طالب عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله الدولة اللبنانية بأن تقوم بواجباتها وتعتبر الطرقات الرئيسية في لبنان بما فيها وأولها طريق المطار طرقات حيوية واستراتيجية لأمن البلد والناس وتمنع اقفالها أياً تكن الأسباب، معتبراً أن لا مبرراً لأي جهةٍ أو أحدٍ في لبنان بأن يعطّل مصالح الناس وطرقاتهم أيا يكن هذا المحتج وأياً تكن قضيته، وأن هذه مسؤولية الدولة والقوى السياسية التي حرّضت ضد الجيش والإستقرار وأوصلت البلد إلى ما هو عليه لتقول أن في لبنان لا توجد حكومة، وأن الحكومة التي استلمت السلطة أوصلت الأمور إلى هنا وهي عاجزةٌ وفاشلة.
وخلال احتفال بمناسبة الذكرى السنوية السادسة لشهداء بلدة كونين الذين قضوا في حرب تموز من العام 2006، اعتبر فضل الله أن الوضع الأمني المتنقل بين منطقة وأخرى هو من التحديات التي نواجهها في لبنان، وخاصة ما شاهدناه وتابعناه في الأيام القليلة الماضية في طرابلس، داعياً إلى التهدئة ولملمة الجراح ومعالجة هذه الإشكالات من خلال إعطاء الإمكانيات للجيش اللبناني ليقوم بدوره بالتعاون بين القوى السياسية والأهالي والفعاليات.
ورأى فضل الله أن ما يصيب اي منطقة في لبنان إنما يصيب باقي المناطق، معتبراً أن أي نقطة دمٍ لبنانيةٍ تسقط في أي مكان في لبنان أو في أي إشكالٍ وخلاف، إنما هي تسقط في غير مكانها الطبيعي، وأن السلاح الذي يُشهر في أي منطقة من لبنان من أجل تحقيق مكاسب سياسيةٍ أو إيجاد مواقع نفوذٍ إنما هو سلاح في المكان الخطأ، مؤكداً أن السلاح -والذي قد بات اليوم متطوراً ومنتشراً في أيدي الجماعات والقوى السياسية في منطقة الشمال- من المفترض أن تكون له وجهةً واحدةً وهي العدو الإسرائيلي والدفاع عن لبنان، وأن لا يهرّب إلى سوريا من أجل الفتنة أو يتم التقاتل فيه بين قوى ومجتمعات لبنانية.
فضل الله الذي طالب طاولة الحوار بالعمل على تصويب وجهته، أكد أن سلاح المقاومة وجهته حماية لبنان والدفاع عنه، وأن كل النقاشات التي تجري والصخب الذي نسمعه في لبنان، لا يؤثر علىيه والدليل على ذلك هو ان المقاومة تعمل بمعزلٍ عن كل هذا الضجيج الداخلي.
ورأى أن الإشكالات التي تحدث تُحلُّ وتُعالج بالعودة إلى الدولة التي يطالب بها بشكل دائم فريقٌ في لبنان نراه لا يفعل شيئاً اليوم في الشمال من أجل بسط سلطتها، معتبراً أن المواقف التي يطلقها هذا الفريق لا تكفي، بل إنه لا بد من عملٍ جادٍ على الأرض من أجل دعم الجيش وتقويته واعطائه الإمكانيات والكف عن استهدافه بهدف تقويض بنية الدولة وهيبتها وضرب سلطتها، متسائلاً ألم يواجهوه ويستهدفوه ويحرّضوا عليه؟ وإلى من الملجأ عندما تحصل الإشكالات بين الناس؟ ومن هي القوة التي يثق بها الجميع؟ ومن الذي يحمي الإستقرار الداخلي ويحل الإشكالات؟.
وأضاف فضل الله إنه "وفي الوقت الذي نضرب الجيش في معنوياته، لن يعد هناك أيُّ أحدٍ يستطيع أن يضبط الوضع الميداني على الأرض، وأن الذين حرّضوا واستهدفوا الجيش أرادوا أن يلعبوا لعبةً خطرةً وهي لعبة الشارع المسلح التي أوصلت الأمور إلى ما هي عليه".
وأشار إلى أن السبب الرئيسي لإثارة المشاكل وتضخيمها وتحويل الحوادث الفردية إلى مشكلةٍ في البلد، ومحاولة إثارة البلبلة والهلع في صفوف الناس، هو ان هناك معارضة تدّعي أنها معارضة لم تذهب الى معارضة الحكومة بل الى معارضة الدولة، لتضرب كل مرتكزاتها وتصوّب دائماً على الحكومة لأن هناك فريقٌ لا يريد أن يستوعب ان هناك حكومة في البلد لا يسيطر عليها، معتبراً أن ما نراه اليوم هو جزءٌ من الأزمة السورية، ونتيجة لتحريض جهات داخلية عندها نفوذ داخل إدارات وأجهزة في الدولة.
وفي الختام، قال فضل الله "صحيح ان هناك ملفات لم تستطع الحكومة معالجتها بالشكل المطلوب من الوضع الإجتماعي إلى الكهرباء والمياه، لكن وفي ظل ما يجري في المنطقة من حولنا والمناخ الموجود في لبنان من تحريضٍ وهجمةٍ ومحاولةٍ لزعزعة مرتكزات الدولة، فإنه من الجيد أن الحكومة لا زالت تعمل إلا أن هذا طبعاً لا يعفيها من مسؤولياتها".