المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

الموسوي رد على السنيورة: عقليتك الإنهزامية التراجعية سبب كارثة استيلاء العدو على مساحة 850 كلم

ردّ عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي، على النائب فؤاد السنيورة، فقال "لن أقول ان الرئيس الأسبق والحمد لله فؤاد السنيورة، في رده علي، بدا كمن إذا حدث كذب وافترى، وإذا احتج دلس وزور. ولن أقول إنه كمن يواجه الحقائق والوقائع بالأكاذيب والإفتراءات والأضاليل، ولن أقول إنه كمن يفر من مصارعة الحق ليلوذ بباطل البكاء والعويل، ويتقنع بالمظلومية والتعرض للاضطهاد، ولن أقول إنه كمن يتهرب من واجب الاعتذار للوطن وللشعب وللدولة على ما اقترفه من خطيئة كارثية بحقوقه في المنطقة الاقتصادية، ولن أقول إن تهربه هذا هو كمن اعتاد التهرب الضريبي مثلا".

وأضاف الموسوي، في تصريح له، "لن أقول ذلك لكي لا أسمح له بتحريف الموضوع الأصلي وتزييف حقيقة القضية، وتحويل هذا الشأن الوطني إلى مهاترة شخصية، لذلك سأقول له:

أولا: لقد كنت أظن أنك، في ردك الأول علي، لم تحسن القراءة أو أسأت الفهم فلم تدرك أن احتجاجي متعلق بما فعلته حكومتك البتراء غير الدستورية في 17/1/2007، ولكن تحققت من ردك اليوم أنك كنت تتعمد تفادي تناول هذا الموضوع الذي هو الأصل. لا سيما أني بينت لك ذلك من قبل، وتعرف أين ومتى. إذ لا جدال في ما تم في عام 2009 و2010، لأنه حصل لاستدراك خطيئتك بتوقيعك على الاتفاقية مع قبرص متراجعا عن النقطة 23 التي هي حق لبنان في حده الأدنى. ولأن من البديهي أن مساحة 850 كلم2 التي تحدثت عنها في ردي الأول على ندوتك الصحافية، إنما هي تلك الواقعة بين النقطة 23 والنقطة "1"التي تراجعت إليها.

ثانيا: لقد اعترفت في ردك بأن لبنان حدد حدود منطقته الاقتصادية الخالصة في عام 2010، فكيف أقدمت على توقيع اتفاقية تحديد هذه المنطقة مع الجانب القبرصي في عام 2007؟ هل يعقل أن توقع على تحديد مساحة مع طرف آخر قبل أن تحدد وطنيا وذاتيا في المرحلة الأولى؟ وعلى أي أساس وقعت؟ ولو كان هذا الاساس صالحا فلم تشكلت في عام 2009 اللجنة الخاصة بالتحديد؟.

ثالثا: إنك تعترف بأنك تراجعت، وهذا عين ما قلناه، لأننا قلنا الحقيقة ونقولها. وقلنا لك إن عقليتك الإنهزامية التراجعية هي سبب الكارثة المتمثلة في استيلاء العدو على مساحة 850 كلم2، لأن التراجع أمام العدو يجرؤه على العدوان والاحتلال، وكان ينبغي الثبات عند حق لبنان لا التراجع عنه.

رابعا: حاولت تبرير التراجع بأنه كان لنقطة وسط بحسب قانون البحار كما قلت. وليس من قانون كهذا. الصحيح هو الإتفاقية الدولية لقانون البحار التي لم تنضم إليها إسرائيل، وعدم انضمامها كان يجب أن يكون سببا حاسما لعدم التراجع لأنك تلزم نفسك بقيد في ما لا يلتزم العدو به. ولقد أخطأت حتى في التعبير عن التبرير، إذ كان يجب أن تقول بدلا من نقطة وسط، نقطة مؤقتة بانتظار تحديد النقطة الثلاثية الأبعاد. لأن نقطة الوسط بدلالتها القانونية أشد خطرا من النقطة المؤقتة. وحتى هذا تبرير غير مقبول لأن لا أحد يلزمك بالتراجع إلى هذه النقطة بالذات، بل إن الالتزام الوطني كان يلزمك بالتمسك بالنقطة 23، لكنك فررت من وهمك بأن ذلك يستفز العدو؛ فخسر لبنان بوهمك وانهزاميتك وخوفك غير المبرر من وهم الاستفزاز.

واضاف: كما أن تبريرك بأنها نقطة مؤقتة بحسب ما اتفقت مع الجانب القبرصي غير صحيح، لأنه لو كان صحيحا لما ارتضى الجانب القبرصي أن يوقع مع الجانب الإسرائيلي اتفاقية تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة لكل منهما، بحيث تكون النقطة "1" هي النقطة الثلاثية الأبعاد. وهكذا بتراجعك إلى النقطة "1" جعلت العدو يتقدم إليها بدلا من التوقف عند النقطة 23، وجعلت الجانب القبرصي يوافقه على ذلك. فأين اتفاقك معه على أن هذه نقطة وسط أو نقطة مؤقتة؟ وإذا كنت ستتذرع بأن الجانب القبرصي أخطأ أو خذلك، فإذا لم تكن أنت حريصا على حق لبنان، فهل تنتظر من شريكك القبرصي أن يكون أكثر حرصا منك؟ لعلك تنتظر ذلك لما تعهده في نفسك من قلة حرص فقط على حقوق لبنان. هذا ما قلناه منذ البداية في بلدة كونين حيث رددنا عليك ولم نضف جديدا في ردنا اللاحق. وهذه هي القضية منذ البدء. وهذا ما نقوله الآن، إن عقليتك التراجعية الإنهزامية أمام العدو الصهيوني هي من سهل له محاولة الاستيلاء على 850 كلم2 الواقعة بين النقطة 23 وهي الحد الأدنى من حقوق لبنان وبين النقطة "1" التي تراجعت إليها، وقد أقررت بتراجعك في ردك.

خامسا: نحن أهل كرار وغيرنا أهل فرار، شهدت لنا الميادين والساحات وملؤنا التواضع لله ولشعبنا العزيز، واستعلاء على العدو والأذلاء. أما البطولات فلا حاجة للحزب والمقاومة فيها إلى شهادة، ولا يمكن، بأي حال، أن تكون أنت من يعطي الشهادات في البطولة، لا سيما في مواجهة إسرائيل. ولا تعد منازلتك من البطولة في شيء. وإنما هو واجبنا نؤديه أمام الله ووطننا وشعبنا في الدفاع عن حقوق كنت سببا في استباحة العدو إياها.

الموسي تابع بالقول "لأن الدفاع عن لبنان، وقد قدمنا فيه تضحيات جمة، هو مسؤولية لا تؤدى بالكذب والافتراء والتدليس والتزوير والتزييف والتحريف والتحوير والتمويه الذي لن أقول هذه المرة إنه ديدنك الدائم ونهجك الثابت، لأن لا داعي لتكرار المعلوم والمشهور. نواجهك بالحقائق والوقائع، فبما واجهتنا؟ بالتدليس والتزوير والتحريف؟ أم بالسباب والشتم؟ ما كان ينبغي أن تسيء إلى نفسك بالكلام الذي لا يليق برئيس حكومة، ولو أسبق، ولكن كل إناء بما فيه ينضح. ولقد كان ملفتا تذرعك بحكومة وحدة وطنية بثلث معطل. إن هذه الحكومة كانت تصحح ما يمكن تصحيحه من أخطائك وليست مشجبا لتعليقها عليه. وإن تذرعك بها يشي بحنين إليها، ألا فليطل ليل مشتاقكم إلى فقيدته حتى لا يأتي غد الحكم على صبكم ، كي يرغد لبنان في مرتع الكرامة والعزة.

وختم "واعلم أن تربصك بنا من الشمال لن ينفعك كما لم ينفعك من قبل تربصك بنا من الجنوب. ولن يجدي استبدال خرق الحدود بلثم الخدود. وأطال الله عمرك رئيس حكومة أسبق دوما إن شاء الله، والحمد لله رب العالمين، وهو آخر دعوانا".

19-تشرين الأول-2012
استبيان