المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

السيد نصرالله : مستقبل الامة والمنطقة هو مستقبل الاسود والمقاومين الابطال وليس مستقبل النعاج



أكد الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أن الكيان الصهيوني يعيش مأزقا كبيرا نتيجة الصمود البطولي للمقاومة الفلسطينية في غزة، بفضل الصواريخ البعيدة المدى التي فاجأت بها المقاومة قيادة الاحتلال. وفي خطابه في المجلس العاشورائي المركزي الذي يقيمه حزب الله في مجمع سيد الشهداء (عليه السلام) في الرويس بالضاحية الجنوبية، مساء الاثنين، انتقد السيد نصر الله بشدة الموقف الرسمي العربي الذي تخلى عن الشعب الفلسطيني ولم يعد يصلح إلا كـ" هلال أحمر"، كما انتقد كلام وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم ـ من دون ان يسميه ـ عن أن اغلبية العرب نعاج، وأكد السيد نصر الله أن هناك في العالم العربي أسوداً وأبطالاً واجهوا الاحتلال، ومستقبل هذه الامة للمقاومين وليس للنعاج.


السيد نصر الله قال حتى اليوم ما زلنا نشهد صمود المقاومة وتمسكها بشروطها التي طرحتها، والاسرائيلي اليوم نتيجة مأزقه يبحث عن وقف اطلاق نار يعيد الوضع الى ما كان عليه قبل اغتيال الشهيد احمد الجعبري، والمقاومة ترفض ذلك، وفي المشهد الاسرائيلي، بنك الاهداف إما انتهى أو شارف على النهاية، الان هناك اهداف يعاد قصفها مرة ثانية وثالثة ورابعة كما حصل في عدوان تموز على لبنان. وتابع السيد نصر الله عاد الاسرائيلي الى طبيعته الاجرامية من خلال تعمد قتل اعداد كبيرة من الاطفال والنساء والمدنيين، وهذا ما يؤكد فشل العدوان، ويؤكد طبيعة العدو الوحشية. لافتا الى ان رجال المقاومة تجاوزوا مرحلة الرضوخ للضغط من خلال الدول وارتكاب المجازر بحق المدنيين.

وعلق السيد نصر الله على الموقف العربي المتخاذل، وقال إن البيان الذي صدر عن وزراء الخارجية العرب هو نسخة شبيهة بالبيان الذي صدر خلال العدوان الصهيوني على غزة عام الفين وثمانية، وأضاف هناك نقطتان جديدتان بشأن الدعوة لوقف التطبيع مع العدو، وتكليف لجنة المبادرة العربية اعادة تقييم الموقف العربي ازاء عملية السلام، هذا ما طلع مع العالم العربي بعد الربيع العربي.

السيد نصر الله قال كنا نأمل ولا زلنا ان تقوم الدول العربية بدور عملي في دعم غزة وتسليحها ولا تكون وسيطا بين المقاومة والعدو، ويبدو ان الدول العربية تنفع فقط، هلال أحمر، لا يوجد قرار سياسي وارادة سياسية وينفعون مشيعي جنائز.

السيد نصر الله: مستقبل الامة لأبطال المقاومة وليس للنعاج


واكد سماحته ان الدول العربية تتآمر في لبنان وسوريا والمنطقة، والشاهد وزير خارجية إحدى الدولة الخليجية الذي قال لا تعطوا الفلسطينيين أملا اكبر من استطاعتنا، ومشيرا الى مساهمة بعض العرب بفرض الحصار على غزة، والسؤال ـ أضاف السيد نصرا لله ـ كيف وصل هذا السلاح الى غزة، ومن أرسل وأوصل هذا السلاح، هذا بحاجة الى سؤال كبير؟ وتابع: من الذي اوقف غزة على قدميها وجعل المقاومة تضع الشروط وتقصف تل ابيب، وهنا يجب ان يحضر من جديد دون مجاملات دور ايران وسوريا، وانا اقول من لم يشكر المخلوق لا يشكر الخالق، وبالشكر تدوم النعم. العرب يعترفون بحصارهم غزة، العروبة الحقيقية ان تملك الدول العربية جرأة ارسال السلاح الى غزة، وقال آخر ايام حرب عناقيد الغضب كان يراهن الصهاينة على انتهاء مخزون الصواريخ لدى المقاومة في لبنان، وهذا ما يراهن عليه الاسرائيلي اليوم في غزة، اليوم من أوجب الواجبات فتح الحدود وإرسال السلاح بدل ارسال السلاح الى سوريا.

وتعليقا على قول الوزير العربي الخليجي إن اغلب العرب اصبحوا نعاجا، قال السيد نصرالله هذا يصح عليكم فقط ولكن يوجد في لبنان وفلسطين أسود وأبطال، "كل واحد يحكي عن حالو، الذي يرى نفسه نعجة فليتكلم عن نفسه"، نعم هناك في العالم العربي نعاج، هناك حكومات وصحافيون وسياسيون نعاج، ولكن طوال ستين عاما كان هناك حركات مقاومة وستبقى، واما النعاج فسيذهبون الى حيث تذهب النعاج، اما الاسود فهم الذين سيصنعون النصر، ومستقبل هذه الامة والمنطقة هو مستقبل المقاومين الابطال وليس مستقبل النعاج. وسخر السيد نصر الله من تصريحات بعض المعارضين السوريين الذين اعتبروا ان اسرائيل تعاقب حماس التي خرجت من المحور الايراني السوري.

السيد نصر الله ختم بالتأكيد أن الجمهوريةالاسلامية الايرانية وسوريا وحزب الله لن يتخلوا عن غزة وسنبقى الى جانبهم في معركة واحدة ضد الصهاينة.


فيما يلي نص الشق السياسي من كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في الليلة العاشورائية الخامسة (الاثنين 19-11-2012) في مجمع سيد الشهداء (ع) في الرويس


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين، أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

السلام عليك يا سيدي ومولاي، يا أبا عبد الله الحسين، يا ابن رسول الله، وعلى جميع الأرواح التي حلّت بفنائكم، عليكم مني جميعاً سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم.
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.

إخواني وأخواتي، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.

كما في الليالي السابقة، أود في البداية أيضاً أن أتحدث قليلاً عن تطورات غزة وبعدها أنتقل إلى موضوع حديثي الليلة.

حتى اليوم ما زلنا نشهد صمود المقاومة وثباتها وردودها الجريئة والقوية وأيضاً ـ وهو مهم جداً ـ نشهد تمسكها بشروطها التي طرحتها.

الإسرائيلي اليوم، نتيجة المأزق الذي وضع نفسه فيه، يبحث عن وقف إطلاق نار وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل ارتكابه لجريمة اغتيال القائد الشهيد أحمد الجعبري، ولكن المقاومة الفلسطينية ترفض هذا الحل وتطرح شروطها التي باتت معروفة وتحدث عنها العديد من قادة هذه المقاومة.

في المقابل، في المشهد الإسرائيلي، نلحظ أن بنك الأهداف الإسرائيلي إما أنه انتهى وإما شارف على النهاية، مثل ما حصل في الأيام الأربعة أو الخمسة الأولى في حرب تموز في لبنان. مهما يتحدث عن بنك الأهداف فقد انتهى. الآن هناك أهداف يعاد قصفها مرة ثانية وثالثة ورابعة في قطاع غزة كما حصل في لبنان، هل تذكرون؟ كان هناك أهداف وأبنية تم قصفها مرة واثنتين وثلاث وأربع، عندما شارف بنك الأهداف على النهاية وكانت الصواريخ ما زالت تنطلق من غزة وتستهدف عمق الكيان المحتل الغاصب. وماذا هناك خيارات أمام الإسرائيلي؟

من هنا بدأ الإسرائيلي منذ يوم أمس بالعودة إلى طبيعته الإجرامية والوحشية. هو حاول أن يصوّر للعالم في الأيام الأولى أنه يضرب أهدافاً محددة ونقطوية، وأنه يتجنب المدنيين. ولكن منذ الأمس بدأت عمليات القصف تؤدي - وبشكل واضح ومستهدف - إلى قتل أعداد كبيرة من الأطفال والنساء والمدنيين.

هذا انما يعبّر عن فشل العملية العسكرية في تحقيق أهدافها، ويعبّر عن طبيعة العدو الاسرائيلي، ويعبّر عن حاجة الإسرائيلي أيضاً إلى هذا النوع من القتل، من أجل الضغط على قيادة المقاومة في قطاع غزة وعلى أهلها وعلى شعبها الذي يؤيد هذه المقاومة ويؤيد شروطها من أجل التنازل عن هذه الشروط، يعني نذبح أطفالكم ونذبح نساءكم وندمر بيوتكم من أجل أن تتراجعوا عن شروطكم المحقة والطبيعية.

لكن كما هي عام 2008/2009 في غزة، كما هي تجربة لبنان، الحمد لله المقاومون وشعب المقاومة ورجال المقاومة وقادة المقاومة تجاوزوا هذه المرحلة التي يمكن الضغط عليهم من خلال التهويل، من خلال استخدام الدول والحكومات، حتى الصديقة، أو من خلال قتل النساء والأطفال والمجازر، وكان دائماً هذا الأسلوب يرتدّ على العدو ويؤدي أكثر من أي وقت مضى إلى إخفاقه في تحقيق اهدافه.

يبقى الموقف العربي. في الليلة السابقة، وعندما كنت أتحدث، كان وزراء الخارجية العرب مجتمعين، قلنا إننا لا نريد أن نستبق الموقف، ولنرَ البيان الذي سيصدر عن وزراء خارجية الدول العربية، خصوصاً أنه منذ بداية العدوان على غزة هناك نقاش في العالم العربي، في الفضائيات العربية، عند النخب السياسية، عند الشعوب، أنه هل يوجد شيء قد تغيّر في العالم العربي بعد الربيع، بعد الثورات العربية، أو لا يوجد شيء قد تغيّر. هناك أكثر من وجهة نظر في هذا الموضوع.

لكن لما نرى البيان، وأنا اليوم قد رجعت وجلبت البيان الصادر في آخر اجتماع، يعني من يومين، لوزراء خارجية الدول العربية، وراجعت البيان المتعلق بوزراء الخارجية العرب بعد العدوان الاسرائيلي على غزة 2008 وقد اجتمعوا في 2009، راجعوا البيانين.. بيان عام 2012 هو نسخة طبق الاصل عن بيان 2009 هو بنفسه، تنديد وادانة ودعم وتعاطف وإشادة ومطالبة العالم والدول ومجلس الامن، نعم هناك نقطتان جديدتان ولكن انظروا اليهما:

النقطة الأولى الجديدة هي دعوة الدول إلى الالتزام بوقف كل أشكال التطبيع مع إسرائيل، يعني الدعوة الى تحصيل حاصل، لأنه أين يوجد الآن تطبيع مع إسرائيل؟ من يقوم بالتطبيع مع إسرائيل؟ الأمور الآن متوقفة. أيضا هذا القرار اتخذته الدول العربية سابقاً، ويوجد اناس غير ملتزمة به، يقومون بدعوتهم للالتزام به.
أيضا بعد كل الأمور التي حصلت في غزة وهذا العدوان الذي ابتدأه الإسرائيلي، آخر شيء تم تكليف لجنة مبادرة السلام العربية التي تمت في بيروت، بأن تعاود الاجتماع لدراسة الموقف، لإعادة تقييم الموقف العربي إزاء مجريات عملية السلام المعلنة من مختلف جوانبها.

هذا الذي صدر من العالم العربي بعد الربيع العربي، وهل نحن كنا نتوقع أكثر من هذا؟

كلا، نحن كنا نأمل وما زلنا نأمل ولكن لم نكن نتوقع، لم نكن نتوقع، لأن القصة كانت واضحة منذ الأول (البدايات). اليوم الدول العربية المطلوب أن تقف الى جانب غزة، أن تساند غزة، أن تدعم غزة، أن تسلّح غزة، لا أن تعمل وسيطاً بين العدو الإسرائيلي وبين غزة.

هذا هو المؤمل، هذا هو المتوقع، واسمحوا لي بأن أتكلم اليوم كلمتين، قبل أن أذهب إلى موضوعي الأساسي.

الواضح أن الدول العربية بالأعم الأغلب تنفع بأن تعمل "هلال أحمر" فقط. دواء وإسعافات، ونزور الجرحى والمرضى في المستشفيات، والحاجات الانسانية، يعني ماذا؟ يعني هلال أحمر، يعني لا يوجد قرار سياسي، لا يوجد كيان سياسي، لا يوجد إرادة سياسية، لا يوجد قيادة سياسية، لا يوجد وجود سياسي، يوجد هلال أحمر. وينفعون أيضاً كمشيعي جنائز، وهلال أحمر، ونقيم فواتح.

الموقف الحقيقي والجدي، قلنا ماذا يتطلب من العرب، لكن العرب أين وهذا الموقف المطلوب من العرب في الدفاع عن غزة أين؟

استوقفني، كوني رأيت بعض الردود، كان هناك حقيقة موقف يتوقف عنده، طبعا انا لا أحكي هذا فقط للتعبير والإدانة والتعجب، كل هذا فيه عبرة للفلسطينيين وهم يكملون معركتهم وعبرة لنا نحن اللبنانيين.

طبعاً، نحن قد تعلمنا الدرس منذ زمن منذ عام 1982 و"نحن حافظين" لدرس الدول العربية، في عام 2006 حافظينه والحمد لله لم نصب بخيبة أمل لأنه لم يكن لدينا أمل، لم يحدث عندنا إحباط لأنه ليس لدينا توقعات منهم، هل تذكرون في الأيام الاولى؟ أنا تحدثت بالحرب، كنت أقول للعرب لما سئلت: ماذا تريد من الدول العربية؟ قلت لا شيء. قلت نريد شيئاً واحداً هو أن "يحلّوا عنا"، ونحن في مستقبل الأيام أيضاً، أعاود كلامي، نحن من الدول العربية أيضا لا نريد شيئاً (بس بدنا يحلّوا عنا).

هم في لبنان وسوريا وفي المنطقة يتآمرون يتواطأون، مثلما تآمروا على فلسطين وعلى غزة، والشاهد وزير خارجية إحدى الدول العربية وإحدى الدول الخليجية.
أنا لا يناسبني أن أدخل في الأسماء. نقل عنه في وسائل الإعلام الكلام التالي:
يقول: لا يجب إعطاء الفلسطينيين أكثر مما نستطيع عمله. هو منصف وواقعي. يعني (ما تكبروا الحجر) على الفلسطينيين، ما تكبّروا آمالهم، لأنه في آخر المطاف سوف يُحبطون.

الذي نقدر بأن نفعله نعدهم به، وأن المساعدات التي تعهد بها العرب لتقديمها إلى الإخوة الفلسطينين لن يتم تقديمها، مشيراً إلى أن بعض العرب قد ساهموا في الحصار الذي وقع بحق إخواننا في قطاع غزة، هذا اعتراف جيد.

عندي سؤال، سؤال كبير اليوم يطرح نفسه، رغم الحصار الذي قام به بعض العرب ـ ومفهوم من هم بعض العرب ـ كيف وصل هذا السلاح إلى غزة؟ كيف وصل فجر 5 إلى غزة؟ كيف وصلت صواريخ غراد إلى غزة؟ كيف وصلت صواريخ ضد الدروع إلى غزة؟ من كورنت وغيرها؟ كيف وصلت صواريخ ضد الطائرات إلى غزة؟ ومن أرسلها ومن أوصلها؟

هذا اليوم يحتاج لتوقف، هذا اليوم يحتاج لسؤال كبير. قبل أن نتكلم عن الدول التي تصدّر لنا الادوية وتقدّم لنا المال، دعنا نرَ من الذي مكّن غزة اليوم أن تقف على قدميها وأن تثق ـ بعد الله ـ بنفسها وتقاتل وتصنع المفاجآت وتقصف تل ابيب وتقصف القدس، وتطلق النار على الطائرات وعلى البوارج وتدمّر الآليات الإسرائيلية؟

إن العرب معترفون بأنهم حاصروا غزة. وهنا يجب أن يحضر من جديد ومن دون مجاملات دور الجمهورية الإسلامية في إيران ودور سوريا في هذا الموضوع.
وأنا أقول للجميع من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق، وبالشكر تدوم النعم، ولئن شكرتم لأزيدنكم. ولكن الله سبحانه وتعالى في القرآن يقول إن القليل من العباد هم الذين يشكرون.

العرب اليوم يعترفون بهذا الحصار، وبأنهم حاصروا غزة، بل أكثر من هذا، هو نفسه يقول إن الدول العربية ساهمت بشكل كبير بحصار غزة على المستويات كافة، سواء براً بحراً وجواً، مشيراً إلى أن الوضع يتطلب قراراً سياسياً حكيماً بإجراءات سليمة، أموال، ودواء، القليل من المواقف السياسية.

التحدي الحقيقي، العروبة الحقيقية، الإسلام الحقيقي، هو أن تملك كل الدول العربية جرأة أن ترسل السلاح اليوم وقبل غد إلى غزة.

الإسرائيلي يراهن على أن صواريخ غزة تقف لوحدها وتنتهي. إن تذكروا ـ أيها الإخوان والأخوات ـ خلال عناقيد الغضب 1996، طبعاً في تلك الأيام كان لدينا كاتيوشا ولم يكن لدينا أكثر من ذلك، وكان في ذلك الوقت بدايات "فجر ـ ثلاثة" و"فجر ـ خمسة" ولم نستخدمها في ذلك الوقت. وكان لدينا عدد من صواريخ الكاتيوشا وبقيت الحرب لمدة ستة عشر يوماً، وأنا أذكر أنه في آخر أيام الحرب ماذا كان يقول شيمون بيريز، وكان في وقتها رئيساً لحكومة العدو.

كان يقول: نحن نراهن على انتهاء مخزون الصواريخ لدى المقاومة اللبنانية.

اليوم، الإسرائيلي يراهن على انتهاء مخزون الصواريخ عند المقاومة الفلسطينية، ومن أوجب الواجبات فتح الحدود وإيصال المزيد من الصواريخ إلى المقاومة الفلسطينية في غزة، لأن هذا رهان إسرائيل.

أين العرب الذين يدفعون الأموال ويرسلون السلاح ويشترون السلاح ويرسلون السفن المليئة بالسلاح للمقاتلين المعارضين في سوريا، ولكنهم لا يجرؤون أن يرسلوا طلقة ـ طلقة واحدة ـ إلى غزة. لماذا؟ لأنه هناك توجد إسرائيل، لأنه توجد الإدارة الأمريكية، لأن الـ CIA سوف تطالبهم. هذا هو التحدي.

ثم ورد في كلام هذا الوزير عبارة لا يحسن السكوت عليها ـ وهو يعتبر نفسه يستطيع أن يتكلم بما يشاء، ولا أحد يعلق لأنه لديه الكثير من المال ـ وهي أن أغلب العرب أصبحوا نعاجا.

لا حبيبي...! إذا أنتم أصبحتم نعاجاً، لكم ما تريدون، ولكن هناك في فلسطين وفي لبنان وفي الكثير من بلدان العالم العربي ليوث وأسود وأبطال. كل شخص يتكلم عن نفسه، والذي يرى نفسه نعجة ليقل عن نفسه إنه نعجة، لكن لا يحق له أن يخرج ليقول ‘ن أغلب العرب أصبحوا نعاجا، أبدا.

نعم يوجد في العالم العربي نعاج، صحيح، معه حق، لكن ليس أغلب العرب نعاج.

هناك حكومات نعاج، هناك قيادات سياسية نعاج، هناك إعلاميون نعاج. يوجد هؤلاء الذين يتكلم عنهم.


لكن أكثر من 62 سنة من الصراع العربي ـ الإسرائيلي ومن التآمر الدولي والتآمر العربي الرسمي وتخلي الحكومات العربية، أغلب الحكومات العربية، عن فلسطين وعن لبنان وعن الأراضي العربية المحتلة، بقيت شعوبها تقاوم وتضحي وتصنع الانتصارات وتصنع الانجازات وتقدم الدماء، وبقيت فلسطين والقدس والقضية الفلسطينية في قلبها وفي وعيها وفي وجدانها، في ضمائرها، في حياتها وستبقى.

أما النعاج فسيذهبون إلى حيث يذهب النعاج، وأما الليوث والأبطال فهم الذين سيصنعون مستقبل هذه الأمة، كما صنعوها في مقاومة لبنان فصنعوا انتصاراً تاريخيا عام 2000 وعام 2006، وكما صنعوها في غزة وأخرجوا المحتل من غزة ودافعوا عنها في 2009، واليوم يدافعون عنها.

هذا هو مستقبل المنطقة، مستقبل منطقتنا هو مستقبل الأطفال الصامدين المقاومين وليس مستقبل النعاج.

هناك موضوع، شاهدت في إحدى وسائل الإعلام يتكلمون عنه، وهناك بعضهم من يتكلم بكلام تافه ـ اسمحوا لي أن استخدم هذا التعبير ـ لقد شاهدت أحد قيادات المعارضة السورية يقول إن هدف إسرائيل ـ هذا غير الذي تكلمت عنه في الليلة الأولى، في الليلة الأولى كان هناك قيادات عربية خرجت لتقول إن هدف إسرائيل من العدوان على غزة هو صرف الأنظار عما يجري في سوريا والأمر ليس هكذا ـ لكن خرج كلام أسوأ وأسخف وأتفه يقول إن هدف إسرائيل من العدوان على غزة هو معاقبة ـ أنظروا إلى العقل، الى الجنون، الحقد، الضغينة التي تكلمت عنها في ليلة من الليالي الماضية ـ إن هدف إسرائيل من الهجوم على غزة معاقبة حماس لأنها خرجت من المحور الإيراني السوري الحزب اللهي.

ما شاء الله عليك شو عبقري!!! هنالك الكثير من أمثاله العبقريين في المعارضة السورية، هناك الكثير من العباقرة، أن إسرائيل تعاقب حماس لأنها ـ هو تكلم عن حماس طبعا ـ هي تعاقب حماس والجهاد الإسلامي وكل فصائل المقاومة الفلسطينية وأهل غزة، هو لا يرى هذا.

تبيّن مع هذا العبقري أن إسرائيل تعاقب حماس لأن حماس بظنه أنها تركت إيران وتركت سوريا وتركت حزب الله وخرجت من محور المقاومة، بظنه، وهو ليس كذلك، فإسرائيل تأتي اليوم لمعاقبتها.

هل يوجد من في رأسه القليل من العقل والقليل من الفهم يقدر الموقف بهذه الطريقة؟

على كلّ، يقال أشياء كثيرة هذه الأيام، ولكن أنا أحببت أن أقول لكم إن الجمهورية الإسلامية في إيران ومعها سوريا ومعها حزب الله لم يتخلوا عن غزة وعن قطاع غزة وعن أهل غزة، وكما كنا معهم في كل السنوات الماضية سنبقى معهم، إلى جانبهم، ونحن هنا نقوم بواجبنا الإلهي والديني والأخلاقي والوطني والقومي والإنساني، ولو اختلفنا هنا أو هناك في موقف سياسي معين، أو في تقييم موقف سياسي معين.
أصلاً، المعركة الأساسية هي هذه المعركة، وهي التي تلزم الجميع أن يقفوا إلى جانب بعضهم البعض وأن لا يتخلوا أحدهم عن الآخر.

20-تشرين الثاني-2012
استبيان