أبو زينب : وفد حزب الله لقي حفاوة فاتيكانية خاصة وتبلغ إرتياحا لمشاركته في حفل تنصيب الكاردينال الراعي
هلال السلمان - موقع العهد الاكتروني
شكلت مشاركة حزب الله بحفل تنصيب الكاردينال بشارة الراعي في الفاتيكان في الخامس والعشرين من الجاري ، من خلال الوفد الذي ضم عضو المجلس السياسي غالب أبوزينب ، وعضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض ، علامة لافتة ، "كونها المرة الاولى التي تحصل بشكل رسمي ومباشر" .
وقد "لاقت هذه المشاركة إرتياحا كبيرا لدى الدوائر العليا في حاضرة الفاتيكان ، وترجمت حفاوة بالوفد الذي تبلغ سرور الدوائر المعنية بهذه المشاركة وتقديرها لها ، وهو الامر الذي عكسه أيضا البطريرك بشارة الراعي ورئيس الجمهورية ميشال سليمان .
ويقول عضو الوفد غالب ابو زينب في مقابلة مع موقع " العهد " إن مشاركة حزب الله في حفل تنصيب الكاردينال الراعي تعكس نوعا من المشاركة الوطنية لأن لقب "الكاردينال" الذي حصل عليه البطرك الراعي هو في الواقع يضاف الى رصيد لبنان وهو لكل اللبنانيين ، ويلفت الى علاقة مستمرة مع الفاتيكان من خلال السفير البابوي في لبنان ، ويوضح ان هناك رؤية مشتركة بين الجانبين للعديد من تطورات المنطقة خصوصا التعايش بين الاديان والحفاظ على الوجود المسيحي ، ويقول إن الحوار بيننا وبين بكركي هو حوار تواصلي وتفاعلي يومي ، وجزء آخر له علاقة بالمسائل الاساسية التي تهم الطرفين حول قضايا لبنان الجوهرية والمحيط ، وبالتالي هي حركة مستمرة ونحن في هذه العملية قطعنا شوطا كبيرا في فهم كل طرف للطرف الآخر .
وفيما يلي نص الحوار الذي أجراه موقع "العهد" مع عضو المجلس السياسي في حزب الله غالب ابو زينب :
س : ماهي دلالة مشاركة وفد من حزب الله في حفل تصيب الكاردينال بشارة الراعي في الفاتيكان ؟
ج : حزب الله لبى دعوة البطريرك بشارة الراعي للمشاركة في حفل التنصيب حيث تلقينا دعوة بذلك خلال زيارة وفد من حزب الله الى بكركي برئاسة رئيس المجلس السياسي السيد ابراهيم امين السيد ، وحزب الله كان حريص على تلبية الدعوة لان المشاركة تعكس نوعا من المشاركة الوطنية لان لقب "الكاردينال" الذي حصل عليه البطرك الراعي هو في الواقع يضاف الى رصيد لبنان وهو لكل اللبنانيين ، ومن منطلق العائلة الواحدة في لبنان تعاطينا مع هذا الموضوع ، كانت هذه المسألة ضرورية للمشاركة في الحفل لأنه يشكل محطة من الاعتزاز بلبنان واعتزاز اللبنانيين بما يحصل عليه لبناني منهم هو الكاردينال الراعي .
س :هل كانت هناك محادثات جانبية من قبل الوفد مع مسؤولين في الفاتيكان على هامش حفل تصيب الراعي ؟
ج : بالنسبة لنا لم تكن المناسبة لا جراء حوار وبقيت الزيارة محصورة في إطارها الخاص ضمن مشاركة اللبنانيين في حفل تنصيب البطرك ، والوقت لم يكن يسمح بذلك ، أما العلاقة مع الفاتيكان بشكل عام فهي تسير في إطارها الطبيعي من خلال العلاقة التي يقيمها حزب الله مع السفير البابوي في لبنان وبالتالي هي علاقة طيبة ومستمرة ، وتشهد جلسات حوار من فترة لأخرى وبالتالي اي تطور يأتي ضمن الاطار الطبيعي لهذا الموضوع ، لكن ما كان يميز هذه الزيارة إضافة لكونها واجبا نقوم به كجزء من العائلة اللبنانية حيث نعتبر انفسنا معنيين بشكل كبير ، هو اهتمام الفاتيكان بوفد حزب الله والحفاوة التي لقيها من قبل المنظمين ، وأبلغنا عن سرور كبير من قبل المعنيين في حاضرة الفاتيكان لمشاركة وفد من حزب الله وحرصهم على هذه المشاركة وإبرازها بشكل كبير ، أضف الى ذلك ، الود الذي كان ملفتا من قبل الكاردينال الراعي تجاه الوفد ، وكذلك من كل الموجودين المعنيين بهذه المناسبة بمن فيهم فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان .
س: أين تلتقي رؤية حزب الله ورؤية الفاتيكان تجله ما يجري من تطورات في لبنان والمنطقة حاليا ؟
ج : نحن لدينا قراءات في هذا الموضوع ، نلتقي مع الفاتيكان أولا من خلال الارشاد الرسولي ، ومسألة "الشركة والمحبة" التي أطلقها البطريرك الماروني ، ولبنان العيش المشترك والتنوع والذي يشكل نموذجا إيجابيا للأديان وكيفية تعايشها ، أضف الى ذلك ، نحن نتقاسم مع الفاتيكان ضرورة أن نجعل من هذا الانموذج نموذجا ايجابيا ينعكس إيجابا على الواقع العربي والاسلامي لان هناك مخاطر حقيقية في ظل الاوضاع القائمة ، وبالتالي يجب ان نحافظ على هذا العيش ووجود المسلمين والمسيحيين في هذه المنطقة لان هناك من يسعى الى إخراج جزء من ابناء هذه المنطقة من أصل وجودهم ، وهناك من يسعى لإيجاد حروب طائفية ومذهبية وتشظي المنطقة الى حارات مذهبية ، كل هذه المخاطر التي يسعى اليها البعض والتي يستفيد منها العدو الاسرائيلي ويرتاح لوجودها الغرب وخصوصا الادارة الاميركية ، كل هذا محط فهم مشترك وقلق وعمل مشترك لمنعه ومنع الفكر الاقصائي والالغائي الذي يمارس ويحاول ان يدمر هذه البيئة الايجابية ، وكل هذا مجال عمل مشترك بيننا وبين الفاتيكان ، واعتقد انه مجال واسع جدا لأنه يطال المنطقة الاساسية في العالم ومهبط الرسالات وارض السيد المسيح (ع).
س: كان انطلق حوار بعيدا عن الاضواء بين حزب الله والبطركية المارونية في لبنان ، الى أين وصل ، وهل سنشهد اتفاقا على خطوط عريضة ، خصوصا في ظل العلاقة الجيد القائمة حاليا بين الجانبين ؟
ج : الحوار بيننا وبين بكركي هو حوار تواصلي وتفاعلي يومي بمعنى ما يجري من أمور سياسية في سياق الاحداث المتتالية والموقف منها ، وجزء آخر في المسائل الاساسية التي تهم الطرفين حول قضايا لبنان الجوهرية والمحيط ، وبالتالي هي حركة مستمرة ونحن في هذه العملية قطعنا شوطا كبيرا في فهم كل طرف للطرف الاخر ، وهذا ينعكس على أداء الطرفين ، وكلما كان هناك وضوح في الرؤية وفهم لبعضنا البعض كلما كان هناك توثيق لعرى العلاقة بحيث أن هذه الامور "تُسيّل" في المواقف والعلاقات ، والى أين يمكن أن تصل الامور وهل تكتب أو لا تكتب ؟ ، هذه مسألة رهن بالمستقبل ، لكن الاهم برأيي أن جوهر ما يتم الاتفاق عليه يشكل جزءا من الحركة الدائمة بين الطرفين .