المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

عقد الانتصار: ملعبها يردد يومياً صدى ".. والله هي أوهن من بيت العنكبوت"

عن السيد وبنت جبيل.. "وما يوعدون"

علي الصغير
بنت جبيل، مدى التاريخ وعنوان حاضرته في هذا الجبل، منذ "بيت شمس" الرومانية، وقبل ذلك وبعده، وحتى "عاصمة المقاومة والتحرير" وبعد.
بنت جبيل التي ذاقت طعم الاحتلالات المتعاقبة في بعض فترات التاريخ، عرفت ايضا طعم النصر الاحلى في الكثير من الحقب، وان كان احلاها، التحرير في ايار من العام 2000، والذي زاده حلاوة وبهاء حضور صاحب العمامة السوداء، فكان ما كان، وبعد.
بنت جبيل وفلسطين، وامتداد ارض وناس، وليالي شرقية مقمرة، وسوق وخان وبيارات وبيادر، وسوالف عمر مضى من حيفا ويافا وطبريا، الى حوران وحمص وراشيا، الى اصاقع الارض. وبعد
بنت جبيل ونضال دامي منذ النكبة والنكسة والاجتياحات، اعراس حزينة، زغاريدها رصاص، وافراحها اتراح، وليل حالك، غصة ام، وبكاء طفل وتنهيدة شيخ، وقيود الى الاعناق، وبعد
بنت جبيل وعرس نصر، وزغردة نسوة، واغنيات خطت بالدماء، ولحن بلعلعات رصاص، وايار، عنب وتين وزيتون قبل اوانه، ازهار ورياحين، وسيد، وبعد.
للسيد نصر الله وبنت جبيل، قصص طويلة، حبكت بالرصاص، عن المقاومة والنضال، عن مقاومين وشهداء، عن عذابات ودماء، قصص الالهية، قصاصها رجال سقطوا على طريق تحرير فلسطين والجنوب والاسرى، منذ بداية القضية وحتى اطلق الوعد وصدقه، وبعد.
في بنت جبيل، عند عمامة السيد حسن نصر الله تنتهي حكاية، وتبدأ حكايا.
23 ايار 2000، بيت ياحون وفجر، فاذان وصلاة، سيارات ومواكب، ودروب طالت بطول ايام الاحتلال وسنواته، دروب اكلتها السنون كما اكلها النسيان الا من ذاكرة قلة، هنا المعبر كان، وهنا عملية الاسيرين، هنا كونين، وصف الهوا وموقع الـ 17، وهنا بنت جبيل، الساحة وزغاريد، دبكة ونثر ارز، وعناق بطول الفراق، وتكبيرات العيد، وحرية.
26 ايار 2000، ورايات صفر، لونت سطوح المنازل في القرى المحررة، وقرى ضجت بأهلها، وقلوب تسير على غير هدى، في الحارات والحقول، في دساكر الازقة، بين الالغام، قلوب سارت وطارت وسبحت في فضاءات النصر، وخبر.
ما الخبر، الأمين العام لحزب الله في بنت جبيل، ووجوه ما عادت تتسع للبسمات، للضحكات، وعيون اغرقها الدمع، وصلوات، قلوب مفتوحة للاتي ودعوات، ضاقت بنت جبيل بالقادمين وهي التي اتسع نصرها ليغطي فضاءات الكون، ما عادت تتسع لكل تلك القلوب، لكل هذا الشوق، لكل هذا النصر.
نصران في يومين، سيد حرر ارض واحتل قلوب ولازال، فغصت الحشود في ضيق المكان على اتساعه، وصل، شق الصفوف، اعتلى المنبر، خطب، هنأ، تذكر واهدى، هدد وتوعد، وبنت جبيل "عاصمة المقاومة والتحرير"، واسرائيل "اوهن من بيت العنكبوت".هذا هو المشهد المثالي الذي أذهل العالم ، أنتم الآن هنا بنت جبيل آمنون سعداء، وهم على امتداد مستعمرات شمال فلسطين المحتلة خائفون ومرتعبون أمام المستقبل المجهول...
وكانت بداية جديدة لبنت جبيل واهلها، من بيعة اعطيت طوعا، بيعة قلوب وارواح، فتلونت بنت جبيل بفرحها، وافتخرت بلقبها الجديد على كل القابها السابقة، وصارت عنوانا ثابتا للمقاومة، كما عنونها العدو مطلبا للثأر بحثا عن عزته المفقودة على اعتابها.
وسنوات بعدها تمر، وفي كل 25 ايار جديد، ذكرى، وحرارة شوق، وامل لقاء، للاتي، من القلوب التي ما غادرها، تتبعه اينما حل، من بيروت الى البقاع والى ساحات الجنوب الاقرب، تتبعه في كل ذكرى، بفرحها وحزنها، في النصر، وعاشوراء، في القدس وذكراها، في الاكفان والكاظميين وفي كل ذكرى. وبعد
25 ايار 2005، موعد ثابت ولقاء جديد، وشوق لم تزده السنوات الا حرارة، وعادت الروح الى وجوه اضناها الانتظار، فارتسمت البسمة ثانية، وارتفعت القبضات، اعلى واقوى، مع اطياف "اكثر من 20 الف صاروخ"، جعلت "اراضي شمال فلسطين المحتلة تحت اقدام مجاهدي اخوانكم وابناءكم في المقاومة الاسلامية".
لبنت جبيل والسيد موعد ولقاء في كل خطاب ومقابلة، يستذكر فيه خطابه الاول، الذي رسم معلم المراحل المقبلة، "في خطاب بنت جبيل، قلت ...."، عبارة الفها البنت جبيليون من لسان السيد، ينتظرونها في كل لقاء كأنها تقال للمرة الاولى، في كل مرة يرددها لها وقعها في القلوب.
تموز 2006، والوعد الذي صدق، ورجال صدقوا ما عاهدوا، من عيتا الشعب الى عيناتا وعيترون، ومارون الراس بعليائها، الى بنت جبيل التي اراد العدو ان يسترد فيها كرامته التي انكسرت في ايار 2000، واين افضل منها برمزيتها لاستعادة تلك الصورة، 33 يوما، بحث خلالها عن اي نصر، عند اي زاوية في بنت جبيل فلم يجده، عند اي طرف او تل مطل فلم يجده، هناك وجد فقط، خالد وراني وابو طعام، وشهداء اذاقوه مرارة الهزيمة لمرات ومرات وذاقوا طعم الشهداة لمرة ابدية. وبعد
ومرة ثالثة وان كانت عبرة شاشة، الا ان للخطاب نكهته وحلاوته، عن ارض مربع التحرير اطل، يحمل عبق النصر الالهي، ويرسم خطوط الفصل الاخير من الصراع، وينذر بالصبح، اليس الصبح بقريب.
هذه بعض الحكايا، بين بنت جبيل والسيد، تتمتها قادمة، ونهايتها يرسمها الصبح الاتي، يرسمها وعد صدق، ويلونها وعد الاخرة، وبعد.
السيد في بنت جبيل مع كل طلة شمس.. ومع كل نصر .
21-أيار-2010

تعليقات الزوار

استبيان