المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

العماد عون: هل يعقل ان يكون لدينا نظام حكم يقسم اللبناني ويشجع على التصادم بدل من ان يشجع على الوفاق؟


وطنية - 13/10/2007
لمناسبة ذكرى 13 تشرين الاول، استقبل رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون صباحا في دارته في الرابية، وفدا من عائلات شهداء الجيش اللبناني ومن المفقودين في السجون السورية، في حضور اللواءين عصام ابو جمرا وادغار معلوف.

وخاطب العماد عون الاهالي قائلا: "اليوم مناسبة تاريخية مهمة في تاريخ لبنان، اهلا بكم في هذه المناسبة، اليوم يختلط شعورنا بين الحزن الذي تولده فينا الذكرى لاننا فقدنا اشخاصا اعزاء علينا وصورهم تبقى في ذهننا، صور شباب كانوا يقاتلون من اجل لبنان وكرامته. هؤلاء شهداء ساحة الشرف، لم يغدروا بالشوارع ولا بأي مكان ثان، بل استشهدوا بملء ارادتهم للمواجهة وسقطوا في المعركة. الحزن ممزوج بالفخر والاعتزاز، واتت التعزية في اننا رجعنا استقلال وسيادة لبنان، وكانوا هم الوقود الذي اعطانا القوة خلال 15 سنة لنناضل بثبات لنرد حقوقنا المهدورة من 13 تشرين، في يومها قلنا كلمة، اكدها الوقت الحالي، قلنا ان 13 تشرين خسارة دون ندم وذل الرابحين".

وأضاف: "الذين ربحوا في وقتها هم ذليلون، هم اليوم يشتمون الذين هم انبطحوا امامهم، كلهم اضطروا ان يشتموا سوريا ويهاجمونها. بينما نحن كنا نواجه سوريا واقفين، استقبلوها هم راكعين ومنبطحين، واليوم هم يزايدون علينا، ويتساءلون لماذا لا نشتمها بعد ان تركت لبنان. اليوم بعد 17 سنة انظروا اين وصلوا هم واين نحن، نحن أنهينا معركتنا بتحرير لبنان، اما هم فقد بدأت معركتهم مع أنفسهم وهم يفتشون عن براءة ذمة، ولماذا ارتكبوا هذا الخطأ الكبير في 13 تشرين وكانوا من جهة الذين اجتاحوا لبنان يومها يزايدون علينا لانهم شعروا بالنقص وبالذنب لانهم يحتاجون الى غطاء".

أضاف: "نحن في الجيش نعرف ان لكل معركة هدف، كانت معركة لتحرير لبنان وقد حررناه وانتهت هنا المعركة، نحن بلد لديه حجم ولديه اهداف. حققنا هدفنا وعلينا ان نلتزم في حدودنا، ولا نزايد لنجلب مصائب ثانية الى وطننا، لا نزايد لان نقسم شعبنا، كيف سندافع عن لبنان الذين حررناه وأرجعنا له استقلاله وحريته، هل هو في استمرار النزاع الداخلي او بمصالحة اللبنانيين بين بعضهم كي يكون اللبناني مطمئن بمصالحة اللبنانيين بين بعضهم كي يكون اللبناني مطمئن ومحترم على كل ارض وطنه ان في الجنوب، الشمال في البقاع وفي اي بقعة من لبنان".

وتابع: "هل يعقل ان يكون لدينا نظام حكم يقسم اللبناني ويشجع على التصادم، بدل من ان يشجع على الوفاق بعد معركة طويلة عمرها 40 سنة وتركت جروح، ولكن اذا ما تعالينا على جروحنا وتصالحنا وانفتحنا، هل نستطيع بناء المستقبل؟ لا نستطيع ان نكمل بذهنية ال 15 سنة بتربية اجيال ومن ثم نقتلها او نهجرها؟".

وتابع: "يجب ان نعرف كيف نضع الحدود، فلا يوجد أصعب من خسارة الابن او الاخ او الزوج، الحروب عمت بلاد العالم جميعها، ولا نزور مدينة الا ونرى نصبا تذكاريا للشهداء، ولكن في النتيجة توصلوا الى التفاهم لبناء السلام ولبناء المستقبل، لانه علينا ان نتذكر دائما وشهدائنا واحبائنا الذين فقدناهم ولكن نريد ان نعيش مع الاحياء ونريد بناء مستقبلهم لنبني مستقبل لبنان الذين استشهدوا من اجله كل هؤلاءالابطال، يجب ان نتخطى الصعوبة، يجب الا ننسى الماضي وما حصل، لاننا اذا لم نتذكر فسنعود الى نفس الخطأ وسنخسر عزيز ثاني علينا، ويمكن ايضا ان يكون في المقابل اشخاص نخسرها، وكي نحد خسارتنا يجب ان نتذكر الماضي، والا نكرره ولكن يجب الا نبقى عائشين في الماضي هذا هو المطلوب في كل ذكرى. اليوم هو المفصل التاريخي في حياة لبنان، وقد حاولوا في 15 سنة ان نعود الى نقطة الصفر ونتمنى بعدها الا يعود التفكير الاعوج يتحكم بعقول البعض لان الذي نراه اليوم غريب عن تقاليدنا".

وتابع: "هناك فئة جديدة تمارس نفس الاخطاء التي تمارست في لبنان سياسيا وكأنها تعد الى صدام آخر . اليوم يكبرون التهم على بعضهم البعض ويحضرون الصدامات ويتهمون الابرياء لذلك انكروا علينا حقنا عندما قلنا نريد ان ندافع عن أنفسنا، لماذا قلنا هذا لاننا رأينا ماذا هناك في المقابل اشياء سيئة جدا ولكن بكفاءة وجدارة وسهر القوى المسلحة التي هي القوة الوحيدة التي يجب ان تكون على الاراضي اللبنانية، لا احد يستطيع ان يصل الى مبتغاه لينال من امن الوطن وامن امنكم، او من امن اي انسان مقيم على الاراضي اللبنانية. منذ الامس القريب لقد مررنا بتجربة قاسية جدا في نهر البارد، وقد استبسل جيشنا بوسائله العادية، لقد قاتل جنودنا بشجاعتهم واجسادهم وليس بالوسائل التي كانوا يملكونها. ان شاء الله هذه التجربة تكون عبرة ولا تتكرر، ولكن اذا تكررت يجب ان يكون جيشنا محضر تقنيا وتجهيزيا اكثر ليستطيع القيام بمهمته بفاعلية وبسرعة".

وقال: "واذا تكلمنا عن شهدائنا في هذا اليوم، هناك اشخاص لا نعرف اذا كانوا شهداء ولا نعرف اذا كانوا احياء، هم المفقودون الموجودون خارج لبنان، ويمكن ان يكونوا قيد الاعتقال في دول مجاورة. لدينا لبنانيين مهجرين في اسرائيل نزحوا سنة 2000، هناك اشخاص مهجرين منذ 25 سنة في قلب لبنان وهؤلاء جرح .نعلم ايضا ان المهجر يجلس ويرى ما زرعه يكبر ولا يستطيع الحصول على ما زرعه، هنا لا سوريا ولا اسرائيل ولا السعودية واميركا، فلماذا لا يعود الى ارضه، كلنا اولاد ارض ونعرف قيمة الشجرة لولا ان هناك تقصير فاضح ومكشوف وغايات مبيتة عند الحكومات المسؤولة التي توالت على الحكم ولا زالت موجودة لغاية اليوم لكانت 90% من المشاكل قد انتهت، ولكنهم يعالجون المشكلة بمشكلة ثانية ولا جريمة تمحى آثارها ولا جرح يضمد، بل يزيد مع مرور الوقت".

وتمنى النائب عون في هذه المناسبة "ان تكون الازمة التي نمر فيها طارئة علينا، مناسبة للتفكير والتأمل ليس فقد عند الذين فقدوا احبائهم بل عند المسؤولين والذين يمارسون الحكم اليوم كي يعودوا الى الضمير، ليفكروا بالحقوق المهدورة التي يجب ان تعود، وليس بالحقوق التي تهدر والتي اليوم ايضا تهدر. فليوقفوا هدر الحقوق وهدر الدم وهدر الارواح وليكونوا نموذجا صالحا للعدالة واعطاء الحقوق لاصحابها. لتكن هذه المناسبة نقطة انطلاق لتأخذ كل معانيها التاريخية، معاني الشهادة وكل يوم يسقط لدينا شهيد يكرم، وهذا حق. ولكن الشهادة لا تقف عند احد او عند 10، بل هناك الوف الشهداء الذين سقطوا على مدى ال 40 سنة الاخيرة اذا لم اذكر السنوات السابقة".

وقال: "الوطن عاش ويعيش على الشهادة، وكلها لها نفس المعنى اي المحافظة على الكيان والقيم وتراثنا وثقافتنا، وهي رسالة مستمرة يدفعها المواطن الحر والشجاع ولكن علينا ان نثمنها ونعطيها قيمتها ونترجمها لطمأنينة المجتمع والعدالة والحرية والازدهار".

اسئلة واجوبة
سئل: هناك معتقلون في السجون السورية ما هو مصيرهم؟ اجاب: "احمل المسؤوليات للحكومات اللبنانية التي تعاقبت منذ 1990 لهذه اللحظة لانها كانت على تنسيق تام مع الحكومة السورية وما زال هناك لجنة مكلفة بالمتابعة لم تقم بواجباتها".

سئل: الى متى سنبقى هكذا؟ اجاب: "نحن نريد ان نصل الى حل، انتم تعرفون اننا بقينا على صلة مع اهالي المفقودين طيلة فترة المنفى، وقد سعينا دائما الى القيام بلقاءات مع الاتحاد الاوروبي ومع الولايات المتحدة ونحن نعطيهم قوة الدفع".

سئل: ولكن الى متى سنصبر؟ اجاب: "كي يتغير هذا الحكم وهذا النظام البشع المسؤول عن الاعتقال في سوريا، ومن الموجودين في سوريا سلمته السلطات، واليوم هناك قسم في السلطة لا يريد ان تحل هذه المشكلة، هذه هي الحقيقة التي يجب ان يعرفها كل اللبنانيون، ثم عندما سنأخذ لائحة اسماء الى سوريا سيقولون لنا ليس لدينا هذه الاسماء، لذا يجب ان يكون سلطة ثانية لتثبت انهم هناك، من هي هذه السلطة؟ اليست الحكومة اللبنانية؟ ثم انهم يجب ان يقوموا بتحقيق لمعرفة اي حزب خطفهم ووضعهم في ايدي السلطة السورية، هذه الحكومات من 1990 الى اليوم كانت على علم بكل هذه التفاصيل ولم تتحرك ساكنا، اليوم كلهم "قبضايات " فليكملوا مراجلهم وليأتوا بهم او يقولوا لنا اذا استشهدوا".

سئل: انهم احياء واللجنات التي تشكلت من قبل الحكومة تسألنا عما نقوم به؟ اجاب: "هناك 17 جريمة جديدة، وفي ظل حكومة الاستقلال وثورة الارز، هل عرفت جريمة ما او كشفت؟ هناك تقصير متماد اولا بعدم الملاحقة، ثم بعدم حماية المواطنين او بكشف المجرمين، ثم يتهموننا بالمسؤولية".

سئل: ما هو تعليقكم على الكلام الذي سمعناه امس من اقطاب الموالاة، لا سيما الدكتور سمير جعجع؟ اجاب: "اليوم موضوعنا 13 تشرين وليس الموضوع السياسي".

سئل: نحن كعائلات شهداء، ماذا يستطيع العماد عون ان يقوم من اجلنا، نحن لا نريد مالا لان المؤسسة العسكرية تقوم بواجبها انما على المستوى المعنوي؟ اجاب: "كل ما تريدون ان اقدمه واستطيع عليه فاقدمه. اسمع في بعض الاحيان اقوال وشائعات بان العماد عون لا يستقبل اهالي الشهداء، فهناك شائعات كثيرة ليشوشوا على العلاقة بيني وبينكم، هل طلب احد منكم موعدا، ولم اعطه. انني استقبل عائلة شهيد اولا ومن ثم كل المسؤولين في الدولة. انا اولا ابن المؤسسة التي تعطي مجانا اعيش حالة استثنائية، لقد انتقلت من عالم كنا نعطي فيه كل شيء ومجانا الى اشخاص تتلاقى معهم وهم في مواقع يتاجروا بدماء الشهداء وهذه حالة نفسية صعبة اعيشها كل يوم".

سئل: هناك عائلات شهداء يطالبون من العماد عون ان يزورهم فلماذا لا تقوم بهذه الخطوة؟ اجاب: "اولا هناك عامل الوقت الذي فقط غلبني في الحياة، فليس اكثر من 24 ساعة في اليوم للاسف. ثم لا استطيع ان ازور المناطق. لقد كنت اود عندما عدت الى الوطن ان اتفقد كل الشعب الذي احب في كل المناطق اللبنانية، ولقد اشتقنا الى المشاهد الطبيعية ايضا، ولكن لم نستطع ان نخرج من المكان الذي حبسنا نفسنا فيه، لاننا نرى ان الحكومة لم تحم نفسها وهي سجنت نفسها ضمن العاصمة، والنواب سجناء في فندق. المؤسف المبكي ان الحكومة تصرخ وتريد ان يحميها احد ولكن ممن تريد الحماية، لغاية الآن لا نعرف وهي تتهم كل الناس".

سئل: هل معقول ان الشهداء الذين قتلوا في نهر البارد سيكون مصيرهم مثل الذين قتلوا في الضنية او عمشيت؟ اجاب: "هناك قيم لا تحترم ويجب ان يكون هناك تصحيحات كثيرة على الصعيد التربوي وعلى مستوى الوطن، كل الامور تختلط ببعضها وليس هناك من شجاعة ادبية عند اي مسؤول ليقف ويدل على طريق الحق، ما نراه اليوم ضئيل امام ما هو مستور، آمل ان تكشف الحقائق في وقت قريب، وثلاثة ارباع الحرب المسلطة علي، سببها انني افتش عن حقائق لا احد يرغب في ان تكشف غيركم ".

سئل: هل يمكننا ان نطالب بيوم حوار وطني من اهل الشهداء الذين ماتوا في مثل هذا اليوم وفي نهر البارد، هناك زيادين ماتوا وقد اعلنوا يوم حداد؟ اجاب: "الاستشهاد ليس لبقاء الحكومة بل لبقاء الوطن، فالعقوبة التي استقبل فيها الشعب اللبناني جيشه افضل من اي تكريم رسمي، هذا يأتي من القلب وهذا جزء من التعزية فالاعتراف بالجميل والوفاء تخفف من وطأة الالم".

سئل: هل تطمئن اللبناني انه لن يكون 13 تشرين ثاني؟ اجاب: "لا استطيع ان اضمن كل الموجودين على الساحة اللبنانية وكلهم يملكون السلاح اكثر منا، والتي استطيع ان اضمن موقف يكافح آخر لحظة لكي لا يؤذي اي لبناني فانتم تعرفون مواقفي وكل المخارج الذي اقترحها كل الاقتراحات ليس فيها ضربة كف، بل كلها تحترم القوانين اللبنانية وليس فيها اي تصادم. في النتيجة السلام لا يبنى بارادة فرد بل بارادة المجموعة، شخص واحد يستطيع ان يفرض الحرب ولكن ليتم السلام يجب ان يتمناه الجميع، نحن نؤكد على ارادة احترام حقوق الآخرين. وحقوق الآخرين هي نفسها التي نقرها لأنفسنا من حرية المعتقد لحرية تعبير لحرية الاختلاف. نحن نقبل نقيضنا وهذا حق الاختلاف على اساس ان يقبلنا النقيض. هذه هي شريعة السلام في المجتمع ولكن من يعترف بها. اعادة ثقافة السلام والتفاهم في المجتمع اللبناني هي الاهم، نرى اليوم ظاهرة غريبة، اشخاص تشجع التصادم والعنف ويضعوا شروطا وتهديدات، كما لو ان لغة الحوار والتفاهم مفقودة هذه لغة الفوقية. اريد ان اطمئنكم ان الديموقراطية ستنتصر بالطرق السلمية، وليس الارادات الفوقية التي تعتمد على القوة فستتحطم لانه لا يمكن للحقد والكراهية ولا العنف ان يستمروا في لبنان، وهذا وعد اتمنى ان يتحقق في وقت قريب".

سئل: هل تعدنا اذا استلمت الحكم ان تكون اول قضية هي قضية المفقودين ؟ اجاب: "تطلبين وعدا، ولكن هل تتذكرين اول مرة تحدثت في مجلس النواب بماذا طالبت بالمفقودين، بالمهجرين باللاجئين، لقد تحدثت عن تخفيف المعاناة وعذابات اللبنانيين وعن انهاء المشاكل البشرية. فانا ابن المؤسسة التي قدمت اكثر شهداء للوطن. وانا موجود في الميدان منذ سنة 1967 ولقد عايشت كل هذه المآسي وكل شهيد له صورة واعرف ما معنى الوجع وكل مفقود شهيد دائم".

سئل: نحن من جبيل ونحن نخاف كل يوم لاننا نلاحق وما من بطريرك يدافع عنا بل هو يدافع عن مسيحيي الاكثرية علما اننا نحن الاكثرية وهو لا يأبه بنا فكيف تطمئننا؟ اجاب: "لا، لا تقولوا ان البطريرك لا يأبه لكم، البطريرك يصلي للجميع".

سئل: ولكننا نحن خائفون وملاحقون في جبيل وهو لا يميل الا لمسيحيي الموالاة؟ اجاب: "لا تنسوا لما جاء المسيح الى الارض، اليس من اجل الخراف الضالة"؟

سئل: اعطنا وعدا ان تكرم اولادنا الشهداء يوما واحدا اذا اتيت رئيسا للجمهورية؟ اجاب: "حتى ولو لم آت رئيسا فسوف اطالب لكم بذلك".

13-تشرين الأول-2007
استبيان