أكّد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين ان " لا قانون انتخابات يضمن حسن التمثيل إلا قانون النسبية"، قائلاً " إن كان المراد من حسن التمثيل، التمثيل الوطني، فالنسبية على مستوى الدائرة الواحدة تؤمن تمثيلاً وطنياً حقيقياً، وإن كان التمثيل المناطقي، فالقانون الذي قدمته الحكومة يؤمن تمثيلاً مناطقياً قائماً على النسبية، وإن كان المقصود تمثيلاً طائفياً فالقانون الأرثوذكسي يؤمن تمثيلاً نسبياً بحسب الطائفة. وعلى اللبنانيين أن يختاروا ما هو التمثيل الذي يريدونه".
ودعا السيد صفي الدين البعض الى التعقل، موضحاً ان "العمل لا زال جارياً لإنجاز قانون الانتخابات النيابية"، مضيفاً "نسمع كثيراً من الكلام وسنرى إلى أين سنصل. لكن في نهاية الأمر، هناك موازين ومقاييس، أنتم تعرفون طريقتنا ورأينا في هذه الأمور، يجب أن يخضع البلد في أموره لموازيين ومقاييس، وليس لأهواء ومشتهيات وتخيلات وهواجس. للأسف البلد يقاد تحت عنوان الهواجس".
كلام السيد صفي الدين جاء خلال رعايته احتفالاً تكريمياً للفائزين في المسابقة السنوية الخامسة عشرة لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره والفائزين في الدورات المركزية الذي أقامته جمعية القرآن الكريم للتوجيه والإرشاد وبلدية الغبيري في قاعة الجنان- طريق المطار بحضور مدير عام الجمعية الشيخ علي عارف، رئيس اتحاد بلديات الضاحية محمد سعيد الخنسا ومديرو الجمعية في المناطق اللبنانية وشخصيات بلدية وتربوية واجتماعية ورجال دين وشخصيات، حيث شدّد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله على أن" البلد لا يبنى ولا يؤسس على قاعدة الهواجس ودفع الهواجس، وإنما يبنى ويؤسس على قاعدة المقاييس والموازين"، لافتاً الى ان" هناك تحديات كثيرة يجب أن نواجهها بقوة، كما واجهنا ما مضى من تحديات في السابق، ونحن على ثقة تامة أن التحديات الكبيرة التي نواجهها سوف ننتصر فيها، وهذا وعد الله عز وجّل".
تزلزل في صفوف أميركا وكيان العدو وتقدم لمشروع المقاومة
وفي معرض حديثه عن واقع المنطقة، اعتبر رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله انها اليوم تواجه تحديات وخيارات عدة: الخيار الأول، في ظل التغيرات التي تحصل وهي تغيرات هامة واستراتيجية وتاريخية. فأميركا التي كانت قد سيطرت هي والغرب ومعهما الكيان الصهيوني على مقدرات هذه الأمة يواجهون قلقاً، ويواجهون تزلزلاً وتضعضعاً، وهذا التزلزل قد بدأ منذ بزوغ فجر الانتصار الكبير للثورة الإسلامية على يد العبد الصالح العارف بالله الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه. ومنذ ذلك الوقت شعرت أميركا بالتزلزل، لكن ما تشعر به الآن أنها أصبحت قريبة جداً من أن تخرج من هذه المنطقة بلا أية قوة تجعلها قادرة على الهيمنة من جديد على منطقتنا ومقدراتها".
وأضاف السيد صفي الدين "الإحتمال الأول هو أن تسعى أمريكا لتعود للسيطرة على المنطقة كما كانت، ونعتقد أن هذا لن يحصل أبداً. ليس بإمكان الولايات المتحدة الأميركية أن تجبر الكسر الذي حصل وأن تعوض الضعف الذي أصبح واضحاً وبيناً في قدرتها على مستوى المنطقة. أنا لا اقول أن أميركا انتهت في المنطقة، هي موجودة عبر عملائها وعبر سلاحها وعبر سيطرتها العسكرية الجوية وفي البحار وعبر الإعلام، لكن هذه القدرات العسكرية والإعلامية والسيطرة المختلفة ليست كما كانت في السابق، هذا في الحد الأدنى، بل انها تتعرض لأصعب مراحل المواجهة والإخراج من المنطقة".
وبحسب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله فإن" الأمر الثاني أن تُغرق أميركا والغرب المنطقة بالخلافات والفتن، وهذا ما يفعلونه الآن ويعملون عليه وكل هذا الدمار الذي حصل ويحصل وأخيراً في سوريا، كل هذه الفتن المذهبية وهذا التحريض الطائفي الذي لم نشهد له مثيلاً في السابق كل هذا بفعل الولايات المتحدة الأميركية، ومن يظن أنه خارج عن إرادة أميركا والغرب هو مخطئ. صحيح أن هناك جهلة من الحكّام وأن هناك قاصرين من بعض السياسيين كما هو حاصل في لبنان، وان هناك جهلة وقاصرين وعملاء وأشخاصاً يعملون لمصلحة الأميركي، هم الذين ينفذون هذه المشاريع، إلاّ اننا نراهم اليوم يحرّكون كالدمى في العراق وسوريا، وفي كل المنطقة من أجل أن يأخذوا المنطقة إلى الفتنة المذهبية القذرة".
وتابع السيد صفي الدين "الخيار الثالث وهو الذي سيتحقق بإذن الله تعالى أن يتقدم مشروع المقاومة على الرغم من الصعاب وهي ليست أول صعاب وضعت في وجه هذا المشروع. منذ أكثر من ثلاثين عاماً لم يتركوا أمراً إلا ووضعوه في طريق هذا المشروع المقاوم، لكن على مدى أكثر من ثلاثين عاماً لم يكن هناك مشروع يعرقل سير وخطوات تقدم مشروع المقاومة إلا وتمكنت المقاومة من هدمه وكسره وسحقه، وهذا ما سيحصل في كل العراقيل الحاضرة والآتية بإذن الله تعالى. ويعني ذلك أن قوة الغرب في منطقتنا إلى اندحار وأن الكيان الصهيوني إلى زوال، هذه حقيقة اهتدينا إليها بالقرآن الكريم منذ أن فتح الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه قلوبنا وأعيننا وعقولنا على حقائق هذا الاسلام المحمدي الأصيل. عرفنا من القرآن، وعرفنا من التاريخ وعرفنا من الدين وعرفنا من التجربة أن الأمة التي تحمل سيف الحق وتجاهد وتتقدم في عطاء الشهداء والتضحية على طريق الثبات دون أي اهتزاز ودون أية هوادة ستحقق هدفها، ولأننا قاومنا على بركة الله عز وجّل، رأينا بأعين قلوبنا كما نرى اليوم بالانتصارات التي تحصل أن "إسرائيل" إلى زوال، وسوف ينتصر هذا المشروع المقاوم، هذا هو الواقع، هذه هي الحقائق التى نراها".
من راهن على انهيار النظام في سوريا خسر
وفي الشأن السوري، قال سماحته " عرفنا الكثير من الأمور التي لم يعرفها الآخرون، كنا دائماً نقول لهم: أنتم تخطئون، وأنتم في طريق التيه والضلالة والضياع، ومن جملة ما تحدثنا عنه خلال السنتين الماضيتين، قلنا لهم : أنتم تراهنون على سراب وعلى خيال، وهذه ليست أول مرة، في تموز 2006 قلنا لهم أنتم تقومون بتضييع الوقت، وما بعدها وقبلها وفي كل هذه المراحل كان هناك مجموعة من اللبنانيين ومن بعض العرب كانوا تدغدغهم الأحلام ويأملون ويمنون أنفسهم بأن خيار المقاومة في المنطقة سيسقط، بالضربات العسكرية وبالعدوان على المقاومة في لبنان، على المقاومة في غزة، بالحصار على إيران وعلى سوريا، والضغط على سوريا والضغط على المنطقة، كنا نقول لهم أنتم تتوهمون، هذه المقاومة التي بدأت هي أقوى وأصلب وأعظم وأكبر بكثير مما تعرفون، أنتم لا تعرفون إلا القليل القليل، وبالتالي أنتم بالمقاومة وحقائقها وثقافتها ورسوخها، أنتم جاهلون".
وأوضح رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله انه " اليوم وبعد سنتين كل الذين راهنوا على أن النظام في سوريا سوف ينتهي، تحدثوا عن أيام وأسابيع وأشهر، كل ما يأتي (مسؤول) غربي ويجلس معهم، يعدهم (أن النظام سيسقط) الشهر المقبل والشهر الذي يليه والشهر الذي بعده، مضت سنتان ( ولم يسقط النظام) إلى كل هؤلاء ، إلى كل من راهن على انهيار النظام في سوريا ليؤسس لمعادلة في لبنان وفي المنطقة نقول لهم قد خسرتم الرهان، والدليل أن النظام في سوريا ما زال قوياً وقادراً على الصمود والمواجهة، ولم تتمكن كل الضغوطات أن تسقط هذا النظام، ولذا نقول لكل من يحلو له في لبنان أن يرتب مواقفه السياسية على قاعدة أن النظام باق أو ليس باقياً، أنتم تعرفون، نحن من البداية كنا نقول لهم: يجب أن تعالج الشؤون اللبنانية الداخلية بعيداً عن ما يحصل في سوريا ولا يأخذنا أحد اللبنانيين إلى مكان آخر".
الانتخابات النيابية الآتية في لبنان سوف تكون والنظام السوري موجوداً
وفي سياق متصل، أشار سماحته الى ان الواقع هو الواقع، والرهانات خاطئة، متوجهاً بالقول الى كل من رتّب مواقفه في السابق على قاعدة أن الأوضاع في سوريا سوف تؤدي إلى رحيل النظام القائم " أنتم أخطأتم في الماضي، وإذا كنتم تتحدثون عن معادلة سياسية جديدة في لبنان في الانتخابات النيابية وبعد الانتخابات النيابية على قاعدة أنه قد يحصل شيء في سوريا، أنا أقول لكم بوضوح : الانتخابات النيابية الآتية في لبنان وما بعدها من تشكيل حكومات سوف يكون والنظام السوري موجوداً فأجروا حساباتكم على هذا الأساس إن كان هذا الأمر يعنيكم.
بالنسبة لنا، لم نرتب حساباتنا الداخلية أبداً على هذا الأساس، لكن إذا كنتم أنتم مهتمون "فاحسبوا بهذه الطريقة".
كلمة الجمعية: الحافظ للقرآن العامل به مع السفرة الكرام البررة
بدوره، ألقى الشيخ طلال المسمار كلمة الجمعية، قائلاً "نحن في جمعية القرآن الكريم أخذنا على أنفسنا أن نكون ممن يعملون لتبليغ رسالات الله، وتصدينا منذ ما يقرب من خمسٍ وعشرين سنة، لنشر ثقافة القرآن الكريم في بلدنا الحبيب هذا، نحمل عنواناً كبيراً، ( الحافظ للقرآن العامل به مع السفرة الكرام البررة ) ونحن نسعى لتحقيقه، وليكون إخوتُنا وأخواتُنا وأبناؤنا وبناتُنا أيضاً ممن يشملهم هذا العنوان".
الخنسا: لوضع خطط من أجل تدبر القرآن الكريم وتفسيره
كما شدّد رئيس اتحاد بلديات الضاحية الحاج محمد الخنسا في كلمة له على ضرورة وضع خطط من أجل تدبر القرآن الكريم وتفسيره، آملاً الإستفادة من الأساليب الحديثة وأن يوفق الإعلام في التركيز على هذا الموضوع.
وفي الختام، وزع كل من السيد صفي الدين والشيخ عارف والحاج الخنسا الشهادات والجوائز على الفائزين الـ 200، في حين بلغ إجمالي المشاركين والمشاركات في المسابقة والفائزين في الدورات المركزية 1561، وقدرت قيمة الجوائز الممنوحة بنحو عشرين مليون ليرة لبنانية.