طهران – حسن حيدر
سيول بشرية غص بها مرقد الامام الخميني (قده) جنوب العاصمة طهران، الحشود القادمة من على امتداد الجمهورية الاسلامية والعالم الاسلامي لاحياء ذكرى الرجل الذي فجّر أعظم ثورة في التاريخ المعاصر وصلت الى "بهشت زهراء" مع شروق الشمس، وسط ازدحام كبير قطع الطرقات المؤيدة الى مرقد الامام.
الحشود تدفقت سيرا على الاقدام من الاتجاهات الاربع، حاملة معها رايات واعلام وصور للامام الخميني(قده) والامام السيد علي الخامينئي وهي اتت من كل حدب وصوب لتحية قائدها الراحل وتجديد العهد والميثاق مع قائد الثورة الامام الخامنئي.
المراسم التي بدأت بآيات من الذكر الحكيم تلاها كلمة القاها حفيد الامام السيد حسن الخميني تناول فيها قسما من سيرة القائد الراحل وارساءه لحكومة الاسلام ونصرة المستضعفين، حيث اوضح سماحته ان "الامام الخميني بنى مستقبلا للاجيال القادمة وعزز مكانة الاسلام الذي يتصدر اليوم المشهد في ايران و العالم" .
بعد ذلك، ارتفعت القبضات ووقف الجميع وعيونهم على المنصة ومن كان في الخارج تسمر امام الشاشات العملاقة التي ثبتت خارجا بعدما ضاق المكان بالحشود فافترش الناس الارض حيث وصلوا، وعلت الهتافات وصدحت الحناجر لتستقبل الامام الخامينئي، الجميع أنصت بدقة الى ما قاله القائد الذي أكد على استكمال الطريق الذي رسمه الامام الخميني عبر تضحيات الشهداء التي منحت الجمهورية الاسلامية الاستقلال والحرية والخروج من التبعية للغرب والامريكيين.
المشاركون في المراسم اعلنوا عن تمسكهم بحقوق بلادهم التي اعلنها الامام الخامنئي، مشددين على استعدادهم التام لمواجهة جميع التهديدات والعقوبات بصبر وعزيمة استلهموها من المسيرة الجهادية الطويلة لصاحب الذكرى وعدم رضوخهم للابتزازات الغربية والعقوبات، حيث اوضح المشاركون انهم مصممون على المضى قدما بتطوير البلاد والارتقاء بها رغم كل ما تتعرض من حصار.
صور الامام الخميني والامام الخميني ارتفعت بين الحضور اضافة لاعلام الجمهورية الاسلامية وشعار الموت لامريكا والموت لاسرائيل كان حاضرا مع كل فقرة يقولها الامام الخامنئي. في وقت ارتفعت فيه الحماسة عندما تحدث سماحته عن عدم الرضوخ لاي تهديد وارتفعت القبضات اكثر عندما اعلن سماحته ان ايران اليوم "قوة لا يستهان بها بفضل العزيمة والارادة التي بثها الامام الخميني في قلوب الشعب".
المشاركون شددوا على التمسك بحقوق بلادهم النووية والسياسية والاقتصادية ودعم قضايا الامة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وأعرب المشاركون عن دعمهم الكامل للصحوات الاسلامية ضد الهيمنة الامريكية مرددين شعارات النصرة لشعب البحرين في يوم وفاة الرجل الذي رفع راية الدفاع عن المستضعفين في كل مكان من اي دين وعقيدة كانوا .
المراسم التي شارك فيها سفراء الدول الاجنبية اوصلت رسالة الى كل من يعنيه الامر مفادها : "ايران قوية، و لن تتنازل لان زمن التنازل مضى ورسالة الى كل من يفاوض ايران ويريد منها تنازلات في حقوقها السياسية والنووية، بان الجمهورية الاسلامية ليس في موقع من يملى عليها الشروط ، بل هي من ستدير الملفات وفق رؤيتها الخاصة المرتكزة على حفظ حقوقها وموقعها فارضة احترام العالم للثورة التي يحاربها الجميع".