الشيخ قاسم خلال لقائه "الإشتراكي": نؤيد الحوار غير المشروط..ولا يمكن لأي جهة ان تختصر البلد بنفسها
في إطار المبادرة التي أطلقها رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد
جنبلاط من قصر المختارة الاثنين الماضي لملاقاة رئيس الجمهورية ميشال
سليمان في منتصف الطريق واستئناف جلسات الحوار الوطني، حط وفد من الحزب
"التقدمي الاشتراكي" الرحال ظهر اليوم في مبنى كتلة الوفاء للمقاومة بحارة
حريك، لوضع حزب الله في فحوى "المبادرة الانقاذية" ولمناقشة الأفكار التي
أعلن عنها، على ان تستكمل حلقات التشاور مع كافة الافرقاء اللبنانيين
لانقاذ لبنان من المجهول".
اللقاء الذي استغرق أكثر من ساعة، ضم عن حزب الله نائب الامين العام للحزب
سماحة الشيخ نعيم قاسم، وزير الدولة للتنمية والشؤون الادارية، عضو كتلة
الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل، فيما ضم عن الحزب "الاشتراكي" وزراء جبهة
النضال الوطني، اضافة الى أمين السر العام في الحزب ظافر ناصر، ومسؤول
الحزب في الجنوب سرحال سرحال.
وقد كرّر الشيخ قاسم خلال اللقاء موقف حزب الله المؤيد للحوار من دون قيد
أو شرط ومن دون شروط مسبقة، لافتاً الى انه "يمكن النقاش بالموضوعات التي
يتفق على طرحها وتحدد نقاط الاتفاق بل يمكن التوصل الى تنظيم نقاط الخلاف
بما يحفظ مصلحة البلد وتعاون جميع الافرقاء مع بعضهم".
وبحسب بيان صادر عن العلاقات الإعلامية في حزب الله، أضاف سماحته "موقفنا
واضح، لا يمكن لاي جهة مهما بلغ حجمها وتمثيلها أن تختصر البلد بنفسها أو
ان تحتكر التمثيل السياسي والشعبي، ولا يمكن أن يستقر البلد ويرتاح مع أي
محاولة من محاولات العزل لجهات تمثيلية لطوائفها أو مذهبها أو جمهورها".
وأكد نائب الأمين العام لحزب الله ان الحل الوحيد المتاح والفعال والمنتج
هو البحث عن السبل التي تساعد على الحوار البناء، وهذا هو البديل عن الفراغ
أو وضع البلد على سكة المجهول. وختم بالقول "مهما طال الزمن فسيكتشف
المراهنون على التطورات الاقليمية والدولية أن الحوار هو الحل، ولكن بعد
حدوث خسائر يمكن تفاديها الآن".
بدوره، وزير الاشغال والنقل غازي العريضي لفت في مؤتمر صحافي عقب اللقاء
الى انها ليست المرة الأوّلى التي نتناقش فيها مع حزب الله بل اللقاءات
مفتوحة، واصفاً اللقاء بالـ"مفيد"، وشدّد على "ضرورة الحوار حول كلّ
القضايا بدون إستثناء"، لافتاً الى "الرغبة والعمل الجدي للوصول إلى قواسم
مشتركة"، عازياً سبب ذلك إلى "القناعة الثابتة بأنّ الجميع سيعود إلى
الحوار".
وأضاف العريضي ان "العناوين بيننا وبين حزب الله مطروحة سابقاً وسيستكمل
النقاش حولها. يجب البحث بكيفيّة تقليص النقاط المختلف عليها وبلورة الأمور
المتقف عليها لمزيد من النقاش"، موضحاً اننا "سنذهب إلى كلّ القوى
السياسيّة لننقاشها بكل الأمور المطروحة، ومنها القوى التي نختلف معها نحن
أيضا".
وعن إرجاء جلسة الحوار إلى السابع من كانون الثاني، قال العريضي "الجلسة
أُرجئت لأنّ ثمّة من لا يريد أن يأتي إلى الحوار"، مشيراً إلى أنّ
"المقاطعة ليست في مكانها وليست إيجابيّة، ولكن نحترم هذا الحق"، مؤكداً
إنفتاح "التقدّمي" على "كل من يبدي إستعدادا للشراكة"، ولفت إلى "أننا لا
ندعي أننا نحتكر دورا معينا، بل نحن طرحنا الصوت للتلاقي ويدنا ممدودة
للجميع".
وأردف العريضي "لسنا رومانسيين في التعاطي السياسي، ونعرف أن هناك تشابكات
كبيرة ومؤثرات إقليمية على لبنان، ولكن الأمور العالقة في البلد لا علاقة
للخارج بها"، موضحاً ان "ثمة أزمة اقتصادية اجتماعية خانقة كبيرة
لا تنتطر إشارة من هنا أو من هناك، وهي مسؤولية وطنيّة".
ورداً على سؤال حول ما تم تداوله من ان هناك ايعازاً سعودياً لفريق "14
آذار" وبالأخص للرئيس سعد الحريري بمقاطعة الحوار قبل استقالة الحكومة، قال
العريضي " " لسنا في هذا الجو في الفترة السابقة كانت رغبة معلنة من
المملكة العربية السعودية بالذهاب الى الحوار وما يعلنه السفير السعودي في
لبنان هو عدم التدخل بالشان الداخلي اللبناني ودعوة الجميع الى التفاهم
والتحاور بين بعضهم كلبنانيين"، مضيفاً " نحن ننتقل في حركتنا من قناعة
كحزب "تقدمي اشتراكي" نرى المصلحة الوطنية اللبنانية تدفعنا الى مثل هذا
التحرك ولسنا بحاجة جميعا الا الى تحكيم العقل والحكمة والمنطق وتقديم
المصلحة الوطنيّة على أي أمر آخر".