المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

الشيخ قبلان حذّر من الانزلاق في فتنة التقسيم: لا نقبل برئيس يدير الازمة ونرفض بشدة منطق انتخاب رئيس كيفما اتفق

وطنية - 13/10/2007
أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان صلاة عيد الفطر في قاعة الوحدة الوطنية في مقر المجلس، وألقى خطبة العيد قال فيها: "في صبيحة هذا اليوم يطل علينا عيد شهر رمضان شهر الخير والبركة والإيمان والتوبة والعتق من النار، هذا الشهر الذي قضاه الصائم في ضيافة الله يحمل في طياته معان كبيرة وأهداف سامية علينا ان نعيشها بكل مسؤولية وصدقية".

وتابع: "إن الصوم عبادة قديمة منذ خلق الله الخلق وارسل الانبياء والرسل وكلفهم بالدعوة الى طاعة الله ليبقى هذا الانسان مشدودا الى فطرته واصالته وجذوره، ولقد قال تعالى: "يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"، فالتقوى هي أهم هدف للصوم، وهي تحصن الإنسان من المآرب والأخطاء وعندما يتحصن الانسان بتقوى الله فانه يجسد هدف وجوده فيكون خليفة الله على الأرض يأتمر بأوامر الله ويبتعد عن نواهيه ويسير بمنهاجه، لان الإنسان من دون تدين لا قيمة له ولا معنى".

اضاف: "ايها الأخوة ان هذا العيد يتوج صيامنا وهو عيد يجمع ولا يفرق يتعاون الناس فيه على الخير ويتصافحون ويتسامحون، فعلى جميع المؤمنين الصائمين ان يحفظوا مقاصد هذا الشهر بالحفاظ على قيمه وعطاءاته ومعنوياته، فشهر رمضان خزين للتقوى والورع، وللعطاء ولعمل الخير، فعندما نختزن في شهر رمضان هذه المعنويات وهذه القيم وهذه الاداب والتربية فإنها تعطينا الدعم لحياة فضلى وأيام سعيدة ومستقبل باهر. هذا الشهر زاد التقوى، والابتعاد عن كل الشهوات والمحرمات يبلور شخصيتنا ويصفى أنفسنا وينقي عقولنا ويهذب جوارحنا، لذا فان اهلنا مطالبون بان يحفظوا ايجابيات هذا الشهر ومعنوياته ولا ينزلقوا في المهاوي الخطيرة التي تبعدنا عن معالم ديننا وأسس مبادئنا وقيم أخلاقنا، ما يفرض علينا ان نتعاطى مع الجميع بأسلوب مميز فيه ثقة وتعاون وتسامح وإصلاح وخير عميم، وان نبتعد عن كل فظاظة وغلظة وقسوة، فالمؤمن خير باذل كريم جواد يعمل لمرضاة الله وعبادته، ولقد اجتمعنا في هذا الشهر لنخلص أنفسنا من التبعات والامراض والخلافات ومن كل إساءة، فعلينا ان نحفظ هذا الشهر بعد انتهائه لنبقى في حصانة وخير".

وقال: "ايها الأخوة اجعلوا من يوم عيدكم مناسبة لتجديد الإيمان ومعاهدة الله تعالى على ترك المعاصي والتوبة اليه بإخلاص لتكون ايامكم صياما دائما عن المحرمات والمعاصي وتكون كلها اعيادا كما قال الامام علي (ع) : "كل يوم لا يعصى فيه الله فهو عيد". ايها المؤمنون توجوا صيامكم بالعمل الصالح وجسدوا معاني الصوم في الدعوة الى الخير ومساعدة الفقراء والمحتاجين وبر الوالدين وكونوا من أصحاب الايادي المباركة الذين قال الله فيهم "أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون".

وقال: "ايها المؤمنون اجعلوا صدقاتكم موردا للتقرب الى الله تعالى وبابا لإدخال السرور الى قلوب الاخرين، فالصدقة تدفع البلاء وقبول الصوم مشروط بدفع زكاة الفطرة، ولقد قال رسول الله (ص): "صوم رمضان معلق بين السماء والأرض لا يرفع الا بصدقة الفطر. ايها الاخوة ان الصوم ينمي في ذات الإنسان نزعة الخير ويغرس في نفسه فضيلة التعاون مع الآخرين ويرفدنا بالقيم السامية التي تضعنا على جادة الاستقامة والفلاح فننمي روحية الصوم، من هنا ندعو جميع اللبنانيين الى التعاطي مع قضاياهم الوطنية بروح الاخوة والتعاون التي تحتم عليهم ان يقاربوا الاستحقاق الرئاسي من موقع الحرص على إنقاذ لبنان واختيار رئيس جديد يجمع في شخصه ميزة الاعتدال والنزاهة والحكمة، رئيس تملكه نزعة الخير وحب الوطن. فنحن نريد ان يكون هذا الرئيس أمينا على الوطن واهله يضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار ولا يتوانى عن القيام بمسؤولياته وواجباته الوطنية في الدفاع عن سيادة واستقلال لبنان وحماية مؤسساته وشعبه وحفظ مقاومة لبنان التي حفظت الأرض والشعب والمؤسسات بتضحيات رجالها ودماء شهدائها وصبر مجاهديها واحتضان شعبها لها ودعم الجيش الوطني لها. وهنا ننوه بتضحيات هذا الجيش الباسل وبحكمة قائده" .

وتابع: "ان أولى الأوليات لنجاح الرئيس الجديد في مهامه ان يجمع حوله غالبية اللبنانيين فيكون موضع إجماعهم وتوافقهم، لذلك نؤكد ضرورة انتخاب الرئيس وفق الاصول الدستورية، لاننا نريد رئيسا يسهم في شكل فاعل في حل الأزمات السياسية فيكون رئيس حل قادر على إنقاذ لبنان ولا نقبل برئيس يدير الأزمة ويمدد عمرها. ايها الاخوة، ان لبنان قادم على استحقاقات كبيرة، تحتم على اللبنانيين ان يرحموا هذا البلد ويتعاطوا معه بصدق ويتعاونوا في ما بينهم بثقة متبادلة ، فالاستحقاق الرئاسي مطلب وطني وإقليمي ودولي وعندما ننتخب رئيسا للجمهورية باختيارنا وبصناعة لبنانية وبزخم لبناني ، فإننا نكون قد أزحنا عن كاهل الشعب اللبناني عبء الخلافات والمشاكل، ان الفرص والمناخات الموجودة مؤاتية للحل وعلينا ان نغتنمها فنتحاور ونتواصل ، ونطالب السادة النواب بالاستجابة والتعاطي بايجابية كاملة مع مبادرة الرئيس نبيه بري الوفاقية التي نرى فيها فرصة ذهبية لا يجوز التهاون والتخاذل في التعاطي معها. ونحن لنا ثقة كبيرة بمناقبية نوابنا على إنجاز الانتخابات في موعدها وأطرها الدستورية بما يحقق التوافق بين اللبنانيين..ونتمنى ان تصل مبادرة بكركي الى نتيجة ايجابية فالمطلوب منا دائما وابدا ان نبقى في خط المساواة ونبتعد عن الإشكالات وعقد الماضي الأليم ، وحان لنا جميعا ان نرجع عن الخطأ لان الرجوع عن الخطأ فضيلة ، فلبنان بحاجة الى نجدة لبنانية وبحاجة الى صناعة رئيس لبناني يعمل للمصلحة الوطنية، ومن يدعمنا على الخير جزاه الله خيرا ومن يريد ان يزيد في الطين بلة نطالبه بالابتعاد عن ساحتنا، لبنان يجب ان يحفظ برئيس مميز وصالح لا طمع له في مال او كرسي ويكون همه الوحيد ان يخدم لبنان ويتعاون مع جميع اللبنانيين فينفتح على الجميع وعلى محيطه والدول الباقية لان لبنان نقطة محورية في المنطقة".

اضاف: "اننا ايها الاخوة نريد رئيسا لكل لبنان من شماله الى جنوبه محتضنا كل طوائفه ولا يكون حكرا على طائفة او جهة او منطقة معينة، لذلك نرفض بشدة منطق انتخاب رئيس كيفما اتفق لاننا لا نقبل ان يصبح مصير بلدنا عرضة للمصالح الضيقة والأهواء المنحرفة تتجاذبه نزعات التقسيم والشرذمة التي تتهدد المنطقة، ايها اللبنانيون اعلموا ان مستقبل بلدكم رهن توجهاتكم ومواقفكم فإذا اردتم خلاص بلدكم عليكم بالتوافق والتلاقي والتعاون لانقاذه، فلبنان لا يقوم من كبوته الا بتعاون بنيه والتفافهم حول المؤسسات واحتكامهم الى الدستور والمحافظة على المؤسسات" .

وختم: "ايها اللبنانيون اعلموا ان المؤامرات كبيرة وهي تتهدد بلادنا وامتنا وشعوبنا ورياح التقسيم تهب من العراق لتنتقل عدواها إلينا، فحذار ان ننزلق في فتنة التقسيم عن قصد او عن غير قصد، لان التقسيم في العراق مشروع استعماري خطير يستحضر الشر والفتن إلى كل دول المنطقة. من هنا نناشد العراقيين والفلسطينيين واللبنانيين ومن خلالهم كل الدول العربية والإسلامية الى التقارب وتعزيز التضامن العربي والإسلامي لنقف جميعا عربا ومسلمين في وجه محاولات الشرذمة والتقسيم. وندعو العراقيين والفلسطينيين الى وعي المؤامرة التي تستهدف بلادهم ومواجهتها بروح الاخوة والتعاون و التشاور وتحصين وحدتهم الوطنية وعدم السماح لعناصر الفتنة بالتسلل الى صفوفهم.

اللهم تقبل من المؤمنين أعمالهم ومن الصائمين صيامهم والعاملين صالح أعمالهم واجعلنا ممن يستمعون القول ويتبعون أحسنه واغفر اللهم للمسلمين والمؤمنين والمؤمنات وتابع بيننا وبينهم بالخيرات، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وكل عام وانتم في خير".

13-تشرين الأول-2007
استبيان