المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

الشيخ قاسم في أسبوع الشهيد عسيلي: لا نحصل على أسرانا إلا بالموقف والقتال والأسر المقابل والانتخاب بالنصف + 1 يعني الفتنة

21/10/2007
أقام حزب الله احتفالا تأبينيا لمناسبة ذكرى اسبوع المقاوم الشهيد محمد عسيلي الذي تم تحرير رفاته في عملية التبادل الاخيرة، في المعهد الفني الإسلامي، في حضور ممثل رئيس الجمهورية العماد اميل لحود وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ، الوزير المستقيل محمد فنيش، النواب: علي حسن خليل، علي عمار وأمين شري، النائب السابق زاهر الخطيب، نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، ممثل منظمة التحرير الفلسطينية عباس زكي، ممثل عن التيار الوطني الحر وحشد من الشخصيات والعلماء.

الشيخ قاسم
وألقى الشيخ قاسم كلمة قال فيها: "المشكلة في لبنان من إسرائيل ومن يوآزرها وليست المشكلة من المقاومة، فالمقاومة عمل دفاعي وردة فعل على العدوان الإسرائيلي، وبالتالي من أراد العلاج عليه أن يبدأ بالمشكلة وعليه أن يحل مشكلة الخطر الإسرائيلي، والاعتداء الإسرائيلي. ليست البداية من سلاح المقاومة، وليست البداية من المقاومة، لأن المقاومة وسلاحها صنعوا قوة لبنان وعزته، ونحن لن نتخلى عن قوة لبنان وعزته، تعالوا نفتش معا كيف نقوي هذه العزة وهذه القوة".

أضاف: "حاول البعض في لبنان أن يثيروا قضايا لها علاقة بقوة المقاومة، ظنا منهم أننا سنخاف ونخجل، نحن لن نخجل ولن نختبئ من قوة مقاومتنا وجهوزيتها، وسنبقى كذلك إلى الأمام، وسنعمل لأن نكون في الخط المتقدم في مواجهة الوصاية والعدوان. ونعتبر أن المرحلة لا زالت تتطلب قوة وجهوزية للمقاومة ونحن كذلك وسنكون كذلك إن شاء الله تعالى، لأن بعض التصريحات المثبطة للعزائم انعكاساتها على أصحابها فقط، لا تظنوا أن انتقاداتكم وأن كلامكم عن المقاومة يغير شيئا بالنسبة إلينا طالما أنكم لم تعملوا لقوة لبنان ومنعته، من هنا هذه المقاومة مستمرة لأن لبنان بحاجة إليها، وابدأوا من إسرائيل وإلا ضعتم في المتاهات، وراهنوا على شعبكم واستقلالكم ولا تراهنوا على أمريكا المنحازة والمتآمرة التي تتدخل في شؤوننا دائما".

وتابع: "أما أمريكا فالنكتة التي سمعناها منذ يومين بأن أمريكا تريد شراكة استراتيجية مع لبنان، تصوروا لبنان الصغير بمساحته وبعدد سكانه يريد أن يكون في شراكة استراتيجية مع أمريكا، كالحوت يقول للسمكة: أريد أن أحميك في داخل بطني، ومن قال أنها ستخرج من بطنه. هؤلاء الذين يتحدثون عن شراكة استراتيجية يحاولون إقناعنا بطريقة فيها مواربة بضرورة أن ننسحق أمام المشروع الإسرائيلي، ونحن نقول لهم لن ننسحق لا أمام المشروع الإسرائيلي ولا الأمريكي، لأن أمريكا تريد أن تبتلع ليس لبنان فقط وإنما العالم. يجب أن يواجه هذا المشروع الأمريكي اللبنانيون والعرب والمسلمون والأحرار والحركات الثورية في العالم، كل واحد من موقعه يجب أن يقول: لا لأمريكا حتى يكشف أمريكا".

وتساءل: "هل الشراكة مع أمريكا صحيحة في الوقت الذي لم ننس فيه ما قالته رايس أثناء العدوان على لبنان، ان هذه آلام مخاض ولادة شرق أوسط جديد"، وقال: "أمريكا تريد لبنان معبرا، ولم ننس متطلبات إسرائيل من لبنان لتتكئ عليه، ولن ننسى مشروع التوطين الذي سيبقى حاضرا والذي يناقش فيه ليل نهار، لكن هم ينتهزون الفرصة المناسبة من أجل التوطين، وكذلك هم يريدون ضرب قدرة المقاومة في لبنان ليصبح لبنان مكشوفا ومعزولا وغير قادر على فعل شيء أمام مخططات أمريكا. من هنا نحن نرفض هذه الشراكة المزيفة ولا نقبل بها، ونعتبر أي قاعدة عسكرية أمريكية في لبنان عملا عدائيا وليفسروا الأمور كيفما شاؤوا، لأن أمريكا لم تعط خيرا للبنان، كل المشاكل التي نعانيها منذ ثلاث سنوات حتى الآن، من القرار 1559 حتى الآن، بسبب التدخل الأمريكي والوصاية الأمريكية، التي لم تجر إلا الويلات على لبنان التي علينا أن نضع لها حدا".

وعن التبادل، قال: "الذي حصل وأعاد لنا عريسنا الشهيد "محمد عسيلي" وشهيدا آخر وأسيرا من الأسرى، كان إنجازا عظيما، لماذا؟ لأننا نعتبر أي واحد من المقاومين الأسرى، أو الشهداء الموجودين عند العدو الإسرائيلي يساوي كل أولئك الذين ينسحقون تحت الوصاية الأمريكية وتحت القرارات الإسرائيلية. وقد علمتنا التجارب أننا لا نحصل على أسرانا إلا بالموقف والقتال والأسر المقابل، والعمل الذي يؤدي إلى التبادل، وإذا أردتم أن تتعرفوا على قيمة ما حصل في عملية التبادل اسمعوا ماذا قال "أولمرت" الذي تحدث عن ثمن باهظ لما حصل، البعض يتساءل عن عودة ثلاثة من الأبطال الشرفاء وأن ننتزعهم من قلب العدو، هذا إنتصار كبير برزت آثاره عند الناس وفي العالم وفي ما تناولته وسائل الإعلام اللبنانية والعالمية والإسرائيلية أيضا، نعم وجدنا من انزعج من هذا الإنجاز، وبدأ يختار عبارات ليسخف من قيمة هذا الإنجاز، ولكن يبدو أنه لم ينظر إلى المرآة جيدا، كل الناس الذين سمعوا تصريحات تسخيف الإنجاز أو التعليق عليه إنما أشاروا إلى أولئك المتكلمين بعنوان الهزيمة وأنهم من مخلفات التاريخ في طريقة كلماتهم وفي طريقة مواقفهم، على كل حال نحن نعتمد على الشعب ليكون هو الحكم، شعبنا كان سعيدا بهذا التبادل فهنيئا لكم جميعا بهذا الإنجاز العظيم، وهنيئا للمقاومة".

أضاف: "كلما حصل إنجاز للمقاومة مهما كان صغيرا أو كبيرا يعلقون عليه بطريقة سلبية لأنهم ينزعجون، لأنهم واقعون في الخسائر المتتالية، اعتمدوا على أمريكا في فترة طويلة من الزمن ما الذي حصدوه؟ حصدوا الخسائر والخيبات، فضلا عن أن تاريخ البعض منهم يخجل منه الابن والحفيد والناس عندما يستمعون إليه كيف فعل بلبنان ومقاومته".

وأكد الشيخ قاسم "أن المعارضة اللبنانية قدمت كل ما عندها من أجل أن تقدم خطوات للعلاج، وتنازلت تنازلات متكررة سواء بالتنازل عن حكومة الوحدة الوطنية في هذه المرحلة أو في عدم الربط مع الرئاسة، أو في الحديث المباشر عن التوافق ، وبالتالي في مراحل مختلفة قدمت المعارضة تنازلات لمصلحة الشراكة والوفاق، ولسنا نادمين على هذه التنازلات لأنها لمصلحة لبنان، وتعاملت المعارضة مع المرحلة السابقة كلها على أساس أنها مرحلة الهروب من الفتنة، إذا نحن هربنا من الفتنة وصبرنا في آن معا، لأننا اعتقدنا أن المرحلة السابقة ليس فيها ما يمكن أن يقلب المعادلات وإنما هي مرحلة قلق وتوتر وعدم استقرار تمهيدا للوصول إلى نتيجة نهائية بعد ذلك".

وقال: "بكل وضوح، التوافق هو آخر ما لدينا، لأنه آخر الأشياء التي نعتقد أنه يساعد في انطلاقة لبنان من جديد، فالتوافق آخر ما لدينا، وسنبذل الجهد بكل طاقاتنا إلى آخر لحظة، لكن المعارضة ليست بسيطة، وأننا سننتظر إلى آخر لحظة ثم بشطارتكم تفاجئوننا بعدم التوافق فنحتار ماذا نصنع؟ لا، فالأمور محضرة للحلول البديلة على قاعدة أننا حريصون على لبنان، فإذا قبلتم بالتوافق معنى ذلك أننا سرنا معا، وإذا لم تقبلوا بالتوافق لن نتفرج عليكم وأنتم تخربون لبنان، نحن معنيون بلبنان، هذا وطننا ووطن أبنائنا ووطن الجميع وبالتالي عليكم أن تكونوا شركاء حقيقيين، لا أن تأخذوا البلد إلى حيث تريدون. من هنا، انتخاب النصف زائدا واحدا في ما لو فكرتم به كخيار مقابل التوافق، يعني أنكم مصممون على الخوض في الفتنة، وأنتم بالتالي مسؤولون عنها، ويعني أيضا أنكم أسقطم ورقة التوت عن جعل الدستور مرجعا للجميع، وبالتالي لا يعود الحكم موجودا وعندها نصبح في المزرعة وليس في الوطن، وهذا ما تتحملون مسؤوليته بالكامل".

وتابع: "سمعنا تعليقات من بعضكم أنكم تريدون الإقدام على حلول لا شراكة فيها تأسيا بما حصل في الفترات السابقة أنكم سمعتم تهديدات ولم يفعل أحد شيئا ولذا هذا يجرئكم على المزيد من مخالفة الدستور ورفض الشراكة، وهنا استغرب! بالله عليكم هل البلد بخير؟ هل اقتصاد لبنان بخير؟ ألا ترون جوع الناس؟ ألا ترون تعطيل البلد؟ ألا يرف لكم جفن عن أولئك الفقراء المعذبين الذين تحملوا نتيجة سياساتكم الحمقاء، ألا ترأفون بلبنان ليكون وطنا لأبنائكم والأجيال، هل يوجد استقرار سياسي حتى تفتخرون بأعمالكم التي عطلت البلد، هل يوجد استقرار أمني حتى تباهوا بما فعلتموه؟ بالله عليكم ارحموا هذا البلد مما وصل إليه من خراب، وبالتالي ما فعلتموه أدى إلى هذه النتائج السيئة، وإذا كنا قد تصرفنا بحكمة من أجل أن نخفف من سيئاتها فهذا لا يعني أن البلد بخير، وكل ذلك بسببكم وبمسؤوليتكم".

وقال: "بالتأكيد فكرة انتخاب الرئيس بالنصف زائد واحد لن تكون كالخطوات السابقة، فمن أراد أن يقارن الماضي بالمستقبل تكون مقارنته خاطئة، اعملوا حساباتكم جيدا واعلموا أن هناك معارضة في لبنان تريد لبنان السيد الحر المستقل الذي فيه شراكة، آمل أن يعودوا إلى ضمائرهم، وآمل أن يستمعوا إلى وطنهم، وآمل أن يعززوا منطق التوافق، عندها نكون قد وضعنا حدا للوصاية الأمريكية، وأيضا نكون قد أنقذنا بلدنا وهذا ما نريده بكل صدق، ولكن لا نستطيع أن ننقذ بلدنا وحدنا فاليد الواحد لا تصفق، نحتاج إلى يدهم أيضا، نمد يدنا إليهم ولكنهم لا يمدون أيديهم إلينا، ونحن نعلم أن بينهم من لديه رغبة بالحل، لكن بينهم أيضا من لا يريد حلا على الإطلاق مهما كان هذا الحل، وبالتالي هم يرغبون بقاء هذه الحالة على ما هي عليه من أجل أن يربحوا، إذ أن شعبيتهم ليست بالمستوى المطلوب وقدرتهم على أن يكونوا فاعلين أمام اتفاق الكبار لن تكون فاعلة ولذا يحاولون التشويش دائما".

أضاف: "على كل حال يبدو أننا إلى الآن بحاجة إلى انتظار الأيام العشرة الأخيرة، لم تصدر التعليمة بعد من أمريكا، ليس لنا لأن تعليمتنا واضحة وهي من الشعب اللبناني، أننا نريد لبنان حرا مستقلا بعيدا عن الوصاية ومع الشراكة، أما تعليمات البعض فتنتظر عن الإفراج عن الموقف الأمريكي، آمل أن يتمكنوا من التحرر لمصلحة لبنان. هنيئا لشهيدنا البطل وكل شهدائنا، وهنيئا لأهله وأحبته بعرس الشهادة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

21-تشرين الأول-2007
استبيان