الشيخ قاسم: بندقية المقاومة ستبقى لمواجهة "اسرائيل"...وعلى الحكومة العمل بجد لمعالجة جميع القضايا
قال نائب الامين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، "نحن لا نقاوم من أجل أن نربح مقعد وزير أو نائب أو موقعاً سياسي في هذا البلد، نحن لا نقاوم من أجل أن ننافس الآخرين في ساحة لا فائدة من المنافسة فيها، نحن لا نقاتل إسرائيل من أجل أن نأخذ حظوة دولية ليعطونا مكتسبات مأجورة على عمل قمنا به، وإنما نقاتل "إسرائيل" لنعيد كرامتنا وأرضنا وحريتنا ومكانتنا وعزتنا، خلقنا الله تعالى أحرار وأعزة فلن نقبل لا من إسرائيل ولا من أعوانها ولا من أذنابها أن نتحول إلى مطايا للسياسات الأجنبية الفاسدة التي تريد أن تأخذ بلدنا إلى المجهول، وتصادر الأراضي والممتلكات والكرامة والمعنويات".
وخلال الكلمة التي ألقاها في حفل الافطار الذي أقامته جمعية التعليم الديني الاسلامي في ثانوية البتول، أضاف الشيخ قاسم "مقاومتنا جزء من الأصالة التي لا نستغني عنها، سنستمر بهذه المقاومة مرفوعة الرأس، ولو صرخ العالم بأسره من أقصاه إلى أقصاه، لأننا إنما نعبر عن إنسانيتنا، وإذا أرادوا أن ينافسونا في هذه الإنسانية فليقدموا ما لديهم في مواجهة العدو بدل أن يعطونا النصائح بالانكفاء والتراجع ليحمونا بعلاقات دولية لم تحمهم ولن تحمهم لا في الماضي ولا في المستقبل، لولا بندقية المقاومة لما خرجت إسرائيل ولما كان لبنان قوياً، هذه البندقية ستبقى مقاومة بإذن الله تعالى".
ولفت إلى أن إسرائيل هي سبب الأزمات والتخلف في منطقتنا، فهي التي أرعبت الحكام الذين رموا ما عندهم وسلموا أمورهم لأمريكا كي يبقوا على عروشهم وكراسيهم، وكي ترضى عنهم إسرائيل من أجل أن يتحكموا بمصائر الناس ولو ذهبت الأرض والكرامة والمعنويات، وأمريكا تصوغ الشرق الأوسط الجديد بما يبقي إسرائيل قوية، ويُبقي العرب ضعفاء، وهذا ما تجاهر به الإدارة الأمريكية ليل نهار.
ونبه إلى أن أميركا تريد جعل "إسرائيل" غدة سرطانية متغللة تُضعف إمكاناتنا وتسلب كراماتنا، وتأخذ أجيالنا وتحتل أراضينا، محذراً من أن التلهي بالصراعات الداخلية يخدم "إسرائيل"، والتلهي في تصفية الحسابات العربية العربية يخدم "إسرائيل"، وشدد على ضرورة تصويب البوصلة نحو كيان العدو.
الشيخ قاسم الذي ذكّر بانجازات محور المقاومة على الرغم من الهجمة الشرسة عليه من كل حدب وصوب، أكد أن هذا المحور يؤمن بالاستقلال والتحرير والتنمية والعدل والقوة الذاتية، وسأل كيف يحمون لبنان ويحررون أراضيه من دون مقاومة مسلحة؟ إذا كانت تجاربهم تعتمد على المحور الدولي فقد رأينا تجربة القرار 425 الذي بقي في الأدراج 22 سنة، فضلاً عن القرار 1701.
وتساءل هل استطاع البعض بالقرار 1701 أن يحرروا قرية الغجر؟ أو أن يحرروا مزارع شبعا وتلال كفرشوبا؟ هل استطاعوا بهذا القرار أن يمنعوا الخروقات الإسرائيلية البرية والبحرية والجوية؟ هل منعتم الطيران الإسرائيلي من الاعتداء على أجواء لبنان في كل يوم عشرات المرات اختراقاً لكل بقعة من بقاع لبنان تصويراً ومخابراتياً من أجل أن يهيئوا للاعتداء في يوم من الأيام؟ كفانا تلك العنتريات التي تتحدث عن علاقات دولية، نحن نعلم أن الدول الكبرى محدلة لا تلتفت إلى هؤلاء الصغار الذين ينفذون ولا يأمرون، ويُطلب منهم ولا يطلبون، علينا أن نعود إلى الحقائق والوقائع.
وتوجه الى الذين يراهنون على المتغيرات في سوريا، بالقول" الأزمة السورية طويلة، وهي تجاوزت المطالب الإصلاحية إلى صراع إقليمي دولي معقد، ومن كان يراهن على متغيرات تنعكس على لبنان فهو واهم وسينتظر طويلاً"، ودعا الحكومة اللبنانية لأن تعمل بجد من أجل أن تعالج القضايا المختلفة، وأن لا تقع فريسة الابتزازات التي تمارسها القوى المعارضة.
وختم سماحته بالقول "نحن كحزب الله نبذل هذا الجهد ليل نهار من أجل إصلاح ذات البين بين قوى الأكثرية، لأننا إذا كنا متماسكين متعاونين في القضايا المختلفة بإمكاننا أن ننجز الكثير، أما إذا كنا مختلفين فليس بإمكاننا أن ننجز شيئاً بل سينظر الخصم إلينا نظرة الأثر السلبي لطريقة تصرفاتنا، وهذا الأمر يجب معالجته في الغرف المغلقة لا عبر وسائل الإعلام فهذا لا ينفعنا لا من قريب ولا من بعيد، إنما اللقاءات الهادفة التي تدرس القضايا والمشاكل من أجل المعالجة لنخرج أقوى ومتكاتفين".