المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

الحريري: مبارك أبلغني أن التدخل بالانتخاب الرئاسي ممنوع والتعديل الدستوري يحتاج إلى توافق سياسي

صحيفة السفير اللبنانية 31/10/2007

اعلن رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري ان الرئيس المصري حسني مبارك ابلغه رفضه التدخلات التي تحصل من بعض الدول لمنع حصول انتخابات رئاسة الجمهورية، واكد له ان التدخل في الشأن اللبناني وخصوصا في ا نتخابات رئاسة الجمهورية امر ممــنوع، وان مصر لن تقف على الحــياد بالنسبة لهذه المسألة او بالنســبة للتلاعب بالاستقرار في لبنان، محــذرا من ان ذلك يعــتبر اخــلالا بأمــن مصر وتدخلا في الشأن العربي، لافتا الى خطوات ستتخذ في هذا الشأن.


وقال الحريري ان التوافق ليس خيارنا بل قرارنا، وان التعديل الدستوري يحتاج الى توافق سياسي بين اللبنانيين , كلام الحريري جاء بعد محادثات اجراها مع الرئيس المصري حسني مبارك في قصر الاتحادية في القاهرة، استمرت ساعة ونصف الساعة وتناولت آخر المستجدات السياسية في لبنان والمنطقة والجهود المبذولة من اجل انجاز انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان.

بعد الاجتماع تحدث النائب الحريري الى الصحافيين فقال: «لقد تداولت مع سيادة الرئيس في الاوضاع اللبنانية وأبرزها انتخابات رئاسة الجمهورية، والتدخلات التي تحصل من بعض الدول لمنع حصول هذه الانتخابات. وكان الرئيس مبارك واضحا وصريحا جدا، وقال لي ان التدخل في الشأن اللبناني وخصوصا انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية ممنوع، وان مصر لن تقف على الحياد بالنسبة لانتخابات رئاسة الجمهــورية في لبنان، وان أي تدخل في هذا الشأن أكان بالنسبة لانتخابات الرئاسة او التلاعب بالاستقــرار في لبنان، يعتبر بمثابة الاخلال بأمن مصر وكتدخل في الشأن العربي. الاجتماع كان جيدا جدا بالنسبة للدور المصري، وقد وعد سيادة الرئيس بان تكون هناك خطوات تتخذ في هذا الشأن».


سئل الحريري : النائب ميشال عون اكد بالامس (الاول) بعد اجتماع تكتله، انه مع قيام حكومة انتقالية اذا تعذر الوصول الى توافق. هل الاكثرية في صدد الموافقة على هذا الامر؟

اجاب: لقد كنا واضحين مع الرئيس بري، والتوافق ليس خيارنا بل قرارنا ،وعندما نتكلم في تيار المستقبل ونقول ان قرارنا هو التوافق فيعني فعلا ان قرارنا هو التوافق. لبنان اهم من أي شخص في لبنان، والمهم ان ينظر رئيس الجمهورية الى مصلحة لبنان اولا قبل أي مصلحة اخرى. ما نفتقر اليه في لبنان وخصوصا في سدة الرئاسة اليوم، هو ان رئيس الجمهورية غير موجود. نحن بحاجة الى رئيس للجمهورية يسعى الى وضع مصلحة لبنان قبل أي مصلحة اخرى.

سئل: هناك حديث عن انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان كحل وسط بعد تعديل الدستور. ما هو موقفكم من هذا الامر؟ اجاب: بالنسبة لقائد الجيش او أي مرشح آخر، اقول اننا في 14 شباط لدينا مرشحان اثنان، هما نسيب لحود وبطرس حرب. وقوى 14 شباط واضحة في ترشيحاتها، وهي لم تقل ان ليس لديها مرشحون. بالنسبة لتعديل الدستور وغيره، هذا امر يجب التوافق عليه، وان يكون هناك توافق سياسي حياله. قلنا ونكرر انه بالنسبة للبنان عموما ولانتخابات الرئاسة خصوصا، فإن التوافق هو الاساس. التدخلات ومنع حصول الانتخابات نراها واضحة، ونرى التهديدات والتهويل على لبنان. ما يطمئن في هذا الشأن ان الرئيس مبارك كان واضحا جدا بان امن لبنان واستقراره هما من امن واستقرار مصر.

قيل له: ذكرت ان هناك تدخلات عديدة من قبل بعض الدول لمنع انتخاب الرئيس، فما هو ردك على الكلام الاميركي بأن الولايات المتحدة لن تقبل بقاء الرئيس لحود يوما واحدا في قصر الرئاسة بعد انتهاء ولايته؟ اجاب: لقد عنيت بتدخلات بعض الدول سوريا، كما ان الرئيس لحود يجب ألا يبقى يوما واحدا في قصر بعبدا، وإذا رحل قبل انتهاء ولايته يكون افضل، وإذا انتخبنا رئيسا قبل الموعد المحدد لانتهاء ولايته يكون ذلك افضل للبنان وللامة العربية. ان شاء الله ننتخب رئيسا جديدا للجمهورية. نحن لا نريد تدخلات، لا من اميركا ولا من اوروبا ولا من أي دولة كانت، حتى ان الرئيس مبارك قال لي، اننا لا نريد ان ننصحكم ولا نود التشاور بأي اسم من الاسماء، فأنتم اللبنانيون عرب احرار اسياد، تعرفون كيف تختارون رئيس جمهورية للبنان. نحن علينا كعرب ان نقول للجميع ان التدخل في لبنان هو تدخل في الشأن العربي، وهذا امر ممنوع، وأي دولة عربيــة ممـنوع ان تتدخل بشؤون أي دولة اخرى خصوصا في انتخابات رئاسة الجمهورية.

وردا على سؤال حول الموقف السوري قال: عندما يكون هناك حوار سياسي منفتح، ومبادرة كمبادرة الرئيس نبــيه بري ويحدث انفتاح بين اللبنــانيين ويبدأ الحوار يغتال انطـوان غانم وهو نائب لبناني من قوى 14 شباط , نحن نعتبر ان هذا يشكل ضربا للحوار اللبنـاني وللتوافق فيه. يسألنا البعض لماذا نتهم سوريا، ونحن نقول ان غيرنا اتهم اسرائيل، فهل يعقل ان تغتال اسرائيل الاشخاص الذين تقول سوريا انهم ضد النظام السوري؟ كيف لاسرائيل ان تقتل أعداء سوريا؟
قيل له: هل هناك براهين؟ اجاب: الامور واضحة وليست بحاجة الى براهين. الخط السياسي لـ14 شباط هو خط سيادي يطالب بالحقيقة والمحكمة الدولية وبالعلاقات الدبلوماسية مع سوريا وان يكون لبنان سيدا وحرا وعربيا، منتميا الى الجامعة العربية ومنفتحا على كل دول العالم. نحن لسنا ضد سوريا او ايران، بل نريد ان تكون لنا علاقات جيدة مع كل دول العالم ما عدا اسرائيل. نحن من مؤسسي الجامعة العربية وسيادتنا منتهكة من قبل اسرائيل ومن قبل من يقوم بالتفجيرات التي تحصل.

سئل: قلت ان الرئيس مبارك قال ان مصر لن تسمح بالتلاعب بمستقبل لبنان. هل وعد الرئيس بأنه سيتحدث بشكل واضح او حازم مع السوريين؟
اجاب: هذا شأن يتعلق بسيادة الرئيس، وانا اعرف ان لديه أساليبه الدبلوماسية بالتحاور مع المعنيين بهذا الشأن. لكن نحن، وانا شخصيا اطالب مصر وهي دولة عربية كبرى، بأن تحافظ على اخيها الصغير لبنان الذي يتعرض لهجمات في مختلف النواحي، اكان بالتفجيرات او بغيرها، وكان سيادته داعما للبنان ولجميع اللبنانيين.

وزار النائب الحريري رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مقر اقامته في القاهرة، وعقد اجتماعا معه حضره نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري والنائب باسم السبع وعضو المجلس التشريعي الدكتور نبيل شعث وسفير لبنان في مصر خالد زيادة وسفير فلسطين في مصر منذر الدجاني. بعد اللقاء تحدث الرئيس الفلسطيني فقال: «لدينا هموم ومشكلات كثـيرة وقد شرحت للنائب الحريري كل ما يطرح عن المؤتمر الدولي والاجراءات المتخذة وكيف يمكن ان نصل الى هذا المؤتمر».

من جهته قال النائب الحريري «ان الرئيس ابو مازن يحمل القضية الفلسطـينية وهموم الشعب الفلسطيني على كتفيه داخل فلسطين وخــارجها وفي لبنان وكل انحاء العالم. ولا شك في اننا ندعم الرئيس عباس في أي خطوة يقوم بها لأنــنا نعلم انه ينظر الى فلسطين بكل وطنية وعروبة وصدقية ويحمل صوت العرب».

وفي الثانية والنصف زار النائب الحريري وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط في وزارة الخارجية وعقد معه اجتماعا بحضور مكاري والسبع والسفير زيادة تم في خلاله التداول بآخر الاتصالات الجارية بالنسبة للاستحقاق الرئاسي. ثم اقام الوزير ابو الغيط مأدبة غداء على شرف النائب الحريري ومرافقيه حضرها عدد من الوزراء والمسؤولين المصريين.

وقبل مغادرته مطار القاهرة الى باريس، التقى النائب الحريري في صالون الشرف وزير خارجية ألمانيا فرانك شتاينماير لمدة نصف ساعة، وبحث معه الوضع في لبنان وضرورة بذل المساعي للمساعدة على إنجاز الاستحقاق الرئاسي، كما تطرق البحث لمختلف أوضاع المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

31-تشرين الأول-2007
استبيان