رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي أن "حالة القلق التي تعتري اللبنانيين لناحية هشاشة الوضع الأمني وإمكانية إنزلاق البلاد الى حروب داخلية، انما نشأت من سياسة التحريض المذهبي والطائفي التي يقوم بتغذيتها الفريق الآخر بمسؤوليه ونوابه ووسائل اعلامه، بحيث لا يفوّت مناسبة الا بتحريض هذه الطائفة على تلك او هذا المذهب على ذلك".
وخلال لقاء سياسي في بلدة رامية الجنوبية بمناسبة الذكرى السنوية لعيد المقاومة والتحرير، لفت الموسوي إلى ان "سياسة الفريق الآخر التحريضية وضعت لبنان على شفا الهاوية، وأن ما يحصل في طرابلس انما يحصل بفعل الاحتقان والتحريض والاعمال الأمنية المشبوهة والاختراقات الأمنية الخارجية، وهو يقلق اللبنانيين من ان يمتد الى مناطق أخرى ويأخذ البلد كله إلى الحرب الاهلية".
واعتبر الموسوي أن "سر البلاء فيما نحن عليه من أزمة اقتصادية اجتماعية هو في السياسات الاقتصادية التي اتبعها واعتمدها الفريق المتجني على المقاومة منذ ان استلم السلطة، بحيث اغرق لبنان بالديون التي تفوق الخيال، ولم يؤمن للبنانيين حاجاتهم الاساسية من تعليم واستشفاء وتيار كهربائي ومياه شفا أو اي بنية تحتية على النحو الذي ينبغي ان تكون في بلد كلبنان".
وقال: "قبل ان تشهروا مطالعاتكم لمحاكمة المقاومة على استمرارها بحمل سلاحها الذي نذرته لتحرير لبنان والدفاع عنه، تعالوا ليحاكمكم الشعب اللبناني على تقصيركم في الدفاع عن بلدنا، وعلى سياساتكم الفئوية التحريضية المذهبية الطائفية التي تضع لبنان على حافة الحرب الأهلية، وعلى سياساتكم الاقتصادية التي جوّعت اللبنانيين وجعلتهم مدينين لمشاريعٍ ذهب نصفها الى الفساد والنصف الآخر بخلاف الأولويات التي ينبغي ان تكون".
وأضاف: "سياساتكم الاقتصادية هي سياسات شركة خاصة وليست سياسات بناء وطن، وأقل الأدلة على ذلك عندما ذهبتم لإعمار وسط بيروت ونزعتم الملكية من أصحابها وجعلتموها لأصحاب الرساميل الكبرى والضخمة، ولم تكتفوا بذلك حتى اذا بلّطّتم البحر فإن الأرض التي نشأت جيّرتموها الى الشركات الخاصة".
ودعا الموسوي الى "التوافق والبحث في الإجراءات التي تخفف من الأزمة الإقتصادية والإجتماعية التي نعيشها"، مشيراً إلى أنه "لدينا قائمة طويلة في ذلك تبدأ من الحكم الصالح والإدارة الرشيدة للموارد الى تسريع عملية إدخال لبنان الى نادي الدول المنتجة للنفظ والغاز، فنحن الآن بلد فقير ومدين، لكن اذا انجزنا ما علينا وبدأنا بفتح الباب لتأتي الاستثمارات للتنقيب عن النفط والغاز سوف نصبح بلداً غنياً".
وتابع: "ما ندعو اليه هو ان يتحسس الجميع حراجة المرحلة على لبنان بأسره وليس على جهة بعينها، أما مواصلة الحملات السياسية من اجل اسقاط الحكومة لتشكيل حكومة اخرى لخوض الانتخابات، فإن هذا الأمر وان كان حقاً في الممارسة السياسية الا انه في هذه اللحظة لا بد ان يكون محكوماً بروح المسؤولية الوطنية، ومن شاء ان يذهب في المسار الذي اختطه لنفسه فلا مانع من ذلك".
وأضاف: "تعالوا كي تكون مناسبة الانتخابات اللبنانية بداية مخرج من المأزق الذي يعيش فيه لبنان عن طريق انتاج توازنات جديدة عبر قانون انتخابي يقوم على النسبية، وفق دوائر انتخابية يجري التوافق بشأنها بين الأطراف اللبنانية جميعا".
ورأى الموسوي أننا "إذا اتفقنا على الدوائر ولكن على أساس النسبية، نكون قد فتحنا حالة الاقفال والاصطفاف السياسي الحاد الذي يعيشه وطننا، أما من يعمل بتحريض طائفي وقرر ان يستخدم سلاحه الميليشياوي لتصفية معارضيه جسديا على غرار ما رأيناه في محلة الطريق الجديدة، ويريد ان يذهب الى انتخابات على اساس قانون الستين، فإن هذه الانتخابات انما تصبح مصادرة للقرار وفرض بالقوة لا علاقة لها بالديمقراطية او بالعمل الانتخابي".
وسأل الموسوي أنه "في ظل كلام البعض عن أن النسبية لا يمكن ان تطبق بظل سلاح المقاومة، فكيف اذا كانت تجري في ظل غابة السلاح الميليشياوي الذي يقوم بمحاولة التصفية الجسدية في بعض أحياء بيروت، ومحاولة فرض الآراء بالقوة في مناطق لبنانية اخرى؟!".
وأشار الموسوي إلى أن الاولوية والمسؤولية الوطنية في هذه المرحلة تقتدي ان يلتقي الجميع على اختلافهم لكي يتحاوروا فيما بينهم، ولنتفق على كيفية حماية بلدنا وتأجيل خلافنا السياسي الى مرحلة اكثر راحة من خلال الاتفاق على اجراءات من شأنها ان تحمي لبنان من شظايا النار السورية، فالمسؤولية الوطنية الآن تقتضي ان نتحاور كيف نصل الى حد أدنى من خفض التوتر الداخلي، ووقف التحريض وتمكين الجيش اللبناني من تولي مسؤولياته الأمنية.
وختم الموسوي بالقول أن "فرحتنا تكمن في ان شهدائنا حين قاتلوا، قاتلوا في سبيل الله وهو اكرم من وفّى أجراً، وأن تضحياتهم قد أثمرت تحريرا للبنان، وأن هذه المقاومة التي بذلت دماء شبابها من اجل تحرير ارضكم لن تتنازل عن مهمتها في الدفاع عن تجذر وجودكم فيها، وهي مستمرة معكم في مواجهة العدوان الاسرائيلي لإحباط حصوله قبل إحباط اهدافه العسكرية والسياسية".