رأى نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، أن معارك غزة اليوم فصل جديد من فصول المواجهة مع العدو الإسرائيلي، لافتاً إلى أن "إسرائيل" أرادت من خلال هذا العدوان الأخير، أن ترسم معادلة ردع جديدة داخل فلسطين، تؤدي إلى أن تقتل "إسرائيل" وأن تصفي القيادات الفلسطينية من دون ردة فعل من المقاومة الفلسطينية البطلة الشريفة، ولكن فوجئت إسرائيل أنهم عندما قتلوا القائد الجعبري وقصفوا بعض المراكز، انطلقت صواريخ فجر 5 لتصل إلى تل أبيب، وانطلقت صواريخ أخرى لتطال عدة مستوطنات وأماكن في جنوب فلسطين، وهذا يحصل لأول مرة.
وفي كلمة ألقاها خلال إحياء الليلة السادسة من ليالي عاشوراء في منطقة الأوزاعي، أضاف الشيخ قاسم "لأول مرة تصل صواريخ المقاومة الفلسطينية إلى القدس وإلى تل أبيب، ولأول مرة يبرز أن الردع الإسرائيلي محدود جداً، بل هو أضعف من أن يكون قادراً على فرض معادلة جديدة، وبدأ الإسرائيلي يهول من أنه سيقوم باجتياح بري من أجل أن يضغط على الفلسطينيين، ولكن أجابته المقاومة الفلسطينية والمجاهدون الشرفاء هناك بأنهم سيستمرون في القتال حتى النصر أو الشهادة، فوقعت إسرائيل في حيرة، الآن إسرائيل هي التي تبحث عن الحل".
وأكد سماحته أن قدرة الردع الإسرائيلية اهتزت داخل فلسطين، فلا تستطيع إسرائيل أن تدعي أنها ترعب الفلسطينيين أو تفرض شروطها أو تقوم بما تريد، ويستطيع الفلسطينيون الآن أن يقولوا بأن مقاومتهم استطاعت أن تضع حداً لإسرائيل وأن تمنعها من تحقيق أهدافها ومن الوصول إلى ما تريد، وشدد على أن ما يحصل اليوم في غزة إنجاز كبير، إنجاز ليس للفلسطينيين فقط إنما إنجاز لكل محور المقاومة لأن أي انتصار للمقاومة في لبنان وفي فلسطين في أي موقع من المواقع هو انتصارٌ لكل المحور، وأي حصار للمقاومة في لبنان أو في فلسطين هو حصار لكل المحور.
وتابع "ولذلك عندما يُقال أن الفلسطينيين ربحوا هذا يعني أن حزب الله ربح، وإيران ربحت، وسوريا ربحت، وكل من يؤمن بالمقاومة من شعوب المنطقة العربية والإسلامية هؤلاء ربحوا، كما ربح الجميع عند هزيمة إسرائيل في عدوان تموز 2006، وكما ربح الجميع في صد عدوان إسرائيل على غزة في سنة 2008 – 2009، اليوم تستطيع كل القوى والجهات التي تسير خلف المقاومة وتؤيدها أن تقول بأنها ربحت مع المقاومة، لأن هذه المقاومة الشريفة عندما تربح إنما تربح من أجل الحق، ويربح معها كل داعمي الحق".
وأوضح الشيخ قاسم أن "ما يحصل في غزة هو نموذج عن العدوان الإسرائيلي الذي لا يحتاج إلى ذريعة، وتعلمون كيف بدأ العدوان، إسرائيل كانت تقول بأنها غداً ستثبت الهدنة وسنرى ما هي التفاصيل التي تساعد كي لا يكون هناك توتر بين غزة ومحيطها، تبيَّن أنهم كانوا يخدعون الفلسطينيين حتى يطمئنوا أن الغد هو موعد تطبيق هدنة أو حالة من الرخاء، وإذ بهم يبادرون بقتل الشهيد القائد الجعبري، ويقومون ببعض الاعتداءات".
وختم بالقول "وهذا دليل على أن إسرائيل لا تحتاج إلى ذريعة لتعتدي، وقيام إسرائيل بالأصل قائم على العدوان والاعتداء والاحتلال، لذلك عندما تجد أن الوقت مناسب لها لتعتدي تعتدي ، ولكن الحمد لله تعالى هنا فكرت إسرائيل أن مصلحتها أن تعتدي في غزة فوقعت بالفخ، وفوجئت بردود الفعل، لذلك اليوم أي حل سينتج سيكون لمصلحة المقاومة الفلسطينية المجاهدة، لأنهم في الواقع فرضوا على إسرائيل خطوات لم تكن إسرائيل معتقدة أو مقتنعة بها".