وجوه غاضبة، القبضات تتسابق الى السماء فيما الحناجر تصدح لبيك يا رسول الله..هي كفررمان التي خرجت بشبيها وشبابها، أطفالها ونساءها للمشاركة في مسيرة الولاء لرسول الله "ص"، الكل سار في مسيرة الإستنكار للإساءة التي تعرض لها رسول البشرية عبر فيلم "براءة المسلمين".
الخامسة عصر الجمعة كان الموعد، باحة النادي الحسيني غصت بالمشاركين، رايات بيضاء خُط عليها أقوال الرسول التي تدعو للوحدة والمحبة، شعارات "يا محمد قم وإصرخ"، "لبيك يا رسول الله"، صدحت عبر مكبرات الصوت، مئات الأهالي ساروا في المسيرة يلفهم غضب عارم.."لن نرض أن تهتك حرمة نبي البشرية جمعاء"...قالوها بصوت عالِ...
مرددين " لبيك يا رسول الله"، وصرخوا "نحن قوم لا نسكت عن الإهانة ولكن نردها بإسلوب رسول الله...جنبا الى جنب خوري ومفتي وشيخ وقفوا..جميعهم أقسم على نبذ الإساءة والتعرض للمقدسات..جميعهم دعا الى الإتحاد معاً لتشكيل قوة إتحاد لمواجهة الاساءة..
بلدة كفررمان انتفضت للإساءة لنبيها، فأحرقت أعلام العدو الصهيوني وأمريكا، البلدة شرعت كل أبواق الأصوات لرفض الإساءة وإنتهاك المقدسات..، النائب عبد اللطيف الزين حضر وأيضا رئيس دير مار أنطونيوس الأب باسيل باسيل، الشيخ حسن شحادة، إمام بلدة كفررمان غالب ضاهر، رئيس البلدية كمال غبريس...وألقيت الكلمات الغاضبة والمستنكرة.
الكلمات شددت على التكاتف والوحدة والمحبة والحوار الواحد في مواجهة الإساءة، فالتكاتف يولد قوة كبيرة تهزم كل المؤامرات التي تحاك من أجل توليد فتنة طائفية بين الإسلام والمسيحين، ولكن السحر إنقلب على الساحر "إتحدت الأديان جميعها في مواجه المؤامرة" قالها الشيخ حسن شحادة الذي رأى "إن الإعتداء على الحق قديم، يتآمرون على النبي محمد منذ فجر النبوة، لكن مسيرة الإمام مستمرة، هذا الدين الذي إحترم كل الأديان مستمر بإذن الله(..)، وأضاف "نحن إخوة في الدين نستنكر الإساءة التي هي لكل الأنبياء والنبيين، وأي مساس بالقرآن هو مساس بالإنجيل وكل الأديان في حين تساءل رئيس دير مار أنطونيوس الاب باسيل باسيل "بإسم أية حرية تكل الإهانات والتجريح بدين المسلمين أو بدين المسيحين، إنها حرية الكُفر أو التكفير، حرية الإستعباد فبإسم الحرية الحقيقية التي حدودها إحترام حقوق الأخر حقوق الإنسان سنتصدى بكل الوسائل المشروعة والقانونية لنحمي ديننا وأنبياءنا ومقدساتنا(...) ودعا باسيل مسلمي المسكونة ومسيحيها للتكاتف يدا بيد لنتصدى لمثل هذه الإساءات بقرارات صريحة من أعلى المستويات الدينية، الأممية والعالمية....
بالمقابل، دعا إمام بلدة كفررمان الشيخ غالب ضاهر الى الى سن قوانين دولية بوسطة المنظمة العالمية الى عدم التعرض لكافة الأنبياء والمقدسات والرسالات والأديان السماوية، كما حضّ جميع الأديان الى الحوار مع الشعوب وفيما بينها، أن ينشأ بينهم مساحات للنقد الفكري والحوار ولكن بالمقابل يجب أن نُقلص من مساحات وفضاءات السب والإساءة والشتيمة".
بعدها إنطلقت الحشود الغاضبة في مسيرة حاشدة جابت شوارع البلدة بإتجاه العين وما إن وصلت الى باحة النادي الحسيني حتى أقسم الجميع مسلمين ومسيحين أن شيئا لن يمنعهم عن نصرة الرسول حتى الموت...وأن يشكلوا وحدة قوة وتكاتف لمواجهة أي اساءة يتعرض لها الأنبياء والمقدسات والحرمات...