكس سلبا على المشاورات حول التوافق، البطريرك صفير لم يستطع أن يعقد اجتماعا للقيادات المعارضة والموالية المسيحية فاضطر الى الدعوة الى عقد اجتماعين منفصلين، ألا يؤثر ذلك سلبا على المشاورات؟
أجاب: لست على بينة بتفاصيل مثل هذه الدعوة ولكن أعتقد أن غبطة البطريرك بحكمته توسل اجتماعين منفصلين في بادىء الأمر على الأقل، ولا بد أن يستمع لهذا الفريق والى الفريق الآخر، وبعد ذلك يقرر ما يراه مناسبا من خلال ما يستخلصه من كلام الفريقين، لأنه أحيانا كثيرة أصعب من عدم العمل أن تدعو الى العمل وتفشل.

سئل: العلاقة مع وليد جنبلاط كادت تنزلق الى حافة الهاوية الصيف الماضي ولكنها لم تنزلق، لا هو انزلق ولا أنت انزلقت، ما هو سر شعرة معاوية بينك وبين ما سميته ذات يوم الحليف اللدود؟
أجاب: الصديق اللدود، هذا هو السر، الصديق يجعل معك ارتباطا واللدود يجعل معك تناقضا. كلمتان تعبران عن علاقتي بوليد جنبلاط.

سئل: النائب الحريري لم يشر خلال زياته الى واشنطن لا الى القرار 1559 ولا الى سلاح المقاومة، هل قرأت ذلك ايجابيا؟
أجاب: طبعا، طبعا، مثل هذه المواقف هي ايجابية لأن التوافق هو السيد لكل شيء وهو الذي يوصلنا الى كل ما نريده بالحوار وهذا الحوار بدأته منذ سنتين ولا يزال مستمرا بشكل أو بآخر.

سئل: قيل أن المشاورات مع الحريري طرح خلالها بعض الأسماء المتداولة لرئاسة الجمهورية؟
أجاب: لم نصل الى هذه المرحلة ولكن أعتقد أن الاسبوع المقبل بين 16 و 23 تشرين الأول أي بين الجلسة الحكمية لانتخاب اللجان النيابية والجلسة المدعو لها لانتخاب رئيس الجمهورية هو اسبوع حاسم ومصيري إذا وفقنا الله.

سئل: يعني ما زلت عند كلامك بعد خروجك من عند البطريرك صفير عندما قلت انه سيكون للبنان رئيس للجمهورية بنتخب بالتوافق قبل 24 تشرين الثاني المقبل؟
أجاب: الذي لم يعجبه هذا الكلام فليدلني على حل آخر. هل سمعت أن بلدا من دون رئيس؟.

سئل: قبل عام وعدت اللبنانيين بعيدية عندما التقينا بك في جنيف أيضا يوم حالت الظروف دون إعلانك العيدية، هل في الأجواء الآن ما يوحي بأنه ستكون هناك عيدية للبنانيين؟
أجاب: العيدية لا أملكها، لا أملك ثمنها وحدي، يملك ثمنها معي جميع القادة اللبنانيين، إذا شاركوني أنا حاضر لتقديم هذه العيدية، وإذا لم يشاركوني نكتفي بتبادل التهاني.

سئل: الحفاظ على سلاح المقاومة هل يدخل ضمن مواصفات الرئيس العتيد في حساباتك على الاقل دولة الرئيس؟
أجاب: كل موضوع يتعلق بسلاح المقاومة يجب أن يسأل عنه العدو الاسرائيلي ومن هو خلفه. بلدي لا يزال محتلا وطالما بلدي فيه شبر من الأرض محتلا سواء كان في مزارع شبعا أو تلال كفرشوبا أو في المياه، أو.. أو، لا أحد يسأل المحتل لماذا تقاوم، يسأل المحتل الذي يحتل لماذا أنت في هذا البلد؟ لبنان الذي لم يحمل الى العالم إلا الأحرف الأبجدية والذي لم يحمل الى العالم إلا الميثاق للأمم المتحدة ومشاركته في ميثاق الجامعة العربية وفي كل مناحي السلم في العالم. يسأل هذا السؤال للاسرائيليين ومن خلفهم.

سئل: راهنت دائما على تفاهم س- س أي سوريا والسعودية، هل سقط رهانك في ضوء العلاقات القائمة بين البلدين؟
أجاب: ما زلت عند رأيي، وإنني من هنا أناشد خصوصا المملكة العربية السعودية وجلالة الملك عبد الله والقيادة السورية، أقول لهم أن بلدي في خطر وان بلدي يمر بمرحلة دقيقة ودقيقة جدا، على الأقل لتكن مصالحة بينهما حول لبنان. أنا أتمناها مصالحة في جميع النواحي، ولكن خصوصا في هذا المنحى الآن لأنه الأكثر استعجالا والأكثر إلحاحا.

سئل: قلت ان مبادرتك لبنانية مئة بالمئة، الذين ينتقدونك يصرون على ان سوريا أوصت بالمبادرة، كيف ترد؟
أجاب: كانت مئة في المئة مبادرتي لبنانية، ليس فقط اقليميا بل دوليا واقليميا وداخليا. حتى داخل لبنان لم يعلم بها أحد ولم أستشر بها أحد سوى ضميري وربي لا أكثر ولا أقل، وهذا الكلام قلته علنا أمام مئات الآلاف في ذكرى إخفاء الامام القائد السيد موسى الصدر، فمن يريد أن يصدق كان به ومن لا يريد فلينتقدها وأنا مستعد أن أتراجع عن كلامي إكراما له.

وفي مقابلة أخرى مع التلفزيون الاوروبي NEWS EURO، قال الرئيس بري ردا على سؤال حول مشاركته في أعمال الاتحاد البرلماني الدولي: "البرلمان الدولي لا يشكل حجر الأساس في اللعبة الديمقراطية في العالم، مرات عديدة أسأل نفسي أو أبحث عن الديمقراطيات فلا أجد إلا حكومات، ومثلا أسأل السؤال التالي الآن:في هذا المؤتمر الذي يوجد فيه مئات المندوبين لماذا على سبيل المثال وليس الحصر-الكونغروس الاميركي غير ممثل؟ أنا أعلم أنه عندما كان الاتحاد السوفياتي قائما كان الكونغرس الاميركي يتمثل بـ 65 مندوبا في هذا المؤتمر، فلماذا الآن أصبح غير جدوى في الوقت الذي ألاحظ فيه ان الكونغرس الاميركي يتدخل حتى في الدول ويصدر توصيات وقرارات لدول في العالم.

قيل له: تقصدون العراق؟
أجاب: أقصد تماما العراق وخصوصا العراق، وأقصد خصوصا أيضا لبنان لأن هناك محاولات للتدخل في الشؤون اللبنانية، إذا حولنا اختصاصات المجالس النيابية الى مجلس الأمن والى المجالس الوطنية تصبح الديمقراطية كلها في حالة ضياع، بمعنى آخر ان الحكومات هي التي تأخذ الآن الديمقراطية كذريعة كي تنفذ مراميها في دول عديدة من العالم بينما كان المفروض أن تصدر القرارات من الشعوب التي تمثلها، وهذا السؤال طرحته هنا ولا من مجيب، وعندما زارتني رئيسة الكونغرس الاميركي سألتها لماذا لا تحضرون أعمال الاتحاد البرلماني الدولي وهل ستحضرين شخصيا، تعجبت وسجلت هذا الموضوع ولكننا نفتقد وجود أي ممثل للكونغرس هنا.

11-تشرين الأول-2007
استبيان