المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

آية الله فضل الله: هناك ضغوط أميركية لنشر الفوضى ومنع اللبنانيين من التوافق

وطنية - 11/10/2007

رأى آية الله السيد محمد حسين فضل الله في خطبة عيد الفطر السعيد التي يلقيها صبيحة يوم غد الجمعة ان الضغوط مستمرة على الساحة اللبنانية لمنع أي التقاء بين اللبنانيين، وبالتالي منع التوافق فيما بينهم، من خلال السياسة الأميركية التي تعمل على نشر الفتنة والفوضى في بلدهم، للضغط على مقاومته من جهة المطالبة بتخليها عن عناصر القوة التي تتحرك من أجل حماية لبنان كله، أو لتجعله قاعدة لتنفيذ ضغوطها على سوريا لدفعها في اتجاه اتخاذ مواقف تنازلية لمصلحة التسوية مع العدو أو لمصلحة المشاريع الاستكبارية التي تحاك للمنطقة بأسرها".

وأكد سماحته "أن عمق مشكلة العالم الإسلامي هي هذه الفوضى السياسية والأمنية التي فرضتها الإدارة الأميركية عليه وعلى شعوبه، باسم نشر الديموقراطية المزعومة، والحرب على الإرهاب، مستفيدة من كل نقاط الضعف التي يعانيها العرب والمسلمون، على الصعد السياسية والاجتماعية والثقافية والأمنية وما إلى ذلك، من دون أن يتحرك القائمون على شؤون المسلمين للدفاع عن حريتهم وأمنهم وكرامتهم".

أضاف آية الله فضل الله: "تتحرك اللعبة الأميركية لتستغل هذا الواقع المتحرك بالجريمة المتنوعة، ليستفيد منها الاحتلال في إرباك الأوضاع كلها. كل ذلك، إلى جانب التعقيدات السياسية العراقية الداخلية، التي تتحرك من خلالها المواقع الحزبية في تعقيداتها المطلبية، أو الطائفية، أو الشخصية، لتمنع تقدم العملية السياسية في العراق بما يربك واقع الاحتلال من الناحية السياسية، كما تربكه المقاومة من الناحية العسكرية والأمنية، ولم يستطع العراق، جراء كل ذلك، أن يصل إلى حال الاستقرار السياسي الذي يمكن أن يفتح له أفقا واسعا على الوحدة الوطنية، وعلى الحل الواقعي لمشاكله المعقدة. وتمتد المشكلة إلى الصراع الأميركي الداخلي، بين فئات الرأي العام الأمريكي، في مشروع الانسحاب من جهة، وفي تقسيم العراق من جهة ثانية، لأن التعقيد الأمني والسياسي الذي أصاب الإدارة الأميركية وبعض الأفرقاء السياسيين قد أدى إلى دخولها في مأزق لا تعرف كيف تخرج منه، إلا على حساب المستقبل العراقي لمصلحة الاستراتيجية الأميركية".

وتناول سماحته الوضع على الساحة الفلسطينية فقال: "لا تزال فلسطين الجرح النازف بألف ضحية وضحية، حيث لا يزال الاحتلال اليهودي العنصري يفرض نفسه على الشعب الفلسطيني، فيقتل ويقصف ويفجر ويذل ويحاصر، من دون أي احتجاج أو استنكار من الغرب كله، ومن أكثر العرب الذين يلهثون وراء السلام مع العدو من دون جدوى. ولعل قمة المأساة أن الفتنة الفلسطينية - الفلسطينية قد أدت إلى أن يقتل المسلم أخاه المسلم، وأن تتحرك الفتنة في أجواء الصلاة التي باتت تتحرك في إطار العصبيات الحزبية لا من أجل التقوى العبادية".

وأضاف: "وفي جانب آخر، لا تزال الضغوط السياسية تتحرك ضد إيران، في برنامجها النووي السلمي، في ظل تلويح أميركي بشبح الحرب الذي يمكن أن يدخل العالم الإسلامي في دائرة الاهتزاز المجنون على أكثر من صعيد، وفي إطار عمل دؤوب من قبل الإدارة الأمريكية على تعقيد علاقات الدول العربية بإيران، التي لا ترى عدوا إلا إسرائيل والاحتلال الأميركي وهيمنته على كل دول المنطقة".

وتابع: "إننا أمام ذلك ندعو الأمة الإسلامية إلى أن تعي حجم التحديات التي تعصف بها في هذا العصر، والتي بدا نذيرها من الاحتلال الجاثم على أكثر من بلد، ومن الفوضى التي تهدد معظم البلدان الأخرى، ومن شبح التقسيم الذي يتحرك بفعل العداوة المتأصلة للإسلام والمسلمين، ولا ينطلق من حالة سياسية طارئة".

وناشد آية الله فضل الله "أمتنا الإسلامية أن لا تخدع عما تملك من أوراق القوة، سواء أكانت قوة عسكرية، رسمية أو شعبية، أو قوة اقتصادية، بما تملكه من ثروات ومقدرات، أو قوة ثقافية بما تختزنه من عقول وأدمغة وتيارات، أو قوة حضارية بما يمكن أن تنفتح عليه في إسلامها وعروبتها؛ لأن كل الفتن التي تتحرك في داخل العالم الإسلامي، سواء أكانت مذهبية أم سياسية أم أمنية يراد لها أن تغشي أبصار المسلمين عن قضاياهم الكبرى التي تستلب بفعل غفلتهم عنها، وعن مستقبلهم الذي لا تحدده إرادتهم، بل تحركه خطط الأعداء، وعن تاريخهم الذي يصورهم أمة متأخرة في ركب الحضارات التي كان أجدادهم أصلها. إن علينا أن نعي أن عناصر وحدتنا هي أكبر من عناصر فرقتنا، وأن عناصر الوحدة هي تحول الاختلاف إلى تنوع وغنى، وأن العصبية هي التي تجعل عناصر الاختلاف تأكل عناصر الوحدة، فلا نعود نرى في إسلامنا، أو في قرآننا، أو في نبينا، أو في قبلتنا، أو في صلاتنا وزكاتنا وصومنا وحجنا، مظاهر تنمي روح التلاقي والمحبة والإلفة بين المسلمين. وإن على القائمين على شؤون المسلمين العامة أن يعوا أن الانخراط في معسكرات تحالف خارجية، وإبعاد الحلول عن عناصرها الواقعية الداخلية التي تنتمي إلى المجالين العربي والإسلامي، لن يصب إلا في خدمة مشاريع التقسيم والتفتيت والهيمنة والفتنة في المنطقة، والتي لن تبقى معها قوة لدولة، أو منصب لحاكم، أو هيبة لكيان".

وقال: "إننا من خلال ذلك نؤكد أن علينا أن نأخذ بأسباب القوة، في سياستنا وأمننا واقتصادنا وثقافتنا، لنملك الموقع القيادي في العالم، من موقع تأكيدنا لمعاني العز والكرامة والحرية في واقعنا وحركتنا وخططنا وطموحاتنا التي نملك الكثير من مقومات تحقيقها.

11-تشرين الأول-2007
استبيان